كان سؤلاً غبياً

السلسلة بدأت بصندوق المهملات فقد خرجت لوضع كيس هناك وفكرت كيف أن نظام جمع المهملات في المجتمعات الحديثة يضع مسافة كبيرة بينهم وبين مكبات النفايات، وفكرت أيضاً كيف أن إعادة تدوير المواد يفترض أن يكون أكثر صرامة لأن مواد خام كثيرة تصل لمكبات النفايات.

ثم فكرت بالماء الذي يصلنا نظيفاً وقد بدأ رحلته من البحر واحتاج لتصفية ثم أجده يهدر بلا أي تفكير في كم الطاقة والجهود التي احتاجها الماء لكي يصلنا، ماذا لو كانت محطات التحلية تنظم جولات تعليمية للزوار؟ المدارس كانت تنظم رحلات للطلاب لزيارة أماكن مختلفة وأحياناً يكون المكان مصنعاً، أذكر حديث المدرسين عن زيارة مصنع سماد مرة وحديثهم عن الرائحة التي جلبوها معهم.

هذا ذكرني برحلة مدرسية إلى متحف أو معرض للنفط، كان هذا في الثمانينات ولا أذكر الكثير، هذه واحدة من الذكريات التي نسيتها كلياً لأجدها تطفو مرة أخرى وتذكرني بحماقة ارتكبتها، كان موظف في المعرض يخبرنا عن صناعة النفط وتاريخها ووصل إلى مكان يعرض صور منصات النفط في البحر، فسألت عن خطورة العمل في المنصات وكم عدد من يصاب سنوياً، ضحك الطلاب والموظف تعوذ بالله وتجاهل سؤالي.

لم أفكر بالأمر كثيراً وقتها، ظننت أنه سؤال غبي وقد وصفني البعض بالأهبل والأبله والغبي مرات عدة وصدقتهم لذلك لا غرابة أن أطرح سؤالاً مثل هذا، وقد كان درساً في عدم محاولة المشاركة في أي نشاط مدرسي أو جماعي أو المبادرة بأي شيء لأن النتيجة ستكون سخرية الآخرين مهما حدث.

أفكر بالسؤال مرة أخرى وأجد أن الإجابة لم تكن أفضل من السؤال، هناك مخاطر في أي عمل وتزداد في بعض الأعمال مثل استخراج النفط من البحر، الموظف كان بإمكانه توضيح أن هناك بالفعل مخاطر وأن هناك إجراءات أمن وسلامة يتبعها الجميع وفي حال وقع أي حادث هناك إجراءات لتقليل الضرر والمسارعة في علاج أي إصابة، هذه إجابة واقعية وتعليمية وأكثر فائدة.

لم يكن سؤالي غبياً وأنا مؤمن بأنه لا يوجد سؤال غبي، ما يبدو لك واضحاً ومعروفاً قد يكون مجهولاً لشخص وسؤاله يأتي من جهله ووصف السؤال بالغبي لن يغير شيئاً.

منوعات السبت: أود أن أرى هرماً جديداً!

الرسام: ديفد روبرتس

(1)
نقاش في ماستودون جعلني أفكر في الإهرامات مرة أخرى فهناك من يرى عدم إمكانية الناس اليوم بناء إهرامات فكيف فعلها الناس في الماضي؟ والتفسيرات التي يتوصل لها البعض أن هناك إما حضارة سابقة اختفت معالمها وآثارها وكانت أكثر تقدماً وعلمت الشعوب الأخرى كيف يبنون الإهرامات، أو هم من بنوا الإهرامات، أو يفسرونها بمقدم فضائيين.

هناك جانب عنصري من هذه النظريات لأن بعض علماء الآثار الغربيين لم يعجبهم أن يجدوا حضارة تسبق الإغريق ولا شك أنهم ينظرون بنظرة دونية لشعوب مختلفة، الأبسط بالنسبة لهم التفكير في تفسير آخر بدلاً من الاعتراف بأن المصريين القدامى صنعوا حضارة ولديهم فلسفة.

حتى لو لم تكن دوافع الفرد عنصرية ويؤمن حقاً بأن الناس في الماضي غير قادرين على صنع الإهرامات فالتفسير الأبسط بالنسبة له أن هناك حضارة أقدم، وهنا لدي مشكلة، لأن الناس اليوم بإمكانهم صنع إهرام باستخدام معدات حديثة، وعلماء الآثار درسوا تفاصيل بناء الإهرامات ولديهم عدة تفسيرات لوضع الأحجار فوق بعضها البعض وكيف قطعت وسحبت بل ولديهم تقديرات لعدد من اشتغل هناك من الناس، مشروع مثل هذا كان بحاجة للآلاف من الناس ولعشرات السنين وهذا يتطلب تنظيماً إدارياً، لا أدري ما هو المستحيل هنا، الناس بإمكانهم نقل ورفع أحجار أوزانها تصل لأربعين طناً أو أكثر، المسلة قد يصل وزنها إلى 250 طناً وقد نقل أحدها ووضع في باريس ولا زال بعضها قائم في مصر.

بالآلات الحديثة يمكن بسهولة وبسرعة قطع الأحجار وبدقة أعلى مما فعله المصريون في الماضي، ويمكن بسهولة نقل هذه الأحجار ووضعها فوق بعضها البعض، واحدة من أكبر الرافعات النقالة في العالم يمكنها حمل 1200 طن وهذا أكثر من كافي، ارتفاعها يصل إلى 188 متر وهذا أطول من الهرم الأكبر الذي وصل طوله إلى 146 متر، باستخدام أربع رافعات أصغر يمكن بناء معظم الإهرام، أو يمكن حتى صنع رافعة ثابتة وهذه يمكنها حمل أوزان أكبر لارتفاعات أعلى، بمعنى يمكن بناء إهرام أكبر من الماضي.

من ناحية التصميم الداخلي والممرات فلدينا برامج تصميم ثلاثية الأبعاد يمكنها أن تصمم بدقة كل حجر ويمكن قطع الأحجار بدقة قبل نقلها وبشيء من التنظيم اللوجستي يمكن إدارة كامل العملية، هذا لا يختلف عما يحدث الآن في مشاريع البناء الكبيرة.

السؤال الذي سيطرحه البعض: لماذا إذاً لم يبنى أي إهرام اليوم؟ وأرد عليك بسؤال: لماذا سنبني إهراماً؟ هناك مشكلة التكلفة من سيدفع لمثل هذا المشروع؟ الإهرام كمبنى له ميزة واحدة فقط وهو قدرته على البقاء لآلاف السنين، الناس منذ ذلك الوقت لديهم طرق بناء أكثر فعالية تستخدم مواد أقل لتصنع مساحات أكبر دخلية لحياتيهم اليومية.

حقيقة أود لو تبادر دولة أو شخص لديه ما يكفي من المال ويبني إهرامين واحد بأدوات حديثة والثاني بأدوات قديمة لأسباب:

  • إثبات إمكانية صنع واحد بسهولة باستخدام أدوات حديثة، مع أنني لا أرى الحاجة لذلك، لكن بعض الناس ستصدق عندما ترى النتيجة.
  • علماء الآثار لا يكتفون بدراسة الماضي بل يختبرون نظرياتهم وبناء إهرام بوسائل قديمة سيكون الاختبار الأفضل.
  • إثبات أن المصريين القدامى استطاعوا بناء الإهرامات بالأدوات والمعرفة المتوفرة لهم في الماضي، مع يقيني أن هذا لن يغير شيئاً للبعض.

هناك من بنى إهرامات أصغر حجماً وهناك من يحاول بناء هرم بحجم كبير لكن يبحث عن تمويل، لكن يقيني أن بناء إهرامات بوسائل حديثة أو قديمة لن يغير الكثير، النقاش سيستمر لأن هناك أناس يبحثون عن تفسيرات أخرى غير التفسير الأبسط، وهناك من يؤمن بأن علماء الآثار يحاولون إخفاء الحقيقة، كيف تثبت لشخص عدم وجود شيء؟ لو عرضت عليه كل شيء سيبقى مؤمناً أن هناك شيء خفي لم تعرضه عليه.

(2)
مدونة فليكر تقارن بين فليكر والشبكات الاجتماعية الأخرى، ليس هناك خوارزمية وفليكر يحترم خصوصية المستخدم فتمويلهم يعتمد على المشتركين في الخدمة، ثم تشرح التدوينة كيف تتحكم بما تراه في فليكر، الأمر يعتمد على من تتابعهم وفليكر نفسه لا يعرض شيئاً عليك لم تتابعه، ليس هناك إعادة تغريد أو خصائص أخرى تراها في تويتر وفايسبوك.

هناك زر المفضلة للصور وهذا وظيفته جمع صورك المفضلة في مكان واحد، ومفضلتي في فليكر صفحة أستمتع بزيارتها بين حين وآخر لرؤية الصور.

