هل هناك أمل للويب؟

لاحظت أنني أقضي وقتي في مكتبة إلكترونية صنعت في الثمانينات والتسعينات وهي برنامج قديم صنع باستخدام هايبركارد ومطورها استمر في تحديثها وطرح عدة إصدارات، العجيب أن اسمها “لو كان الرهبان يملكون ماك” لكن آخر نسخة منها لا تعمل في نظام ماك وتعمل في ويندوز بلا أي مشكلة.

المكتبة قديمة لكن محتوياتها جيدة وتحوي الكتب وبرامج تفاعلية وألعاب وأدوات كذلك، أداة لكتابة مفكرة وأخرى للكتب الإلكترونية، قضيت وقتاً مع المكتبة دون أن أنتبه للوقت أو يشتت انتباهي أي شيء، هذا ما يفترض أن تكون عليه الويب والمواقع، حلم الوسائط المتعددة أن يصبح الحاسوب مصدر للتعليم والترفيه، ولفترة في التسعينات وأوائل الألفية كانت هناك برامج وسائط متعددة كثيرة مثل موسوعة إنكارتا من مايكروسوفت وعدة عناوين طرحتها مايكروسوفت وهناك ألعاب تعليمية كثيرة طرحت في ذلك الوقت، هذه العناوين تشترك مع مكتبة رهبان ماك في كونها تعمل بلا اتصال بالشبكة، كانت عالماً خاصاً بعيداً عن ضوضاء الويب.

حالياً مثل هذه الأعمال نادرة ولا أعرف شيئاً منها، عندما طرحت أبل آيباد كانت هناك موجة من برامج تعليمية تستغل الجهاز لتقدم محتوى رائع لكن لم يستمر شيء منها، خصوصاً أن أبل تغير نظامها وتطلب من المطورين تحديث برامجهم وبعض المطورين لا يجدون الرغبة في تحديث برامجهم القديمة.

أما الويب فحقيقة أجد أن اليأس تجاهها هو أفضل خيار، طبقات من المحتوى السيء قبل الذكاء الاصطناعي والآن المزيد من الناس لديهم القدرة على صنع المحتوى بسهولة تامة، موقع بنتريست (Pinterest) كان مكاناً رائعاً بالنسبة لي لأنه مكان يشارك الناس فيه بالصور لكل شيء، فيه وجدت ما لم أعرفه وتعلمت منه الكثير ولا زلت، لكن الآن الموقع يعاني من محتوى الذكاء الاصطناعي وخصوصاً فيما يتعلق بوصفات الطعام، لدي اهتمام بمعرفة مختلف الثقافات ولذلك أنقر على وصفات الطعام لأقرأ قصتها أو تاريخها، الوصفة نفسها لا تهمني بل السياق الثقافي لها أو علاقتها بالكاتب لأن الوصفات وسيلة لمعرفة الثقافة المحلية التي ربما لن تجدها في أي وسيلة أخرى.

مستخدمي الذكاء الاصطناعي يعرفون جاذبية صور الطعام لذلك صنعوا مواقع وصفات وقد وصلت للعديد منها، هناك قاسم مشترك بينها:

  • افتتحت مؤخراً من عام إلى ثلاثة أعوام.
  • تنشر العديد من المواضيع كل يوم، وجدت واحدة تنشر ما يقرب من 33 موضوع كل يوم، أكثر من 14 ألف موضوع في أقل من عامين.
  • الصور مصنوعة بالذكاء الاصطناعي وأحياناً لا تطابق الوصفة.
  • النص مكتوب ومنظم بطريقة منطقية ومناسبة لما يسمى بالسيو، عناوين، قوائم، نص ممل وقالب متكرر في كل موضوع.

الناس اشتكوا وأنا شخصياً كتبت للمعلقين أخبرهم بأن الوصفة صنعت بالذكاء الاصطناعي على أمل أن هذا يغير شيئاً، نعم الذكاء الاصطناعي هنا وسيغير العالم إلى الأسوأ.

يوتيوب يعاني كذلك من نفس الظاهرة، قنوات صنعت كلياً بالذكاء الاصطناعي وتنشر يومياً مقطع فيديو أو أكثر، وأحياناً يكون من الصعب معرفة أن الفيديو صنع بالذكاء الاصطناعي حتى يبدأ الفيديو بتكرار نفس الجمل والأفكار وهذا أجده في تعليقات الناس الذين شاهدوا الفيديو ولاحظوا أنه يعرض محتوى ضحل متكرر وفيه العديد من الأخطاء، خدمات الذكاء الاصطناعي معروف عنها ثقتها التامة بطرح أي شيء على أنه حقيقة وكذلك معروف عنها سرعتها للاعتذار عن أي شيء حتى لو اتهمها المستخدم بشيء لم يقله الذكاء الاصطناعي، يضايقني كذلك أن الشركات تحاول أن تجعل الذكاء الاصطناعي يتحدث مثل الناس فيمدح ويشكر ويعتذر بدلاً من أن يكون أكثر فعالية ويتحدث بعرض الأفكار باختصار.

الويب بالنسبة لي أصبحت مثل مكب نفايات بعدما كانت ساحة عامة مفتوحة للجميع، الآن الشركات التقنية تهيمن على الساحة وحولتها لمزبلة، حتى رأيي بأن علينا صنع مواقعنا الخاصة بعيداً عن الشبكات الاجتماعية أجده غير كافي، الويب نفسها أصبحت كالمريض الذي يأس من الشفاء وينتظر الموت.

كنت أفكر بكل هذا ثم وصلت لمقال يتحدث عن الويب الجديدة أو إعادة تشغيل الويب، هناك أناس صنعوا شبكات بديلة مثل جيميناي لكن مشكلة مثل هذه الحلول أنها إقصائية وتعتمد على أن يبادر الفرد لاستخدامها وأكثر الناس لن يستخدموها أو حتى لا يعرفونها وربما هذا ما يريده مستخدمي الشبكة البديلة؛ أن تبقى صغيرة وبعيدة عن الأنظار.

ما هو الدافع لصنع المحتوى في يوتيوب ومواقع عديدة؟ التربح هو الهدف الأساسي لذلك كثير من الناس ليس لديهم أدنى مشكلة في صنع محتوى ضحل وسيء ما دام أنه مربح، وظاهرة تأثير الشبكة يعني أن الناس سيتجهون للأماكن التي تحوي أكبر جمهور وهذا يعني الشبكات الاجتماعية وسيعطون انتباههم لهذه الأماكن وهذا يعني انتباه أقل بكثير أو معدوم للمواقع الأخرى بما في ذلك المدونات والمواقع الشخصية.

ليس هناك حل سهل والذكاء الاصطناعي الذي يفترض أن يحذر منه الناس تجده يستخدم في كل مكان حتى في المواقع العلمية وفي كتابة الأوراق والدراسات لأن هناك نظام يدفع الباحثين للنشر بغض النظر عن جودة المحتوى.

لا عجب أن أجدني أفكر بأن اليأس أسهل الحلول، أحياناً أفكر بأن أتوقف عن الاتصال بالشبكة معظم الوقت وأكتفي بالكتب وما أنزله من محتوى للحاسوب ثم أقطع الاتصال لأسابيع أو أشهر إلى أن ينفذ ما لدي من مقالات وكتب … لاحظ أقول أفكر، في الغالب لن أفعل ذلك، أشير فقط إلى أنني أرى الوضع سيء لهذه الدرجة.

خمس واجهات استخدام تعجبني

قرأت تدوينة يتحدث كاتبها عن واجهات الاستخدام المفضلة له، وجدت الموضوع مسلي ورأيت أن أقلده، وسأكتفي بخمس واجهات تعجبني، ليست بالضرورة الأفضل لكن كل واحدة تحوي ما لا أجده في واجهات اليوم.

أمستراد PcW16

المصدر: toastytech.com

واجهة استخدمت في جهاز واحد فقط وهي واجهة صممت لتكون بسيطة، هناك ست برامج يمكن الوصول لها بالفأرة أو بلوحة المفاتيح وكل برنامج يقدم عدد محدود من الخصائص، لدي يقين بأن بعض الناس لا يحتاجون سوى واجهة استخدام بسيطة، الحاسوب مجرد أداة ويستخدمونه لإنجاز شيء ما، لذلك أرى الحاجة لواجهة أبسط مما توفره الحواسيب المكتبية اليوم.

سبق أن كتبت عن حواسيب أمستراد للكتابة واليوم هناك عدة مشاريع تقدم أجهزة صممت للكتابة بل هناك هواة يصنعون أجهزة كتابة بتصاميم مختلفة، هناك حاجة لصنع حواسيب لأغراض محددة والشركات الكبيرة لن تغطي هذه الحاجة بل تفعل ذلك شركات صغيرة.

وندومايكر (WindowMaker)

مدير نوافذ لنظام لينكس وأنظمة أخرى، البرنامج يحاكي واجهة نظام NeXTSTEP وهي الواجهة التي أصبحت لاحقاً أساس نظام ماك المستخدم حالياً في أجهزة أبل، كلما تذكرت ويندومايكر أتذكر كذلك توزيعة سلاكوير لأنني جربت مدير النوافذ في سلاكوير وهذا رسخ إعجابي بالتوزيعة ومدير النوافذ.

