لعبة: Bird Story

ما هي لعبة الفيديو؟ هذا السؤال تبدو إجابته بسيطة ويمكن أن تقول بأنك تعرف لعبة الفيديو عندما تراها، ألعاب الفيديو أصبحت مألوفة لكن ما زلنا نفرق بينها وبين وسائل الترفيه الأخرى، لكن بعض ألعاب الفيديو تقترب كثيراً من أن تصبح فيلماً ولعبة قصة طائر لا شك واحدة من هذه الألعاب.

اللعبة مرسومة بأسلوب يحاكي ألعاب الفيديو في التسعينات وهو أسلوب يعجبني كثيراً، والقصة في هذه اللعبة هي الأساس واللعب أو التفاعل المطلوب منك لا يتعدى تحريك الشخصية والضغط على زر الإدخال بين حين وآخر لتفعل الشخصية شيئاً، ما عدى ذلك فاللعبة تعرض القصة كفيلم وليس هناك تفاعل، القصة لا تحوي كلمات لكن كل شيء فيها مألوف ومعروف.

هناك سؤال آخر أجد نفسي أفكر فيه كثيراً: ما هي وظيفة لعبة الفيديو؟ ما هي وظيفة أي عمل فني؟ تحريك المشاعر لا شك جزء من الإجابة وألعاب الفيديو كما أرى يجب أن تحرك في اللاعب شيئاً من مشاعره، هذا ما تفعله كثير من الألعاب بمحاولة إثارة حماس اللاعب وحتى محاولة تخويفه وإثارة رعبه، ولست أعني أن الألعاب العنيفة هنا فحتى لعبة مثل ماينكرافت بإمكانها إثارة رعبي بسهولة إن سمعت صوت أحد الوحوش يقترب.

لعبة قصة طائر جعلتني أبتسم وأضحك وأحزن وأعترف أنها كادت تبكيني، كل هذا برسومات من نوع فن البكسل (pixel art)، هذه لعبة تشاهدها أكثر من أن تتفاعل معها، هذه قد تكون سلبية أو إيجابية والأمر يعود لك، لا أستطيع أن أخبرك بما يجب أن تشعر به، شخصياً وجدتها قصة جميلة وأثارت بعض ذكريات الطفولة وهذا لوحده كافي لتبرير شرائها وتجربتها.

لعبة: The Silent Age

قبل أعوام أضفت هذه اللعبة إلى قائمة الألعاب التي أود شراءها ولا أذكر لماذا، اللعبة بسيطة ومن نوع التأشير والنقر وهي ألعاب كما أكرر هادئة لأنها تنتظرك ولا تستعجل ردة الفعل منك، يمكنك أن تقضي وقتاً طويلاً فيها أو تحاول إنجازها بأسرع وقت؛ الاختيار لك.

لعبة العصر الصامت متوفرة لويندوز وiOS وآندرويد وكندل فاير، واللعبة تبدأ بالشخصية الرئيسية، فراش اسمه جو حصل على ترقية بتحميله مسؤوليات زميله الذي استقال من وظيفته ومع الترقية لم يجد علاوة سوى “البرستيج” كما يقول مديره، جو شخصية أعجبتني من البداية لأنه فراش وليس لديه خبرة أو علم في أي مجال وهذا يجعله مختلفاً عن أبطال ألعاب مماثلة حيث البطل يعرف كل شيء، جو لا يعرف شيئاً وفوق ذلك ليس قوياً ليقوم بأعمال خارقة، جو شخصية عادية.

اللعبة ومنذ بداياتها تخبرك القصة بتفاصيلها وملاحظات جو، هناك شيء ما غير طبيعي في الشركة التي يعمل فيها وشركته هي مكان القصة الأساسي ومن هناك تبدأ القصة بلقاء شخص غريب، مسافر عبر الزمن يحذر جو من المستقبل ويعطيه آلة زمن صغيرة، هذه الآلة جزء أساسي من اللعبة فهي تنقل جو من الحاضر للمستقبل وبالعكس ويرى جو نسختين من نفس المكان عندما يفعل ذلك، التنقل عبر الزمن وسيلة لحل الأحجيات.

أحجيات هذه اللعبة بسيطة وسهلة، التركيز هنا على القصة أكثر من اللعبة، هناك مخزون للأشياء التي يجمعها جو لكنه مخزون لا تحتاج لإدارته، كل أداة لها استخدام واحد وعندما تستخدمها تختفي ولن تستطيع استخدامها إلا في مكان واحد، هذا يبسط الأحجيات لحد يثير سخطي أحياناً، لأن تصوري عن الأداة أنها قابلة للاستخدام في أماكن عدة لكن اللعبة تخبرني أنه ليس بالإمكان استخدامها هنا أو هناك وبرسائل مختلفة ومتنوعة، علي استخدام الآلة في مكان واحد فقط.

لا يمكنني الحديث عن تفاصيل القصة حتى لا أحرقها، القصة أعجبتني وإن كنت أرى أنها تعاني من مشكلة إخبار اللاعب بما يحدث بدلاً من عرضه عليه، في النهاية أنصح بتجربة اللعبة خصوصاً أن سعرها رخيص.

