هاري بوتر، للمرة الأخيرة

أعدت قراءة روايات هاري بوتر ووصلت للصفحة الأخيرة من الرواية الأخيرة في الفجر، لم أنم إلا نصف ساعة ربما ولم أرغب في تشغيل الحاسوب، عجيب ما يفعله الجلوس على كرسي والتركيز على القراءة، الكتاب يصبح وجبة شهية ولا أود التوقف عن القراءة.

استخدمت روايات هاري بوتر كمقياس لمدى تقدمي في فهم اللغة الإنجليزية وبهذه القراءة علي أن أبحث عن مقياس آخر لأنني وصلت لحد أفهم فيه كل شيء في هذه الكتب، وفي السنوات الماضية يبدو أنني فقدت شيئاً كان يربطني بهذه الكتب فقد كانت كالمكان الجميل الذي أعود له مرة بعد مرة بحثاً عن الهدوء والأمان وشيء من الثبات في عالم لا يتوقف عن التغير، أقول قرأت الروايات لكن في الحقيقة عشت الروايات وتفاعلت مع أحداثها وكان لي ارتباط بشخصياتها وخصوصاً روبيس هاغريد، لو كان شخصاً حقيقياً لتمنيت لقاءه.

مضت سنوات عديدة منذ قرأت هذه الروايات وتغيرت شخصياً ولم أعد بحاجة للمكان الذي وفرته الروايات، لذلك أقول أنني قرأتها لآخر مرة لكن من يدري لعلي أتوق للعودة لها مرة أخرى في يوم ما.

هناك بعض ما انتبهت له عند قراءتي للروايات: الناس لا يصدقون شيئاً ما لم يحدث أمامهم وحتى بعضهم لا يصدق ما تراه عيناه وبعضهم لا يريد أن يصدق خبراً سيئاً، عودة فولدمورت لم يرها أحد إلا هاري وعودته بعد سنوات من غيابه جعل جزء من الناس ينكرون الحقيقة لأنهم لا يثقون بهاري أو دمبلدور، أو ببساطة لا يريدون تصديق حدث مخيف لأن إنكاره سيكون أسهل لهم إلى أن تضربهم الحقيقة وعندها يكون الوقت متأخراً لأن مصيبة حدثت لهم، كان بإمكانهم تجنب المصيبة أو على الأقل تأخيرها بالاستعداد لها لكنهم ينكرون الحقيقة.

وزير وزارة السحرة وهو أعلى سلطة في عالم هاري بوتر أنكر الأمر كذلك وإنكاره هنا له أثر أكبر لأن الوزارة بدأت ولعامين في تشويه سمعة هاري ودمبلدور وحاول الوزير كذلك أن يتحكم مباشرة بالمدرسة، الوزير أصبح أكثر خوفاً على منصبه ولديه ارتياب من دمبلدور مع أن مدير المدرسة رفض كل عرض ليصبح الوزير وفضل أن يبقى في المدرسة، في الرواية الأخيرة يشرح دمبلدور لم فعل ذلك فقد كان يخشى من أن تفسده قوة السلطة وأن يحاول أن يسعى لفعل الصحيح والخير لكنه يتسبب في الأذى للناس.

الوزارة عينت مدرسة للمدرسة وقد كانت ولا زالت شخصية مكروهة حقاً وهي شخصية نراها في عالمنا كذلك بأشكال مختلفة، فقد كانت المدرسة تعرف القوانين والإجراءات وتستخدمها لإيذاء الناس ولتعزيز سلطتها، ولم تكن واحدة من أتباع فولدمورت لكنها كانت تعمل في خدمته سواء عرفت ذلك أم لم تعرف، وجود هذه المرأة في موقع سلطة مهم جعلها وسيلة للاستبداد ولم يكن هدفها هنا خيراً بل تفعل ذلك لشهوة السلطة والتحكم بالآخرين وتجد متعتها في إيذاء الآخرين.

إنكار الناس للحقيقة وإنكار أصحاب المناصب لها أدى إلى حدوث مآسي عديدة كان بالإمكان تجنبها، تشويه الوزارة لسمعة البعض وعدم نشرها للحقائق أخر تحرك الناس لحماية أنفسهم وتحرك الوزارة نفسها لحماية الناس، شهوة السلطة قد تفسد أي شخص ووجود شخص فاسد في منصب مهم أدى إلى الاستبداد وخدمة أصحاب المناصب لأنفسهم بدلاً من خدمة الناس، هذا أكثر ما انتبهت له لأنه أكثر جزء واقعي من هذه الروايات.