واحدة من الخصائص التي أعجبتني كثيراً في مدير النوافذ أنه يقدم تطبيقات صغيرة تراها في الصورة أعلاه على يمين لقطة الشاشة، هذه التطبيقات تسمى dockapps وهي تقدم العديد من الخصائص في حجم صغير حقاً، المربع عبارة عن تطبيق وبسبب محدودية المساحة تكون الأزرار والمعلومات صغيرة الحجم.

مثلاً هناك مشغل صوتيات لا يأخذ مساحة كبيرة ويقدم كل ما أحتاجه، هناك مشغل للمذياع، آلة حاسبة، ألعاب، منبه للبريد، ساعات بأشكال مختلف وغيرها من التطبيقات، كنت ولا زلت معجب بالفكرة، تقديم ما يكفي في حجم صغير.

إن أردت تجربة ويندومايكر دون تثبيته على جهازك فيمكنك تجربة هذه التوزيعة التي تستخدمه، يمكنك تشغيلها دون تثبيتها وهذا يكفي لتجربة سريعة.

كانون كات CanonCat

كتبت عدة مرات عن هذا الحاسوب وواجهته، ولا زلت أرى أنني لم أعطيه حقه، يمكنك تجربة الواجهة إن أردت فهي متوفرة في أرشيف الإنترنت، كانون كات مثال جيد لعدم تنوع واجهات الاستخدام اليوم، أرى أنه من المؤسف أن معظم الناس يستخدمون نفس الواجهات، نعم تعمل وتقدم لهم ما يريدون لكن أرى أن هذه مشكلة وأننا بحاجة لمزيد من التنوع.

كانون كات واجهة بلا تطبيقات، وثائق المستخدم هي الواجهة ويمكنه استخدام كل الخصائص مباشرة في كل وثيقة، لا حاجة للتنقل بين البرامج، للوصول لأي وثيقة يمكن للمستخدم البحث عنها بسرعة، ليس هناك حفظ ملفات أو تنظيمها فكل شيء يحفظ تلقائياً وكل وثيقة يمكن الوصول لها بسرعة.

هايبركارد

السؤال الذي لن أتوقف عن طرحه: لماذا ليس هناك هايبركارد في كل نظام تشغيل مكتبي؟ أنظمة سطح المكتب تأتي مع تطبيقات عديدة مثل محرر نصي بسيط أو برنامج رسم وآلة حاسبة ومحرر كلمات، لكن ليس هناك برنامج لبرمجة الجهاز مثل هايبركارد وهذه خسارة كبيرة، الحواسيب يفترض أن تبرمج ويفترض أن يكون ذلك بسيطاً لأغلب الناس، هايبركارد كان يقدم ذلك لعدة سنوات ومجاناً.

هايبركارد يستحق موضوع خاص له لذلك لن أطيل هنا.

واجهة Workscape

واجهة أخرى لكن اختبارية ولم تطرح تجارياً، واجهة تقريبية مميزة حيث الوثائق يمكن تقريبها أو إبعادها عن المستخدم، الواجهة مصممة للتعامل مع أنواع من الوثائق ويمكن استخدام عدة أدوات مع كل وثيقة.

كتبت ملخص للفيديو في مدونتي السابقة إن كنت مهتماً بالتفاصيل أو شاهد الفيديو.

البحث عن هواتف للأطفال وللكبار

إن أردت هاتف للأطفال  أو هاتف ذكي محدود الخصائص فالخيارات المتوفرة في السوق المحلي قليلة، هناك خيارات متوفرة في الإنترنت لكن ستخاطر بتجربة شيء لا تعرف إن كان سيعمل أم لا، بعض الشركات لن تبيع لك لأنهم يحددون البلدان التي يبيعون لها بأمريكا وكندا مثلاً أو الاتحاد الأوروبي فقط، في الموضوع أعرض بعض الخيارات والأفكار.

هواتف غير ذكية، هناك هواتف نوكيا وHMD وكلاهما من نفس الشركة، هذه الهواتف تعمل على شبكات الهاتف الحديثة وتقدم إمكانية الاتصال وإرسال الرسائل النصية القصيرة وتحوي خصائص أخرى قليلة، أسعارها ما بين 100 إلى 250 درهم وبحسب المتجر قد تجدها بأسعار أرخص، هذا خيار مناسب إن كان ما تريده هو هاتف يتصل ويتلقى الاتصالات فقط دون تقديم إمكانية تشغيل التطبيقات.

هناك خيارات أخرى مماثلة لكن لم أجد شيئاً يميزها إلا كون بعضها صمم للاستخدام الثقيل، بمعنى إمكانية تحمله للصدمات أكثر وهذا قد يكون مناسب للأطفال أكثر لكن ليس لدي تجربة معها، هواتف نوكيا يمكنني الوثوق بها أكثر.

تفعيل إعدادات الرقابة في الهاتف الذكي، هناك ما يسمى الرقابة الأبوية (Parental controls) في الهواتف والحواسيب المكتبية وبحسب الإعدادات يمكن تحديد الوقت الذي يمكن للطفل استخدام الجهاز وتحديد ما يمكن فعله أو عدم فعله، ليس لدي أي خبرة هنا سوى معرفة أن هذه الخيارات متوفرة، في حال وجود هاتف ذكي لا يستخدمه أحد فربما هذا هو الخيار الأرخص لكن ليس الأفضل.

بعض الأطفال يتجاوزون الحدود التي يضعها الوالدين لأي جهاز،أيضاً هذه الإعدادات قد تكون مربكة ولا يعرف المستخدم ما الذي ستفعله، في هذه الحالة هناك لا شك دروس عديدة في يوتيوب تشرح هذه الإعدادات، لكن أرى الخيار الأفضل هو استخدام جهاز محدود من البداية مثل الهواتف غير الذكية، وإن أمكن لا تعطهم أي هاتف.

شريحة اتصال خاصة للأطفال، شكراً للأخ أبو إياس الذي أشار لهذه الفكرة، شركة الاتصالات في بلدك قد تقدم خدمة شريحة اتصال خاصة للأطفال ويحدد الوالدين الأرقام التي يمكن الاتصال بها أو تلقي المكالمات منها، وكذلك هناك خدمة الرقابة الأبوية على مستوى خط الإنترنت أو شريحة الهاتف.

شركتي اتصالات ودو في الإمارات تقدم هذه الخدمات، لكن أنصح بزيارة مقراتهم بدلاً من مواقعهم لأن الحديث مع الناس سيكون أبسط وأسهل من محاولة فهم المواقع وخياراتها المتعددة.

هذه هي الخيارات العملية المتوفرة في أسواقنا، في اليابان يبيعون هواتف مصممة للأطفال مثل هذا، وفي الماضي أذكر هواتف مماثلة في عدة دول مثل LG Migo الذي يحدد الأرقام التي يمكن الاتصال بها أو Firefly، أرى أن هناك حاجة لهواتف مماثلة.


هناك هواتف تقدم خصائص محدودة لكن لا تباع في أسواقنا وغالباً لا تدعم العربية.

هاتف Light Phone، هاتف يعمل بواجهة خاصة ويقدم خصائص قليلة، يعمل بشاشة لمس والواجهة بلا ألوان إلا عندما تريد التقاط صور، هناك تطبيق خرائط وبودكاست ومنبه وملاحظات، هذا هاتف يعجبني حقاً وأراه ما يفترض أن تكون عليه الهواتف الذكية.

 

هواتف Punkt، لديهم هاتف نقال، وهاتف ذكي، كلاهما بتصميم جيد، الهاتف الذكي يقدم خصائص قليلة وتصميم جيد للواجهة وإمكانية تثبيت برامج إضافية إن أردت، هذا خيار مرن لشخص مضطر لاستخدام تطبيقات مثل واتساب مثلاً.

هاتف Mudita Kompakt، شاشة حبر إلكترونية وواجهة خاصة ويمكن تثبيت تطبيقات طرف ثالث، هاتف آخر يعجبني.

أخيراً هناك فكرة تحويل الهاتف الذكي إلى غبي! وهو الخيار الأرخص في الغالب، يمكن فعل ذلك بحذف التطبيقات غير الضرورية، إن كان لديك حاسوب ولديك حسابات في الشبكات الاجتماعية فاستخدام الحاسوب لهذه الشبكات بدلاً من هاتفك، بعد ذلك ابحث عن هاتفك وجملة “تحويل الهاتف الذكي إلى غبي” بالعربية أو الإنجليزية وستجد العديد من الدروس المكتوبة وفي يوتيوب، هناك عدة طرق لفعل ذلك.

في ريددت هناك من كتب قائمة بالخيارات المتوفرة لمن يريد هاتف غير ذكي، ستجد فيه عدة مقترحات جيدة.

واب: تقنية تصفح الويب للهواتف القديمة

كيف كانت الهواتف النقالة القديمة (قبل آيفون) تتصل بالإنترنت؟ ببطء ولا تقدم ما يبرر استخدامها لمعظم الناس، مع ذلك مصنعي الهواتف حاولوا بطرق مختلفة إضافة الاتصال بالإنترنت لأن الفكرة تبدو منطقية وضرورية لكن التطبيق دائماً هو المشكلة، الآن نحن لا نفكر بهذا بل المجتمعات تتوقع أن الكل لديه هاتف متصل بالإنترنت وتصمم كل شيء على هذا الأساس، في الماضي قلة من الناس كانوا يستخدمون هواتفهم للاتصال بالإنترنت.