لعبة: Gorogoa

 

بعد تحديث الحاسوب لم يعد لدي عذر لعدم الكتابة عن الألعاب، وهذه أول لعبة (Gorogoa) ولدي مشكلة: ليس هناك الكثير يمكنني أن أقوله عن هذه اللعبة.

اللعبة متوفرة على منصات كثيرة، لذلك اختر المنصة المفضلة لك واشتري اللعبة لها، هي لعبة أحجيات ولا تحتاج منك قراءة شيء، كل الأحجيات بصرية، مساحة اللعبة مقسمة لأربع مربعات واللعبة تحدث بالكامل في هذه المربعات، الرسومات جميلة وكذلك المؤثرات الصوتية، منطق الأحجيات متوازن فهو ليس صعب جداً وليس سهلاً وهذا أمر يصعب إنجازه.

يمكنك أن تصف اللعبة بأنها كتاب من نوع Pop-up تفاعلي وبرسومات جميلة حقاً.

هذا كل ما لدي، يمكن الحديث عن القصة ومعانيها لكن أترك تفسير ذلك لك، شخصياً لم أجد أي ارتباط باللعبة ولم تحرك فيّ اللعبة شيئاً، ربما لو جربت اللعبة قبل سنوات عدة فربما تكون ردة فعلي مختلفة، في السنوات الماضية أدركت أن شعوري تجاه الأشياء له أثر كبير على نظرتي لها وهذا أمر بديهي لكن لم أدركه حقاً إلا بعد فكرت بالأمر بعدما وجدت نفسي غير قابل لتجربة أي لعبة فيديو لفترة طويلة.

أحياناً الألعاب الجيدة (أو حتى الكتب الجيدة) لا تجد لها أثر عليك وليست هذه مشكلتها أو مشكلتك، اللعبة أو الكتاب لا يناسبك ولا بأس بذلك.

يبقى أن أشير لكلمة لمطور اللعبة:

تجربة سوليتير الجديدة

عندما أعدت تثبيت ويندوز 10 على هذا الجهاز كان أول ما فعلته هو حذف البرامج التي تثبتها مايكروسوفت دون إذن مني، حذفت الكثير وأبقيت لعبة سوليتير، لأنني أود تجربة الحزمة الجديدة منها فهي ليست فقط لعبة سوليتير بل مجموعة ألعاب سوليتير (Microsoft Solitaire Collection).

في بدايات التسعينات كان الحاسوب الشخصي شيئاً منعزلاً ولا يتصل بالشبكة ولذلك أي برامج وألعاب تريدها عليك إما شرائها أو شراء نسخة مقرصنة منها أو الحصول على نسخة مقرصنة بطريقة ما، كانت مجلات الحاسوب تنشر بعض البرامج المجانية على أقراص مرنة وبعد ذلك على أقراص ضوئية، وأرى أن هذا جعل الناس في ذلك الوقت أكثر رغبة في استكشاف كل ما يوفره النظام لأن الحاسوب شيء جديد ومثير للحماس والخيارات المتوفرة للبرامج قليلة مقارنة باليوم.

لعبة سوليتير كانت واحدة من أول ما يكتشفه أي مستخدم لويندوز، مجلد الألعاب يشد الانتباه باسمه ويحوي عدة ألعاب ومنها سوليتير التي كانت لعبة لا أفهمها ولا أذكر من شرحها لي أو لعلي تعلمتها بالتجربة، وإنجاز لعبة سوليتير يكافئ اللاعب بسقوط البطاقات واحدة تلو الأخرى وقد كان هذا مثيراً للإعجاب في ذلك الوقت، اللعبة كانت بسيطة وممتعة.

لكن مايكروسوفت ككثير من شركات البرامج لا يمكنها إلا أن تطور برامجها ومن الصعب أن يترك برنامج بدون تحديث، هذا أمر إيجابي أو سلبي بحسب آراء الناس.

عندما شغلت برنامج سوليتير ظهرت لي هذه الشاشة التي تخبرني بأن اللعبة لم تعد لعبة واحدة بل ألعاب عديدة وهناك مستويات من الخبرة (XP) ويمكنني رفع الخبرة باللعب وهناك خمس ألعاب، هل هذا ضروري؟ بالطبع لا وهذا ليس السؤال المناسب هنا، هل تجربة الاستخدام هذه تقدم شيئاً للاعب؟ هل تجعل اللعبة ممتعة أكثر؟ هنا لكل شخص ذوق وأرى شخصياً أنه أمر غير ممتع.

هناك ألعاب الورق واللعبة التي أريد هي Klondike ولا أدري ما سبب هذه التسمية، هناك تحديات يومية وحدث أو مناسبة ما وهناك نادي، هناك أيضاً ألعاب إضافية، ولأن لدي حساب في مايكروسوفت بسبب ماينكرافت فقد سجل البرنامج دخولي للحساب بدون أي تنبيه مسبق وأعطاني اشتراك تجريبي مؤقت بدون أن يسألني إن كنت أريده، بمعنى أن البرنامج له جانب تجاري كذلك ولم يعد مجرد لعبة بسيطة.

لعبة سوليتير تقدم خلفيات للبطاقات لكن أكثرها تحتاج لتنزيل، الصورة أعلاه كانت لشاشة تعرض كلمة تنزيل (Download) لكل نوع من البطاقات وظننت أنني سأختار تنزيل الشكل الذي أريده فقط، ضغطت على واحدة منها ونزل البرنامج كل الأنواع دفعة واحدة.