(3)
قبل سنوات قرأت عن خبز الزنجبيل الروسي وتمنيت تجربته، هناك خبز أو كعك مماثل في العديد من الدول الأوروبية وتختلف الوصفات وحقيقة أود تجربتها كلها أو أجد فرصة لصنعها، في بداية العام وجدت من يبيع الخبز الروسي فاشتريته لكن نسيت تصويره ثم لم أجده إلا قبل أسبوعين:

Pryanik - gingerbread

ومن الداخل:

Pryanik - gingerbread

يسمونه خبز لكنه كعك أو على الأقل خبز حلو، محشو بجام فاكهة ما، وجدته رائعاً في البداية ومناسب لشرب الشاي لكنه مغطى بالسكر وهذا يجعله حلو أكثر من اللازم، الخبز لوحده مع الحشوة حلو كفاية ولا يحتاج لطبقة سكر علوية، يمكن صنعه بدون طبقة السكر لكن علي فعل ذلك بنفسي والوصفات في الويب كثيرة، المشكلة ستبقى عدم توفر مساحة لفعل ذلك إلا إن أطبخ في منتصف الليل!

منوعات السبت: هل تهتم حقاً؟

الرسام: فرانز زايفر كوسلر

(1)
يقول الكاتب في مقاله لا أحد يهتم:

العالم فيه الكثير مما يمكن أن يكون متقناً ببذل 1% من الجهد الإضافي، لكن لا أحد يهتم.

ثم يذكر العديد من الأمثلة من المجتمع الأمريكي، مثلاً رخصة لبناء سقيفة أو كوخ معزول تحتاج 18 شهراً من الانتظار هناك أمثلة عن تصرفات أنانية للناس لأنهم لا يهتمون بالآخرين، ثم يذكر اليابان كمجتمع يهتم وأن الفرد الياباني يهتم بجدية بنتائج عمله لذلك اليابان تبدو أفضل بسبب التفاصيل الصغيرة التي يهتم بها اليابانيون.

الكاتب يقول بأن الناس ليسوا بالضرورة أنانيين بل فقط لا يهتمون ببذل أي جهد إضافي للصالح العام، وهذا ما جعلني أفكر في العديد من الدول حول العالم التي يمكنها أن تكون في حال أفضل لو اهتم الجميع بالصالح العام، يمكنك أن ترى الفرق في الصور، مثلاً في الهند لاحظت وجود المهملات في كل مكان، لماذا؟ لأنه لا أحد يهتم، هناك ثقافة تحتاج لتغيير وأناس يهتمون بصنع هذا التغيير.

حديث الكاتب عن اليابان ذكرني بشخص قرأت عنه قبل أكثر من عشرين عاماً، وليام إدوارد ديمنغ، أمريكي غيرت أفكاره الصناعة اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية، الرجل مرتبط اسمه بالجودة وأفكاره عن رفع الجودة لم تجد قبولاً لها في أمريكا فسافر إلى اليابان حيث وجد من ينفذ أفكاره وأكثر من ذلك هناك جائزة سنوية للجودة باسمه في اليابان.

أذكر كذلك أنني قرأت عن عملية تصنيع السيارات في مصانع جديدة والفرق في ذلك بين اليابان وأمريكا، في اليابان أي خطأ في عملية التصنيع يكتشفه أي عامل يعطي العامل الحق في إيقاف كامل المصنع لتصحيح هذا الخطأ، في حين أن المصانع الأمريكية كانت تهتم بالإنتاج أكثر وتصحيح الأخطاء لاحقاً.

مرة أخرى أجدني أتذكر كتب الإدارة التي قرأتها قبل عشرين عاماً وأكثر، وتتجدد رغبتي في إعادة شراء بعضها.

الأشياء الصغيرة مهمة، عندما يمر الناس على الأذى في الطريق ويتجاهلونه؛ سيصنع الفرق من يهتم ويزيل الأذى عن الطريق وسيكون له الأجر عند الله.

(2)
الأخ فؤاد الفرحان وضع في مدونته رابط عن مؤسس شركة باع شركته والآن يشعر بالفراغ وهناك رابط آخر من مؤسس بيسكامب يرد عليه، الموضوع ذكرني بما كتبته في الماضي عن العمل، لدي يقين أن كل إنسان بحاجة لعمل وأكرر: عمل وليس وظيفة، العمل قد يكون أي شيء وقد يكون كذلك وظيفة، المهم أن يكون الإنسان مشغولاً بشيء ما.

الشخص المدمن على العمل سيجد فراغاً كبيراً عندما يتوقف عن العمل، امتلاكه لثروة أمر رائع لكن ما الذي سيفعله بالثروة؟ شراء منزل فخم وسيارة فخمة قد يعطيانه شيء من السعادة ثم ماذا؟ الفراغ هناك ولن يذهب، لذلك ينفق البعض ماله ووقته في الأعمال الخيرية والبعض يمارس هوايات وحرف يدوية تتطلب تفرغاً ومالاً، المهم ألا يترك للفراغ فرصة.

هذا يذكرني بمطور لعبة ماينكرافت، باع اللعبة وأصبح بليونير وانتقل إلى لوس آنجليس واشترى واحد من أغلى البيوت هناك وأفخمها، كل هذا لم يحمه من الشعور بالاكتئاب والوحدة وتدهور صحته النفسية، لأنه توقف عن فعل ما كان يحبه وهو البرمجة وصنع ألعاب، عاد مؤخراً لفعل ذلك، قصته تستحق أن أكتب عنها.

(3)
إن كنت تتابع المدونة من خلال البريد وليس قارئ RSS أود أن أقنعك بتغيير طريقة متابعة الموقع، أخمن بأنك تتابع نشرات بريدية إضافية وصندوق بريدك فيه الكثير من الرسائل، شخصياً أفضل أن يكون بريدي فارغاً بقدر الإمكان ولذلك أفضل قارئ RSS.

لو قرر أحد المواقع التي تتابعها بالبريد أن يكتب كل يوم أو ينشر مواضيع عديدة كل يوم ستجد بريدك في حالة فوضى، حدث ذلك معي مرة عندما أردت الاعتماد على البريد فقط لمتابعة المواقع، بالنسبة لي البريد للتواصل فقط، أي شيء آخر يفترض أن يكون في برامج أخرى.

منوعات السبت: ألوان السلام

الرسام: كارل وتكاي

(1)
منذ 1999 تعلن شركة بانتون عن لون العام المقبل، بانتون شركة ألوان لكنها لا تبيع ألوان أو معدات لخلط الألوان، ما تبيعه هو نظام يضمن تطابق الألوان أياً كان السطح الذي تطبع عليه الألوان، كتاب أو مجلة أو لوحة إعلانات أو حتى كوب، الشركة تعطي للألوان أرقاماً وهذا يبسط عملية التصميم فبدلاً من الحديث المبهم عن درجة معينة من لون يمكن للمصمم أن يقول بأنه اللون رقم كذا.

هذا مختصر لما تفعله الشركة، أعود لإعلانهم عن لون العام فقد أعلنوا أن لون العام الجديد سيكون البني، وفي كل عام يجد اختيارهم نقاشاً وانتقاداً وفي البداية كنت سأنتقد اللون ثم جربته في صفحة ووجدته لوناً لطيفاً، اللون في CSS سيكون تقريباً a57865، وبانتون شرحت لماذا اختاروا هذا اللون وهذا كلام تسويقي بالطبع؛ يقولون بأنهم أرادوا لوناً محايداً لكن غير مألوف مثل الرمادي أو البيج، باختصار أرادوا لوناً يعطي انطباعاً هادئاً في عالم مضطرب.

هل اختيارهم للون العام له أي تأثير؟ لا أدري، أنا لست مصمماً.

(2)
في فليكر كتبت تعليق على صورة لمذياع بلون مميز بأن هذا اللون (تركوازي) لم يعد يستخدم كثيراً وقد كان يستخدم لمنتجات عديدة في الماضي وأذكر بعض السيارات في التسعينات تستخدمه، ذكرت حقيقة أن فورد بنتو كانت تباع بست وثلاثين خياراً للألوان في حين أن السيارات الحديثة قد تقدم خمس أو سبع خيارات على الأكثر وهذا يشمل الأبيض والأسود ودراجات الرمادي، لا عجب أن يشعر الناس بأن الألوان تختفي من العالم.

صاحب الصورة علق بأسباب عدة لتناقص خيارات الألوان ومنها أسباب منطقية متعلقة بالتكلفة وتجنب المخاطرة، مثلاً شخص يشتري سيارة بلون الأبيض لأنه لون آمن سيمكنه من بيع السيارة بسعر مرتفع نسبياً بعد استخدامها لسنوات، شركات السيارات توفر التكاليف باستخدام ألوان أقل، وهناك الموضة السائدة التي تفضل التلقليلة في التصميم والألوان.

قرأت جملة في نقاش ولا أذكر أين تقول باختصار: الناس في أوقات الازدهار يفضلون الألوان المشرقة والمبهجة، وفي أوقات الأزمات يفضلون الألوان الآمنة.

في أواخر التسعينات وبدايات الألفية كانت هناك لغة تصميم منتشرة لم يكن لها اسم والآن تسمى Frutiger Aero، في عالم الحاسوب يمكن رؤية هذا التصميم في نظام ماك ونظام ويندوز أكس بي وفيستا، في المواقع كذلك عندما كانت تصمم بأشكال مختلفة مقارنة بمواقع اليوم التي تبدو متشابهة في تصاميمها وألوانها.

