منوعات السبت: حياة غير ممكنة في أماكن مستحيلة

الرسام: جوليو روزاتي

(1)
العنوان عبارة قرأتها في كتاب وجعلتني أتوقف لأفكر قليلاً، الألعاب سواء ألعاب الفيديو أو غيرها تجعلنا نعيش حياة غير ممكنة في أماكن مستحيلة، يمكن للعبة أن تجعلك مالك عقارات يحاول احتكار كل العقارات على اللوحة والانتصار على الآخرين بتحقيق الاحتكار الدائم حيث يتنازل الآخرون عن عقاراتهم لتسديد ما عليهم من التزامات تجاهك، اللعبة اسمها مونوبولي وقد صممت كوسيلة تعليمية لتوضيح مخاطر الاحتكار.

يمكن للعبة أن تجعلك فارساً تلبس الأخضر وتنقذ المملكة والعالم من خطر شرير يريد دمار العالم، يمكن أن تجعلك اللعبة مالك فريق كرة قدم أو مدرباً وتشارك في دوري لتصل إلى القمة، يمكن أن تكون مزارعاً أو رائد فضاء يمتلك سفينة تنظيف مخلفات الفضاء أو سفينة تذهب بها إلى كواكب ونجوم وتكون مستكشفاً لعوالم لم يرها أحد من قبل، الألعاب يمكنها أن تعيدك إلى ماض لم تعشه فتكون فرداً في قرون مضت وقد تكون تاجراً أو لصاً أو ملكاً، كثير من الألعاب يذهب لعوالم خيالية مستحيلة لا يمكن لأحد أن يعيش فيها لكنها تجعلك تعيش فيها ولو مؤقتاً.

صنع الألعاب ليس سهلاً ويحتاج الفرد ليتعلم الكثير لكي يصنع لعبة جيدة، ولا أعني تعلم البرمجة هنا فهذا جزء واحد من عملية صنع الألعاب والبرمجة ضرورية لألعاب الفيديو فقط، تصميم اللعبة وقوانينها مهارة مختلفة، صنع عالم وقصة مهارة أخرى، فهم نفسيات الناس وكيف يتفاعلون مع الألعاب وقوانينها مهارة أخرى، صنع لعبة ممتعة مهارة أخرى.

هناك عالم من الألعاب اللوحية (Board game) التي ظننت أنها ستختفي بسبب التقنيات الرقمية لتثبت أنني وغيري على خطأ وترى مبيعاتها في ارتفاع وترى كذلك ألعاباً جديدة تظهر كل عام ومعارض تنظم لهذه الألعاب، هناك ألعاب الورق والقلم التي سبق أن تحدثت عنها عندما كتبت عن لعبة الكتابة الإبداعية وهي في الغالب جماعية وتتطلب من فرد أن يصنع عالم اللعبة وتتطلب من اللاعبين صنع شخصياتهم وخوض مغامرة خيالية مشتركة بينهم.

كان بعض الناس ولا زال البعض ينظر بدونية للألعاب على أنها شيء تافه لكن الألعاب تثبت أنها مهمة وأنها تقدم أكثر من مجرد الترفيه، صنع الألعاب يتطلب مهارات مختلفة ويحتاج الفرد ليتعلم الكثير ليصنع لعبة جيدة، واللعب نفسه يعلم الناس أفكار ومهارات مختلفة دون أن يدرك الفرد أنه يتعلم.

(2)
هناك جانب اجتماعي مهم للألعاب وهي أنها تجمع الناس على أمر واحد، إن كنت تشتكي من رؤية أفراد العائلة يحدقون في شاشات الهواتف والتلفاز لوقت طويل فإليك مقترح: ابحث عن لعبة لوحية ممتعة وادعهم لتجربتها مرة، لا أضمن لك أنهم سيستمتعون بذلك فالناس تختلف طبائعهم لكن عليك أن تجرب لتعرف ذلك، هذه وسيلة لجمع أفراد العائلة حول شيء ما وقضاء وقت معهم وهذا ما يفقده كثيرون، وإن كان الأمر ممتعاً ويريد الكل تجربته مرة أخرى فاجعلها جلسة أسبوعية أو حتى شهرية وجرب بين حين وآخر لعبة مختلفة.

(3)
أرى أن هناك حاجة لصنع مدونة أو موقع عربي متخصص في الألعاب (ليس ألعاب الفيديو) وإن كان هناك واحد فأنا لا أعرفه، موقع يتحدث عن تصميم الألعاب اللوحية وصنعها وعن الألعاب التي يصنعها أفراد ويبيعونها في موقع مثل itch.io، الموقع يحوي الكثير من الألعاب التي تأتي على شكل ملف PDF يمكن طباعته، موقع يكتب مراجعات للألعاب اللوحية وغيرها ويتابع جديدها ويعرض كتباً عنها، إن لم يكن هناك موقع عربي مثل هذا فهناك فرصة لم يستغلها أحد.

لعبة: Slice of Sea

هذه اللعبة طرحت قبل أشهر وأردت تجربتها في ذلك الوقت لكن لم أستطع، لعبة Slice of Sea طورها الرسام ومطور الألعاب البولندي ماتيوسا سكاتنك، شخص أتابع أعماله منذ 2005 عندما طرح أول لعبة له باستخدام تقنية فلاش، له ذوق مميز وإن كنت تعرفه وتعرف ألعابه فغالباً هذه اللعبة ستعجبك.

لعبة مغامرات وأحجيات وقد رسمت بأسلوب خاص معروف للمطور، كل نقطة وكل خط في هذه اللعبة رسم باليد على الورق أولاً وهذا مثير للإعجاب لأن كثير من المناظر فيها الكثير من التفاصيل ولا شك أنها تطلبت الكثير من العمل والوقت.

أنت تلعب شخصي عشب البحر! أو بالأحرى تلعب دورين الأول هو تحريك عشب البحر من مكان لآخر والثاني مساعدته على حل الأحجيات، القصة بسيطة وهي أن عشب البحر يبدأ مغامرته في مكان قاحل وبعيد عن البحر وعليك أن تساعده للوصول للبحر، هذه هي القصة ببساطة.

كل شاشة من اللعبة فيها الكثير من التفاصيل وعليك أن تنتبه لها لأن اللعبة تخبرك بحلول بعض الأحجيات من خلال العالم نفسه، إن كنت تعرف ألعاب المطور الأخرى مثل سلسلة Submachine ستجد في هذه اللعبة تفاصيل مألوفة أخذت من السلسلة.