هذا كل ما لدي، الآن علي أن أبحث عن كتاب أو كتب تقدم تحدياً أكبر.

رواية: The Eye of The World

في الأسبوع الماضي ذكرت أنني سأتحدث عن كتاب ويكاد الأسبوع ينتهي دون أن أفعل ذلك، بدأت في قراءة روايات The Eye of The World وهي أول رواية في سلسلة عجلة الزمن أو The Wheel of Time، السلسلة تضم أربع عشر رواية كتبت أولها في 1990 وآخرها في 2013، ومؤخراً عرض مسلسل تلفازي لها من إنتاج أمازون، المسلسل لم يكن الدافع لقراءة الرواية لكنه ذكرني برغبتي في ذلك.

اشتريت أول ثلاث روايات وقد كانت في صندوق واحد وأرخص من شراء الرواية الأولى لوحدها، أسعار لا تعتمد على المنطق، على أي حال، هذا الموضوع سيكون قصيراً لأن الرواية تمتد لأكثر من 800 صفحة وأنا قرأت أكثر من ثلثها ولم أنهيها بعد، الرواية ممتعة كفاية لتجعلني أستمر في القراءة لكن ليست ممتعة لدرجة تجعلني أنسى كل شيء حولي، هذا ربما مشكلتي وليست مشكلة الرواية.

ليس لدي الصبر لقراءة الروايات كما كنت أفعل في الماضي، أو أنني لم أخصص وقتاً كافياً لها، أو ربما انتباهي يحتاج لوقت ليتعلم كيف يركز على القراءة وهذا ما أحاول فعله بقراءة الرواية.

أما الرواية نفسها فمن أول صفحاتها وجدت أن الكاتب يريد صنع عالم كبير وفي نفس الوقت يريد كتابة قصة مفصلة لذلك الأحداث تسير ببطء في البداية لأن الكاتب يصف كل صغيرة وكبيرة وهذا إيجابي من ناحية رسم صورة للعالم وأحداثه لكنه كذلك يجعلني أحياناً أتمنى أن يتوقف عن فعل ذلك ويبدأ في تحريك القصة التي لم تتحرك من مكانها لعدة فصول.

هذا الوصف التفصيلي للعالم هو ما جعل العديد من الناس يحبون سلسلة الروايات وينصحون بها للآخرين وهذا ما دفعني لقراءتها، لكن علي ألا أستعجل الحكم لأنني لم أنهي الرواية بعد وعلي تمرين نفسي على قضاء وقت أطول في القراءة لأعطي الرواية حقها.

لن أتحدث عن تفاصيل القصة فهذه يمكنك أن تجدها بنفسك في مواقع مختلفة وفي يوتيوب.

كتاب: Micronations

أذكر أول مرة عرفت فيها أن هناك أناس يحاولون إنشاء دولهم الخاصة، ولست أعني أمة من الناس بل أفراد يحاولون إنشاء دول صغيرة وسميتها في ذلك الوقت دول مجهرية لتوضيح أنها صغيرة حقاً، أكثر هذه المشاريع غير جاد وهي إما ترفيهية أو تعليمية أو محاولة لإنشاء مجتمع من الناس حول موضوع واحد، لكن لا زال هذا الموضوع يثير خيالي ويسعدني القراءة عنه، وهو كذلك وسيلة جيدة لكي يبحث الفرد عن تاريخ تأسيس الدول وكيف يحدث ذلك.

كتاب Micronations يعرض 52 دولة مجهرية ويقسمها إلى ثلاث أنواع، الدول الجادة وهي محاولات لإنشاء دول فعلية وإن كانت بحجم صغير، ثم الدول غير الجادة أو شبه جادة لكن يغلب عليها الطابع المرح، ثم مشاريع الأحلام وهي رغبة البعض في إنشاء دول لكن هناك مانع ما لكن هذا لم يمنعهم من تخيل الدولة وحتى صنع طوابع لها.

اتفاقية مونتيفيديو لحقوق وواجبات الدول تنص على أن إنشاء دولة يحتاج لأربع عناصر:

  • عدد من السكان الذين يعيشون في نفس المكان.
  • أرض محددة.
  • حكومة.
  • إمكانية الدخول في علاقات مع دول أخرى.