في الخمسينات والستينات كان هناك ازدهار اقتصادي في أمريكا وهذا انعكس على ألوان وتصاميم كل شيء وخصوصاً السيارات، في حين أن أوروبا التي عانت من ويلات الحرب لم يكن لديهم تنوع مماثل في الألوان وسياراتهم كانت عملية وصغيرة الحجم وفي هذا الوقت ظهرت سيارات ما يسمى ميكروكار (Microcar) التي صنعت لتكون صغيرة بقدر الإمكان ولا تستهلك الكثير من الوقود، بمجرد خروج أوروبا من الأزمة الاقتصادية انتهت الحاجة لهذه السيارات.

كنت أفكر بكل هذا في الأيام الماضية وأدركت أن كل هذا النقاش حول الألوان والتصاميم مرتبط بالنظام الاقتصادي والاستهلاكية عموماً، قبل ذلك كان العالم يستخدم الألوان بلا شك لكن لم تكن الألوان مرتبطة بمنتجات وعلامات تجارية، لكن الآن كل شيء مرتبط بالموضة وتغير أذواق الناس.

ليس لدي شيء أقوله هنا، ستبقى الألوان موضوع أفكر فيه دائماً فهي جزء من وعينا وثقافتنا والآن هي جزء من النظام الاقتصادي الذي يشكل وعي وثقافة الناس حول العالم.

(3)
كتبت في ماستودون:

بعد الحرب العالمية الثانية، اليابان وألمانيا منعتا من صنع أي معدات عسكرية، الموارد كانت شحيحة واليابان كانت تعاني من نقص الغذاء، المهندسون الذين قضوا سنوات في خدمة الجيش وجدوا أنفسهم بلا عمل، لذلك اتجهوا إلى صنع السيارات والأجهزة الإلكترونية وغير ذلك، البلدين أصبحا قوة اقتصادية.

لماذا لم ينظر العالم لهذا الواقع ويقرر التقليل من الإنفاق العسكري؟ أعرف الإجابة لكن لا يمكنني إلا أن أسأل.

الإنفاق العالمي على السلاح والجيوش تجاوز 2 تريليون دولار، هذه الأموال التي كان بالإمكان توظيفها لرفع مستوى معيشة الناس، لكننا لا نعيش في عالم لديه الحكمة لرؤية حماقة الإنفاق على السلاح والجيوش، بل لدينا رجال لديهم ما يكفي من الرغبة في المجد العسكري لحرق العالم، طغاة حكموا بالنار والحديد ويظنون أنهم في الجانب الصحيح من التاريخ، كان بإمكانهم توجيه طاقاتهم لرفع مستوى معيشة الناس لكنهم اختاروا الطغيان، وانظر كيف كان عاقبة بعضهم.

لكن الموت سيصل لهم في وقته المحدد لهم، والله سيعطي الناس العدل الذي نفقده في هذه الدنيا، هذا فقط ما يعطيني السلام.

لماذا يصعب تكوين صداقات جديدة؟

في نقاشات مختلفة على الشبكة وجدت شكوى يكررها البعض: لا نستطيع تكوين صداقات جديدة، والصداقات القديمة ماتت لتفرق الأصدقاء، الكبار في العديد من المجتمعات حول العالم يجدون صعوبة في تكوين صداقات جديدة لأن حياتهم صممت ليتجنبوا لقاء الآخرين بقدر الإمكان وهذه ليست مؤامرة بل هكذا صممنا العالم … أو هكذا صمم العالم، أنا وأنت لم نقرر كيف سيكون العالم.

طائفة الآمش في أمريكا معروفون بأنهم لا يستخدمون عدة تقنيات، ما فهمته أنهم يدرسون التقنية قبل استخدامها وإن وجدوا التقنية تتسبب في أن يعتمد الفرد على نفسه سيرفضونها لأنهم يضعون مجتمعهم كأهم شيء لهم وهذا يتطلب تعاون الناس فيما بينهم واعتمادهم على بعضهم البعض، الآمش مثلاً لا يستخدمون الحواسيب والكهرباء للتعامل فيما بينهم لكنهم يستخدمونها لإدارة محلاتهم ومواقعهم التي تبيع ما يصنعونه لغير الآمش.

العالم الذي نعيش فيه عكس عالم الآمش، عالمنا صمم لكي يجعل الفرد يعتمد على نفسه ويعتبر ذلك إيجابية وينظر بدونية نحو الاعتماد على الآخرين، ويمكن للفرد أن يعيش يومه دون أن يلتقي بأحد إلا أفراد عائلته وهذا لا يصنع مجتمعاً مترابطاً، الفرد يستخدم السيارة التي تعمل كقفص حماية ينقله من مكان لآخر يذهب لشراء أو إنجاز شيء ويعود ولا يحتاج أن يلتقي بأحد إلا من يضطر للتعامل معهم، لكن حتى هذا أصبح غير ضروري فيمكنك فعل ما تريد من خلال هاتفك وفي المنزل وسيصلك ما تريد إلى المنزل ولا حاجة للخروج.

لا عجب ألا يعرف الناس جيرانهم ولا عجب ألا يستطيع الفرد تكوين صداقات جديدة لأنه غير مضطر للقاء الناس، ليس هناك مجتمع محلي لأناس يلتقي بهم مرات كل أسبوع أو كل يوم، ليس هناك مكان قريب يجتمع فيه الناس ويمكن أن ترى فيه وجوهاً مألوفة، ولأن الأماكن صممت للسيارات تجد الناس يخشون من ترك أطفالهم يلعبون في الخارج ولا لوم عليهم، لكي يلعب الأطفال خارج المنزل على الأبوين قيادة السيارة والذهاب إلى حديقة أو ساحة ألعاب للأطفال، هكذا لا يتعرف الأطفال على أطفال الجيران ويكبرون في هذا العالم حيث المدرسة تصبح المكان لتكوين الصداقات.

مقر العمل قد يكون المكان الآخر لصنع صداقات وهذا في رأيي يبين حجم المشكلة، يفترض أن نكون علاقات مع محيطنا لكن الخيارات الأسهل تكون بعيدة عنا إما في مدرسة أو مقر العمل، حتى لو انضم شخص ما لمؤسسة تطوعية ففي الغالب عليه أن يستخدم السيارة لكي يشارك في العمل التطوعي.

كل شيء يشير إلى أن الاعتماد على السيارات ليس في صالحنا وله أثر سلبي على صحتنا الجسدية والنفسية، ولست بحاجة لتكرار الحديث عن أثر التقنيات الرقمية على الناس وبالتحديد الهواتف، لذلك أسأل: هل هذه الحياة التي تريدها؟

شخصياً كنت أريد ذلك في الماضي، قبل عشرين عاماً كنت أرغب في الاعتماد الكلي على نفسي وأتمنى لو أن كل شيء يصبح رقمي وعندما تحقق ذلك تغيرت فكرتي للحياة التي أريدها، لا أريد أن أكون مثل الآمش تماماً لكن أنا معجب بفكرة أن يكون المجتمع المحلي هو الأساس ويعتمد الناس على بعضهم البعض، سهولة استخدام التقنية ينظر لها دائماً بنظرة إيجابية وأرى أنه من الضروري تغيير هذه النظرة.

لماذا نصنع القصص؟

في منتصف التسعينات ذهبت لمكة للعمرة وبعد العمرة ذهبت مع بعض الأصدقاء للتسوق ودخلنا محل يديره أندونيسي، نحن في الإمارات ننادي الهنود بكلمة رفيق وهي الكلمة التي استخدمها شخص هناك ليسأل عن سعر شيء ما، لا أذكر ما الذي كان يبيعه المحل لكن أذكر ردة فعل الأندونيسي الذي قال بغضب وتضايق واضح: أنا ما في رفيق، أنا صديق! فضحكنا لأن رفيق وصديق يشيران لنفس الفكرة، لكن هذا يبين جهلنا، لو كنا نعرف تاريخ أندونيسيا فربما سنكون على حذر ونستخدم كلمة صديق من البداية، كلمة رفيق يستخدمها الشيوعيون العرب للإشارة إلى الرفاق الشيوعين في كل مكان.

بالكاد أستطيع قراءة روايات هذه الأيام وقد كنت أفكر في ذلك قبل أيام لأتذكر ما الذي كنت أقرأه في الماضي، أتذكر أنني قرأت معظم روايات الروائي نجيب الكيلاني رحمه الله ومنه عرفت تركستان الشرقية ولم أسمع بها من قبل وقد كتب عنها رواية ليالي تركستان وكتب رواية عذراء جاكرتا التي تتناول انقلاباً مضاداً للحزب الشيوعي في ذلك الوقت وهذه فترة دموية عنيفة في أندونيسيا وما زال لها أثر، مع أنني قرأت الكثير للكيلاني ومن بينها رواية تدور أحداثها في الإمارات لكن ما بقي منها معي هما روايتي ليالي تركستان وعذراء جاكرتا.

بعدها بدأت أقرأ لأغاثا كريستي ولم أكن أعرفها لكن رأيت كتبها مترجمة واكتشفت حبي لروايات الجريمة، ثم وجدت روايات البرازيلي باولو كويلو الذي كان مشهوراً ولم أكن أعرف ذلك، كان شرائي للكتب يعتمد كثيراً على زيارة مكتبة ورؤية العناوين الجديدة هناك وشراء ما يجذبني منها، رواية الخيميائي ذكرتني بقصة مماثلة قرأتها في كتب الشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله، الفرق أن الشاب كان في بغداد وسافر لمصر وعاد لبغداد ليجد كنزه هناك.