إن كان لدي نقد فهو أن اللعبة تحتاج للكثير من الذهاب والعودة لنفس الأماكن مرات عدة، كذلك وجدت صعوبة في ربط حلول الأحجيات بما تفعله في النهاية لأن بعض الأحجيات تتطلب فعل أشياء عدة في أماكن بعيدة ثم يحدث شيء في مكان ما ولا أدري ما هو، هذه ربما مشكلتي!

المهم هنا هل استمتعت باللعبة؟ نعم وهذا هو المهم، لكن عليك أن تتذكر أنني أتابع هذا المطور وسأجرب أي لعبة يصنعها وستعجبني قبل حتى أن أنهيها، أنت شخص مختلف وقد لا تعجبك اللعبة، لذلك شاهد مقاطع فيديو عنها قبل شرائها.

لعبة: A Case of Distrust

 

إن أردت لعب دور محقق في لعبة تعتمد على قوة الملاحظة فهذه لعبة لك، اللعبة متوفرة في نظام iOS وجهاز نينتندو سويتش ومنصة ستيم وتعمل على ماك كذلك، اللعبة نصية في الأساس والرسومات والحركة قليلة لكن مميزة ومختلفة عن أي لعبة أخرى.

أنت تلعب دور شرطية سابقة وتعمل محققة خاصة والقضية التي تدور حولها القصة تأتي إلى باب شقتها، رجل معروف بعلاقته بالعصابات والجريمة تلقى تهديداً من مجهول ويريد من المحققة أن تعرف مصدر التهديد، أي تفاصيل بعد ذلك ستحرق اللعبة والقصة لذلك أكتفي بذلك.

اللعبة هادئة وجميلة وتدور أحداثها في فترة حظر الكحول في أمريكا، الحكومة الأمريكية منعت الخمور من 1920 وحتى 1933 وفي هذه الفترة نشطت عصابات عديدة وتنافست فيما بينها لصنع الخمور وتهريبها، هذه فترة كتب عنها الكثير من الكتب وصنعت أفلام عديدة عنها، بعض رؤساء العصابات كانوا مشهورين وإلى اليوم بقيت آثار هذه الفترة في أمريكا فقد كان لها أثر على الثقافة وحتى على العمارة.

اللعبة بسيطة من ناحية طريقة عملها، أنت تسأل الناس وتسجل الملاحظات وكل شخص يقودك لمزيد من المعلومات وتحتاج أن تستخدم هذه المعلومات لسؤال أشخاص آخرين، في آخر اللعبة تبدأ الكشف عن الحقائق والأكاذيب والتضارب في المعلومات وبالتدريج تصل للنهاية التي تريد، لا أود الحديث عن التفاصيل هنا لأنها ستحرق اللعبة لك.

إن كنت تنوي تجربة اللعبة فأنصحك بأن تنتبه للتفاصيل ولما يقوله الناس، ربما عليك كتابة بعض الملاحظات بنفسك على الورق مع أن اللعبة تكتب لك الملاحظات.

لعبة: The Beginner’s Guide

هذه ليست لعبة بل عمل فني، قبل أن تقرأ المزيد أنصح بأن تشتري اللعبة وتجربها بنفسك، أرى أنها من النوع الذي لا يمكن الحديث عنه بسهولة وحتى لو كتبت الكثير ففي النهاية تجربتك الشخصية ستكون مختلفة، ردة فعلك ستكون مختلفة، كاللوحات الفنية التي يقف أمامها ألف شخص وكل شخص له ردة فعل خاصة به، مشاعر لا يمكن أن ينقلها للآخرين، ما بعد هذا السطر سأكتب عن اللعبة مع بعض التفاصيل التي ستحرق اللعبة لك.

مطور اللعبة يتحدث لك مباشرة وأنت في اللعبة ويعرض عليك أماكن ثلاثية الأبعاد طورها شخص اسمه كودا، المطور يشرح أنه يريد عرض أعمال كودا ويحاول أن يفهمها ويفهم كودا، تصور أن تجد حاسوباً في مكان ما ولا تعرف كيف تعيده لصاحبه لكنك تستطيع تشغيل الحاسوب وترى الملفات التي تركها مالكه، هل يمكنك فهم صاحب الحاسوب من الملفات التي تركها؟ يمكن أن تقول بأنك تستطيع أن تشكل بعض التصورات لكن الفهم؟ لا أحد يستطيع حقاً أن يفهم الآخرين تماماً.

اللعبة تغطي مواضيع مثل الوحدة والاكتئاب ومحاولة فهم شخص يعاني من الوحدة، المطور يعرض أعمال كودا المتمثلة في بيئات ثلاثية الأبعاد وكل ما عليك فعله هو السير في هذه الأماكن الافتراضية، ليس هناك عدو تحاربه ولا هدف من اللعبة وليس هناك ربح أو خسارة، امشي فقط واستمع لحوار المطور الذي يبدأ أولاً بعرض الأعمال بنبرة محايدة ثم يبدأ بالتعليق عليها ويراها تشكل تصوراً للعالم الداخلي لكودا الذي يصنع بيئات فيها متاهات وسجون وحوارات مع شخصيات لا وجوه لها، المطور يرى أن هذه البيئات تشكل صورة واضحة لكودا الذي يعاني الوحدة والاحتراق الإبداعي الذي يجعله لا يستطيع صنع ألعاب فيديو.

هذه الأفكار تزداد رسوخاً كلما عرض المطور مرحلة جديدة صنعها كودا لكن في نهاية اللعبة التي تمتد لساعة ونصف ستجد أن الحقيقة مختلفة، المطور يجد نفسه في عرض أعمال كودا، المطور يعيش من أجل عرض أعمال كودا ويغيرها ولا يعرضها كما هي لأنه يظن أنه يفهم كودا جيداً ويظن أن الألعاب كئيبة ما لم يضف ذلك المصباح في النهاية، كودا يطور مرحلة أخيرة قبل أن يتوقف عن تطوير المراحل وفيها يطلب مباشرة من المطور أن يتوقف عن التواصل معه وعن تعديل ألعابه.

مطور اللعبة صنع قبل ذلك لعبة ستانلي بارابل وهي لعبة تكسر الجدار الرابع في عدة مواضع، أم هذه اللعبة فهي تكسر الجدار الرابع منذ البداية، ما الذي يريد المطور أن يقوله من خلال هذه اللعبة؟ هذا ما عليك أن تكتشفه بنفسك.

لعبة: Bird Story

ما هي لعبة الفيديو؟ هذا السؤال تبدو إجابته بسيطة ويمكن أن تقول بأنك تعرف لعبة الفيديو عندما تراها، ألعاب الفيديو أصبحت مألوفة لكن ما زلنا نفرق بينها وبين وسائل الترفيه الأخرى، لكن بعض ألعاب الفيديو تقترب كثيراً من أن تصبح فيلماً ولعبة قصة طائر لا شك واحدة من هذه الألعاب.