حتى مع تحقيق هذه الشروط تبقى مشكلة أن الدولة التي لا يعترف بها لن تصبح دولة، بإمكان أي شخص إعلان إنشاء دولة في أي مكان، ما يختلف هو اعتراف الدول الأخرى بهذه الدولة الجديدة، وهذا يعني أن الدول تعتمد على النظرية التأسيسية للدولة، بمعنى أن الدول الجديدة بحاجة لاعتراف من دول قديمة.

الكتاب وضع شروطاً للدول التي يعرضها من بينها ألا تكون مشاريع دول افتراضية في الإنترنت، كذلك تجنبوا عرض أي دول هي عبارة عن مشاريع تهرب ضريبي أو أناس جادون حقاً في الاستقلال لدرجة عدم ممنعتهم لاستخدام العنف، هناك كذلك مشاريع دول بدأت بدافع عنصري وهذه لم تجد مكاناً لها في الكتاب.

الكتاب نشرته شركة لونلي بلانيت وهي دار نشر متخصصة في كتب السفر وهذا الكتاب يتعامل مع الدول المجهرية بجدية ويتحدث عن تاريخها واقتصادها والأماكن التي يمكن زيارتها في الدولة وحتى أين تأكل!

هل أنصح بالكتاب؟ نعم مع أنه لم يحدث منذ 2006 ويحتاج إصدار جديد منه بمعلومات حديثة، لكنه كتاب ممتع حقاً، النسخة التي لدي اشتريتها مستعملة وقد كانت من قبل في مكتبة في ولاية مينيسوتا.

كتاب: أطلس الجزر النائية

الأطلس هو مجموعة خرائط وضعت في كتاب واحد وهو كذلك آلة زمن إن أردت؛ فمن خلاه يمكنك السفر إلى أي مكان في العالم وأنت جالس في مكانك وإن كان يحوي خرائط قديمة فيمكنك السفر عبر الزمن، لا أظن أن هناك من لا يحب الخرائط أو لا يجد فيها شيئاً يثير انتباهه، وفي الماضي وقبل ظهور خدمات الخرائط الحديثة كان كتاب أطلس ضرورة لأي مكتبة شخصية أو منزلية، من خلال كتب أطلس عرفت أن هناك دول أخرى ومدن أخرى ومدن تسمى عواصم وأن المناخ في العالم مختلف وبعض كتب أطلس كانت تذهب لأبعد من ذلك فتغطي جوانب اقتصادية وثقافية.

أطلس الجزر النائية (هذا عنوانه بالعربية إن أردت أن تقرأه بالعربية) كتبته مؤلفة ألمانية ولدت في ألمانيا الشرقية في 1980، كتب أطلس في ذلك الوقت كانت تعرض دولتان تسميان ألمانيا أحدها الغربية أو جمهورية ألمانيا الاتحادية والثانية هي ألمانيا الشرقية أو جمهورية ألمانيا الديموقراطية، وفي 1990 تغيرت الخرائط لتصبح هناك ألمانيا واحدة، المؤلفة كانت مولعة بكتب أطلس وما تعرضه من أماكن.

الجزر النائية (وحتى غير النائية) جذبت الناس فهي تمثل نوعاً من المغامرة والاستكشاف وهي كذلك أماكن بعيدة عن المدن والضوضاء، الجزر النائية تزيد على ذلك بأنها بعيدة حقاً عن المدن الكبرى أو حتى الدول وللوصول لها على الفرد أن يسافر لوقت طويل، الجزر النائية قد يسكنها القليل من الناس ليعيشون في مجتمع صغير وبعيد عما يحدث في العالم، لا تسمع عن هذه الجزر في الأخبار إلا إن حدث شيء كبير حقاً.

العيش بعيداً عن الزحام له جاذبيته التي أغرت الكثيرين للسفر نحو الجزر النائية والعيش فيها إن أمكنهم ذلك، الكتاب ذكرني برغبتي في السفر لبعض الجزر البعيدة ولبعض دول الجزر.