كل ما أردته هو لعبة سوليتير كما كانت في الماضي لكن مايكروسوفت تقدم أكثر من ذلك بكثير، والشركة جعلت اللعبة وغيرها وسيلة للتربح، الاشتراك الشهري يبلغ 1.49 دولار والسنوي 10 دولار أو … 9.99 دولار 😫، ما الذي تحصل عليه مقابل الاشتراك؟

  • لا إعلانات!
  • تحصل على عملة أكثر، نوع من النقود الافتراضية تستخدم في اللعبة.
  • تحصل على ما يسمى (Bonus) في بعض الألعاب.

هناك الملايين من الناس الذين يلعبون هذه الألعاب ولا شك لدي أن جزء منهم يدفع الاشتراك وهذا يزعجني، يفترض أن تكون هذه الألعاب مجانية وغير متصلة بالشبكة ولا تعرض أي إعلانات، لكن نحن في وقت مختلف ومايكروسوفت ستستغل أي مصدر للدخل حتى لو كان صغيراً.

حذفت اللعبة ولن أعيد تثبيتها، لست بحاجة لأي بديل، أردت فقط تجربة اللعبة ومقارنتها بالماضي.

أخبرني، هل تلعب هذه الألعاب؟ هل لديك اشتراك؟

هناك جانب من ألعاب الفيديو أود اكتشافه أكثر وهو الألعاب الموجهة لفئة كبيرة من الناس تفضل الألعاب البسيطة أو ما يسمى بالإنجليزية Casual games، لأنه عالم خفي بالنسبة لي ولا أعرف عنه شيئاً لكن الملايين من الناس يلعبون بهذه الألعاب وقد أصبحت تجارية ومتصلة بالشبكة ولها متاجر افتراضية، ما الذي تقدمه هذه الألعاب ومتاجرها؟ أود معرفة ذلك.

لماذا أبحث عن هذا الجهاز؟

كنت في موقع أمازون الإمارات وأتصفح طلباتي السابقة، أمازون الإمارات كان سابقاً اسمه سوق.كوم وقد اشتريت منهم ولعدة سنوات، من بين المشتريات وجدت أنني اشتريت جهاز وي يو (Wii U) وقد نسيت ذلك بل شككت بأن هناك خطأ ما في الموقع، لأنني أبحث عن هذا الجهاز منذ سنوات عدة والآن أسعار هذه الأجهزة في سوق المستعمل ترتفع وإن كان الجهاز جديداً سيكون سعره أضعاف ما كان عليه في الماضي.

مثلاً اليوم في أمازون الإمارات وجدت جهازاً جديداً بسعر 6000 درهم! ومن نفس البائع جهاز وي (Wii) جديد بنفس السعر، وهو البائع الوحيد للجهازين في أمازون الإمارات، بحثت في أمازون بريطانيا ووجدت جهاز وي بسعر 1611 درهم تقريباً ومع الشحن سيكون أرخص مما هو متوفر في الإمارات، وهناك خيارات لشراء المستعمل أرخص أسعارها تبدأ من 300 درهم.

لكن لم أجد جهاز وي يو لأنه جهاز أندر، نينتندو باعت 101.63 مليون وحدة من وي بينما باعت 13.56 من الوي يو، الفارق كبير حقاً ولذلك إيجاد وي يو أصعب مع أنها جهاز أحدث، بحثت في موقع eBay للمزادات ووجدت العديد منها بأسعار رخيصة، لكن أتردد في الشراء من الموقع.

لماذا لم أشتره وأنا أعلم أن هناك خيارات رخيصة متوفرة له؟ كلما عزمت على شراءه أتردد وأقول بأن هناك أمور أكثر أهمية أنفق مالي عليها، مع أنني أشتري ألعاب الفيديو كل عام تقريباً لكن مشترياتي قليلة ولا تكاد تتجاوز مئة درهم في العام.

تذكرت أن الجهاز الذي اشتريته من سوق.كوم بعته على أخي، في ذلك الوقت كان انتباهي مشتتاً حقاً وجزء من ذلك لا شك كان بسبب الإكثار من شرب الشاي الذي له مضار، الكافيين إن زاد عن حده يصبح سبباً للقلق والتوتر وسرعة نبضات القلب وعدم القدرة على التركيز، لذلك لم أفعل بالجهاز شيئاً عندما اشتريته.

قبل يومين سألت أخي عنه فقال أنه لا يريد الجهاز وقد حاول بيعه ولم يوافق على الصفقة التي عرضها عليه البائع في محل ما، البائع أراد شراء الجهاز بسعر 100 درهم ثم رفع السعر إلى 150 وشكراً لعناد أخي الذي جعله يرفض الصفقة ويبقي الجهاز لديه، الآن الجهاز عندي وتنقصه بعض القطع مثل جهاز التحكم وألعاب لكن على الأقل هذه ستكون أسعارها أرخص من جهاز جديد.