اللعبة مرسومة بأسلوب يحاكي ألعاب الفيديو في التسعينات وهو أسلوب يعجبني كثيراً، والقصة في هذه اللعبة هي الأساس واللعب أو التفاعل المطلوب منك لا يتعدى تحريك الشخصية والضغط على زر الإدخال بين حين وآخر لتفعل الشخصية شيئاً، ما عدى ذلك فاللعبة تعرض القصة كفيلم وليس هناك تفاعل، القصة لا تحوي كلمات لكن كل شيء فيها مألوف ومعروف.

هناك سؤال آخر أجد نفسي أفكر فيه كثيراً: ما هي وظيفة لعبة الفيديو؟ ما هي وظيفة أي عمل فني؟ تحريك المشاعر لا شك جزء من الإجابة وألعاب الفيديو كما أرى يجب أن تحرك في اللاعب شيئاً من مشاعره، هذا ما تفعله كثير من الألعاب بمحاولة إثارة حماس اللاعب وحتى محاولة تخويفه وإثارة رعبه، ولست أعني أن الألعاب العنيفة هنا فحتى لعبة مثل ماينكرافت بإمكانها إثارة رعبي بسهولة إن سمعت صوت أحد الوحوش يقترب.

لعبة قصة طائر جعلتني أبتسم وأضحك وأحزن وأعترف أنها كادت تبكيني، كل هذا برسومات من نوع فن البكسل (pixel art)، هذه لعبة تشاهدها أكثر من أن تتفاعل معها، هذه قد تكون سلبية أو إيجابية والأمر يعود لك، لا أستطيع أن أخبرك بما يجب أن تشعر به، شخصياً وجدتها قصة جميلة وأثارت بعض ذكريات الطفولة وهذا لوحده كافي لتبرير شرائها وتجربتها.

لعبة: The Silent Age

قبل أعوام أضفت هذه اللعبة إلى قائمة الألعاب التي أود شراءها ولا أذكر لماذا، اللعبة بسيطة ومن نوع التأشير والنقر وهي ألعاب كما أكرر هادئة لأنها تنتظرك ولا تستعجل ردة الفعل منك، يمكنك أن تقضي وقتاً طويلاً فيها أو تحاول إنجازها بأسرع وقت؛ الاختيار لك.

لعبة العصر الصامت متوفرة لويندوز وiOS وآندرويد وكندل فاير، واللعبة تبدأ بالشخصية الرئيسية، فراش اسمه جو حصل على ترقية بتحميله مسؤوليات زميله الذي استقال من وظيفته ومع الترقية لم يجد علاوة سوى “البرستيج” كما يقول مديره، جو شخصية أعجبتني من البداية لأنه فراش وليس لديه خبرة أو علم في أي مجال وهذا يجعله مختلفاً عن أبطال ألعاب مماثلة حيث البطل يعرف كل شيء، جو لا يعرف شيئاً وفوق ذلك ليس قوياً ليقوم بأعمال خارقة، جو شخصية عادية.

اللعبة ومنذ بداياتها تخبرك القصة بتفاصيلها وملاحظات جو، هناك شيء ما غير طبيعي في الشركة التي يعمل فيها وشركته هي مكان القصة الأساسي ومن هناك تبدأ القصة بلقاء شخص غريب، مسافر عبر الزمن يحذر جو من المستقبل ويعطيه آلة زمن صغيرة، هذه الآلة جزء أساسي من اللعبة فهي تنقل جو من الحاضر للمستقبل وبالعكس ويرى جو نسختين من نفس المكان عندما يفعل ذلك، التنقل عبر الزمن وسيلة لحل الأحجيات.

أحجيات هذه اللعبة بسيطة وسهلة، التركيز هنا على القصة أكثر من اللعبة، هناك مخزون للأشياء التي يجمعها جو لكنه مخزون لا تحتاج لإدارته، كل أداة لها استخدام واحد وعندما تستخدمها تختفي ولن تستطيع استخدامها إلا في مكان واحد، هذا يبسط الأحجيات لحد يثير سخطي أحياناً، لأن تصوري عن الأداة أنها قابلة للاستخدام في أماكن عدة لكن اللعبة تخبرني أنه ليس بالإمكان استخدامها هنا أو هناك وبرسائل مختلفة ومتنوعة، علي استخدام الآلة في مكان واحد فقط.

لا يمكنني الحديث عن تفاصيل القصة حتى لا أحرقها، القصة أعجبتني وإن كنت أرى أنها تعاني من مشكلة إخبار اللاعب بما يحدث بدلاً من عرضه عليه، في النهاية أنصح بتجربة اللعبة خصوصاً أن سعرها رخيص.

لعبة: Gorogoa

 

بعد تحديث الحاسوب لم يعد لدي عذر لعدم الكتابة عن الألعاب، وهذه أول لعبة (Gorogoa) ولدي مشكلة: ليس هناك الكثير يمكنني أن أقوله عن هذه اللعبة.

اللعبة متوفرة على منصات كثيرة، لذلك اختر المنصة المفضلة لك واشتري اللعبة لها، هي لعبة أحجيات ولا تحتاج منك قراءة شيء، كل الأحجيات بصرية، مساحة اللعبة مقسمة لأربع مربعات واللعبة تحدث بالكامل في هذه المربعات، الرسومات جميلة وكذلك المؤثرات الصوتية، منطق الأحجيات متوازن فهو ليس صعب جداً وليس سهلاً وهذا أمر يصعب إنجازه.

يمكنك أن تصف اللعبة بأنها كتاب من نوع Pop-up تفاعلي وبرسومات جميلة حقاً.

هذا كل ما لدي، يمكن الحديث عن القصة ومعانيها لكن أترك تفسير ذلك لك، شخصياً لم أجد أي ارتباط باللعبة ولم تحرك فيّ اللعبة شيئاً، ربما لو جربت اللعبة قبل سنوات عدة فربما تكون ردة فعلي مختلفة، في السنوات الماضية أدركت أن شعوري تجاه الأشياء له أثر كبير على نظرتي لها وهذا أمر بديهي لكن لم أدركه حقاً إلا بعد فكرت بالأمر بعدما وجدت نفسي غير قابل لتجربة أي لعبة فيديو لفترة طويلة.

أحياناً الألعاب الجيدة (أو حتى الكتب الجيدة) لا تجد لها أثر عليك وليست هذه مشكلتها أو مشكلتك، اللعبة أو الكتاب لا يناسبك ولا بأس بذلك.