ثم مع تحسن مستواي في اللغة الإنجليزية بدأت أقرأ روايات هاري بوتر وروايات أخرى ومن هنا بدأت أقرأ بعض روايات الخيال العلمي وهو نوع من الروايات لا أحبه لذلك قرأت القليل منه، من فروع الخيال العلمي عرفت أن هناك شيء يسمى ستيمبنك (Steampunk) وهي حركة بدأت أدبية لكنها تحولت لتغطي كل شيء آخر وقد كانت لفترة مشهورة في الشبكة، كان هناك ناشر كتب خيال علمي يخصص شهر للموضوع وقصصه القصيرة وكنت أحرص على قراءة كل شيء، باختصار الفكرة هي تخيل العالم كما لو أنه يعيش في القرن التاسع عشر ومع تطور تقني مختلف يعتمد كثيراً على محركات البخار.

الخيال العلمي لا يتخيل المستقبل فقط بل يضع عدسة على الحاضر وينتقده، ما قرأته من روايات الخيال العلمي كان أكثرها كئيب وأشعر بعد قراءتها بأنها فرغتني من أي أمل أو تفاؤل، لذلك فرحت عندما اكتشفت حركة أدبية مختلفة تسمى سولاربنك (Solarpunk) وهي حركة أدبية ترسم المستقبل بتفاؤل أكثر دون أن تتجاهل الحاضر لكنها تقف ضد اليأس وضد ما يروج له بعض الناس بأنه لا أمل في التغيير عندما يرون أن الأمور تزداد سوء أحياناً أو لا تتغير في حين أن التغيير الفعلي يحتاج لأجيال من الناس ولن يحدث في يوم وليلة، الفكرة بدأت بالأدب لكنها الآن حركة اجتماعية وسياسية لأناس يريدون تغيير العالم ليكون أكثر عدالة ولا يدمر البيئة.

جزء من هذه الحركة يشمل الناس الذين يصنعون الأشياء أو يحاولون العيش بأسلوب يتوافق مع تطلعاتهم وهذا يعني في الغالب استخدام مصادر طاقة نظيفة والاكتفاء الذاتي بقدر الإمكان وصيانة الأشياء بدلاً من شراء الجديد أو صنع الأشياء بدلاً من شرائها.

في موقع ريددت هناك قسمان أحب زيارتهما، الأول هو Cyberdeck وهو قسم متخصص لصنع حواسيب بتصاميم غير مألوفة، الثاني قسم Writerdeck وهو يشبه القسم الأول لكنه متخصص أكثر ويركز على الجانب العملي: صنع حواسيب مناسبة للكتابة، ما علاقة هذان القسمان بما كتبته أعلاه عن الروايات وأنواعها؟ صنع حواسيب غير مألوفة بدأ بفكرة في رواية كتبت في الثمانينات، الناس سأموا ما تقدمه الشركات من منتجات متشابهة وفي الغالب صنعت في نفس المصنع والشركات ليس لديها اهتمام لصنع حواسيب متخصصة لذلك الناس يبحثون عن غير المألوف، وفي البداية كان الهدف صنع قطعة فنية تبدو رائعة لكن ربما غير عملية ثم تحول الأمر إلى صنع شيء عملي وله استخدامات.

رأيت حاسوب كتابة أعجبني:

الجهاز يعتمد على رازبيري باي زيرو ونسخة خاصة من لينكس صغيرة الحجم ونصية وتعطي المستخدم إمكانية إنشاء وحفظ ملفات وتنظيمها في مجلدات وتشغيل معالج الكلمات، يمكنك شراء الجهاز من صانعه إن أردت لكن ستلاحظ أن سعره مرتفع وهذا أمر متوقع لأن كل جهاز يصنعه صاحب المشروع بنفسه ويطبع الغلاف ويركبه وهذا يكلف الكثير، مصدر البرنامج متوفر فهو برنامج حر وإن كان لديك خبرة في مجال الإلكترونيات يمكنك صنع واحد بنفسك وستوفر المال مقابل أن تنفق الوقت لصنعه.

صنع جهاز مثل هذا أراه لا يختلف كثيراً عن كتابة قصة لمستقبل أفضل، كلاهما نوع من مقاومة الواقع، نحن نحتاج لوضع الأفكار على الورق أو صنعها لكي يصبح لها وجود ويمكن أن نصفها ونتحدث عنها وربما نتطلع لها، ولا أطالبك بصنع حاسوب بتصميم خاص فهذا مجرد مثال، كتابة القصص وسيلة، تخيل الأفكار والكتابة عنها وكيف ستكون في الواقع أسلوب آخر، صنع الفنون على أشكالها وسيلة أخرى، كتابة كتاب صغير وطباعته وتغليفه ثم توزيعه بنفسك، هذا شيء مختلف وفي عالم رقمي سيكون له أثر أكبر من كتابة مقال على موقع ما وهناك وسائل أخرى.

القصة أو الرواية ليست مجرد تسلية بل وسيلة لنقل القيم والأفكار وللحفاظ على الموروث ونقله لأجيال المستقبل، وهي كذلك وسيلة لصنع مستقبل مختلف قد لا نراه يتحقق ولا بأس بذلك، كل شيء يبدأ بفكرة.

منوعات السبت: هل تبحث عن الكتب الكئيبة؟

الرسام: فريدريك آرثر بريدجمان

(1)
في ثمانية قرأت عنوان نشرة أها: لم أعد أبحث عن كتب كئيبة في معرض الكتاب وأردت أن أكتب فقط عن العنوان لكن لا بد من قراءة الموضوع حتى أفهم العنوان، في البداية الموقف في معرض الكتاب حيث البائع يعلق على اختيارات الكاتبة من عناوين الكتب وبالتحديد استغرابه من أنها تقرأ لإميل سيوران وهي بعمر صغير ثم تعليق امرأة عن نفس الكاتب وكلاهما يشيران لحقيقة أن كتابات سيوران كئيبة والبائع يرى أن هذه كتاباته لا تناسب الصغار فالكآبة تترك للكبار.

ردة فعلي الأولى هي انزعاجي التام من تعليقات البائع والمرأة لأنني كنت أشعر بتضايق كبير من تعليقات الناس على اختياراتي لعناوين الكتب ويبدو هناك بقية من ذلك، ما كنت أقرأه في سنوات المراهقة يختلف عما قرأته بعد ذلك في العشرينات من عمري والمواضيع تتغير مع الوقت، النقطة الثانية وهي الأهم هنا هي أنني لا أؤمن بكل ما أقرأه لمجرد أنني قرأته، أشرت بذلك في جدال مع أحدهم في أيام المنتديات فقد كنت أقرأ كتب عن مختلف الأديان فهل يظن أنني في يوم سأعتنق ديناً ثم في الأسبوع التالي سأغيره لدين آخر بمجرد أن أقرأ كتاباً؟!

علي أن أعترف هنا أنني لا أعرف من هو إميل سيوران وفي الغالب لو عرفته في الماضي فلن أقرأ له لكن الآن ربما أقرأ له أحد كتبه، لم أعد أجبر نفسي على إكمال أي كتاب لا يعجبني وأعطي الكتاب فرصة كافية لكن بعد ربعه تقريباً أتوقف إن لم أجد رغبة في إكماله، فعلت ذلك مع روايتين وقد كتبت عنهما في المدونة، توقفت عن قراءة رواية الطريق لأنها كانت كئيبة، ولا يعني ذلك أن أي كتاب كئيب سأتوقف عن قراءته، كتب التاريخ مثلاً قد تتناول مآسي كثيرة ولن أتوقف عن قراءتها فهي تعطيني فكرة عن واقع عاشه الناس، أما الرواية فهي عالم خيالي، لا بأس إن لم أكمل قراءتها.

من ناحية أخرى أتفهم تعليقات البائع والمرأة، الكتب لها تأثير ومن اعتاد على أكل الكآبة كل يوم فلن يجد مساحة لأفكار سعيدة، أذكر شعوري بعد ما انتهيت من قراءة رواية 1984 وكنت أعاني من الاكتئاب وقتها ويفترض ألا أقرأ الرواية لكن فعلت ولم تزدني سوى مزيد من الكآبة ولا زلت أتذكر هذا الشعور كلما تذكرت الرواية، وهي رواية مهمة مع أنني أرى الآن أن فهرنهايت 451 أكثر أهمية منها.

الكاتبة ذكرت كتاب أساتذة اليأس الذي يتناول فكرة العدمية في الأدب الأوروبي وكيف أن كثير من كتّاب العدمية عاشوا حياة طويلة هادئة ومنعمة، وعنوان الكتاب ذكرني بما كنت أفكر فيه حول ألعاب الفيديو، هناك العديد من ألعاب الفيديو التي تتناول فكرة العدمية وخصوصاً ألعاب من اليابان وقد رأيت مقاطع فيديو عن بعضها وأجدني أتسائل ما الذي يدفع بالمطورين لصنع ألعاب كئيبة حقاً؟ بالطبع لدي إجابة لكن هذا موضوع آخر وفي الغالب لن أكتب عنه.