أطلس الجزر النائية يعرض خمسين جزيرة وهو كتاب أدبي أكثر مما هو كتاب معلومات، إن قرأته فعليك أن تتذكر أنه كتاب أدبي ولا تأخذ كل ما تقرأه بجدية، مثلاً أول جزيرة يعرضها الكتاب ذكرت المؤلفة بأنه اكتشف فيها عظام تنين (dragon)، لكن الخط الزمني يوضح أن الاكتشاف كان لعظام ديناصور، الكتاب يحوي كذلك قصص عن أناس اكتشفوا الجزر أو عاشوا فيها وهذه قصص ممتعة وقد أكتب عنها في مواضيع خاصة.

كتاب: وداعاً للأشياء

في الماضي شاهدت لقاء مع المؤلف ولا أذكر ما الذي دفعني لشراء كتابه وداعاً للأشياء، اشتريت النسخة الإنجليزية من كتابه مؤخراً وقرأته سريعاً، لغة الكتاب سهلة وبسيطة وبدى لي الكتاب وكأنه تدوينة طويلة أكثر من كونه كتاباً، وليس هذا عيباً بل ميزة لأن بساطته دفعتني لقراءته خلال يوم.

إن سبق أن قرأت كتباً للتبسيط في الماضي ففي الغالب لن تجد الجديد في هذا الكتاب، إن أردت كتاباً واحداً عن التبسيط فأنصح بهذا الكتاب مع التنبيه بأن كاتبه ياباني وبعض تفاصيل الكتاب مرتبطة بالمجتمع الياباني وعليك أن تفكر في واقعك وكيف تطبق بعض هذه الأفكار في مجتمعك.

الكتاب يبدأ بصور ملونة لشقة المؤلف التي كانت في الماضي متخمة بالأشياء وحتى المهملات وليس فيها موضع قدم ثم بعد التبسيط أصبحت شبه خالية، يعرض المؤلف كذلك تجارب يابانية أخرى لأناس يمارسون التبسيط مثل عائلة من أربع أفراد يعيشون في شقة أنيقة وبسيطة أو ذلك الشاب الذي جرب خلال أربع سنوات أن يضع كل ما يملكه في حقيبة ظهر وقد أدى ذلك إلى أن يستطيع السفر مع كل ممتلكاته لأي مكان.

الكتاب يبدأ بجملة: هناك سعادة في امتلاك القليل.

وهذا هو ملخص الكتاب، الكاتب يقول بأننا جميعاً ولدنا ونحن نمارس التبسيط فحياتنا تبدأ بدون امتلاك شيء ثم مع تقدمنا في العمر نبدأ في جمع الأشياء التي نمتلكها ثم تمتلكنا، يذكر الكاتب حياته قبل وبعد التبسيط ويقارن بين وضعه النفسي قبل وبعد، القصة معروفة هنا وليست جديدة ويعرفها من مارسها، قبل التبسيط الحياة كانت متخمة بالملهيات والهم وربما عدم توفر المال وعدم الرضى عن المستوى المادي مهما فعل المرء، ثم بعد تغيير طريقة التفكير والتوقف عن الاهتمام بالصورة التي يرسمها الكاتب لنفسه ومحاولة إثارة إعجاب الآخرين؛ بدأ الكاتب في التبسيط ولم يعد يهتم بصورته أمام الآخرين ولم يعد يقارن نفسه بالآخرين، مع التبسيط جاء الرضى بالقليل والقدرة على التركيز والعمل على ما هو مهم وإمكانية الانتقال من شقة لأخرى خلال نصف ساعة.

كان يملك كتباً بقيمة 9810 دولار وتخلص منها وباعها بسعر 196 دولار تقريباً، لنقل أن متوسط سعر الكتاب في مكتبته يبلغ 20 دولاراً، هذا يعني 490 كتاباً، تخلص منها كلها بعدما كان يجمعها لأنه يريد إثارة إعجاب الآخرين، لأنه سيقرأها في يوم ما لكنها أصبحت عبئاً عليه وأخذت مساحة كبيرة من شقته الصغيرة.

الفصل الثاني يتحدث عن أسباب تجميع الناس للأشياء، منها أننا نعتاد على حقيقة امتلاك الأشياء كأنها شيء بديهي لا يحتاج للتفكير فيه، نقارن نفسنا بالآخرين ونحاول أن نصل لما وصلوا له، الاستهلاكية والإعلانات تخلق الحاجة ولم تكن موجودة فينا من قبل، نظن أن الشيء الغالي سيكون أكثر قيمة من شيء مماثل لكن أرخص، السعادة بشراء الشيء لا تدوم طويلاً ونبحث عنها مرة أخرى بشراء الأشياء، هذه بضعة أسباب يتحدث عنها الكتاب.