يبقى أن أشير لكلمة لمطور اللعبة:

تجربة سوليتير الجديدة

عندما أعدت تثبيت ويندوز 10 على هذا الجهاز كان أول ما فعلته هو حذف البرامج التي تثبتها مايكروسوفت دون إذن مني، حذفت الكثير وأبقيت لعبة سوليتير، لأنني أود تجربة الحزمة الجديدة منها فهي ليست فقط لعبة سوليتير بل مجموعة ألعاب سوليتير (Microsoft Solitaire Collection).

في بدايات التسعينات كان الحاسوب الشخصي شيئاً منعزلاً ولا يتصل بالشبكة ولذلك أي برامج وألعاب تريدها عليك إما شرائها أو شراء نسخة مقرصنة منها أو الحصول على نسخة مقرصنة بطريقة ما، كانت مجلات الحاسوب تنشر بعض البرامج المجانية على أقراص مرنة وبعد ذلك على أقراص ضوئية، وأرى أن هذا جعل الناس في ذلك الوقت أكثر رغبة في استكشاف كل ما يوفره النظام لأن الحاسوب شيء جديد ومثير للحماس والخيارات المتوفرة للبرامج قليلة مقارنة باليوم.

لعبة سوليتير كانت واحدة من أول ما يكتشفه أي مستخدم لويندوز، مجلد الألعاب يشد الانتباه باسمه ويحوي عدة ألعاب ومنها سوليتير التي كانت لعبة لا أفهمها ولا أذكر من شرحها لي أو لعلي تعلمتها بالتجربة، وإنجاز لعبة سوليتير يكافئ اللاعب بسقوط البطاقات واحدة تلو الأخرى وقد كان هذا مثيراً للإعجاب في ذلك الوقت، اللعبة كانت بسيطة وممتعة.

لكن مايكروسوفت ككثير من شركات البرامج لا يمكنها إلا أن تطور برامجها ومن الصعب أن يترك برنامج بدون تحديث، هذا أمر إيجابي أو سلبي بحسب آراء الناس.

عندما شغلت برنامج سوليتير ظهرت لي هذه الشاشة التي تخبرني بأن اللعبة لم تعد لعبة واحدة بل ألعاب عديدة وهناك مستويات من الخبرة (XP) ويمكنني رفع الخبرة باللعب وهناك خمس ألعاب، هل هذا ضروري؟ بالطبع لا وهذا ليس السؤال المناسب هنا، هل تجربة الاستخدام هذه تقدم شيئاً للاعب؟ هل تجعل اللعبة ممتعة أكثر؟ هنا لكل شخص ذوق وأرى شخصياً أنه أمر غير ممتع.

هناك ألعاب الورق واللعبة التي أريد هي Klondike ولا أدري ما سبب هذه التسمية، هناك تحديات يومية وحدث أو مناسبة ما وهناك نادي، هناك أيضاً ألعاب إضافية، ولأن لدي حساب في مايكروسوفت بسبب ماينكرافت فقد سجل البرنامج دخولي للحساب بدون أي تنبيه مسبق وأعطاني اشتراك تجريبي مؤقت بدون أن يسألني إن كنت أريده، بمعنى أن البرنامج له جانب تجاري كذلك ولم يعد مجرد لعبة بسيطة.

لعبة سوليتير تقدم خلفيات للبطاقات لكن أكثرها تحتاج لتنزيل، الصورة أعلاه كانت لشاشة تعرض كلمة تنزيل (Download) لكل نوع من البطاقات وظننت أنني سأختار تنزيل الشكل الذي أريده فقط، ضغطت على واحدة منها ونزل البرنامج كل الأنواع دفعة واحدة.

كل ما أردته هو لعبة سوليتير كما كانت في الماضي لكن مايكروسوفت تقدم أكثر من ذلك بكثير، والشركة جعلت اللعبة وغيرها وسيلة للتربح، الاشتراك الشهري يبلغ 1.49 دولار والسنوي 10 دولار أو … 9.99 دولار 😫، ما الذي تحصل عليه مقابل الاشتراك؟

  • لا إعلانات!
  • تحصل على عملة أكثر، نوع من النقود الافتراضية تستخدم في اللعبة.
  • تحصل على ما يسمى (Bonus) في بعض الألعاب.

هناك الملايين من الناس الذين يلعبون هذه الألعاب ولا شك لدي أن جزء منهم يدفع الاشتراك وهذا يزعجني، يفترض أن تكون هذه الألعاب مجانية وغير متصلة بالشبكة ولا تعرض أي إعلانات، لكن نحن في وقت مختلف ومايكروسوفت ستستغل أي مصدر للدخل حتى لو كان صغيراً.

حذفت اللعبة ولن أعيد تثبيتها، لست بحاجة لأي بديل، أردت فقط تجربة اللعبة ومقارنتها بالماضي.

أخبرني، هل تلعب هذه الألعاب؟ هل لديك اشتراك؟

هناك جانب من ألعاب الفيديو أود اكتشافه أكثر وهو الألعاب الموجهة لفئة كبيرة من الناس تفضل الألعاب البسيطة أو ما يسمى بالإنجليزية Casual games، لأنه عالم خفي بالنسبة لي ولا أعرف عنه شيئاً لكن الملايين من الناس يلعبون بهذه الألعاب وقد أصبحت تجارية ومتصلة بالشبكة ولها متاجر افتراضية، ما الذي تقدمه هذه الألعاب ومتاجرها؟ أود معرفة ذلك.

لماذا أبحث عن هذا الجهاز؟

كنت في موقع أمازون الإمارات وأتصفح طلباتي السابقة، أمازون الإمارات كان سابقاً اسمه سوق.كوم وقد اشتريت منهم ولعدة سنوات، من بين المشتريات وجدت أنني اشتريت جهاز وي يو (Wii U) وقد نسيت ذلك بل شككت بأن هناك خطأ ما في الموقع، لأنني أبحث عن هذا الجهاز منذ سنوات عدة والآن أسعار هذه الأجهزة في سوق المستعمل ترتفع وإن كان الجهاز جديداً سيكون سعره أضعاف ما كان عليه في الماضي.

مثلاً اليوم في أمازون الإمارات وجدت جهازاً جديداً بسعر 6000 درهم! ومن نفس البائع جهاز وي (Wii) جديد بنفس السعر، وهو البائع الوحيد للجهازين في أمازون الإمارات، بحثت في أمازون بريطانيا ووجدت جهاز وي بسعر 1611 درهم تقريباً ومع الشحن سيكون أرخص مما هو متوفر في الإمارات، وهناك خيارات لشراء المستعمل أرخص أسعارها تبدأ من 300 درهم.