(2)
في ماستودون شارك الأخ فؤاد الفرحان برابط لموضوع عن خاصية صغيرة لم أعرفها من قبل، الخاصية هي إمكانية سحب العنوان من المتصفح إلى مدير الملفات في النظام، بدأت أجرب الفكرة ومبدئياً تبدو الفكرة عملية، يمكن تنظيم الروابط من خلال المجلدات ويمكن وضع مجلد في مكانين أو أكثر من خلال إنشاء اختصار (shortcut) لكن أدرك أن هذا قد يؤدي إلى التعقيد لذلك لن أستخدم الخاصية كثيراً.

أنا على قناعة أن مدير الملفات يجب أن يستخدم كواجهة أساسية للحاسوب ونظام الملفات يجب أن يستغل أكثر، أنظمة التشغيل اليوم يمكنها البحث في المجلدات وبسرعة وهكذا يمكن أن تجد ما تريد، يمكن أن تحفظ كل الروابط في مجلد واحد وتكتفي بالبحث أو تنظمها في مجلدات قليلة.

هناك طرق أخرى لتنظيم الروابط قد تراها أفضل مثل حفظ المفضلة في المتصفح أو خدمة ما على الويب، شخصياً أنا معجب بالفكرة لأنها تعتمد على نظام الملفات.

(3)
الجو في تحسن وهذا يعني أنني قريباً سأبدأ بالخروج للمشي في الصباح الباكر، المنطقة لم تتغير كثيراً لكن سأوثق ما يستحق التوثيق بالصور وأكتب عنها، أود أن تتغير المنطقة بسرعة وخصوصاً في ما يتعلق بزراعة الأشجار لكن أدرك أن هذا لن يحدث قريباً، المنطقة بدأت تسكن منذ سنوات عدة والأجزاء الأقدم منها تحوي مساحات خضراء لكن الجزء الذي نسكنه جديد.

منوعات السبت: نظرة على مذياع سانجين الصغير

الرسام: أوغوست هاغبورغ

(1)
اشتريت مذياع من شركة سانجين (Sangean) وهي شركة تايوانية للإلكترونيات متخصصة في أجهزة المذياع أسست في 1974، المذياع هو WR-7 والذي يأتي بعدة ألوان واخترت منها لون الخشب الفاتح كما في الصورة:

كنت أود شراء الأخضر أو الوردي لكن فضلت لون الخشب الطبيعي، من الصورة قد تظن أنه بحجم كبير لكنه صغير ويمكنك وضعه على كفك، يعمل ببطارية قابلة للشحن وتقول الشركة أنها تستمر ست وثلاثون ساعة، عند الشحن تظهر إضاءة صغيرة حمراء على أعلى يمين السماعة، وعندما تلتقط بث إذاعة تظهر إضاءة خضراء فوقها، وعند استخدامه كسماعة بلوتوث تتغير الإضاءة إلى الأزرق، يمكن كذلك وصله بجهاز مشغل صوتيات MP3.

المذياع يلتقط إذاعات أف أم فقط وقد جربته للتو وكان أداءه ممتاز، استطاع التقاط بث إذاعة القرآن الكريم من الشارقة وهذا ما كنت أريده، السماعة واضحة وعالية الصوت، جودة الجهاز ممتازة وهذا الخشب الذي تراه في الصورة بالفعل خشب وليس بلاستك.

في الخلف هناك منفذ لسلك يو أس بي للشحن، ومنفذ لتوصيل مشغلات صوتية وآخر للهوائي، الجهاز يأتي مع هوائي على شكل سلك وهذا أراه عيباً، أظن أن الهوائي على شكل قطعة معدنية قابلة للتمدد سيكون عملي أكثر.

هذا كل شيء، الجهاز بسيط، عالي الجودة ويقدم ما أريده دون زيادة أو نقص، حجمه الصغير والبطارية تعني إمكانية نقله بسهولة، سعره كان 272 درهم عندما اشتريته وهذا سعر لا بأس به كما أرى.

في السنوات الماضية ترددت في شراء مذياع لسببين، الأول أن الشركات اليابانية لم تعد تهتم كثيراً بصنعها وجودة ما يصنعونه ليس جيداً ولا أقول سيء لكنه ليس بالمستوى الذي يمكنهم تقديمه، والشركات الصينية لا أدري هل يمكن الوثوق بجودة صنعهم، سمعة الصناعة الصينية تتحسن، تايوان في الماضي كانت مثال يضرب به للجودة السيئة، كنا نستخدم وصف ياباني لأي شيء عالي الجودة وتايواني للجودة الرديئة، الأمور تغيرت الآن.

شركة سانجين لديهم منتجات عديدة وبتصاميم وأحجام مختلفة، إن كنت تبحث عن مذياع فهم خيار جيد كما أرى، وبالطبع ابحث عن مراجعات لأجهزتهم في يوتيوب ومواقع أخرى قبل أن تشتري لتتأكد أن الجهاز هو ما تبحث عنه، اشتريت هذا الجهاز بعد رؤية مقطع في يوتيوب.

(2)
الأخ معاذ كتب في حديث الأربعاء عن الخبز اليابس وعدم إمكانية أكله وكيف يمكن استخدامه، هناك عدة وصفات يمكن استخدامها لاستغلال الخبز البائت، أم علي وصفة معروفة ويمكن استخدام الخبز فيها، وهناك ما يسميه الإنجليز بودنج (pudding) أو بودنج الخبز، وهذه وصفات كثيرة ومختلفة وكلها تهدف لاستغلال الخبز قبل أن يتعفن بصنع حلوى بسيطة، في آيرلندا لديهم كعكة تسمى Gur Cake تستخدم الخبز البائت لصنع كعكة وأتمنى تجربتها مرة.

تجفيف الخبز في الشمس كما فعل الأخ معاذ خيار آخر وهذا يستخدم للعلف وأيضاً يستخدم لصيد الأسماك، هناك مصائد تسمى في الإمارات قراقير وهي شباك معدنية تصنع على شكل قبة أو نصف كرة ولها مدخل يسمح للأسماك بالدخول لكن لا تستطيع أن تخرج منه، يوضع الخبز اليابس فيها كطعم وترمى في البحر ويعود لها الصياد بعد يوم أو يومين، هذا فيديو صنعه رجل له فضل كبير علي وعلى كثيرين:

موضوع الطعام يهمني من جوانب عدة وأهتم كثيراً بالهدر الذي يحدث لأسباب، الطعام من نعم الله علينا وأشعر بالأسى والحزن كلما رأيت ما يرمى منه في المهملات، هذا هدر للكثير من الطاقة والجهود التي بذلت لصنع الطعام، فكر في رحلة الفاكهة أو الخضار من المزرعة إلى بيتك، الخبز بدأ في مزرعة ما ووصل إلى بيتك ومن المؤسف أن تكون سلة المهملات نهايته.

(3)
ما زلت أعمل على تنظيم الغرفة، بقي القليل ثم علي أن أرتب الكتب وهذه ستتطلب وقت أطول، نظمت الغرفة بطريقة أنا سعيد بها لأنها سمحت لي باستخدام كل المكتبات دون أن تأخذ مساحة كبيرة، والآن أجدني سعيداً أكثر بالغرفة الصغيرة، وهذا يذكرني بفكرة المنازل الصغيرة التي كنت أكتب عنها في الماضي، الناس يتجهون لها لسعرها الأرخص ومن يحب التبسيط يتجه لها لأنها تضع حد لما يمكن وضعه فيها.

فخ الدرج الفارغ

سؤال بسيط: هل لديك درج فارغ في غرفتك؟ إن كان لديك واحد ففي الغالب ستفكر بطريقة لاستغلاله فهذا مكان جيد لإخفاء الأشياء، هذه وظيفة الأدراج فهي تخفي الأشياء وتحميها من الغبار وقد يكون لها قفل، شخصياً كان لدي خزانة كبيرة وهذه كانت تخفي الأشياء جيداً وتجعلني أقع في فخ قديم مرة أخرى.

انتقلت لغرفة أخرى في المنزل وسبق أن تحدثت عن رغبتي في ذلك، الغرفة أصغر بكثير وليس هناك خزانة والآن أدرك أنني ربما لا أستطيع وضع كل المكتبات الصغيرة التي كانت مناسبة للغرفة الكبيرة لكنها الآن غير عملية في هذه المساحة الصغيرة وربما ستبقى العديد من الكتب في الصناديق حتى أجد لها مكاناً أو أتخلص منها.

السبب الأساسي للانتقال هو رغبتي في رؤية شروق الشمس، لم أشغل الإضاءة عندما استيقظت لصلاة الفجر وانتظرت شروق الشمس ولا زالت أشعة الشمس تدخل للغرفة وقت كتابة هذا الموضوع في العاشرة صباحاً، في البيت القديم غرفتي كانت شرقية وكنت أرى شروق الشمس كل يوم، انتقلت لهذا البيت ولغرفة غربية وافتقدت هذا المنظر، في المقابل الغرفة أصغر بكثير وهذا أمر إيجابي.