لماذا أبحث عن هذا الجهاز؟ لأنه ببساطة الجهاز الأفضل لسلسلة ألعاب ليجيند أوف زيلدا (Legend of Zelda)، هو الجهاز الذي يوفر أكبر عدد من عناوين السلسلة، الجهاز يمكنه تشغيل ألعاب وي وألعاب وي يو (بالطبع!) ويمكن تنزيل ألعاب من متجر نينتندو كذلك، هذه التدوينة (2016) تقول بأن 12 من ألعاب زيلدا متوفرة على جهاز وي يو، هذا من بين 19 لعبة.

ما أتمناه هو أن تطرح نينتندو كل الألعاب لجهازها الأخير وهو سويتش (Switch) لكنها لم تفعل ذلك إلى الآن، الشركة مهتمة أكثر بألعاب ماريو وتعيد طرحها بأشكال مختلفة وتصنع ألعاب جديدة لها أكثر من سلسلة زيلدا، أتمنى لو فقط يهتموا بإعادة طرح ألعاب زيلدا لجهازهم الجديد، هم يعلمون أن الناس يريدون ذلك لكن غالباً لديهم أولويات أخرى أكثر أهمية أو ببساطة ليس لديهم متسع من الوقت لفعل ذلك.

تحدثت عن الجهاز في تويتر ووصلني عرض من أحد الطيبين يعرض علي جهازي وي وسوني بلايستيشن 3 مجاناً! وسيكون لي حديث آخر عندما أحصل على الأجهزة، وبالتأكيد سيكون لي حديث حول ألعاب زيلدا، حقيقة أفتقد هذه الألعاب كثيراً.

سائح في سيردول: النهاية

في جزء سابق قلت أنني بدأت هذه السلسلة على أساس إكمالها أو على الأقل أشعر أنني لا أريد إكمالها، وللأسف كلما حاولت تخصيص وقت لها وجدت نفسي مشغولاً بأمور أخرى ولست أشتكي ضيق الوقت هنا، لأنني أعمل على أمور أكثر أهمية بالنسبة لي كالقراءة والمشي وتطوير الموقع الشخصي وغير ذلك، ولا أود أن تمتد السلسلة لبقية هذا العام لذلك أتوقف عن كتابتها الآن.

الفيديو أعلاه طويل ويحوي القصة بالكامل، هذا نوع من التعويض لما لم أكمله وأعتذر لمن كان ينتظر إكمال السلسلة، الفيديو أعلاه ممتاز وليس فيه أي تعليق من اللاعب.

في المقابل هذا سيتيح لي أن أكتب عن ألعاب أخرى لا تتطلب مني عشرات الساعات لكي أنجزها، لعبة أوبلفيون يمكن أن تستهلك مئات الساعات وهناك أناس قضوا فيها أكثر من ذلك، ببساطة اللعبة لا تنتهي حتى يقرر اللاعب ذلك.

مجتمعات شبكية: التسعينات

في موضوع سابق عرضت مجموعة من ألعاب الشبكة التي ظهرت قبل التسعينات، وفي هذا الموضوع أعرض مجموعة أخرى، الهدف من الموضوعين هو التمهيد للحديث عما تسميه فايسبوك ميتافيرس، من المهم إدراك أن كثير من الأفكار التي يروج لها على أنها شيء جديد ظهرت في الماضي، كثير من الأفكار تظهر قبل وقتها وتتلاشى لأن التقنية غير جاهزة بعد أو أن الناس يرفضونها في ذلك الوقت، وعندما تعود يكون الناس على استعداد لتقبلها والتقنية نفسها تطورت ووصلت لمستوى مناسب.

WorldsChat، خدمة دردشة وعالم ثالثي الأبعاد بدأ في 1995 والعجيب أنه ما زال موجوداً إلى اليوم، هذه الخدمة أتاحت للناس صنع عوالم مختلفة وصنع شخصيات لهم وربط هذه العوالم ببعضها البعض، أجيال من الناس يكتشفون هذا العالم وينضمون له ويبنون فيه ثم يرحلون ويتركون أثراً لمن بعدهم، وفي بداياته استخدم للترويج التجاري لكن الخدمة لم تنجح في جذب الناس لها، منتصف التسعينات ما زال وقتاً مبكراً لجذب أعداد كبيرة من الناس لخدمة مثل هذه.

اليوم يمكن أن أقول بأن ماينكرافت تلعب دور هذه الخدمة، يمكن بناء عوالم مختلفة في ماينكرافت وإن كانت محدودة بمكعبات لكن الناس استخدموا هذه المكعبات لصنع عوالم جميلة حقاً ومثيرة للإعجاب، والناس يمكنهم الدردشة من خلال ماينكرافت بالنص وغالباً يتحدثون مع بعضهم البعض مباشرة وبالصوت.

BBS، يمكن ترجمة الحروف إلى نظام لوحة الإعلانات وهذه ترجمة ليست جيدة، ترجمة أفضل ستكون نظام لوحة البيانات والمعني هنا بالبيانات هو البيان الصحفي مثلاً أو الخبر وليس المعلومات، هذه التقنية هي عبارة عن شبكة حواسيب تستخدم خطوط الهاتف وقد تطورت مع الإنترنت وكانت الشبكة التي يستخدمها هواة الحاسوب قبل الإنترنت، لكن وصفها بالشبكة ليس دقيقاً، هذه التقنية بحاجة لمواضيع خاصة بها لشرح كيف تعمل.