لكن لم أجد جهاز وي يو لأنه جهاز أندر، نينتندو باعت 101.63 مليون وحدة من وي بينما باعت 13.56 من الوي يو، الفارق كبير حقاً ولذلك إيجاد وي يو أصعب مع أنها جهاز أحدث، بحثت في موقع eBay للمزادات ووجدت العديد منها بأسعار رخيصة، لكن أتردد في الشراء من الموقع.

لماذا لم أشتره وأنا أعلم أن هناك خيارات رخيصة متوفرة له؟ كلما عزمت على شراءه أتردد وأقول بأن هناك أمور أكثر أهمية أنفق مالي عليها، مع أنني أشتري ألعاب الفيديو كل عام تقريباً لكن مشترياتي قليلة ولا تكاد تتجاوز مئة درهم في العام.

تذكرت أن الجهاز الذي اشتريته من سوق.كوم بعته على أخي، في ذلك الوقت كان انتباهي مشتتاً حقاً وجزء من ذلك لا شك كان بسبب الإكثار من شرب الشاي الذي له مضار، الكافيين إن زاد عن حده يصبح سبباً للقلق والتوتر وسرعة نبضات القلب وعدم القدرة على التركيز، لذلك لم أفعل بالجهاز شيئاً عندما اشتريته.

قبل يومين سألت أخي عنه فقال أنه لا يريد الجهاز وقد حاول بيعه ولم يوافق على الصفقة التي عرضها عليه البائع في محل ما، البائع أراد شراء الجهاز بسعر 100 درهم ثم رفع السعر إلى 150 وشكراً لعناد أخي الذي جعله يرفض الصفقة ويبقي الجهاز لديه، الآن الجهاز عندي وتنقصه بعض القطع مثل جهاز التحكم وألعاب لكن على الأقل هذه ستكون أسعارها أرخص من جهاز جديد.

لماذا أبحث عن هذا الجهاز؟ لأنه ببساطة الجهاز الأفضل لسلسلة ألعاب ليجيند أوف زيلدا (Legend of Zelda)، هو الجهاز الذي يوفر أكبر عدد من عناوين السلسلة، الجهاز يمكنه تشغيل ألعاب وي وألعاب وي يو (بالطبع!) ويمكن تنزيل ألعاب من متجر نينتندو كذلك، هذه التدوينة (2016) تقول بأن 12 من ألعاب زيلدا متوفرة على جهاز وي يو، هذا من بين 19 لعبة.

ما أتمناه هو أن تطرح نينتندو كل الألعاب لجهازها الأخير وهو سويتش (Switch) لكنها لم تفعل ذلك إلى الآن، الشركة مهتمة أكثر بألعاب ماريو وتعيد طرحها بأشكال مختلفة وتصنع ألعاب جديدة لها أكثر من سلسلة زيلدا، أتمنى لو فقط يهتموا بإعادة طرح ألعاب زيلدا لجهازهم الجديد، هم يعلمون أن الناس يريدون ذلك لكن غالباً لديهم أولويات أخرى أكثر أهمية أو ببساطة ليس لديهم متسع من الوقت لفعل ذلك.

تحدثت عن الجهاز في تويتر ووصلني عرض من أحد الطيبين يعرض علي جهازي وي وسوني بلايستيشن 3 مجاناً! وسيكون لي حديث آخر عندما أحصل على الأجهزة، وبالتأكيد سيكون لي حديث حول ألعاب زيلدا، حقيقة أفتقد هذه الألعاب كثيراً.

سائح في سيردول: النهاية

في جزء سابق قلت أنني بدأت هذه السلسلة على أساس إكمالها أو على الأقل أشعر أنني لا أريد إكمالها، وللأسف كلما حاولت تخصيص وقت لها وجدت نفسي مشغولاً بأمور أخرى ولست أشتكي ضيق الوقت هنا، لأنني أعمل على أمور أكثر أهمية بالنسبة لي كالقراءة والمشي وتطوير الموقع الشخصي وغير ذلك، ولا أود أن تمتد السلسلة لبقية هذا العام لذلك أتوقف عن كتابتها الآن.

الفيديو أعلاه طويل ويحوي القصة بالكامل، هذا نوع من التعويض لما لم أكمله وأعتذر لمن كان ينتظر إكمال السلسلة، الفيديو أعلاه ممتاز وليس فيه أي تعليق من اللاعب.

في المقابل هذا سيتيح لي أن أكتب عن ألعاب أخرى لا تتطلب مني عشرات الساعات لكي أنجزها، لعبة أوبلفيون يمكن أن تستهلك مئات الساعات وهناك أناس قضوا فيها أكثر من ذلك، ببساطة اللعبة لا تنتهي حتى يقرر اللاعب ذلك.

مجتمعات شبكية: التسعينات

في موضوع سابق عرضت مجموعة من ألعاب الشبكة التي ظهرت قبل التسعينات، وفي هذا الموضوع أعرض مجموعة أخرى، الهدف من الموضوعين هو التمهيد للحديث عما تسميه فايسبوك ميتافيرس، من المهم إدراك أن كثير من الأفكار التي يروج لها على أنها شيء جديد ظهرت في الماضي، كثير من الأفكار تظهر قبل وقتها وتتلاشى لأن التقنية غير جاهزة بعد أو أن الناس يرفضونها في ذلك الوقت، وعندما تعود يكون الناس على استعداد لتقبلها والتقنية نفسها تطورت ووصلت لمستوى مناسب.

WorldsChat، خدمة دردشة وعالم ثالثي الأبعاد بدأ في 1995 والعجيب أنه ما زال موجوداً إلى اليوم، هذه الخدمة أتاحت للناس صنع عوالم مختلفة وصنع شخصيات لهم وربط هذه العوالم ببعضها البعض، أجيال من الناس يكتشفون هذا العالم وينضمون له ويبنون فيه ثم يرحلون ويتركون أثراً لمن بعدهم، وفي بداياته استخدم للترويج التجاري لكن الخدمة لم تنجح في جذب الناس لها، منتصف التسعينات ما زال وقتاً مبكراً لجذب أعداد كبيرة من الناس لخدمة مثل هذه.

اليوم يمكن أن أقول بأن ماينكرافت تلعب دور هذه الخدمة، يمكن بناء عوالم مختلفة في ماينكرافت وإن كانت محدودة بمكعبات لكن الناس استخدموا هذه المكعبات لصنع عوالم جميلة حقاً ومثيرة للإعجاب، والناس يمكنهم الدردشة من خلال ماينكرافت بالنص وغالباً يتحدثون مع بعضهم البعض مباشرة وبالصوت.