عندما تشتري شيئاً فأنت تفكر في الغالب بأول مرة ستجرب الشيء، لكن ماذا عن المرة العشرين؟ حتى لو اشتريت شيئاً فخماً ففي الغالب ستفقد السعادة المؤقتة التي شعرت بها أول مرة، لذلك الرضى بما لديك وأن تجد سعادة في استخدامه كل مرة هو وسيلة للتوقف عن شراء الجديد.

يتحدث الكاتب عن الجانب النفسي كذلك وهو أننا كأناس لا يمكننا العيش بدون الآخرين أو معظم الناس لا يمكنهم ذلك، وعندما تتواصل مع الآخرين ستقارن نفسك بهم وتضع لنفسك قيمة مقارنة بهم، امتلاك الأشياء يصبح وسيلة لرفع قيمتك أمام نفسك والآخرين وهكذا يصبح جمع الأشياء وسيلة لوضع رصيد في حساب قيمة النفس.

بعد ذلك يأتي الجزء الثالث الذي يحوي 55 نصيحة للتبسيط وهذه بعضها ملخصة:

  • تخلص من فكرة أنك لا تستطيع التخلص من الأشياء.
  • تخلص من شيء ما الآن، وليس غداً.
  • الخوف من الندم يمنعنا من توديع الأشياء.
  • الغبار مفيد! لأنه يخبرك أن الشيء لم تلمسه منذ وقت طويل.
  • التقط صوراً للأشياء التي تهمك كذكريات.
  • تخلص من الخزانة قبل الأشياء، وجود خزانة خالية سيجعلك تضع الأشياء فيها.
  • قل وداعاً لنفسك في الماضي، أنت الآن شخص مختلف غير ذلك الذي اشترى الشيء في الماضي.
  • لن تجد تعويضاً مالياً مقابل التخلص من الأشياء، أنت تعطي لأشيائك قيمة أكبر مقارنة بالناس الذين سيشترونها بسعر رخيص حقاً.
  • إن فقدت الشيء، هل ستشتريه مرة أخرى؟ هذا سؤال مفيد لتقرير ما إذا كنت تريد الاحتفاظ بالشيء أم لا.
  • كن اجتماعياً، استعر الأشياء من الآخرين!
  • استخدم الشبكات الاجتماعية لتدفعك للتبسيط بأن توثق مشروع التبسيط فيها.
  • فكر: ماذا لو تخلصت حقاً من كل شيء، ما الذي سيحدث؟ أو تخيل أن كل ما تمتلكه ذهب في حريق.

ثم ينتهي الكتاب بجزء حول الفوائد التي وجدها الكاتب للتبسيط، توفير المال والوقت، الاستمتاع بالحياة، حرية أكبر، حرية التنقل وحرية اختيار نوع حياة جديد بدلاً من أن يترك الثقافة الاستهلاكية تقرر له نوع حياته، عدم مقارنة النفس بالآخرين، عدم الاهتمام بنظرة الآخرين له، المشاركة في العالم من حوله أكثر فقد كون صداقات جديدة وشارك في أنشطة جديدة كان يفكر بها في الماضي دون فعل شيء، القدرة على التركيز والإنجاز، حياة صحية وآمنة أكثر، اليابان تعاني من الزلازل وامتلاك الأشياء يجعلها خطراً فعلياً على الناس لأنها قد تقع عليهم.

هذا ملخص للكتاب، أفكاره عملية ومنطقية ولغته سهلة، والآن بعد ما قرأته ولخصته يمكنني أن أقول: وداعاً لوداعاً للأشياء.

كتاب: Renegades of the Empire

51TX40602BL._SX320_BO1,204,203,200_في الماضي قرأت كتاباً عن غوغل وكان يغطي فترة تغيرت فيها الشركة وطرحت أسهمها للتداول، وسبق أن قرأت كتاباً عن أبل يتحدث عن تاريخها بأكمله، كلاهما شركة مهمة في مجال التقنية لذلك كان من الواجب أن أقرأ كتاباً عن مايكروسوفت، وكتاب اليوم هو عن الشركة.