باختصار: نظام لوحة البيانات هو حاسوب متصل بخط هاتف واحد أو أكثر والحاسوب يحوي برنامجاً يمكنه استقبال المكالمات من حواسيب أخرى، المتصلون يستخدمون حواسيبهم في منازلهم ويتصلون بالنظام الذي يقدم لهم خدمات عدة، مثلاً ألعاب نصية أو تنزيل ورفع الملفات أو مراسلة أعضاء آخرين أو الدردشة مباشرة معهم إن كان هناك أكثر من متصل.

ميزة نظام لوحة البيانات أنه كان شبكة محلية، المتصلون بالنظام هم غالباً أناس يعيشون في نفس المدينة ويمكن الالتقاء بهم وقد فعل ذلك الناس، كانوا ينظمون لقاءات سنوية للأعضاء، هذه الشبكات يتذكرها العديد من المستخدمين اليوم ويتمنون عودتها أو عودة روح تلك الفترة، المجتمعات التي تتشكل في هذه الشبكات تكون غالباً صغيرة الحجم وكل فرد يعرف الآخرين، قارن هذا ما يحدث مع الشبكات الاجتماعية التي تضم ملايين الناس وفي حالة فايسبوك أكثر من بليون شخص، لا غرابة أن يشعر الفرد فيها أنه غريب.

MOOSE Crossing، في الموضوع السابق تحدثت عن ألعاب الشبكة النصية تسمى MUD، هذه الألعاب تطورت وظهرت أنواع منها وأحد أنواعها يسمى MOO وهي بيئة افتراضية يمكن استخدامها لإنشاء مجتمعات إلكترونية مختلفة وليس بالضرورة ألعاب، وقد استخدم لإنشاء بيئة تعليمية وقد كانت تجربة فريدة من نوعها، بيئة MOO تسمح للفرد أن يبرمج البيئة ويضيف لها وظائف مختلفة وجديدة، هكذا يمكن لعدة أفراد التعاون في صنع شيء لم يفكر به المطور ولأن البيئة نصية فهناك حرية كبيرة في صنع أي شيء.

لم أضف أي ألعاب في هذه القائمة القصيرة لأنني سأضعها في موضوع خاص بها.

الحديث عن المجتمعات الإلكترونية القديمة دائماً أمر ممتع بالنسبة لي خصوصاً أنها ظهرت في فترة كانت التقنية فيها محدودة عندما تقارنها بما لدينا اليوم، وأرى أن قيود التقنية وحدودها دفعت الناس للإبداع أكثر، كذلك الحاسوب الشخصي والإنترنت كان شيئاً جديداً والناس كانوا يحاولون اكتشاف ما يمكن فعله باستخدامه.

ألعاب شبكية: ما قبل التسعينات

لقطة من Habitat

منذ ظهرت الحواسيب وهناك من يصنع الألعاب باستخدامها، ثم مع ربط الحواسيب مع بعضها البعض وتشكيل شبكة ظهرت الحاجة لصنع مجتمع يتصل به الناس للحديث والدردشة والنقاش في أي موضوع، والبعض جمع الفكرتين فأصبح العالم هو لعبة فيديو وقد كانت هذه الألعاب في البداية نصية ثم أضيفت الرسومات ثنائية الأبعاد ثم أصبحت برسومات ثلاثية الأبعاد.

في هذا الموضوع أضع قائمة أسماء لبعض هذه الألعاب ومتى ظهرت، كل واحدة منها تحتاج لموضوع خاص بها لأن تاريخها مرتبط بألعاب الفيديو وما تحاول بعض الشركات التقنية اليوم فعله بتطوير عوالم افتراضية على أمل أن تجذب الناس لها وتصبح مكاناً يمارسون فيه العمل والترفيه وله اقتصاد رقمي خاص به.

PLATO، نظام حواسيب طور في التسنيات في جامعة إلينوي واستمر تطويره إلى منتصف الثمانينات، هذا النظام من الحواسيب والطرفيات مثال جيد لشيء حدث في مساحة محدودة ولعدد محدود من الناس لذلك لم يكتب عنه الكثير في الماضي مع أنه نظام قدم أفكاراً عديدة جديدة في ذلك الوقت، مثلاً ربط الطرفيات ببعضها البعض وصنع برامج شبكية وألعاب شبكية، هذا كان شيء جديد، وجود طرفية رسومية في وقت كانت الطرفيات نصية.

النظام كان أول أو من أوائل الأنظمة التي قدمت أفكار مثل: شاشة لمس، مجتمعات إلكترونية مرتبطة من خلال الشبكة، غرفة دردشة يمكنها ضم خمس أشخاص، شيء يشبه المنتدى، المشاركة بالشاشة بمعنى ما يراه فرد يمكن أن يراه آخر في طرفية أخرى، ألعاب يمكن لأكثر من شخص الانضمام لها، محاكاة للطيران، برامج تعليمية.

MUD1، لعبة شبكية نصية طرحت في 1978 وطورت في جامعة إسكس في بريطانيا، اسمها الفعلي MUD وهو اختصار لجملة Multi-user Dungeon ويضاف الرقم واحد  لتمييزها عند الحديث عن ألعاب مماثلة، اليوم هناك مئات الألعاب التي يمكن تصنيفها بأنها ألعاب MUD وقد ظهرت آلاف الألعاب في العقود الماضية، هذه اللعبة تاريخها موثق وبالتفصيل لأن من طورها كان حريصاً على ذلك من البداية.