BBS، يمكن ترجمة الحروف إلى نظام لوحة الإعلانات وهذه ترجمة ليست جيدة، ترجمة أفضل ستكون نظام لوحة البيانات والمعني هنا بالبيانات هو البيان الصحفي مثلاً أو الخبر وليس المعلومات، هذه التقنية هي عبارة عن شبكة حواسيب تستخدم خطوط الهاتف وقد تطورت مع الإنترنت وكانت الشبكة التي يستخدمها هواة الحاسوب قبل الإنترنت، لكن وصفها بالشبكة ليس دقيقاً، هذه التقنية بحاجة لمواضيع خاصة بها لشرح كيف تعمل.

باختصار: نظام لوحة البيانات هو حاسوب متصل بخط هاتف واحد أو أكثر والحاسوب يحوي برنامجاً يمكنه استقبال المكالمات من حواسيب أخرى، المتصلون يستخدمون حواسيبهم في منازلهم ويتصلون بالنظام الذي يقدم لهم خدمات عدة، مثلاً ألعاب نصية أو تنزيل ورفع الملفات أو مراسلة أعضاء آخرين أو الدردشة مباشرة معهم إن كان هناك أكثر من متصل.

ميزة نظام لوحة البيانات أنه كان شبكة محلية، المتصلون بالنظام هم غالباً أناس يعيشون في نفس المدينة ويمكن الالتقاء بهم وقد فعل ذلك الناس، كانوا ينظمون لقاءات سنوية للأعضاء، هذه الشبكات يتذكرها العديد من المستخدمين اليوم ويتمنون عودتها أو عودة روح تلك الفترة، المجتمعات التي تتشكل في هذه الشبكات تكون غالباً صغيرة الحجم وكل فرد يعرف الآخرين، قارن هذا ما يحدث مع الشبكات الاجتماعية التي تضم ملايين الناس وفي حالة فايسبوك أكثر من بليون شخص، لا غرابة أن يشعر الفرد فيها أنه غريب.

MOOSE Crossing، في الموضوع السابق تحدثت عن ألعاب الشبكة النصية تسمى MUD، هذه الألعاب تطورت وظهرت أنواع منها وأحد أنواعها يسمى MOO وهي بيئة افتراضية يمكن استخدامها لإنشاء مجتمعات إلكترونية مختلفة وليس بالضرورة ألعاب، وقد استخدم لإنشاء بيئة تعليمية وقد كانت تجربة فريدة من نوعها، بيئة MOO تسمح للفرد أن يبرمج البيئة ويضيف لها وظائف مختلفة وجديدة، هكذا يمكن لعدة أفراد التعاون في صنع شيء لم يفكر به المطور ولأن البيئة نصية فهناك حرية كبيرة في صنع أي شيء.

لم أضف أي ألعاب في هذه القائمة القصيرة لأنني سأضعها في موضوع خاص بها.

الحديث عن المجتمعات الإلكترونية القديمة دائماً أمر ممتع بالنسبة لي خصوصاً أنها ظهرت في فترة كانت التقنية فيها محدودة عندما تقارنها بما لدينا اليوم، وأرى أن قيود التقنية وحدودها دفعت الناس للإبداع أكثر، كذلك الحاسوب الشخصي والإنترنت كان شيئاً جديداً والناس كانوا يحاولون اكتشاف ما يمكن فعله باستخدامه.

ألعاب شبكية: ما قبل التسعينات

لقطة من Habitat

منذ ظهرت الحواسيب وهناك من يصنع الألعاب باستخدامها، ثم مع ربط الحواسيب مع بعضها البعض وتشكيل شبكة ظهرت الحاجة لصنع مجتمع يتصل به الناس للحديث والدردشة والنقاش في أي موضوع، والبعض جمع الفكرتين فأصبح العالم هو لعبة فيديو وقد كانت هذه الألعاب في البداية نصية ثم أضيفت الرسومات ثنائية الأبعاد ثم أصبحت برسومات ثلاثية الأبعاد.

في هذا الموضوع أضع قائمة أسماء لبعض هذه الألعاب ومتى ظهرت، كل واحدة منها تحتاج لموضوع خاص بها لأن تاريخها مرتبط بألعاب الفيديو وما تحاول بعض الشركات التقنية اليوم فعله بتطوير عوالم افتراضية على أمل أن تجذب الناس لها وتصبح مكاناً يمارسون فيه العمل والترفيه وله اقتصاد رقمي خاص به.

PLATO، نظام حواسيب طور في التسنيات في جامعة إلينوي واستمر تطويره إلى منتصف الثمانينات، هذا النظام من الحواسيب والطرفيات مثال جيد لشيء حدث في مساحة محدودة ولعدد محدود من الناس لذلك لم يكتب عنه الكثير في الماضي مع أنه نظام قدم أفكاراً عديدة جديدة في ذلك الوقت، مثلاً ربط الطرفيات ببعضها البعض وصنع برامج شبكية وألعاب شبكية، هذا كان شيء جديد، وجود طرفية رسومية في وقت كانت الطرفيات نصية.

النظام كان أول أو من أوائل الأنظمة التي قدمت أفكار مثل: شاشة لمس، مجتمعات إلكترونية مرتبطة من خلال الشبكة، غرفة دردشة يمكنها ضم خمس أشخاص، شيء يشبه المنتدى، المشاركة بالشاشة بمعنى ما يراه فرد يمكن أن يراه آخر في طرفية أخرى، ألعاب يمكن لأكثر من شخص الانضمام لها، محاكاة للطيران، برامج تعليمية.

MUD1، لعبة شبكية نصية طرحت في 1978 وطورت في جامعة إسكس في بريطانيا، اسمها الفعلي MUD وهو اختصار لجملة Multi-user Dungeon ويضاف الرقم واحد  لتمييزها عند الحديث عن ألعاب مماثلة، اليوم هناك مئات الألعاب التي يمكن تصنيفها بأنها ألعاب MUD وقد ظهرت آلاف الألعاب في العقود الماضية، هذه اللعبة تاريخها موثق وبالتفصيل لأن من طورها كان حريصاً على ذلك من البداية.