تقنية واب (WAP) طرحت في 1999 وصممت لتعمل على الهواتف النقالة في ذلك الوقت والسرعة البطيئة لشبكات الهاتف النقال، السرعة ارتفعت عندما طرحت تقنية GPRS التي رفعت سرعة الاتصال بالشبكة إلى 40 كيلوبت (ليس كيلوبايت)، هذه السرعة بطيئة جداً وتشبه سرعات المودم في التسعينات، هذا يجعلني أتسائل كم كانت سرعة شبكات الهاتف النقال قبل GPRS؟

محدودية شاشات الهواتف وضعف مواصفاتها يعني عدم قدرتها على تصفح المواقع لذلك صممت لغة خاصة لتقنية واب تسمى WML وهي لغة مشتقة من HTML لكن متصفحات الحاسوب لم تكن متوافقة معها والمستخدم بحاجة لإضافة لرؤية محتويات هذه المواقع، والهواتف لا يمكنها عرض سوى الصفحات بلغة WML، هكذا صنعت شركات الهواتف شبكة مغلقة لا تقدم ما يبرر استخدامها أو حتى صنع محتوى لها، وبإعلان آيفون انتهى دور تقنية واب عملياً لكنها استمرت لفترة حتى أوقفت عدة دول شبكات الهاتف النقال من الجيل الثاني (G2).

مع ذلك لدي فضول لمعرفة WML، قلت لغة مشتقة من HTML لكن الأدق أن أقول لغة تعتمد على XML، الصفحات في هذه اللغة تصنع من مجموعة بطاقات، من المنطقي تحديد مساحة الصفحة بحجم الشاشة ووضع خيارات قليلة للمستخدم لأن الهاتف لا يقدم وسيلة تحكم مرنة مثل الفأرة أو شاشة اللمس.

فكرة أن تحوي الصفحة عدة بطاقات تعجبني لأنني أتخيل تطبيقها على الحاسوب بأسلوب أفضل، هكذا يمكن لموقع صغير أن يكون في صفحة واحدة، بالطبع يمكن فعل ذلك الآن من خلال جافاسكربت لكن ما أريده هو فعل ذلك باستخدام HTML فقط لكن هذا غير ممكن لأن المواصفات والمتصفحات تحتاج لدعم الفكرة أولاً.

من ناحية أخرى مقدمي خدمة الهاتف أرادوا التحكم بكل تجربة الاستخدام وهكذا صمموا المتصفحات بدون مساحة لوضع عناوين، عند تشغيل المتصفح فهناك صفحة رئيسية لا يمكن تغييرها يقدمها مقدم خدمة الهاتف وهكذا يحبس المستخدم في مساحة محدودة بالروابط التي يوفرها، وكذلك لم يستثمروا كفاية في صنع المحتوى لذلك لم يكن هناك دافع لاستخدام تقنية واب في حين أن الشبكة على الحاسوب تقدم الكثير.

واب لم تكن المحاولة الوحيدة لتقديم خدمة تصفح الويب للهواتف النقالة، هناك متصفح أوبرا ميني الذي كان أفضل بكثير من الواب ويستحق موضوع خاص له، في اليابان كانت هناك خدمة i-mode التي ستعمل حتى نهاية مارس 2026 والتجربة اليابانية تستحق موضوع خاص بها كذلك لأن اليابان كانت تعيش في عالم مختلف، الهواتف اليابانية قدمت الكثير من الخدمات ولسنوات عدة قبل أي مكان آخر في العالم.

حفظ الروابط في سطر الأوامر

أحد أسباب رغبتي في العودة إلى لينكس هو سطر الأوامر وما يمكن أن يقدمه، باستخدام أوامر بسيطة يمكن للمستخدم صنع قاعدة بيانات بسيطة في ملف نصي والبحث في هذا الملف بسهولة، ولدي مثال عملي؛ أنا أحفظ الروابط وقد استخدمت عدة برامج لذلك وكذلك خدمة أدفع لها سنوياً وأيضاً جربت حفظ الروابط في نظام الملفات.

حفظ الروابط في نظام الملفات أعجبني لكن عيب نظام الملفات أنك لا تستطيع وضع ملف واحد في مكانين ولا أرغب في حفظ الملف مرتين أو أكثر، ما أعرف أنه سيكون مناسباً لي هو العودة لنظام قديم وهو قاعدة بيانات في ملف واحد ويمكن بحيلة بسيطة تصنيف الروابط بحسب ما أريده منها.

أفترض أنك تعرف تشغيل طرفية سطر الأوامر في نظام التشغيل (لينكس أو ماك)، بعدها لإنشاء الملف استخدم الأمرtouch ثم اسم الملف، سأسمي الملف bookmarks

touch bookmarks

لإضافة جملة أو رابط للملف يمكن استخدام الأمر echo لكن سأضيف تصنيفات للرابط مثلاً هذا رابط لصفحة في ويكيبيديا أود قراءتها، إن أردت إضافة الرابط للملف سأكتب التالي:

echo "https://en.wikipedia.org/wiki/Free_writing @wikipedia @read" >> bookmarks

الأمر يضع ما كتبته بين علامتي تنصيص في الملف، هكذا يكون لدينا رابط واحد الآن، استخدام علامتي << يضمن أن ما ستكتبه في الملف سيوضع في آخره ولن يمسح الملف، إن كتبت العلامة مرة واحدة ستحذف محتويات الملف وتضع السطر الجديد فقط، بعد العلامتين وضعت اسم الرابط.

لاحظ أنني أضفت تصنيفان للرابط باستخدام علامة @ واحد يشير بأن هذا رابط ويكيبيديا لكن الآن أجد أن هذا غير ضروري لأن الرابط نفسه يحوي نفس الكلمة! لكن سأترك خطئي هذا بدون تغيير! الثاني يحوي كلمة read للإشارة بأنني أريد قراءة الرابط.

افترض أنني أضفت المزيد من الروابط وكل واحد لها تصنيفات مثل للقراءة أو للمشاهدة وتصنيفات أخرى، كيف سأبحث في الملف بعد إضافة عشرات أو مئات الروابط؟ باستخدام الأمر grep، هذا الأمر سيبحث في الملف ويطبع أي سطور تماثل ما بحثت:

grep @read bookmarks

تكتب الأمر grep ثم الكلمة المراد البحث عنها ثم اسم الملف وسيطبع لك الرابط أو الروابط التي تحوي الكلمة التي بحثت عنها، ثم يمكنك فتح الرابط باستخدام الأمر xdg-open، ببساطة اكتب الأمر ثم ضع الرابط وسيفتحه في المتصفح الافتراضي.

هذا واحد من الأشياء التي أردت إعادة تعلمها وما كتبته هنا هو أبسط الأساسيات لسطر الأوامر، كل أمر هنا يمكنه تقديم خيارات أخرى أكثر لكن كما ترى عليك التعامل مع أكثر من أمر وتذكر كيف يعمل كل واحد، هنا يأتي دور البرمجة حيث يمكن صنع برنامج صغير يختصر الأوامر ويجعلها تعمل من خلال أمر واحد تصممه بنفسك من خلال لغة bash مثلاً، هذا أتركه لوقت لاحق.

حفظ مجموعة من الروابط في ملف نصي أمر بسيط، لكن الملفات النصية وسطر الأوامر يمكنهما تقديم الكثير، مثلاً هناك من صنع برنامج متقدم لقائمة الأعمال اسمه todo.txt (متوفر لآندروين وآيفون كذلك)، البرنامج يستخدم نفس الأوامر التي كتبتها أعلاه لكن المستخدم ليس بحاجة لتعلم هذه الأوامر بل فقط تعلم أوامر البرنامج نفسه، مثلاً t add لإضافة عمل للقائمة، t list لعرض القائمة، ويمكن فعل نفس الشيء لملف الروابط وربما إضافة خصائص أخرى.

أود تبسيط الأدوات التي أستخدمها وسطر الأوامر والملفات النصية تحقق ذلك، وأود كذلك التخلص من استخدام البرامج بقدر الإمكان حتى لو كانت برامج حرة، مرونة سطر الأوامر تجعله قادر على فعل الكثير، يحتاج مني أن أتعلمه وأستخدمه يومياً.

عودة إلى لينكس: الألعاب وتثبيت البرامج

في الموضوع السابق تحدثت عن تقنيات مختلفة لتثبيت البرامج ووجدت أن لها عيب أساسي وهو حجم البرامج، لأن هذه التقنيات تضع كل شيء يحتاجه البرنامج في حزمة واحدة وهذا يعني سهولة تشغيلها لكن عملياً بعض البرامج لم تعمل ولا تظهر لي رسالة تخبرني ما الذي حدث، لذلك أجدني أفضل الأسلوب التقليدي لتثبيت البرامج من خلال التوزيعة نفسها ونظام مخازنها.

في الأعوام القليلة الماضية وجدت نفسي أكرر بأن فعل هذا أو ذاك سيكون أسهل في لينكس، بالتحديد تطوير الموقع الشخصي وكذلك المدونة، سطر الأوامر بالنسبة لي أسهل لفعل العديد من الأشياء في مكان واحد وبسرعة، هناك المزيد أريد فعله في سطر الأوامر مثل صنع برنامج لإدارة الروابط وآخر لكتابة الملاحظات أو مفكرة، أيضاً إدارة كلمات السر، إن استطعت تحقيق ذلك سأتخلص من ثلاث برامج لذلك أتعلم حالياً سطر الأوامر مرة أخرى.