أعود لفخ الخزانة فعندما كنت أجهز للانتقال وجدت مشاريع مؤجلة وضعتها هناك لسبب ما (لا أذكر السبب!) ونسيتها كلياً لأشهر، كتب أردت تصويرها، صندوق أفلام اشترتها أختي رحمها الله وأردت مشاهدة بعضها، هناك لعبة تعليمية اشتريتها في الغالب قبل أكثر من خمس عشر عاماً ولا زلت أنقلها معي من غرفة لأخرى على أمل أنني سأركبها غداً، بالطبع غداً لن يأتي وأدرك أنني إن أردت إنجاز شيء فالآن هو الوقت المناسب ولا يمكنني تسويف شيء لغداً لأن غداً تصبح دائرة تتكرر كل يوم ولخمس عشر عاماً.

قريباً سأكمل خمساً وأربعين عاماً، أشعر الآن أنني دخلت لمرحلة أخرى من حياتي وأنني لا أملك ترف أن أترك كل شيء لغداً الذي لن يأتي ولم أملك هذا الترف يوماً، وأيضاً لا يمكنني الاستمرار في خداع نفسي بأن أشتري أو أملك ما لا يتسع له وقتي من الكتب والأشياء وفوق ذلك أبدأ مشاريع ثم لا أنجزها وكل ما أتركه ورائي هي مشاريع على مستويات مختلفة من الإنجاز، أغلبها بدأ فقط ولم أنجز حتى 10% منه.

وجود مساحة فارغة وغرفة كبيرة جعلني أفكر بما يمكن فعله بهذه المساحة الفارغة، سأضع مكتب هنا ومكتب هناك، مكتبات هناك والخزانة يمكنها إخفاء كل ما أملك، لدي الآن فرصة لشراء المزيد، نسيت رغبتي في التبسيط بمجرد وصولي لمساحة أكبر وبدلاً من أن أقبل بوجود الفراغ وأسعد به أردت أن أضع شيئاً فيه.

مع التقدم في العمر يزداد تفكيري في الآخرة وفي الموت، وأدرك كما أنا مقصر في حق الله، وهنا أيضاً أقع في فخ غداً كأنما العمر لن ينتهي وهذه مصيبة، لا يهم إن لم أنجز هذا أو ذاك من أمور الدنيا لكن الآخرة أمرها مختلف وليس هناك سوى فرصة واحدة وتنتهي بموت الإنسان.

انتقالي جعلني أعيد التفكير في كل هذا، العمر قصير ولا يسع آمالنا، ومرة أخرى أجدني أكرر نفس الرسالة لنفسي وللجميع: تمهل، اختر القليل، واقبل بأن أكثر ما في الدنيا سيفتوك … والآن علي إضافة: ولا تنسى الآخرة.

موضوع مصور: في سوق الخضار

خرجت بالأمس للتأكد من خلو صندوق البريد لأنني أنتظر وصول كتابين اشتريتهما قبل أكثر من شهر ولم يصلا بعد، راسلت الناشر وأخبرني أن أنتظر أسبوعاً ثم أراسله مرة أخرى وقد فعلت، كان لدي أمل أنني سأجد ورقة تخبرني أن أذهب لمركز البريد لأستلم الكتب من هناك لأن صندوق البريد صغير لا يسع الكتب الكبيرة.

نظام البريد في الإمارات مختلف حيث تستأجر صندوق في مكان محدد ولكي تنقل الصندوق إلى أمام المنزل عليك أن تدفع مقابل هذه الخدمة تكلفة سنوية كما أذكر، وهناك تكلفة أخرى لتنبيهك لوصول الأشياء للبريد.

صندوق البريد الذي أستخدمه تملكه أختي الكبيرة والجميع يستخدمه في المنزل لكن لم يعد يستخدم كثيراً الآن مع تغير طرق توصيل الأشياء لتصل مباشرة إلى المنزل، مع ذلك هناك حالات تحتاجه وهذا يعني أن علي الذهاب إلى أبوظبي لرؤية الصندوق، هذا ما فعلته بالأمس وبعدها ذهبنا إلى سوق مدينة زايد للحوم والخضار والسمك (هذا اسمه الرسمي)، ويقع على جانب سوق مدينة زايد.

Continue reading “موضوع مصور: في سوق الخضار”

أقل لكن أفضل

أذكر مشاهدتي لبرنامج السيارات توب جير، في إحدى الحلقات أراد المقدم أن يشرح الفرق بين الإطارات في ثواني قائلاً بأن الإطارات من شركة مختلفة ستكون أفضل وأسرع ثم أعتذر عن كون الموضوع مملاً، من ناحية أخرى يوتيوب يثبت أن الناس يريدون مشاهدة مواضيع “مملة”، هناك مقطع بطول نصف ساعة تقريباً يشرح كل الأساسيات حول الإطارات ومشاهداته وصلت إلى ما يقرب من تسعمائة ألف، ويوتيوب يحوي مقاطع أخرى عن كل صغيرة وكبيرة حول الإطارات، هناك لا شك أناس يريدون تعلم تفاصيل الإطارات ومعرفة الفروق بينها ومعرفة ما هي تلك الأرقام على جانب الإطار.

وسائل الإعلام تحاول أن تخلط بين التعليم والترفيه بمستويات مختلفة وهذا أدى إلى أن تكتب أو تعرض المواضيع على شكل قوالب مألوفة، التقارير عن قضية ما يجب أن تبدأ بقصة شخص، لا يمكن للكاتب أن يدخل في الموضوع مباشرة لأن هذا “ممل” بل عليه تمهيد الموضوع بقصة ومحاولة جذب القارئ بشيء من الترفيه، مسكين ذلك القارئ الذي يظنه المحرر أو الكاتب أنه غير قادر على التركيز ما لم يجد قطعة حلوى في بداية كل مقال.

هذا على افتراض أن وسيلة الإعلام تريد أن تعلم وتثقف القارئ أو المشاهد، كلنا نعلم أن هناك وسائل إعلام هدفها تجاري بحت ووسيلتها هي نشر المحتوى الرخيص والسهل والمظلل وحتى الكاذب، الصحف الصفراء ظاهرة بدأت منذ بدايات الصحافة والعناوين المبالغ فيها ظاهرة تعود لأكثر من قرن وما تفعله المواقع وقنوات يوتيوب اليوم ليس شيئاً جديداً، الهدف دائماً هو جذب انتباه الناس وبالتالي التربح منهم.

هناك من يسير عكس التيار، وصلت لهذا الموقع عن السيارات من خلال رابط لأنني لم ولن أجده في محركات البحث، الموقع متخصص في صناعة السيارات الأمريكية ولا يلاحق آخر الأخبار، في صفحة حول الموقع ستقرأ لماذا هذا الموقع مختلف، الموقع مدعوم بالقراء وليس الإعلانات، والموقع لا يلاحق آخر الأخبار ويصف المواقع الأخرى بأنها متشابهة وهذا صحيح، أزور مواقع سيارات مختلفة وأجدها تتشابه في الأخبار والمقالات واختبارات السيارات والقليل من هذا المحتوى مميز ويستحق القراءة.

نقطة أخرى تذكرها الصفحة وهي التمهل، الموقع لا ينشر مقالات عديدة كل يوم بل مقال واحد كل يوم أو يومين وأحياناً أقل من ذلك، الهدف من الموقع هو التعليم وليس الترفيه، والصفحة تضع رابط لتدوينة كتبت في 2009 حول الأخبار المتمهلة، عندما يحدث شيء ما تسارع وسائل الإعلام لتغطيته وتقع في العديد من الأخطاء وبدلاً من أن توضح الحقيقة تساهم في التظليل وتشكيل صورة غير صحيحة عن الحدث، بالطبع وسائل الإعلام لا يكفيها أن تقول بأن هذا ما تعرفه وهو قليل ثم تكتفي بذلك، لا بد من التحليلات وجلب ضيوف للحديث عن أمر لم يتضح بعد ومحاولة حشو الساعات بتغطية مستمرة ثم ماذا بعد ذلك؟ هل استفاد المشاهد من ذلك؟

تخيل مشهداً مختلفاً للإعلام حيث تنتظر حتى تتضح الصورة ثم تعرض تقرير مختصر للحقائق، هذا قد يتطلب انتظار ساعات أو حتى أيام، لكن هذا لن يحدث لأن وسائل الإعلام تتنافس فيما بينها على انتباه الناس ولأنها كذلك مؤسسات ربحية.

المواقع التقنية لديها نفس مشكلة مواقع السيارات، كثير منها متشابه وكثير منها يكتب الكثير من الأخبار والمقالات والتحليلات ولا أقول بأن كل هذا غير مفيد بل هناك المفيد لكنه يغرق في محيط من المحتوى الضحل، تابعت التدوين التقني منذ 2003 وحتى اليوم وتغيرت علاقتي به منذ ذلك الوقت، في الماضي كل خبر وكل تحديث يستحق الاهتمام ثم بدأت أدرك أنني أقرأ أفكار مكررة بعدد المواقع التي أتابعها، نفس الخبر يطرح في سبعة مواقع ونفس التحليلات تنشر في المواقع فلماذا أتابعها كلها؟ اكتفيت بواحد أو اثنين.