أهمية هذه اللعبة تكمن في أنها الأساس لكل ألعاب الشبكة اليوم، أي لعبة فيديو من نوع MMO يعود أصلها للعبة نصية ظهرت في أواخر السبعينات، من لعبة MUD ظهرت ألعاب أخرى طورت أفكارها ومحركات ألعاب نصية استخدمت لصنع ألعاب أخرى وبمرور السنين بدأ مطوري الألعاب في إضافة الرسومات التي بدأت بالطبع برسومات ثنائية الأبعاد ثم في أواخر التسعينات تحولت لألعاب ثلاثية الأبعاد، لتوثيق هذه الرحلة من النص إلى الرسومات أحتاج لمدونة خاصة لذلك أو عشرات المواضيع في هذه المدونة.

Habitat، لعبة شبكية رسومية ظهرت في الثمانينات ولأجهزة كومودور 64 في البداية ثم انتقلت لمنصات أخرى، هذه واحدة من أوائل الألعاب التي مهدت الطريق لغيرها وعرضت ما يمكن أن يحدث في المستقبل، أن يكون لك شخصية في الشاشة تتفاعل مع شخصيات أخرى تمثل أناساً يتصلون بنفس الشبكة، هذا شيء مذهل في الثمانينات، اللعبة كذلك كانت مختلفة في أنها لم تفرض قواعد محددة على اللاعبين بل تركت لهم فعل ذلك وأعطتهم أدوات للتعاون فيما بينهم لتحقيق أي شيء.

Island Of Kesmai، لعبة MUD نصية رسومية، استخدم النص والألوان لتقديم عالم ثنائي الأبعاد ثم تحولت اللعبة إلى لعبة رسومية:

هذه أمثلة وهناك العديد من الألعاب التي لم أذكرها، في موضوع لاحق سأكتب عن فترة التسعينات وتحول الألعاب من نصية إلى رسومية، ستكون هناك عناوين أكثر لأن الشركات بدأت تدرك أن هناك سوقاً لمثل هذه الألعاب.

 

اسمه متحف افتراضي

مايكروسوفت صنعت متحفاً افتراضياً لأجهزة ألعاب الفيديو أكس بوكس ويمكنك الوصول له من خلال المتصفح والتجول في المتحف، جربت ذلك بالأمس وكان الأداء بطيئاً وأتوقع لسببين، الأول أن المسافة بين حاسوبي والمزود كبيرة ولذلك ردة فعله تتأخر والثاني أن المزود مزدحم حالياً وقد يتحسن الأداء عندما ينخفض عدد الناس المتصلين به، جربت مرة أخرى اليوم وغيرت الإعدادات بإيقاف خيار “Motion” وهذا كما يبدو رفع الأداء.

ما فعلته مايكروسوفت ليس جديداً ولست أقلل من شأنه هنا فالفكرة جميلة، سبق لي أن رأيت أشياء مماثلة وتعمل في المتصفح وللأسف لا أذكرها وإلا لوضعت روابط لها، لكن أذكر عوالم ثلاثية الأبعاد تعمل في المتصفح وهذا قبل سنوات عدة وأذكر مقالا تبشر بأن منصات ألعاب الفيديو كلها لن يكون لها حاجة لأن ألعاب الفيديو ستتحول لخدمات يمكن الوصول لها من خلال المتصفح، سعيد أن هذا لم يحدث.

الدافع لكتابة هذا الموضوع هو خبر في موقع ذا فيرج عن متحف مايكروسوفت وفي عنوان المقال استخدموا كلمة ميتافيرس وهذا ضايقني، مايكروسوفت لم تستخدم الكلمة بل الموقع، وهو بذلك يساهم في ترويجها والترويج كذلك لميتا (فايسبوك سابقاً) ومشروع زوكربيرج، لم يكن هناك حاجة لاستخدام الكلمة في حين يمكن استخدام مصطلحات أوضح مثل عالم افتراضي أو متحف افتراضي أو متحف رقمي.

الصحافة الرقمية روجت لأفكار الشركات بهذا الأسلوب منذ عقود، تعلن الشركة عن شيء وتكتب عنه المواقع التقنية بحماس ثم تطور الأمر إلى الفيديو والتغطية المباشرة، تغيرت الأمور قليلاً مع بدأ انتشار النقد التقني وكنت أظن أن المواقع تعلمت الدرس وستتعامل بحذر مع الأفكار الجديدة القادمة من الشركات، وفي هذه الحالة هذا لم يحدث، كلمة ميتافيرس فقدت معناها لأنها الآن تستخدم لوصف أشياء لها أسماء أخرى أكثر وضوحاً، بدلاً من لعبة فيديو تريد شركة ما أن تسميه ميتافيرس، بدلاً من عالم افتراضي أو واقع افتراضي ستستخدم كلمة ميتافيرس، وهكذا يساهم الإعلام في التسويق لمشروع زوكربيرج.

الواقع الافتراضي بدأ البحث فيه منذ خمسينات القرن الماضي وظهرت مشاريع عدة له منذ السبعينات، وهو مرتبط بالنظارات التي يضعها المستخدم على عينيه وتحجب عنه رؤية أي شيء آخر، القفازات التي تطورها ميتا (فايسبوك سابقاً) ما هي إلا استمرار لأفكار بدأت منذ السبعينات، وألعاب الفيديو الشبكية بدأت منذ السبعينات كذلك، تقنية VRML التي كانت تهدف لإضافة دعم الرسومات ثلاثية الأبعاد في المتصفح بدأ تطويرها في 1994.

عقود مضت على كل هذه الأفكار وقد ساهم في تطويرها الباحثون والشركات وهناك أوراق ودراسات عدة نشرت حول هذه التقنيات ومصطلحات استخدمت منذ عقود، كل هذا لن يكترث له كتّاب المواقع التقنية عندما يستخدمون كلمة ميتافيرس.

في الموضوع التالي أكتب إن شاء الله عن ألعاب الفيديو الشبكية، مجرد قائمة بالألعاب التي ظهرت في السبعينات والثمانينات.

سائح في سيرودل: بعد الجحيم

في الجزء السابق توقفت عند نقطة كنت فيها تائهاً، أرى أبواباً مغلقة ولا أجد مفاتيحها، لذلك كان علي أن أعود إلى نقطة البداية لهذا المكان الموحش وأعود لأبحث في كل شيء وأذهب للأماكن التي لم أذهب لها من قبل وأحاول أن أجد المفتاح، التجول أخذ وقتاً طويلاً وتخلله قتال العديد من الوحوش، ثم وجدت باباً صغيراً وربما مررت عليه من قبل ولم أنتبه له، البيئة هنا كلها بنفس الألوان، الأسود والأحمر ومن السهل أن تضيع التفاصيل.