أهمية هذه اللعبة تكمن في أنها الأساس لكل ألعاب الشبكة اليوم، أي لعبة فيديو من نوع MMO يعود أصلها للعبة نصية ظهرت في أواخر السبعينات، من لعبة MUD ظهرت ألعاب أخرى طورت أفكارها ومحركات ألعاب نصية استخدمت لصنع ألعاب أخرى وبمرور السنين بدأ مطوري الألعاب في إضافة الرسومات التي بدأت بالطبع برسومات ثنائية الأبعاد ثم في أواخر التسعينات تحولت لألعاب ثلاثية الأبعاد، لتوثيق هذه الرحلة من النص إلى الرسومات أحتاج لمدونة خاصة لذلك أو عشرات المواضيع في هذه المدونة.

Habitat، لعبة شبكية رسومية ظهرت في الثمانينات ولأجهزة كومودور 64 في البداية ثم انتقلت لمنصات أخرى، هذه واحدة من أوائل الألعاب التي مهدت الطريق لغيرها وعرضت ما يمكن أن يحدث في المستقبل، أن يكون لك شخصية في الشاشة تتفاعل مع شخصيات أخرى تمثل أناساً يتصلون بنفس الشبكة، هذا شيء مذهل في الثمانينات، اللعبة كذلك كانت مختلفة في أنها لم تفرض قواعد محددة على اللاعبين بل تركت لهم فعل ذلك وأعطتهم أدوات للتعاون فيما بينهم لتحقيق أي شيء.

Island Of Kesmai، لعبة MUD نصية رسومية، استخدم النص والألوان لتقديم عالم ثنائي الأبعاد ثم تحولت اللعبة إلى لعبة رسومية:

هذه أمثلة وهناك العديد من الألعاب التي لم أذكرها، في موضوع لاحق سأكتب عن فترة التسعينات وتحول الألعاب من نصية إلى رسومية، ستكون هناك عناوين أكثر لأن الشركات بدأت تدرك أن هناك سوقاً لمثل هذه الألعاب.

 

اسمه متحف افتراضي

مايكروسوفت صنعت متحفاً افتراضياً لأجهزة ألعاب الفيديو أكس بوكس ويمكنك الوصول له من خلال المتصفح والتجول في المتحف، جربت ذلك بالأمس وكان الأداء بطيئاً وأتوقع لسببين، الأول أن المسافة بين حاسوبي والمزود كبيرة ولذلك ردة فعله تتأخر والثاني أن المزود مزدحم حالياً وقد يتحسن الأداء عندما ينخفض عدد الناس المتصلين به، جربت مرة أخرى اليوم وغيرت الإعدادات بإيقاف خيار “Motion” وهذا كما يبدو رفع الأداء.

ما فعلته مايكروسوفت ليس جديداً ولست أقلل من شأنه هنا فالفكرة جميلة، سبق لي أن رأيت أشياء مماثلة وتعمل في المتصفح وللأسف لا أذكرها وإلا لوضعت روابط لها، لكن أذكر عوالم ثلاثية الأبعاد تعمل في المتصفح وهذا قبل سنوات عدة وأذكر مقالا تبشر بأن منصات ألعاب الفيديو كلها لن يكون لها حاجة لأن ألعاب الفيديو ستتحول لخدمات يمكن الوصول لها من خلال المتصفح، سعيد أن هذا لم يحدث.

الدافع لكتابة هذا الموضوع هو خبر في موقع ذا فيرج عن متحف مايكروسوفت وفي عنوان المقال استخدموا كلمة ميتافيرس وهذا ضايقني، مايكروسوفت لم تستخدم الكلمة بل الموقع، وهو بذلك يساهم في ترويجها والترويج كذلك لميتا (فايسبوك سابقاً) ومشروع زوكربيرج، لم يكن هناك حاجة لاستخدام الكلمة في حين يمكن استخدام مصطلحات أوضح مثل عالم افتراضي أو متحف افتراضي أو متحف رقمي.

الصحافة الرقمية روجت لأفكار الشركات بهذا الأسلوب منذ عقود، تعلن الشركة عن شيء وتكتب عنه المواقع التقنية بحماس ثم تطور الأمر إلى الفيديو والتغطية المباشرة، تغيرت الأمور قليلاً مع بدأ انتشار النقد التقني وكنت أظن أن المواقع تعلمت الدرس وستتعامل بحذر مع الأفكار الجديدة القادمة من الشركات، وفي هذه الحالة هذا لم يحدث، كلمة ميتافيرس فقدت معناها لأنها الآن تستخدم لوصف أشياء لها أسماء أخرى أكثر وضوحاً، بدلاً من لعبة فيديو تريد شركة ما أن تسميه ميتافيرس، بدلاً من عالم افتراضي أو واقع افتراضي ستستخدم كلمة ميتافيرس، وهكذا يساهم الإعلام في التسويق لمشروع زوكربيرج.