الكتاب نشر في 1999 ويغطي فترة التسعينات من تاريخ الشركة، مايكروسوفت لم يكن لديها منتج جيد سوى نظام تشغيلها دوس وويندوز لم يحقق بعد نجاحاً يرضي مايكروسوفت أو يعطيها ثقة بأنها ستهيمن على سوق أنظمة التشغيل، كانت مايكروسوفت تتعاون مع آي بي أم لتطوير نظام التشغيل الذي سيحل محل دوس، نظام OS/2 كان البديل لكن مايكروسفت انسحبت من المشروع لاحقاً وهذا أثار سخط مطوري البرامج عليها.

مايكروسوفت وظفت أناساً يعملون على التبشير لتقنياتها وأعطتهم صلاحيات كثيرة لفعل أي شيء لجذب المطورين ودفعهم لتطوير البرامج والألعاب لنظام تشغيلها، وقد فعلت ذلك لنظام OS/2 ثم أعلنت انسحابها من المشروع بعد أن استثمر المطورون المال والوقت لتطوير برامج للنظام، ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي تفعل فيها مايكروسوفت شيئاً مثل ذلك.

في أوائل التسعينات وظفت مايكروسوفت ثلاث موظفين سيكون لهم أثر كبير على الشركة وسوق الحواسيب، الكتاب يتحدث عن هؤلاء الثلاثة وعملهم في الشركة، الثلاثة يتميزون بذكاء عالي وكل واحد منهم أنجز شيئاً جذب مايكروسوفت لهم وثلاثتهم لا يحسنون التعامل مع الناس ولديهم كبرياء وغرور فهم يكروهون الناس ويرون الناس أقل ذكائاً منهم لا يستحقون أي احترام.

مايكروسوفت كانت توظف الأذكياء حتى على سوء أخلاقهم لأسباب عدة، منها منعهم من منافستها في شركات أخرى ومنها أنهم قادرون على صنع تقنيات جديدة قد يكون لها أثر في السوق.

الثلاثة لديهم كذلك رغبة عالية في المنافسة وهي منافسة تصل لمستوى العداوة فهم لا يرغبون فقط في التفوق على الآخرين في الشركة أو خارجها بل يريدون تحطيم المنافسين وإزالتهم من المنافسة، شركة مايكروسوفت كانت منذ بداياتها وحتى وصول مديرها الحالي ساتاي ناديلا تعمل بثقافة التنافس، الشركة شجعت الفرق والأفراد على التنافس ضد بعضهم البعض وهذا ما أدى للكثير من المشاكل في مايكروسوفت ولكل من تعاون معها، لأنها كانت تطرح فكرة لتقنية ثم يأتي فريق آخر بتقنية أخرى ويلغي جهود الفريق الأول ومعه جهود مطورين من شركات أخرى وهذا يثير سخطهم فترسل لهم مايكروسوفت المبشرين لاحتواء غضبهم.

الشركة لم تكن تفهم سوق ألعاب الفيديو ولم تهتم به، الثلاثة كانوا يفهمون هذا السوق، ومايكروسوفت كانت تعمل على مشروع نظام تشغيلها التالي وكانت تسميه مشروع تشيكاغو وهو ما أصبح ويندوز 95، النظام لم يقدم دعماً للألعاب ومطوري ألعاب الفيديو ما زالوا يعتمدون على دوس الذي يعطيهم وصولاً مباشراً لمكونات الحاسوب لكن عليهم كتابة مشغل لبطاقة الصوت ومشغل لبطاقة الفيديو ولأي جهاز آخر مهم.

الثلاثة بدأوا العمل على تقنية ستسمى لاحقاً DirectX، فريق آخر من مايكروسوفت كان يعمل على تقنية أخرى اسمها WinG لدعم الألعاب في نظام ويندوز 3، الثلاثة كانوا يرون WinG تقنية سيئة ويجب أن تستبدل وبالطبع لم يكن تعاملهم مع الآخرين حسناً، لكن مايكروسفت تغاضت عن سلوكياتهم ولفترة طويلة.

الكتاب يدخل في تفاصيل تطوير تقنية DirectX وطرحها وأثرها على السوق وتغير نظرة مايكروسوفت للثلاثة بعد ذلك، لأن الشركة أصبحت أقل صبراً على تصرفاتهم وإن كان للثلاثة فضل كبير على الشركة لأنهم دفعوا بمطوري ألعاب الفيديو لدعم ويندوز وما زال لجهودهم أثر إلى اليوم، نظام ويندوز هو المنصة الأساسية والأولى لألعاب الفيديو.