بحثت بالأمس عن كيف يمكن إعداد بيئة سطح مكتب خاصة ووجدت فيديو قديم:

المتحدث ثبت نسخة مصغرة من أوبونتو وهي لا تقدم واجهة رسومية، ولصنع الواجهة احتاج لعدة أجزاء:

  • مزود رسومات وفي هذه الحالة X11.
  • مدير تسجيل دخول Display Manager
  • مدير نوافذ Window Manager
  • شريط مهمات Taskbar
  • محرر قائمة، عندما يضغط بالزر الأيمن على أي مكان في سطح المكتب تظهر قائمة لتشغيل البرامج.
  • برنامج تنبيهات
  • برنامج لصورة سطح المكتب والإيقونات.

بعد مشاهدة الفيديو أدركت أن الأمر أسهل مما تصورت، يمكن استخدام توزيعة مثل سلاكوير أو Arch أو دبيان لصنع توزيعة خاصة بسطح مكتب مشكل من أدوات مختلفة صغيرة الحجم وبسيطة، لاحظ أن كل نوع من البرامج في القائمة له عدة خيارات ويمكن استبدالها بسهولة وهذا ما يجعل لينكس مرن حقاً.

حالياً سأبقى على توزيعة أوبونتو ماتيه وأتعلم سطر الأوامر وأنجز بعض الأفكار، الانتقال لتوزيعة أخرى يمكن إنجازه لاحقاً.

أما الألعاب فالأمر ليس بالسهولة التي يصفها البعض، تثبيت ستيم كان سهلاً وستيم نفسه يوفر وسيلة لتشغيل ألعاب ويندوز، حالياً جربت لعبة واحدة واشتغلت بدون أي تعقيد، الألعاب التي توفر نسخة لنظام لينكس من ناحية أخرى لها قصة مختلفة، جربت لعبتين واحدة لم تعمل والثانية اشتغلت بلا أي مشكلة، جربت برنامج Lutris لكنه لم ينجح في تشغيل لعبتين ثم حذفته، لا أدري هل هذه مشكلة البرنامج نفسه أم النسخة التي نزلتها.

جربت برنامج Wine من خلال واجهة اسمها WineZGUI وجربت تثبيت لعبة واحدة من متجر GOG.com، واشتغلت بلا مشكلة لذلك أتوقع أن تعمل معظم الألعاب التي اشتريتها من المتجر.

الخيار الأفضل بالطبع أن تدعم شركات الألعاب لينكس بجدية، هناك بعض الشركات تفعل ذلك لكن هناك حاجة للمزيد وخصوصاً الشركات الكبيرة.

عودة إلى لينكس: البطريق تغير وأنا كذلك

استخدمت لينكس لأول مرة في أوائل الألفية ولا أذكر متى بالتحديد لكن أخمن منذ 2004 أو 2005 وتوقفت في 2010 تقريباً بسبب تغير واجهة سطح المكتب التي اعتدت عليها، في ذلك الوقت كنت متضايق حقاً ولم أفكر حتى بتجربة توزيعة أخرى، انتقلت إلى ماك لعامين ولم أعتد عليه، ثم إلى ويندوز 8 ثم ويندوز 10 وبعد أكثر من عشر سنوات عدت إلى لينكس.

الخطة كانت تجميع حاسوب ثاني وقد تم تجميعه لكن لم أشغله وانتقلت لغرفة أخرى  لا مساحة فيها لحاسوب ثاني، فلم يكن هناك خيار سوى التخلص من ويندوز واستخدام لينكس، إذا تغيرت الظروف وتمكنت من استخدام حاسوب ثاني ففي الغالب سأثبت لينكس عليه كذلك وبالتحديد توزيعة سلاكوير.

ثبت أوبونتو ماتيه على حاسوبي والعملية كانت سهلة وسريعة، اخترت هذه التوزيعة لأنها تستخدم سطح المكتب المألوف لي وهو ماتيه المبني على أساس جنوم 2.0، وأول ما اكتشفته أنني لم أعد أكترث لسطح المكتب هذا! هو كما أذكره لكن لا أذكر ما الذي جعلني متمسكاً باستخدامه في الماضي لدرجة التوقف عن استخدام لينكس، لو استخدمت أي واجهة أخرى فلن يتغير شيء، جنوم 3 حالياً واجهته جيدة وكذلك XFCE وكيدي بلازما وخيارات أخرى كثيرة.

الآن ما أعرف أنه يناسبني هو تشكيل الواجهة التي أريد باختيار مدير النوافذ خاص وبرامج أخرى لتشكيل سطح مكتب صغير الحجم وأبسط، كل ما أريده هو إمكانية تشغيل البرامج، تغيير صورة سطح المكتب بين حين وآخر، وجود ساعة وتاريخ اليوم، إمكانية التنقل بين التطبيقات بسهولة … أظن أن هذا كل ما أريد.

بعد تثبيت النظام أردت تثبيت بعض البرامج ووجدت أن “متجر” البرامج لا يعمل، أثناء غيابي عن لينكس تغيرت الأمور كثيراً هنا وظهرت عدة تقنيات لتثبيت البرامج، التوزيعة نفسها ومن خلال سطر الأوامر يمكنها تثبيت برامج باستخدام أمر apt-get، هناك تقنية اسمها سناب (Snap) وأخرى اسمها فلاتباك (Flatpak) وثالثة اسمها آبأميج (AppImage)، كلها تفعل نفس الشيء من ناحية تثبيت البرامج لكن التفاصيل تختلف ولا أعرف ما هي هذه التفاصيل أو ما هي التقنية الأفضل، هذا فيديو يشرحها لنشاهده:

في الماضي توزيعات لينكس لديها ما يسمى بالمخازن وهي قوائم برامج ويمكن إضافة عدة مخازن ومن خلال برنامج واحد يمكن تثبيت وحذف البرامج، هذا كان أبسط لكن الواجهة لم تكن جميلة أو بسيطة تناسب المستخدم غير التقني، لذلك هذا شيء علي إعادة تعلمه.

متجر البرامج اسمه سناب ستور ولم يكن يعمل والسبب متعلق ببطاقة الرسومات كما يقول البعض، بحثت عن حل ووجدت أمر بسيط لتحديثه sudo snap refresh لكن لم يعمل المتجر بعد ذلك، أعدت تشغيل النظام واشتغل المتجر، ثبت بعض البرامج التي أعتمد عليها مثل KeepassX لكلمات السر وZim للملاحظات وحاولت تثبيت لعبة ماينكرافت لكن البرامج التي ثبتها لم تعمل.

تذكرت فيديو للأخ محمد بيصار عن ما يجب فعله بعد تثبيت أوبونتو واتبعت بعض الخطوات:

ثبت نظام فلاتباك ومن خلاله ثبت برنامج متجر جنوم ومن خلال هذا المتجر ثبت ماينكرافت واشتغلت اللعبة، ثبت كذلك متصفح LibreWolf لأنني لم أجده بأي وسيلة أخرى، حالياً أستخدم فايرفوكس لكن سأنتقل إلى ليبروالف بعد كتابة الموضوع.

بالطبع كان علي تغيير تصميم التوزيعة لأن التصميم الافتراضي ممل:

احتجت لتثبيت برنامج nomacs لتحرير لقطات الشاشة، هذا أقرب برنامج للبرنامج الذي استخدمته في ويندوز وهو IrfanView، بعد تغيير الواجهة أصبحت مثل ويندوز 98:

أود الحديث عن حافظ الشاشة لكن سأترك ذلك للموضوع التالي، النظام ثابت وتوقعت أنني سأواجه مشاكل والبحث عن حلول لها كان أمراً بسيطاً، لكن أعترف بأنني غير راضي عن أوبونتو ماتيه، ربما لو استخدمت لينكس منت سيكون هذا خيار أفضل، يمكنني الانتقال بسهولة لأن الملفات المهمة مخزنة في جهاز تخزين خاص بها والنظام في جهاز آخر، لكن لن أفعل ذلك قبل أن أجرب النظام لأسبوع على الأقل.

صنعوا لوحة مفاتيح لامرأة فقدت يدها اليمنى

الفيديو من قناة لم أرها من قبل اسمها HTX Studio وفي صفحة القناة يصفون أنفسهم بأنهم فريق من الصين يصنعون الأشياء بأنفسهم، أخمن بأنهم شركة صغيرة، قناتهم لا تحوي العديد من مقاطع الفيديو وعمرها أقل من عام.

الفيديو القصير أعلاه يبدأ بسبب بدء المشروع، رجل يراسل الفريق ويخبرهم أن ابنته لم تعد قادرة على استخدام يدها اليمنى بسبب حادث سيارة ويبحث عن حل لاستخدام الحاسوب بيد واحدة، المرأة تضطر للتنقل بين لوحة المفاتيح والفأرة بيد واحدة وهذا بطيء ومزعج، الأب حاول صنع جاهز ليساعدها لأنه لم يجد منتج في السوق لكن تكلفة صنع شيء مثل هذا مرتفعة.

أرسل لهم رسماً للجهاز فاتصلوا به لسؤاله عن مزيد من التفاصيل، المرأة بحاجة لجهاز يمكن استخدامه بيد واحدة وهذا يشمل لوحة المفاتيح والفأرة ويجب أن يكون بقياس صغير يناسبها، الحلول المتوفرة في السوق إما أنها صممت لألعاب الفيديو ولا تقدم لوحة مفاتيح كاملة، أو أجهزة تتطلب تعلم استخدامها لأنها تستخدم مفاتيح قليلة (Chorded keyboard).