أقل لكن أفضل، هذا ما أريد الوصول له، استهلاك محتوى أقل لكن أفضل في جودته وفائدته، وهذا ينطبق على كل شيء آخر وليس فقط المواقع.

سبع سنوات عمر هذه المدونة والرغبة في التجديد

مدونة سردال استمرت خمس سنوات ثم فتحت مدونة أخرى رغبة في التجديد واستمرت ثمانية سنوات وهذه المدونة عمرها سبع سنوات وأشعر بنفس الشعور الآن، أحتاج لتجديد لكن فتحت هذه المدونة بنية استمرارها ولن أنتقل لواحدة أخرى، والتجديد هنا لا يجب أن يكون جذرياً، تغيير قالب المدونة والمواضيع التي أطرحها سيكفي وهذا ما أنوي فعله.

إنشاء قالب للمدونة ليس صعباً بل يحتاج لوقت وجهد، هذا الفيديو درس واحد طويل يشرح كيف يمكن فعل ذلك:

الرغبة في التجديد تأتي عندما أشعر بأنني لا أرغب في الكتابة، لدي مواضيع كثيرة يمكن أن أكتب عنها وأنا أكتب في ثمانية وكذلك أكتب موضوعاً طويلاً سأنشره في الموقع الشخصي، لكن عندما أريد الكتابة لهذه المدونة أجدني غير راغب في ذلك.

أيضاً أنا مقبل على عملية انتقال أخرى لكن أصغر وهو الانتقال لغرفة أخرى وهذا يشغل ذهني، مع أنها غرفة أصغر لكنني أجدني أتطلع لذلك، في الغالب سأنجز الانتقال في نهاية الأسبوع المقبل، إلى ذلك الحين قد لا أكتب أي شيء هنا.

منوعات السبت: تجربتي مع الشبكات الاجتماعية وكتب قديمة

الرسام: جوهانس جيرارد

(1)
حذفت حسابي إنستغرام وفايسبوك، حساب إنستغرام لم أستخدمه وفايسبوك لم أعد أستخدمه، سبق أن تحدثت عن رغبتي في تجربة فايسبوك وقد كانت تجربة قصيرة، ألخصها في نقاط:

  • فايسبوك يحاول أن يكون موقع كل شيء، هذه ميزة ومشكلة لأن بعض شعوب العالم تعيش في الموقع وتعتمد عليه كلياً ولا تعرف استخدام أي موقع أو خدمة خارجه.
  • المحتوى كان خليطاً من المنوعات الضحلة والمتكررة والخادشة للحياء، إلى أن بدأت في متابعة بعض الأفراد وتغير المحتوى قليلاً.
  • هناك سوق يبيع الناس فيه أشياء كثيرة وهذا الشيء الوحيد الذي أعجبني لأنني رأيت من يبيع دراجة مجاناً وخمن البعض أنه سيخبرني بالسعر إن تواصلت معه، لكن وقتها توقفت عن استخدام فايسبوك.
  • بدأت استخدام الخدمة مع بداية انتشار المحتوى المصنوع بالذكاء الاصطناعي، هناك الكثير من المحتوى المزيف والكاذب والذي يهدف لنشر إشاعات وأكاذيب.
  • ليس هناك وجود خليجي، أهل الخليج يفضلون تويتر، هناك حسابات للمؤسسات الحكومية والخاصة.
  • هناك مجموعات أو مجتمعات متخصصة وهذه الفائدة الوحيدة التي وجدتها للموقع، للأسف الناس استغنوا عن المنتديات واتجهوا لموقع واحد يعرض عليهم المحتوى باستخدام الخوارزميات.

لدي حساب في موقع لنكدن وقد وجدته مثل فايسبوك! هذه مبالغة لكن الكثير من المحتوى هناك يدور حول الوظيفة والمسار الوظيفي والعمل الخاص والريادية ونصائح حول كل هذا وأكثر، الموقع فيه الكثير من التفاصيل التي تثير حيرتي، شاركت في الموقع لأنني أريد الحصول على أرشيف مجلة حاسوب عربية، تواصلت مع رئيس تحريرها ولم يرد علي منذ أشهر لكن أصبر، أو ربما اتصل بمؤسسته مباشرة وترددت في فعل ذلك.

من ناحية الفرص الوظيفية تصلني تنبيهات حول فرص للكتابة لكن وظائف الكتابة لا تناسبني بأي شكل، لا أريد أن أساهم في محتوى سيو (SEO) أو العمل لمؤسسة تروج لتقنيات لا أشجعها مثل تعدين العملات الإلكترونية أو الذكاء الاصطناعي.

هذا كل شيء، استخدام هذه المواقع يحتاج لجهد أكثر مما أستطيعه أو أريد بذله وأشك في فائدتها.

(2)
لا أدري ما الذي ذكرني بكتب قديمة قرأتها، وصلت لموقع نيل وفرات لأجدها ما زالت تطبع، هذه أغلفتها:

معذرة على الصورة الكبيرة، لكنها الوحيدة التي تجمع عناوين هذه الكتب الصغيرة التي اشتريتها كلها وقرأتها مرات ومرات، عدد صفحاتها لا يزيد كثيراً عن 100 صفحة، وأود حقاً أن أشتري بعضها وأعيد قراءتها لأقارن بين ما كنت أفكر به في الماضي ورأيي اليوم، بحثت أيضاً عن كتب أخرى ووجدت تعلم لغة HTML الديناميكية الذي طبع في 1998 وما زال يباع! هناك أيضاً الدليل الكامل فوتوشوب 5 للوب نشر في 1999 وما زال يباع، أعلم أن كل هذه الكتب قديمة وغير مفيدة ومع ذلك أود أن أكتب عنها.

كتبت عن الإدارة في مقالات عديدة وبالطبع مواقع عربية عدة نسختها ثم بعضها وضع حرف “د” أمام أسمي ونسخت هذه المواقع وأصبحت أرى الدكتور عبدالله المهيري، لم أتعب نفسي بتصحيح أحد فلا فائدة من فعل ذلك، المواقع تتناسخ بعيداً عن سيطرة أي شخص.

(3)
الأخ فؤاد الفرحان لديه قسم تدوين مصغر في موقعه وهو ما ذكرني بفكرة المدونة الجانبية وكذلك فكرة التدوين المصغر، أود لو أن لدي قسم خاص للتدوين المصغر حيث أنشر الروابط والملاحظات الصغيرة والمدونة تكون للمواضيع الطويلة، لا شك هناك إضافة لفعل ذلك في ووردبريس وقد أجرب بعضها.

أجد أن هذا أفضل من الشبكات الاجتماعية، أكتب في موقعك وضع روابطها في الشبكات الاجتماعية، أفكارك وملاحظاتك تحفظ في مكان واحد ويمكن البحث فيها بسهولة.

مدننا بحاجة للتغيير حتى مع الجو الحار

المصدر: ويكيبيديا، أحياء جديدة في المدريد صممت على شكلة سوبر بلوك.

نشر الأخ فؤاد الفرحان صوراً في ماستودون ثم في موقعه لمكان جميل وهو مركز تجاري مفتوح، وقبل ذلك في تويتر أشرت لأخ كريم حقيقة أن الأماكن القريبة تدفع بالمرء للمشي وذكرني بأن الجو في بلادنا لا يساعد وأنا أوافق على ذلك وأرفض الاستسلام لهذه الحقيقة.

الجو لا يساعد لنصف العام، ثم لدينا جو لا بأس به ثم جو ممتاز، وعندما يكون الجو جيداً كفاية يخرج الناس للمشي وللتجول وفي رحلات بالسيارات وسياحة داخل البلاد، ويجلس الناس خارج المقاهي لشرب القهوة وتمضية الوقت مع الآخرين، لذلك أرى أن نكون أكثر دقة ونقول بأن الجو غير مناسب عندما يكون حاراً ورطباً، أحياناً الجو بلا رطوبة يكون مقبولاً وهناك أيام صيفية لا بأس بها خصوصاً في الفجر والصباح الباكر.

تحدثت في مدونتي السابقة عن تخطيط المدن وكيف أن مدننا مصممة للسيارات وأنه بالإمكان رفع مستواها بتصميمها لتكون مناسبة للمشاة وللمواصلات العامة الجيدة، لكن يبدو أن البعض يقرأ هذه الكلمات ويظن أنني أدعوا لإجبارهم على المشي أو سحب سياراتهم وهذا ما لا أريده، المدن القابلة للمشي حول العالم لم تمنع السيارات وإن كان بعضها يضيق على السيارات بالتكاليف ومنعها من السير في شوارع محددة.

هناك عدة نقاط أود الحديث عنها وسأحاول الاختصار:

الشوارع تتسبب في ظاهرة الجزر الحرارية، المدن عموماً تتسبب في هذه الظاهرة وهناك عدة حلول من بينها طلاء المباني بطلاء عاكس للحرارة أو أبيض، كذلك طلاء الشوارع بطلاء عاكس للحرارة، أو تغطية الأماكن بالأشجار وتبريد الأماكن بمساحات خضراء وبالأشجار والنوافير، يمكن تبريد المكان من درجتين إلى خمس دراجات تقريباً.