هل يستحق الكتاب قراءة ثانية؟ لا، إلا إن كنت مهتماً بالبحث والكتابة عن تاريخ شركات التقنية.

كتاب: Better Pencil

9780199914005هذا كتاب لم أكمل قراءته وحاولت أن أعطيه حقه وأعطيه فرصة ليشد انتباهي ويجعلني أكمله حتى آخر صفحة لكن لم ينجح في فعل ذلك، هذا لا يعني أن الكتاب غير مفيد أو غير مسل فقد يجده آخرون كتاباً رائعاً، بالنسبة لي وجدته مملاً ويقول الكثير في ما يمكن أن يختصر في مقالة طويلة أو على الأقل يختصر في نصف عدد الصفحات.

الكتاب يتحدث عن تقنيات الكتابة وأثرها على الكتابة وعن نقاد كل تقنية كتابة جديدة، الكتابة نفسها كانت محل نقد عند بعض فلاسفة اليونان كسقراط وأفلاطون لأنهم يرون أن الكتابة تضعف الذاكرة وتجعل الأفكار يتيمة لا يمكن الثقة بها، هل ما كتب هو حقاً ما قاله الفرد؟ بالنسبة لهم الاستماع للفرد هو الوسيلة للوحيدة للثقة بكلامه، بالطبع الكتابة كان لها الفضل في أن تنقل لنا هذه الأفكار وتحفظها إلى اليوم.

كل تقنية كتابة جديدة تعيد طرح هذه المشكلة، النص المكتوب أصبح محل ثقة أكثر من الكلام، وعندما بدأت التقنيات الإلكترونية تستخدم أكثر أصبحت الكتابة وسيلة للمراسلة وممارسة الأعمال التجارية والقانونية.

الكتابة استخدمت في البداية لتسجيل الأشياء وعدها، والحاسوب كذلك استخدم في البداية للحسابات وتسجيل الأشياء وعدها، ثم لاحقاً بدأ الناس في استخدامها للتواصل ونشر الأفكار، قلم الرصاص استخدم أول مرة من قبل رعاة الماشية لوضع علامات على الماشية ثم استخدمها النجارون لمساعدتهم في صنع الأثاث ووضع علامات للقياس يمكن مسحها بسهولة ثم استخدمت للكتابة.

الفصل الثاني من الكتاب هو ما جعلني أتساءل إن كان من المفيد الاستمرار في قراءة الكتاب لأنه فصل في رأيي يمكن حذفه من الكتاب ولن يخسر القارئ أي قيمة، الفصل ينتقد نقاد التقنية وأحياناً يسخر منهم، وإن كان كثير من هذا النقد في محله إلا أنني وجدت الفصل يبالغ في نقده وينسى موضوع الكتاب.

أكملت القراءة على أمل أن الكتاب سيتغير لكن هذا لم يحدث، ببساطة هذا الكتاب ليس لي، ربما هو ضحية بقاءه طويلاً في مكتبتي وخلال هذه الفترة قرأت الكثير عن تقنيات الكتابة وتاريخها والنقاش الدائر حولها فلم يعد يقدم لي الكتاب ما يفيد، كان علي أن أتوقف عن قراءته بسرعة لكي أنتقل لكتاب آخر.

لا أقول أنه كتاب سيء بل هو كتاب جيد لكن الأمر يعتمد على ذوقك.

كتاب: A Commonplace Book Primer

acommonplacebookسبق أن كتبت عن فكرة كتاب المعرفة أو ما يسمى بالإنجليزية Commonplace Book وهي تسمية غير دقيقة أو لا تصف حقاً وظيفة كتاب المعرفة، ومصطلح “كتاب المعرفة” هي ترجمتي للفكرة، والفكرة ببساطة هي دفتر ينسخ إليه القارئ فقرات وأسئلة وحكماً من الكتب التي يقرأها وينظم كل هذا بأي أسلوب يريد.

الكتاب هو كتاب تمهيدي صغير الحجم ويمكن قراءته في جلسة واحدة، الكتاب يعرض فكرة كتاب المعرفة وتاريخها وفائدتها ويعرض كذلك تجارب الناس مع كتب معارفهم، ويتحدث عن مشاهير في التاريخ كانوا يحرصون على نسخ الفقرات والاقتباسات من الكتب وينظمونها حسب المواضيع.