أقرب منتج لما تحتاجه المرأة هو لوحة مفاتيح تسمى TiPY لكن سعرها 990 يورو، هذا أكثر من 4000 درهم إماراتي، وجدت منتج آخر من بريطانيا وسعره 1660 درهم إماراتي تقريباً ولا يحوي فأرة.

لذلك صنعوا لوحة المفاتيح التي تراها في الفيديو، كل شيء صنعوه بأنفسهم وهذا يشمل لوحة الإلكترونيات، المفاتيح، غطاء الجهاز، ووضعوا بعض المفاتيح في أماكن مناسبة للضغط عليها بزر الإبهام مثل مفتاح المسافة ومفتاح التراجع أو الحذف، وفي نفس المساحة وضعوا كرة تتبع وهناك زران للفأرة على اللوحة تراهما في الصف الرابع ولهما تصميم خاص، استخدموا سلك يحوي مغناطيس ليجعل عملية تركيبه ونزعه سهلة بيد واحدة.

الفيديو يعرض سبع محاولات لصنع الجهاز وأفكار مثل استخدام كاملة لوحة المفاتيح كفأرة وهذه فكرة تعجبني لكن ربما غير عملية لمن لا يملك مساحة كبيرة على المكتب، أرسلوا الأجهزة للمرأة لتختبرها وتكتب لهم ملاحظات ثم يصنعون نموذج آخر بتحسينات مختلفة ويرسلوه وهكذا حتى وصلوا للنموذج السابع.

ولم يكتفوا بصنع جهاز عملي فقط، طلبوا من المرأة أن تختار الألوان التي تفضلها ولذلك تراه بهذه الألوان الجميلة.

المتحدث ذكر أن الجهاز صغير وغير مناسب لأصحاب الأيادي الكبيرة فصنعوا نسخة أكبر، وصنعوا نسخة مناسبة لمن يستخدم يده اليمنى فقط، وصنعوا 50 نسخة مقسمة بين اليمين واليسار وتبرعوا بها لمن يحتاجها، في هذه النقطة توقعت أن يقول المتحدث بأنه الآن يبيع الجهاز ويمكن شراءه في المتجر.

لا! طرحوا ملفات المشروع للجميع برخصة حرة، لا يمكنني إلا إبداء إعجابي بما فعلوه وفتح مصادر الملفات ليتمكن أي صناع حول العالم من استخدامها وتغييرها لتتناسب مع احتياجات الناس.

كنت سأضع الفيديو في موضوع روابط قادم لكن رأيت أنه يستحق موضوع خاص له لأنه يسعدني حقاً والسلبية الوحيدة للفيديو أنه ليس طويل، تمنيت لو أنهم طرحوا فيديو آخر يتحدثون فيه بالتفاصيل عن كل شيء.


المنتجات التي تصمم لذوي الإعاقات تطرح غالباً بأسعار مرتفعة حقاً، أبحث عن أي منتج لهم ولن تجد واحداً بسعر معقول، العذر سيكون السوق الصغير وإنتاج صغير وتكلفة بحث كبيرة وربما تكلفة تصنيع كبيرة، لذلك التصنيع مفتوح المصدر سيكون واحد من أفضل الحلول لتقليل التكاليف والآن ومع وجود آلات تصنيع مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد يمكن صنع المنتج ليتناسب مع احتياجات كل فرد.

نقطة أخيرة وهي الصين، هناك الكثير من الشركات الصغيرة التي تصنع منتجات متخصصة أو متنوعة بأعداد صغيرة، التنوع الذي أبحث عنه أجده في منتجات الصين، مشروع لوحة المفاتيح هذا لن تبدأه شركة كبيرة ولا أقول أن الصين فقط قادرة على صنع هذا المنتج، هناك آخرون قادرون على فعل ذلك فلديهم نفس الآلات والمعرفة، حجم الشركة الصغير يجعلها أكثر مرونة وقدرة على فعل ما لا ترغب في فعله شركة كبيرة.

تجربة لينكس على حاسوب افتراضي

كتبت سابقاً عن تجربة لينكس بدون تثبيته على حاسوبك واليوم أتحدث عن طريقة أخرى لفعل ذلك لكن أبسط وأسرع، تشغيل لينكس على حاسوب افتراضي ولفعل ذلك عليك تنزيل برنامج Virtual Box، في صفحة التنزيل سترى قائمة باسم VirtualBox Platform Packages اختر منها Windows hosts، ستنزل البرنامج لويندوز، ثبته وشغله وستظهر لك شاشة مثل هذه:

النسخة التي لدي أقدم قليلاً لذلك قد تكون هناك اختلافات طفيفة، أفترض أن لديك ملف ISO لتوزيعة لينكس، إن لم يكن لديك واحد فعليك أن تنزل واحداً منها والأفضل أن يكون للتوزيعة التي تتوقع استخدامها، لدي ملف ISO من توزيعة لينكس منت، لتشغيلها ضغطت على الزر New وظهرت هذه الشاشة:

كتبت اسم Mint Mate ويمكنك اختيار أي اسم، ثم حددت موقع ملف ISO، وضغطت على خيار Skip Unattended Installion، ثم ضغطت على زر Finish، الآن سيظهر خيار البدء (Start) أضغط عليه وكن صبوراً، أنت تشغل حاسوب كامل فوق حاسوبك.

بعد فترة قصيرة ظهرت خيارات لينكس منت:

اخترت الأول منها، وبعد فترة انتظار لا تزيد عن دقيقة ظهر النظام ويمكنني استخدامه، كان بطيئاً بعض الشيء وهذا متوقع، الغرض هنا هو فقط تجربة سريعة، بعد تغيير بعض التفاصيل الواجهة وتشغيل بعض البرامج التقطت الصورة:

جربت نسخة ماتيه (MATE) من لينكس منت لأعرف إن كنت سأغير رأيي لأنني عازم على استخدام أوبونتو ماتيه، ولم أجد في منت ما يجعلني أغير رأيي.

هذا كل شيء، يمكنك إن أردت تثبيت لينكس على الحاسوب الافتراضي واستخدامه كنظام فوق نظام ويندوز، لا أنصح بفعل ذلك إلا للتجربة أو في حال أردت استخدام برنامج محدد لا يعمل إلا في نظام آخر.

جرب فعل أشياء مختلفة، مثل تصفح المواقع، مشاهدة الفيديو، تشغيل برامج مكتبية واستخدامها، اكتب قائمة بما تفعله في ويندوز وحاول فعل ذلك في لينكس، هكذا تتأكد أنك تستطيع الانتقال أو ترى العوائق، حتى بوجود أي عائق يمكنك البحث عن حل أو بديل.

لماذا كانت الحواسيب ممتعة في الماضي؟

كتبت في هذه المدونة عن الحوسبة بلا شبكة وكذلك على الورق وعن البرمجة كهواية ووضعت العشرات من الروابط لحواسيب صنعها الناس بأنفسهم ولحواسيب من الماضي ما زالت تستخدم، كل هذه الروابط والأفكار هي محاولة لاستعادة متعة استخدام الحاسوب وهو موضوع أجده يتكرر في الشبكة لأنني أزور مواقع أناس يهتمون بنفس الأفكار، وصلت مؤخراً لمقال يسأل لماذا كانت الحواسيب ممتعة في الماضي؟ والعنوان يصف الأسباب بأنها نخبوية وصريحة.

بمجرد قراءة العنوان عرفت بالضبط ما الذي سيقوله الكاتب ولماذا وصف رأيه بالنخبوي، لكن تحدث أولاً عن الأسباب التي تتكرر في مقالات مماثلة:

  • الحواسيب القديمة كانت أبسط.
  • الأجهزة القديمة كانت محدودة.
  • لم يكن هناك اتصال بالإنترنت.
  • الإنترنت كانت نصية، سأشرح هذه النقطة أكثر لاحقاً.
  • الناس الذين يكتبون هذه المقالات كانوا صغاراً عندما طرحت حواسيب الماضي.

بخصوص الاتصال بالإنترنت، أكثر الناس لم يكن لديهم اتصال بها لكن عندما يجدون فرصة فهي شبكة نصية، والناس الذين يتصلون بشبكات من منازلهم فاتصالهم لا يكون للإنترنت بل لشبكة محلية من نوع BBS وهي شبكة نصية وإن كانت ملونة وتحوي رسومات نصية، ووصفها بالشبكة ليس دقيق لكن هذا ليس وقت شرح ماهيتها.

ثم يذكر الكاتب ردود يكتبها البعض بأن الحواسيب اليوم أرخص وأفضل والإنترنت منتشرة أكثر ويمكن الوصول لها بسهولة وواجهات الاستخدام اليوم أسهل وأعطت فرصة لعدد أكبر من الناس لاستخدام الحواسيب، وهنا يضع الكاتب النقطة الأساسية لمقاله: الحواسيب كانت ممتعة في الماضي لأنها لم تكن للجميع.

في الثمانينات والتسعينات الحواسيب كانت شيء جديد في المنزل والمكتب إلا المؤسسات الكبيرة، حتى نهاية التسعينات كان امتلاك حاسوب مكتبي للمنزل فكرة جديدة، والكاتب يرى أن انتشار الحواسيب والإنترنت جعلهما أقل متعة، وهذا صحيح جزئياً، يمكنك أن ترى نفس النمط يتكرر في أي مكان على أرض الواقع أو في الشبكة.