الواقع الافتراضي بدأ البحث فيه منذ خمسينات القرن الماضي وظهرت مشاريع عدة له منذ السبعينات، وهو مرتبط بالنظارات التي يضعها المستخدم على عينيه وتحجب عنه رؤية أي شيء آخر، القفازات التي تطورها ميتا (فايسبوك سابقاً) ما هي إلا استمرار لأفكار بدأت منذ السبعينات، وألعاب الفيديو الشبكية بدأت منذ السبعينات كذلك، تقنية VRML التي كانت تهدف لإضافة دعم الرسومات ثلاثية الأبعاد في المتصفح بدأ تطويرها في 1994.

عقود مضت على كل هذه الأفكار وقد ساهم في تطويرها الباحثون والشركات وهناك أوراق ودراسات عدة نشرت حول هذه التقنيات ومصطلحات استخدمت منذ عقود، كل هذا لن يكترث له كتّاب المواقع التقنية عندما يستخدمون كلمة ميتافيرس.

في الموضوع التالي أكتب إن شاء الله عن ألعاب الفيديو الشبكية، مجرد قائمة بالألعاب التي ظهرت في السبعينات والثمانينات.

سائح في سيرودل: بعد الجحيم

في الجزء السابق توقفت عند نقطة كنت فيها تائهاً، أرى أبواباً مغلقة ولا أجد مفاتيحها، لذلك كان علي أن أعود إلى نقطة البداية لهذا المكان الموحش وأعود لأبحث في كل شيء وأذهب للأماكن التي لم أذهب لها من قبل وأحاول أن أجد المفتاح، التجول أخذ وقتاً طويلاً وتخلله قتال العديد من الوحوش، ثم وجدت باباً صغيراً وربما مررت عليه من قبل ولم أنتبه له، البيئة هنا كلها بنفس الألوان، الأسود والأحمر ومن السهل أن تضيع التفاصيل.

دخلت لهذا المكان الذي قادني لباب آخر ثم لبرج ليس له باب من الخارج، في ذلك البرج وجدت عجلة كبيرة أدرتها لتفتح بوابات في مكان ما لكن لا أدري أين، عدت مرة أخرى لنقطة البداي ووجدت المكان، البوابات التي كانت تسد الطريق نحو البرج الكبير فتحت لكن لم تحل مشكلتي، وجدت بين البوابات جنوداً ماتوا فبحثت في جثثهم لعلني أجد المفتاح لدى أحدهم لكن لم أجد سوى الذهب والملابس، أخذت الذهب وأخذت قميص أحدهم، متطلبات الحرب وإلى آخر هذه الأعذار.

البوابات فتحت ومشكلتي لم تنته بعد

عدت إلى البرج الرئيسي ومنه إلى برج فرعي وتحدثت مع السجين الذي ردد علي نفس الكلام، هنا توقفت عن اللعب وبحثت في المتصفح، لن أضيع مزيداً من وقتي بحثاً عن شيء لا أستطيع أن أجده، ووجدت من كتب عن هذه المرحلة بالتفصيل، ما لم أنتبه له هو الشخص الذي هاجمني قبل الوصول إلى السجين، هذا الشخص لم أبحث في جثته وعندما فعلت ذلك وجدت المفتاح الذي أريد!

وجدت المفتاح وقد كان على بعد خطوات مني!

أضعت وقتي في البحث والتجول وقد كانت المفتاح على بعد ضغطة زر فقط، لا بأس، عدت للبرج الكبير ومنه فتحت الأبواب المغلقة وصعدت وواجهت المزيد من الوحوش والأعداء حتى وصلت لقمة البرجة حيث هناك كرة من الدم والنار علي أن آخذها لكي أغلق بوابة الجحيم وأعود إلى كفاتش، فعلت ذلك وعدت، قائد الجنود كان سعيداً بذلك وفوراً توجهنا إلى كفاتش وطهرناها من بقية الوحوش.

في معبد كفاتش وجدت ابن الملك الذي كان يحتمي من الوحوش في هذا المكان ومعه بضعة جنود ومدنيين، تحدثت معه عن الإمبراطور وكيف أنه ابن الإمبراطور ولم يصدق وقال أنه ابن مزارع فقير، لكن سألته لم سأكذب عليه وصدقني، أخبرته أن يذهب معي إلى دير وينون، هناك وجدت من يهاجم الدير ويقاتل الناس في القرية، نفس الأشخاص الذين قتلوا الملك يهاجمون الدير، قاتلناهم لكنهم سرقوا قلادة الملوك التي أخفاها جوفر، إن نسيت من هو جوفر فقد ذكرته في الجزء الثاني.

جوفر أراد نقل ابن الملك إلى مكان آمن، إلى معبد في الجبال، الرحلة إلى هناك سأكتب عنها في الجزء الثامن.

سائح في سيرودل: في بوابة الجحيم

في الجزء السابق توقفت عند محاولتي دخول مدينة كفاتش ومقتلي بسرعة هناك، تبين بعد بحث قصير أن علي دخول بوابة الجحيم التي تقع خارج المدينة وبعد ذلك يمكن دخول المدينة، كذلك تبين لي أن دروعي وسيفي ضعفت بسبب القتال الدائم وبحاجة لصيانتها وهذا سبب مقتلي بسرعة، كفاءة معداتي تتراجع باستخدامها لذلك علي صيانتها دائماً.