هناك أفكار يعرضها الكتاب لتساعدك على بدء كتاب معرفة واستخدامه:

  • عند القراءة كن حريصاً على الانتباه لما تقرأ وليكن معك قلم دائماً لتضع علامة على الفقرات والاقتباسات التي أعجبتك أو أثارت فضولك.
  • اكتب أسئلة على الهامش أو ملاحظات سريعة لبعض ما يثير انتباهك.
  • افصل بين عملية القراءة وعملية نسخ الفقرات إلى كتاب المعرفة، لا تفعل ذلك أثناء القراءة.
  • خصص يوماً لنسخ الفقرات من الكتب التي قرأتها في الأسبوع أو الشهر الماضي واكتب ملاحظاتك وتعليقاتك.
  • راجع كتاب المعرفة بين حين وآخر، كل أسبوع أو كل شهر.

الكتاب يتحدث كذلك عن الوسائل الرقمية وانتقال فكرة كتاب المعرفة من كونه شيئاً شخصياً ليصبح شيئاً عاماً يعرض على جميع الناس، ما زال أناس يفضلون إبقاء كتاب المعرفة كشيء شخصي لهم ويستخدمون الدفاتر والأقلام، وهناك من يجد فائدة في الانتقال إلى الوسائل الرقمية ومشاركة الآخرين بمحتويات الكتاب، الأمر يعود لكل شخص وما يناسبه من وسائل.

الكتاب: A Commonplace Book Primer
المؤلف: Richard Katzev
الصفحات: 109

كتابين: Maximum Mini

Maximum Mini 3قبل سبع سنوات كتبت عن كتاب لسيارات ميني في مدونتي السابقة، الكتاب يغطي السيارات التي صنعت على أساس ميني أو تستخدم محركات ميني أو أجزاء منها، بعد سنوات عدت إلى مدونة المؤلف لأجد أنه نشر كتابين بنفس العنوان، الجزء الثاني والثالث من السلسلة يحويان مزيد من السيارات.

كما في الجزء الأول، شغف المؤلف بسيارات ميني يبدو واضحاً، ستجد في الكتابين ما لن تجده في الشبكة لأن المؤلف يسافر لكي يجمع المعلومات على أرض الواقع ويتحدث مع الناس، النتيجة كتابين رائعين حقاً يمكنك شرائهما من المؤلف مباشرة.

ما يعجبني في هذه السيارات أنها تصنع بأعداد قليلة، بعضها حتى لم تصنع نسخ منها بل سيارة واحدة فقط لأن شخصاً أراد سيارة بتصميم ومميزات مختلفة، بعضها صنع بأعداد أكبر تصل إلى مئة أو مئتين، وتختلف في خصائصها وأشكالها، بعضها صمم كسيارة دفع رباعي، أو شاحنة صغيرة، أو سيارة للشاطئ!

شخصياً أعجبتني سيارة Phoenix، تبدو مملة وعملية، تماماً كما أحب أن تكون عليه السيارات، تعجبني السيارات العملية الصغيرة والتصميم البسيط أو حتى الممل.

بعض السيارات المذكورة في الكتابين مهمة لأنها سيارات بدأت أو حاولت أن تبدأ صناعة سيارات في بلدان لم تكن لديها صناعة سيارات مثل فينزويلا والأورغواي، جهود أفراد حاولوا إدخال صناعة السيارات إلى بلدانهم وهو أمر صعب حقاً لكن العبرة بالمحاولة هنا.

أنا معجب بالكتابين لأنهما يتحدثان عن عالم مختلف للسيارات، أناس لا يكتفون بشراء السيارات بل يغيرونها ويطورونها ويشترون قطعاً ليصنعوا منها سيارات مختلفة وبعضهم وصل إلى إنشاء مصنع خاص نجح في صنع عشرات السيارات لعدة سنوات، هذه جهود أفراد ومصانع صغيرة وكثير منهم يلبي حاجات متخصصة لا يمكن للشركات الكبيرة أن تلبيها.

إن كنت تهتم بالسيارات أو تعرف من يهتم بها فالكتابين رائعين، أنصح بشرائهما … كذلك إن كنت تهتم بالتصميم، هناك الكثير من الصور والتصاميم المختلفة.