تصور أنك تزور مقهى قريب كل يوم وتعرف العاملين هناك ويعرفونك وترى وجوهاً مألوفة كل يوم، المقهى محلي وعدد زواره قليل وهو مكان يعجبك لهذا السبب، ولأننا في عصر الشبكات الاجتماعية لنقل أن أحد المؤثرين زار المقهى وصنع له فيديو وهذا دفع بالسياح لزيارته، الآن المقهى مزدحم كل يوم والعاملون هناك ليس لديهم وقت للانتباه لك أو للحديث معك كما كانوا يفعلون، الوجوه لم تعد مألوفة بل ترى الغرباء كل يوم، المكان تغير والتغيير لا يعجبك، ستتوقف عن زيارته وستبحث عن بديل أو قد لا تبحث.

شخصياً لا أرى أن متعة الحاسوب تناقصت مع تزايد عدد المستخدمين بل كنت متحمس لتزايد عدد الناس وتنوع المواقع والمنتديات والمدونات، متعة الحاسوب تراجعت عندما تغيرت طبيعة الإنترنت أو الويب من اللامركزية إلى المركزية، ومن التنوع الكبير إلى هيمنة قلة على الساحة، ما كان محيطاً متنوعاً أصبحت تهيمن عليه مؤسسات ضخمة لا يمكن تجاهلها أو تجنبها وفقدنا التنوع وفقدنا كذلك المقهى الصغير المحلي الذي كنا نزوره كل يوم ونعرف العاملين فيه ونرى الوجوه المألوفة كل يوم، المجتمعات الإلكترونية الصغيرة التهمت وذهب الجميع نحو الساحة العامة المكتظة بسارقي الانتباه.

هناك ما ذكره الكاتب وأوافق عليه بأن الحواسيب أصبحت منتجات للمستهلكين وأنها أصبحت جزء من المجتمع ويصعب العيش بدونها وهذا واضح في حالة الهاتف الذكي، ما كان اختيارياً أصبح إجبارياً وهذا لا شك يقتل متعة أي جهاز، الحواسيب كانت للكثيرين مجرد هواية وليست أداة عمل.

لا شك هناك طرق لاستعادة متعة استخدام الحاسوب وسبق أن وضعت رابط لشخص كتب قائمة عشر أشياء يجدها ممتعة في عالم الحاسوب والإنترنت، إن كان هذا ما تريده فعليك أن تبحث عما يسعدك وتفعله بنفسك، بعيداً عن الشبكة وعن الناس، شارك بتجاربك لكن لا تجعل المشاركة دافعك.

لماذا يشعر الروبوت بالألم؟

الرسام: جون تيركوزي

(1)
زوكربيريج الرجل الذي يقتات على خصوصيات الناس لديه مسؤولية تجاه شركته ميتا (فايسبوك سابقاً) لذلك عليه دائماً أن يتحدث عن المستقبل وما سيفعله لتشكيل هذا المستقبل، أفضل طريقة لتوقع المستقبل هو اختراعه، أليس كذلك؟ الهدف هنا هو أن تكون شركته دائماً محط انتباه الناس والمستثمرين ومحاولة دفع الشركة للنمو أكثر وللسيطرة على أي سوق تستطيع أن تصل له، زوكربيرج كان مؤمناً بأن المستقبل سيكون للميتافيرس لكن ظهر ذلك الشيء الجديد الذي يبدو واعداً أكثر وأصبحت ميتا شركة ذكاء اصطناعي.

يتحدث زوكربيرج عن إمكانيات الذكاء الاصطناعي ومنها أن الناس سيكون لهم أصدقاء صناعيون أكثر من أصدقاء الناس، وأن هؤلاء الأصدقاء الافتراضيين سيكون لديهم فهم أعمق لك، بمعنى أن عليهم معرفة أدق وأهم خصوصياتك التي لن تبوح بها لأي شخص إلا لأقرب شخص لك وبعضنا لا يبوح بأي شيء لأي شخص، زوكربيرج يرى الذكاء الاصطناعي فرصة لإعطاء الناس إمكانية الوصول لطبيب نفسي، الشخص الذي لا يبوح بأسرارك لأي أحد لأن هذا جزء من المهنة وضرورة للثقة بينه وبين الناس.

هل تثق أن زوكربيرج لن يستخدم خصوصياتك ليبيعك للمعلنين أو الحكومات؟

(2)
حلم صنع أصدقاء آليين قديم ومع ظهور روايات الخيال العلمي أصبحت فكرة الروبوت الصديق (أو العدو) مألوفة، الكتب والأفلام تحاول استكشاف الأفكار وعواقبها وتعرض ما قد يحدث وغالباً تكون نقداً للحاضر أو للمستقبل القريب الذي يتوقعه الكاتب أو المخرج.

حرب النجوم بدأت بثلاث أفلام ثم توسعت لعالم من الروايات والقصص المصورة ومزيد من الأفلام والمسلسلات، وكلها تحوي الروبوت أو كما يسمى في عالم حرب النجوم درويد (Droid)، هناك إثنان من الدرويد يعتبران من أشهر شخصيات الأفلام، آرتو ديتو (R2-D2) وسي ثري بي أو (C-3PO)، كلاهما يملكان ذكاء اصطناعي لكن أود التركيز على سي ثري بي أو لأنه يتحدث مثل الناس ومصمم لفهم أكثر من ست ملايين لغة، بالطبع شيء خيالي والذكاء الاصطناعي اليوم لا يفهم اللغة، يحاكيها نعم لكن هذا ليس فهم.

في الفيلم الثالث من حرب النجوم (الذي يسمى الجزء السادس كذلك!) هناك مشهد تعذيب درويد:

بسبب مثل هذه المشاهد كنت أرى أن أفلام حرب النجوم الأولى صنعت لكل الناس بما في ذلك الأطفال، لم أهتم كثيراً بما يحدث لكن لاحقاً بدأت أفكر بالأمر، من صنع وصمم الدرويد أعطاهم ذكاء يماثل ذكاء الناس وأحياناً يتفوق عليهم، وأعطاهم كذلك إدراك للذات ومشاعر مثل الخوف ومحاولة الحفاظ على النفس ولسبب ما أعطاهم كذلك القدرة على الشعور بالألم! لماذا؟

الحاسوب لا شك يمكنه التفوق على الناس في مجالات عدة فمثلاً يمكنه التغلب عليهم في لعبة الشطرنج، لكنه لن يستطيع أبداً الشعور بلذة الانتصار، لذلك إضافة مشاعر للروبوت في الأفلام والروايات هي محاولة لتقريبهم للناس وكذلك تطرح فكرة الروبوت الواعي للنقاش، هل هذا ما نريد؟ كيف سنتصرف لو كان هناك روبوت لديه إدراك ذاتي ومشاعر وقادر على التعلم؟ هل من الحكمة صنع شيء مثل هذا؟

في عالم صممته شركات التقنية ليعاني من الوحدة (لم يكن هذا هدفهم لكن هذا ما حدث) لا شك أن فكرة الصديق الإلكتروني تزداد جاذبية وهناك أناس يمارسون ذلك حالياً مع خدمات الذكاء الاصطناعي، والفكرة ليست جديدة بل بدأت منذ الستينات مع برنامج دردشة يسمى إليزا، إن كنت تستخدم لينكس يمكنك تثبيت إليزا بسهولة من خلال استخدام المحرر إيماكس.

(3)
في الماضي كنت أرى اختراع شيء جديد ليس مشكلة في حد ذاته بل في استخدام الاختراع، الآن لم أعد أؤمن بذلك، قبل اختراع الشيء سؤال لماذا سنفعل ذلك يجب أن يكون الأهم وليس هل نستطيع فعل ذلك، لكننا نعيش في عالم يصنع أولاً ولا يفكر إلا بعد فوات الأوان، وهناك قصص لأناس كانوا يخترعون الشيء ثم يكتبون في رسائلهم ومذكراتهم عن خوفهم من العواقب ولم يتوقفوا عن صنع الشيء.

ما قاله زوكربيرج مثال واحد لما يفترض أن يدفعنا للتفكير في استخدام تقنيات الأمريكان، لأنهم يصنعون هذه التقنيات على أساس فكري مختلف، هؤلاء لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وبالتالي نظرتهم للحياة مختلفة كثيراً عن نظرتنا للدنيا، بالنسبة لهم هذه حياة واحدة والموت يعني الفناء الأبدي، لا عجب أن يبحث هؤلاء عن الحياة الأبدية بأي شكل ويظنون أنهم قريبون من إمكانية رفع أنفسهم للعيش في حاسوب أو روبوت، لا عجب أنهم ينظرون للجسم على أنه مجرد آلة وأن هناك طريقة لفهمه كلياً ومحاكاته وبالتالي إمكانية علاج الموت.

كل هذه الأفكار مترابطة، بعضهم لا يريد فقط أصدقاء إلكترونيين بل يريد أن يعيش في حاسوب ويتخلص من جسمه، سيتخلصون من أجسامهم عاجلاً أو آجلاً .. من يستطيع الهرب من الموت؟

تجربة لينكس بدون تثبيته على حاسوبك

هناك طريقتان لتجربة لينكس بدون تثبيته على جهازك وسأكتب اليوم عن واحدة منهما وهي استخدام مفتاح يو أس بي، إن لم يكن لديك واحد ففي الغالب هناك واحد في المنزل وهي الآن رخيصة، تحتاج لواحد بسعة 8 غيغابايت على الأقل، ما ستفعله هو وضع لينكس عليه، ثم إعادة تشغيل حاسوبك لكي يشغل نظام لينكس من مفتاح يو أس بي، هكذا تستطيع تجربة النظام بدون تغيير شيء في حاسوبك.