تخطيط المدن الذي يفصل بين السكن والأنشطة التجارية غير عملي، لأنه يضطر الناس لاستخدام السيارات ومن مصلحة أي بلد أن تقلل من استخدام السيارات لأقل حد ممكن، هذا سيوفر الوقت والتكاليف على الجميع، لذلك وجود سوق صغير (مثل سوق البطين) سيساعد الناس على تجنب الذهاب لأماكن بعيدة لشراء ما يلزمهم، خصوصاً إن صمم السوق بعناية وتنوعت محلاته، يمكن كذلك أن يكون مكاناً لالتقاء الناس هناك بوجود مقهى ومطعم وربما ساحة داخلية مزروعة ومظللة أو يكون سوق مغلق ومكيف.

قبل يومين فقط ذهبت لمكان على بعد أقل من عشر دقائق بالسيارة وقد كنت سعيداً بذلك لأننا ومنذ الانتقال لهذا البيت نضطر للخروج بالسيارة وكل شيء على بعد عشرين دقيقة أو أكثر، أكره الجلوس في السيارة وأظن أنني سأكره قيادتها لكنني سأكون مضطر لذلك.

تخطيط الأحياء السكنية يحتاج لتغيير، بيتنا محاط بثلاث شوارع وكل الجيران على نفس الصف محاطين بشارعين من الأمام والخلف، هذا غير ضروري، يمكن إلغاء الشارع الخلفي وتقريب البيوت في الصف التالي لتشكل رصيف للمشاة بين صفي المنازل وهذا مكان مناسب للأشجار كذلك، بالطبع هذا لن يحدث الآن لأن الشوارع عبدت والبنية التحتية أسفلها تستخدم وستكون التكلفة كبيرة والعناء أكبر على الجميع والبيوت بنيت الآن ولن تهدم لثلاثين أو خمسين عاماً على الأقل.

مع ذلك المناطق الجديدة ما زالت تخطط بهذا الشكل، تصور كم ستوفر الدولة من التكاليف بألغاء شارع واحد بين كل صفين من المنازل؟ أدرك بأن البعض سيعترض ويرى أهمية أن تستطيع السيارات الوقوف خلف وأمام المنزل لأننا كما يبدو اعتدنا على أن نقف مباشرة أمام ما نريد وننزل له إلا البقالات والمطاعم الهندية، هذه لا ننزل لها بل ننادي العامل بأبواق السيارات.

وجود متجر كبير في وسط الحي سيكون رائعاً، هناك مساحة فارغة كبيرة أمام منزلنا وأتمنى أن تستغل لأمرين، الأول مسجد والثاني متجر كبير مثل جمعية أبوظبي التعاونية، هذا سيجعل المكان أفضل ويوفر للعديد من سكان المنطقة متجر على مسافة مشي، وحتى من يرفض المشي سيكون على بعد دقيقة بالسيارة بدلاً من أن يذهب لمكان بعيد أو يشتري في الإنترنت من مكان بعيد ويأتيه التوصيل للمنزل.

الجو الحار مشكلة وكل مشكلة لها حلول، وأدرك أن هذه المشكلة لن تحل كلياً لكن يمكن التعامل معها والتخفيف من حدتها، لا يمكن أن نقبل بالوضع الحالي على أنه الوضع الوحيد ولا يمكن فعل أي شيء، الاعتماد الكلي على السيارات مشكلة لكن أدرك الآن أن البعض لا يرى ذلك أو لا يرى مشكلة، تغيير القناعات سيحتاج لوقت أو أعترف أنه قد يكون مستحيلاً في مجتمعات تعتمد كلياً على السيارات ولا تستطيع تخيل أي بديل آخر.

لنتعلم من تجارب مدن أخرى، العديد من المدن حول العالم وفي مختلف أنواع المناخ غيرت من سياساتها وتخطيطها لتجعل المدينة مناسبة للناس أكثر، لا شك هناك ما يمكن أن نتعلمه من هذه التجارب.

في النهاية أدرك أن ما أكتبه هنا لن يغير شيئاً، لكن لعل وعسى أن يقرأ شخص هذا الكلام ويكون سبباً في التغيير في المستقبل الذي لن أراه.

منوعات السبت: معضلة وارنوك ولماذا لا تجد التفاعل على ما تنشره

 

الرسام: غوستاف باورفيند

(1)
كلنا يعرف ظاهرة أن نكتب شيئاً في مدوناتنا أو في المنتديات أو الشبكات الاجتماعية ثم لا نجد رداً، هذه الظاهرة لها اسم وهو معضلة وارنوك، براين وارنوك كتب في قائمة بريدية في عام 2000 عن خمسة احتمالات لعدم وجود رد على موضوع:

  • الموضوع صحيح، المعلومات كتبت بأسلوب صحيح ولا حاجة لتعليق أو إضافة.
  • الموضوع محض هراء ولا أحد يريد أن يضيع وقته أو طاقته على الرد.
  • لا أحد قرأ الموضوع، لأي سبب.
  • لا أحد فهم الموضوع، لكن لا أحد طلب توضيح.
  • لا أحد يهتم بالموضوع.

يمكنني إضافة سبب آخر: الشخص قرأ وهناك ما يمكن أن يقوله في تعليق لكن ليس لديه الوقت أو الطاقة أو الاهتمام لفعل ذلك.

معظم الناس في المجتمعات الإلكترونية موجودون فقط للاستهلاك، قلة تكتب وقلة من هؤلاء يصنعون معظم المحتوى، ما تراه في الشبكات الاجتماعية وسابقاً في المنتديات يصنعه جزء صغير من الأعضاء.

معضلة وارنوك تدفع بصانعي المحتوى لاستخدام عناوين جذابة أو حتى كاذبة لشد الانتباه، أو تدفع بصانعي المحتوى لصنع محتوى صمم لكي يجد انتشاراً؛ محتوى ضحل وخفيف وسريع الهضم وهذا يعني كذلك تجنب الناشرين صنع محتوى جيد قد لا يجد أي تفاعل.

(2)
الاكتناز هو جمع الفرد أشياء كثيرة حتى يصبح منزله غير صالح للعيش أو ضيقاً ليس فيه مكان لأي شيء آخر، هذا اضطراب نفسي له أسباب مختلفة، الاكتناز الرقمي ظاهرة مماثلة لكن مختلفة قليلاً لأن جمع الأشياء لا يأخذ مساحة من مكان عيش الشخص، لكن هناك ما زال جانب سلبي للأمر.

جمع الأشياء رقمياً سهل لأن مساحات التخزين كبيرة ورخيصة ولأن المحتوى الرقمي غير ملموس، محاولة تنظيمه قد تكون للبعض العائق الأكبر لأنهم يواجهون كم هائل من الوثائق والصور والروابط والمحتوى الرقمي بأنواعه ومن الأسهل تخزين كل شيء بدلاً من محاولة تحديد ما يبقى وما يحذف، في الشبكات الاجتماعية والمواقع الكبيرة مثل يوتيوب حفظ الأشياء ينجز بنقرة زر، احفظ مقاطع الفيديو لمشاهدتها في وقت لاحق في حين أن الفرد لا يتوقف عن إضافة المقاطع وعدم مشاهدتها.

بحسب طبيعة الشخص قد يكون هذا الاكتناز الرقمي مصدر للقلق والهم وعدم القدرة على التركيز، وأيضاً قد يكون سبباً في عدم إيجاد الفرد ما يريده عندما يبحث لأن ما جمعه كثير وغير منظم.

أعود لنصيحة مختصرة كتبتها قبل سبع سنوات: ضع كل شيء في مجلد، ابدأ من جديد، في الغالب ستلاحظ أنك لم تلمس ما جمعته منذ سنوات، احذفه.

(3)
جهاز Neo6502pc، يكلف 128 دولار ولا يفعل الكثير، الجهاز للهواة ولتشغيل برامج وألعاب قديمة، وهناك برامج صنعت له ولغة بيسك، الجهاز مفتوح المصدر، أشير له لعل أحد يقرأ هذه المدونة لديه اهتمام، بالنسبة لي الجهاز ينضم لقائمة طويلة من الأجهزة التي تمنيت شراءها، الحواسيب المختلفة عن المألوف ستجد اهتمام مني، أول حاسوب حاولت شراءه كان من روسيا وحقيقة ما زلت أتمنى لو يعود المنتج.

الآن هناك الكثير من الحواسيب الموجهة للهواة، أجهزة بسيطة تحاكي ما كانت عليه الحواسيب في الماضي من ناحية سهولة برمجتها، هذه الأجهزة لا يمكنها الاتصال بالشبكة أو تشغيل برامج حديثة، وهذه ميزة.

(4)
جهاز آخر قديم، الجهاز صنع للاستخدام في فصول المدارس ثم وجده هواة الإلكترونيات واستخدموه لأغراض مختلفة، الشاشة أحادية اللون وهناك لوحة مفاتيح وهناك مفاتيح لاختيار الإجابات على جانبي الشاشة، الشخص في هذا الفيديو استغل هذه المفاتيح لتشغيل لعبة نصية:

سأكرر إعجابي بالشاشات أحادية اللون، وبالأجهزة البسيطة مثل هذا، يذكرن بالمنظمات الإلكترونية في التسعينات.