دخلت لهذا المكان الذي قادني لباب آخر ثم لبرج ليس له باب من الخارج، في ذلك البرج وجدت عجلة كبيرة أدرتها لتفتح بوابات في مكان ما لكن لا أدري أين، عدت مرة أخرى لنقطة البداي ووجدت المكان، البوابات التي كانت تسد الطريق نحو البرج الكبير فتحت لكن لم تحل مشكلتي، وجدت بين البوابات جنوداً ماتوا فبحثت في جثثهم لعلني أجد المفتاح لدى أحدهم لكن لم أجد سوى الذهب والملابس، أخذت الذهب وأخذت قميص أحدهم، متطلبات الحرب وإلى آخر هذه الأعذار.

البوابات فتحت ومشكلتي لم تنته بعد

عدت إلى البرج الرئيسي ومنه إلى برج فرعي وتحدثت مع السجين الذي ردد علي نفس الكلام، هنا توقفت عن اللعب وبحثت في المتصفح، لن أضيع مزيداً من وقتي بحثاً عن شيء لا أستطيع أن أجده، ووجدت من كتب عن هذه المرحلة بالتفصيل، ما لم أنتبه له هو الشخص الذي هاجمني قبل الوصول إلى السجين، هذا الشخص لم أبحث في جثته وعندما فعلت ذلك وجدت المفتاح الذي أريد!

وجدت المفتاح وقد كان على بعد خطوات مني!

أضعت وقتي في البحث والتجول وقد كانت المفتاح على بعد ضغطة زر فقط، لا بأس، عدت للبرج الكبير ومنه فتحت الأبواب المغلقة وصعدت وواجهت المزيد من الوحوش والأعداء حتى وصلت لقمة البرجة حيث هناك كرة من الدم والنار علي أن آخذها لكي أغلق بوابة الجحيم وأعود إلى كفاتش، فعلت ذلك وعدت، قائد الجنود كان سعيداً بذلك وفوراً توجهنا إلى كفاتش وطهرناها من بقية الوحوش.

في معبد كفاتش وجدت ابن الملك الذي كان يحتمي من الوحوش في هذا المكان ومعه بضعة جنود ومدنيين، تحدثت معه عن الإمبراطور وكيف أنه ابن الإمبراطور ولم يصدق وقال أنه ابن مزارع فقير، لكن سألته لم سأكذب عليه وصدقني، أخبرته أن يذهب معي إلى دير وينون، هناك وجدت من يهاجم الدير ويقاتل الناس في القرية، نفس الأشخاص الذين قتلوا الملك يهاجمون الدير، قاتلناهم لكنهم سرقوا قلادة الملوك التي أخفاها جوفر، إن نسيت من هو جوفر فقد ذكرته في الجزء الثاني.

جوفر أراد نقل ابن الملك إلى مكان آمن، إلى معبد في الجبال، الرحلة إلى هناك سأكتب عنها في الجزء الثامن.

سائح في سيرودل: في بوابة الجحيم

في الجزء السابق توقفت عند محاولتي دخول مدينة كفاتش ومقتلي بسرعة هناك، تبين بعد بحث قصير أن علي دخول بوابة الجحيم التي تقع خارج المدينة وبعد ذلك يمكن دخول المدينة، كذلك تبين لي أن دروعي وسيفي ضعفت بسبب القتال الدائم وبحاجة لصيانتها وهذا سبب مقتلي بسرعة، كفاءة معداتي تتراجع باستخدامها لذلك علي صيانتها دائماً.

عدت مرة أخرى إلى كفاتش وهذه المرة لن أكرر خطأي السابق، أجريت قبل ذلك صيانة لمعداتي واشتريت بعض المطارق التي يمكن استخدامها لصيانة المعدات في أي وقت وهذا يعني عدم الحاجة للعودة إلى المدن لفعل ذلك.

بعد حديث مع الجنود عرفت أن ابن الملك هو كاهن واتجه إلى المعبد في المدينة مع عدد من السكان وربما ما زال هناك، ربما أغلقوا على أنفسهم وحصنوا المعبد على أمل أن يأتيهم منقذ، لكن قبل إنقاذهم لا بد من إغلاق بوابة الجحيم، علي الدخول لها وفعل ما يلزم لإغلاقها، لا أحد دخلها وخرج، لذلك قد لا أستطيع الخروج منها.

فور دخولي وجدت حارساً هناك يقاتل وحوشاً، ساعدته في قتلهم وتحدثت معه، كان الناجي الوحيد وكان يظن أن كل الحراس ماتوا ولم يكن يعلم أن هناك من يزال حياً، الرجل كان يقاتل بلا أمل فقط لكي يتخلص من أكبر قدر من الأعداء وهو يظن أنه لن يرى أحداً بعد ذلك، حقيقة أثار إعجابي، أخبرته أن يعود من خلال البوابة إلى سيرودل وسأبقى أنا هنا، بعض من كان معه خطفوا لسبب ما وعلي إنقاذهم.

هنا تبدأ جولتي في الجحيم والتي لم تنته بعد، المكان كبير وعلي فتح بوابة ما، ظننت أن هناك مفتاح أو شيء ما سيفتح البوابة لكن لم أجد شيئاً، مشيت حول القلعة وإلى الجانب الأيسر منها، في الطريق وجدت مزيداً من الوحوش وأكياس جلدية معلقة لا أعلم ما فيها ولا أود أن أعلم، لكن كان بإمكاني أن آخذ منها نقوداً ودروعاً وحتى ملابس راقية! الآن أقاوم التفكير في طبيعة هذه الحقائب الجلدية المعلقة وماذا كانت قبل أن تصبح بهذا الشكل … لم ألتقط لها صورة حتى لا تطاردني في الأحلام.

وصلت لبرج كبير فدخلت، هناك قاتلت مزيداً من الوحوش وكان في منتصف البرج حوض من الدماء، ممرات البرج كانت مثيرة للحيرة وبعضها خطر، بالتجول وجدت باباً يقودني للخارج وإلى برج آخر أصغر ويربط بينهما جسر، دخلت للبرج الثاني وفوراً نادني شخص ما يخبرني أنه في القفص، صعدت لأجده وقد كان هناك حارس قتلته بصعوبة وكاد أن يقتلني، الرجل أخبرني بأن البوابة يمكن إغلاقها لكن علي إيجاد علامة أو سيجيل (sigil) لفعل ذلك.

هنا بدأت المشكلة، في البرج الكبير وجدت أبواب مغلقة بحاجة لمفاتيح خاصة، وفي البرج الصغير لم أجد شيئاً يقودني لأي مكان، بقي أن أتجول خارج البرج وأرى ماذا يمكن أن أجد، لم استكشف كل شيء بعد، لكن الوقت تأخر الآن وسأترك الباقي لجزء آخر.