تنزيل لينكس

بعد مفتاح يو أس بي ستحتاج لتنزيل نسخة من لينكس، توجهت إلى موقع منت لينكس وضغطت على زر التنزيل (Download) لأصل إلى صفحة التنزيل التي تعرض ثلاث خيارات:

  • سطح المكتب Cinnamon.
  • سطح المكتب Xfce.
  • سطح المكتب MATE.

الفرق بين الثلاثة يكمن في سطح المكتب الافتراضي الذي ستستخدمه، حالياً أنصح بأن تختار سطح المكتب Cinnamon لأنه طور لهذه التوزيعة، أضغط على زر التنزيل وستصل لصفحة خاصة لتنزيل ملف ISO، إذا نزلت لأسفل الصفحة سترى قسم Download mirrors، هذه قائمة مزودات يمكنك تنزيل الملف منها مباشرة، اختر مزود قريب من مكانك لأن هذا يفترض أن يعطيك سرعة أعلى للتنزيل.

اخترت مزود من الهند واحتاج الملف لأقل من خمس دقائق لتنزيله، حجمه 2.8 غيغابايت وسرعة التنزيل تعتمد على سرعة الإنترنت لديك، في حال أردت طريقة أخرى أسرع فهناك ملف تورنت يمكنك استخدامه في أعلى الصفحة، إن لم تكن تعرف ما هو تورنت فأخبرني لعلي أكتب عنه مقالاً أشرحه.

يفترض الآن أن يكون في حاسوبك ملف اسمه linuxmint-22.1-cinnamon-64bit.iso وتعرف مكانه.

في حال أردت تجربة توزيعة لينكس مختلفة فالأمر لن يختلف كثيراً، نزل ملف iso الذي تحتاجه من صفحة التنزيل في موقع التوزيعة، يفترض أن يكون الأمر سهل لكن بعض التوزيعات موجهة لمن لديه خبرة تقنية وقد تثير حيرتك بتعدد خياراتها.

وضع لينكس على مفتاح يو أس بي

عملية وضع الملف على يو أس بي تتطلب برنامج خاص لذلك، هذا نظام تشغيل ويحتاج لأكثر من مجرد نسخ الملف، هناك برنامج اسمه balenaEtcher، زر موقعه واضغط على زر التنزيل (Download) وستنزل لأسفل الصفحة، سترى قائمة خيارات، الأول هو ما تريد تنزيله لأنه نسخة لنظام ويندوز.

البرنامج يعمل بدون الحاجة لتثبيته، اضغط عليه مرتين وسيعمل، البرنامج يحتاج لثلاث خطوات من اليسار إلى اليمين:

  • اختر الملف، وهذا يعني ملف لينكس الذي نزلته.
  • اختر مفتاح يو أس بي، بالطبع عليه وصل المفتاح بحاسوبك.
  • ثم أنجز العملية باختيار فلاش (Flash).

العملية ستحتاج لوقت قصير وسيكون مفتاح يو أس بي جاهزاً، البرنامج سيضع لينكس على المفتاح ثم سيتأكد من عدم وجود أخطاء، لا تتجاوز الخطوة الثانية.

ملاحظات:

  • تأكد أن مفتاح يو أس بي لا يحوي أي ملفات مهمة لك، لأن البرنامج سيحذفها.
  • تأكد أنك اخترت مفتاح يو أس بي والبرنامج في الغالب سيعرض عليك الخيار الوحيد الصحيح، فقط تمهل قبل أن تضغط أي زر ولا تتسرع.
  • حدث خطأ عندما أردت إنجاز العملية وتلف مفتاح يو أس بي الذي جربته أو هذا ما ظننته.

بالبحث في موقع البرنامج وجدت صفحة تعرض المشكلة وحلها، اتبعت الخطوات وعاد مفتاح يو أس بي للعمل وهذا المرة خالي من الملفات، لذلك ربما من الحكمة أن تحذف الملفات من المفتاح قبل أن تضع لينكس عليه.

المشكلة مثال لما قد تواجهه من أخطاء غير متوقعة أثناء عملية الانتقال إلى لينكس وأثناء استخدامه أيضاً، معرفة ما هي المشكلة وكيف تبحث عن حل لها ستكون أفضل مهارة تساعدك على الانتقال.

تشغيل لينكس

أبقي مفتاح يو أس بي متصلاً بحاسوبك، أعد تشغيل الحاسوب ويفترض أن يختار الجهاز نظام لينكس من مفتاح يو أس بي، لكن هذا قد لا يحدث لأن إعدادات الجهاز تخبره بأن يشغل النظام على جهاز التخزين الداخلي وهذا يعني أن عليك تغيير إعدادات الجهاز.

للوصول إلى إعدادات الجهاز عليك إعادة تشغيله ثم التحديق في الشاشة كالصقر الجائع الذي وجد فريسته من بعيد، لأن الحواسيب سريعة اليوم ففي الغالب لديك فرصة ثواني قليلة لترى الزر الذي يجب أن تضغطه لكي تصل إلى إعدادات الجهاز، الزر قد يكون:

  • DEL أو Delete على لوحة المفاتيح.
  • ESC، أو زر “الهروب” على أعلى يسار لوحة المفاتيح.
  • أحد هذه المفاتيح: F1 أو F2 أو F11 أو F12.

هذا مقال يعرض المفاتيح بحسب الشركة المصنعة للجهاز، والمقال يعرض حل آخر أسهل في ويندوز:

  • اضغط على زر البدء في ويندوز.
  • ابحث عن Advanced Startup واضغط على زر الإدخال أو اختر الخيار الوحيد بالفأرة.
  • اختر Restart Now وهذا سيعيد تشغيل الجهاز.
  • ستظهر شاشة فيها عدة خيارات، اختر Troubleshoot ثم Advanced options
  • اختر UEFI Firmware Settings ثم اضغط على زر Restart.

هذا سيجعلك تصل لشاشة إعدادات حاسوبك، وهنا عليك تغيير شيء واحد وهو ما يسمى ترتيب الإقلاع (Boot order)، المشكلة هنا أن هذه الشاشة ستكون مختلفة باختلاف المصنعين، هناك عدة مقاطع فيديو تشرح هذه الشاشة لكن أرى أن هذا أفضلها، الرجل لا يضيع الوقت في المقدمات ويشرح كل شيء بسهولة:

إن كنت تريد فيديو أقصر يتحدث فقط عن ترتيب الإقلاع:

لا تغير أي شيء آخر، فقط ترتيب الإقلاع وإن فعلت ذلك فعليك حفظ الإعدادات والخروج من البرنامج وسيعيد الحاسوب تشغيل نفسه، هنا سيرى لينكس وسيشغله.

لينكس منت احتاج بضعة دقائق لكي يصل إلى سطح المكتب وبعدها استطعت استكشاف النظام، شغلت بعض البرامج وجربتها مثل المتصفح ومشغل الفيديو ومستعرض الصور ومحرر نصي، جربت بعض خصائص سطح المكتب مثل تغيير الصورة الخلفية وتغيير تصميم النظام وألوانه، شغلت برنامج سطر الأوامر أو الطرفية وجربت بعض الأوامر، يبدو أنني نسيت الكثير وعلي إعادة تعلم استخدام سطر الأوامر.

يمكنك رؤية لقطات لينكس منت في موقعهم وهو ما رأيته في تجربتي، شعرت بحماس قديم يعود لي وأتوق للانتقال إلى لينكس، لكن ليس الآن، ما زالت هناك مواضيع أكتبها قبل الانتقال، الموضوع التالي سأتحدث فيه عن استخدام حاسوب افتراضي في ويندوز، لا تحذف ملف iso الذي نزلته لأنك ستحتاجه لاحقاً.

ليس هناك أفضل توزيعة من لينكس

نظام لينكس يسمح لأي فرد بصنع نسخة منه وتعديلها كما يشاء والنتيجة تسمى توزيعة (Distribution)، لذلك ظهرت المئات من التوزيعات وهذا التنوع له فوائد وسلبيات، الشخص الذي يريد استخدام لينكس لأول مرة سيحتار ماذا يختار من التوزيعات وقد يسأل ما هي التوزيعة الأفضل؟ ليس هناك توزيعة مناسبة لكل الناس.

إن لم تستخدم لينكس من قبل فالأفضل أن تبحث عن توزيعة صممت لتكون سهلة التثبيت والاستخدام ومن خلالها تتعلم لينكس وربما بعد ذلك قد ترغب في الانتقال لواحدة أخرى تناسب ذوقك، لن أطيل عليك، هذه مقترحات لتوزيعات سهلة الاستخدام، أي واحدة منها ستكون مناسبة.

لينكس منت (Linux Mint)، بنيت على أساس توزيعة دبيان وأوبونتو وصممت لتكون سهلة الاستخدام، أقترح عليك هذه التوزيعة إن لم تستخدم لينكس من قبل.

أوبونتو (Ubuntu)، التوزيعة التي كان لها أثر كبير على لينكس ودفعت العديد من الناس لاستخدامه لأول مرة، سهلة الاستخدام، شخصياً سأستخدم نسخة أوبونتو ماتيه (Ubuntu MATE) لأنها تستخدم سطح المكتب المفضل لي والذي استخدمته في الماضي.

إن كان لديك جهاز قديم بمواصفات ضعيفة فهناك توزيعات يمكنها إعادته للحياة، توزيعة زوبونتو (Xubuntu) وإن أردت توزيعة أخف وزناً فهناك لوبونتو (Lubuntu)، هذه التوزيعات قادرة على توفير تجربة استخدام حديثة لكن بحجم أصغر، لن تأخذ مساحة كبيرة من الذاكرة أو من طاقة المعالج.

في الموضوع التالي سأكتب عن وضع لينكس في مفتاح USB وتشغيله دون الحاجة لتثبيته على جهازك.

قبل الانتقال إلى لينكس

من يصنع نظام التشغيل يتحكم بحاسوبك، لمعظم الناس هذا يعني نظام ويندوز من مايكروسوفت، ولمستخدمي أجهزة أبل نظام ماك، وغوغل لديها نظام كروم، ما أعنيه بالتحكم هنا هو تقرير كيف سيعمل النظام وماذا سيحوي من برامج تأتي تلقائياً معه وفي عصر الإنترنت أصبحت الأنظمة تجمع معلومات عن مستخدميها وترسلها للشركات.

أحياناً تكون المعلومات تقنية مثل القطع التي يستخدمها الجهاز أو لماذا انهار النظام أو أحد البرامج، وأحياناً تكون معلومات أخرى مثل تاريخ المتصفح في حالة متصفح إيدج الذي يأتي مع ويندوز، أو الأجهزة التي توصلها بالحاسوب أو البرامج التي تثبتها وتستخدمها، ومايكروسوفت استخدمت نظامها لبث الإعلانات، وكل الشركات تستخدم أنظمتها الآن لتروج لخدماتها السحابية حيث يمكن للمستخدم حفظ الملفات، ومؤخراً الشركات اتجهت للذكاء الاصطناعي ومايكروسوفت وضعته حتى في برامج بسيطة مثل المفكرة (محرر نصي) أو الرسام، كلاهما يحتاجان لاشتراك للاستخدام خاصية الذكاء الاصطناعي.

هناك إشاعات بأن ويندوز قد يتحول لنظام الاشتراكات وهذا ما أتوقعه شخصياً، لكن قد أكون على خطأ، ما أنا متأكد منه أن مايكروسوفت ستوقف دعم ويندوز 10 في 14 أكتوبر 2025، وهناك الملايين من الأجهزة التي ترفض مايكروسوفت السماح لها بتشغيل ويندوز 11 وتقترح لمالكيها شراء حاسوب جديد! بين حين وآخر تظهر لي نافذة تذكرني بالأمر:

المؤسسات والأفراد لديهم خيار لتمديد دعم ويندوز 10 مقابل تكلفة سنوية يدفعونها لمايكروسوفت، في حال عدم دفع التكلفة النظام سيصبح غير آمن بعدما يكتشف أحدهم ثغرة ما، والحل الوحيد الذي تقترحه مايكروسوفت أن تتخلص من حاسوبك وتشتري آخر لأنها لاحقاً ستوقف أي دعم.

هناك خيار آخر

هناك حل مجاني: استخدم لينكس وهذا ما أنوي شخصياً فعله، لينكس نظام تشغيل مختلف عن ويندوز في عدة جوانب، أولها وأهمها أنه نظام حر ومجاني، البرامج الحرة تطور على أساس إعطاء المستخدم كامل الحرية في استخدام ونسخ البرنامج ودراسة مصدره إن شاء وتغييره ليتناسب مع احتياجاته، أنا أختصر هنا لأن البرامج الحرة تستحق موضوع خاص بها.

شخصياً استخدمت لينكس في الماضي ولعدة سنوات ثم أخطأت بالانتقال لنظام ماك ثم العودة لويندوز والآن أستعد للعودة إلى نظام لينكس لأسباب مختلفة، أنا مهتم حقاً بالبرامج الحرة وأراها الخيار الصحيح وأستخدمها شخصياً حتى في ويندوز، يبقى أن النظام الذي أستخدمه غير حر ومايكروسوفت تمارس أنواع الإزعاج بإضافة الخصائص دون إذن من المستخدم وتسوق لخدامتها وتحاول إجبار الناس على إنشاء حسابات مرتبطة بمزوداتها.

من ناحية واجهة الاستخدام لينكس يقدم عدة خيارات وأياً كان ما تختاره ففي الغالب سيكون لديك سطح مكتب مثل ويندوز وماك، التفاصيل ستكون مختلفة بعض الشيء لكن الأفكار العامة متشابهة، هناك وسيلة لتثبيت البرامج وتشغيلها، هناك نظام ملفات مختلف في طريقة تنظيم مجلداته وسيحتاج منك لتعلمه لكنه ليس صعب.

قبل الانتقال

إن كنت تنوي الانتقال إلى لينكس لأول مرة أو لديك فضول حول النظام فهناك ملاحظات أود أن تعرفها.

الانتقال إلى لينكس سهل، بعد أكثر من ثلاثين عاماً من التطوير لينكس أصبح نظاماً رائعاً وأصبح سهل الاستخدام، هذا ما جربته شخصياً قبل عشرين عاماً والنظام ارتفع مستواه منذ ذلك الوقت وأصبح أكثر سهولة.

لينكس ليس ويندوز، هناك عدة اختلافات في التفاصيل لذلك ليس من الحكمة الانتقال إلى لينكس إن كان لديك حاسوب واحد وتريد استخدام النظام  للعمل، الأمر يعتمد على خبرتك التقنية واستعدادك لتعلم النظام، هناك طريقة لتجربة نظام لينكس في ويندوز وسأكتب عنها في موضوع خاص.

لينكس يعني تعدد الخيارات، ويندوز فيه سطح مكتب واحد، لينكس يقدم العشرات من الخيارات، هناك المئات من التوزيعات التي يمكنك استخدامها، التوزيعة هي نسخة من لينكس طورها فريق من الناس أو شركة، الاختلاف بين التوزيعات يكمن في اختيارات فريق التطوير، فهم سيختارون سطح مكتب محدد وبعض التوزيعات تأتي مع نسخ متعددة لأسطح مكتب مختلفة، سيكون هناك موضوع حول اختيار التوزيعة.

استخدم برامج حرة في ويندوز أولاً، هناك برامج حرة لاستبدال أي برنامج تجاري تعتمد عليه، الأمر يعتمد بالطبع على طبيعة استخدامك للبرامج أو المكان الذي تعمل فيه، قد لا تتمكن من تغيير البرامج ولا بأس بذلك، هناك طريقة لتشغيل برامج ويندوز في لينكس، باختصار:

  • ابحث عن بدائل للبرامج التي تستخدمها.
  • في حال لم تجد بديل أبحث عن إمكانية تشغيل البرنامج في لينكس.

أكتب قوائم:

  • ما هي البرامج التي تستخدمها؟
  • ما هي الملفات التي تستخدمها؟
  • هل هناك ألعاب تهمك؟

ستساعدك هذه القوائم على البحث عن بدائل وحلول.

أخيراً: لينكس يتطلب منك أن تبحث وتتعلم، ستواجه مشاكل وستكون لديك عدة أسئلة، في الغالب هناك من واجه نفس المشاكل ولديه نفس الأسئلة، لذلك ابحث وتعلم من تجاربهم.

مواقع لينكس

كما قلت في موضوع سابق؛ سأتحدث عن لينكس أكثر، هذا الموضوع يجمع عدة روابط لمواقع لينكس، احفظه أو احفظ ما تريد من الروابط وتابع بعض هذه المواقع إن كنت مهتماً بالنظام أو تنوي الانتقال له.

مواقع عربية:

موقع إنجليزية:

  • LXer، إن كنت تريد متابعة موقع واحد فهذا الموقع المناسب لأنه لا ينشر شيء سوى روابط لمواقع أخرى حول لينكس والبرامج الحرة.
  • DistroWatch.com، موقع أخبار توزيعات لينكس وجديدها، تصميمه لم يتغير كثيراً منذ بدايته، الموقع فيه الكثير من المعلومات عن التوزيعات ويراجعها أسبوعياً، أتابع نشرته الأسبوعية منذ بدايتها.
  • OMG Ubuntu، لا تظن أنه يغطي أخبار أوبونتو فقط، بل أخبار توزيعات أخرى وتطبيقات لينكس.
  • It’s FOSS، ستجد العديد من الدروس هنا.
  • Linux Journal، مجلة لينكس، كانت أكثر نشاطاً في الماضي.
  • Gaming On Linux، تشغيل الألعاب على لينكس.
  • LinuxLinks، مزيد من الروابط! الموقع يقدم قوائم روابط لبرامج لينكس، هنا يمكنك أن تجد برامج لم تسمع بها من قبل.
  • Explainshell.com، موقع يشرح أوامر سطر الأوامر.
  • pling.com، موقع يحوي أقسام عدة لتغيير شكل وتصميم واجهات لينكس، إن كنت تهتم بالجانب الجمالي فهذا موقع جيد.

أردت جمع مواقع لينكس مفيدة تقدم دروس أو مصادر تفيد الجميع والمبتدئين خصوصاً، أي موقع يضع دروس متقدمة تجاوزته، أي موقع لم يجد تحديث لعام أو أكثر لم أضعه هنا، لذلك لا ترى كثير من المصادر العربية، إن كنت تعرف مواقع عربية جيدة فأخبرني، في الغالب أنا زرت معظمها ولم أجدها مناسبة.