عدت مرة أخرى إلى كفاتش وهذه المرة لن أكرر خطأي السابق، أجريت قبل ذلك صيانة لمعداتي واشتريت بعض المطارق التي يمكن استخدامها لصيانة المعدات في أي وقت وهذا يعني عدم الحاجة للعودة إلى المدن لفعل ذلك.

بعد حديث مع الجنود عرفت أن ابن الملك هو كاهن واتجه إلى المعبد في المدينة مع عدد من السكان وربما ما زال هناك، ربما أغلقوا على أنفسهم وحصنوا المعبد على أمل أن يأتيهم منقذ، لكن قبل إنقاذهم لا بد من إغلاق بوابة الجحيم، علي الدخول لها وفعل ما يلزم لإغلاقها، لا أحد دخلها وخرج، لذلك قد لا أستطيع الخروج منها.

فور دخولي وجدت حارساً هناك يقاتل وحوشاً، ساعدته في قتلهم وتحدثت معه، كان الناجي الوحيد وكان يظن أن كل الحراس ماتوا ولم يكن يعلم أن هناك من يزال حياً، الرجل كان يقاتل بلا أمل فقط لكي يتخلص من أكبر قدر من الأعداء وهو يظن أنه لن يرى أحداً بعد ذلك، حقيقة أثار إعجابي، أخبرته أن يعود من خلال البوابة إلى سيرودل وسأبقى أنا هنا، بعض من كان معه خطفوا لسبب ما وعلي إنقاذهم.

هنا تبدأ جولتي في الجحيم والتي لم تنته بعد، المكان كبير وعلي فتح بوابة ما، ظننت أن هناك مفتاح أو شيء ما سيفتح البوابة لكن لم أجد شيئاً، مشيت حول القلعة وإلى الجانب الأيسر منها، في الطريق وجدت مزيداً من الوحوش وأكياس جلدية معلقة لا أعلم ما فيها ولا أود أن أعلم، لكن كان بإمكاني أن آخذ منها نقوداً ودروعاً وحتى ملابس راقية! الآن أقاوم التفكير في طبيعة هذه الحقائب الجلدية المعلقة وماذا كانت قبل أن تصبح بهذا الشكل … لم ألتقط لها صورة حتى لا تطاردني في الأحلام.

وصلت لبرج كبير فدخلت، هناك قاتلت مزيداً من الوحوش وكان في منتصف البرج حوض من الدماء، ممرات البرج كانت مثيرة للحيرة وبعضها خطر، بالتجول وجدت باباً يقودني للخارج وإلى برج آخر أصغر ويربط بينهما جسر، دخلت للبرج الثاني وفوراً نادني شخص ما يخبرني أنه في القفص، صعدت لأجده وقد كان هناك حارس قتلته بصعوبة وكاد أن يقتلني، الرجل أخبرني بأن البوابة يمكن إغلاقها لكن علي إيجاد علامة أو سيجيل (sigil) لفعل ذلك.

هنا بدأت المشكلة، في البرج الكبير وجدت أبواب مغلقة بحاجة لمفاتيح خاصة، وفي البرج الصغير لم أجد شيئاً يقودني لأي مكان، بقي أن أتجول خارج البرج وأرى ماذا يمكن أن أجد، لم استكشف كل شيء بعد، لكن الوقت تأخر الآن وسأترك الباقي لجزء آخر.

سائح في سيرودل: أن تحل المشكلة بنفسك

العودة للعبة ما بعد توقف لوقت طويل دائماً يثير حيرتي، أين كنت وماذا كنت أفعل قبل أن أتوقف؟ لماذا أنا هنا؟ لا أذكر، كنت في مدينا بروما في أقصى الشمال الشرقي لخريطة اللعبة وعلي الذهاب إلى الجنوب الغربي إلى مدينة تسمى كفاتش (Kvatch) لأجد مارتن، الابن غير الشرعي للملك وأعطيه قلادة الملوك، الطريق طويل وأنا لا أريد استخدام خاصية السفر السريع.

أمام بلدة بروما وجدت حصاناً فركبته، كان لدي حصان كما أذكر وأظن أنه هذا الحصان وبدأت السير نحو كفاتش، على جانبي الطريق هناك أشياء عدة تجعلني أود تغيير الطريق لأراها وقد فعلت، نزلت من الحصان لأرى خرابة ولسبب ما قرر الحصان أن يسير في الغابة ولم أره منذ ذلك الوقت، اضطررت للجري من هذه النقطة إلى كفاتش.

كنت أسير في الظلام ومن الصعبة رؤية شيء، لذلك اتجهت إلى القرية التي اختفى أهلها والمبيت هناك حتى تطلع الشمس، أكملت سيري نحو كفاتش ولم يحدث الكثير في الطريق، أتحدث مع المارة وأحياناً يهاجمني ذئب أو قاطع طريق وأضطر لقتلهم، كانت الآثار والخرابات تشد انتباهي وأذهب لها لاستكشافها وأجد فيها سحرة وغيلان وعفاريت تطير، وفي كل مرة أسأل ألا يمكنني أن أكون سائحاً دون أن أستخدم سيفي؟ لماذا العنف عندما يمكن العيش بسلام؟ العفاريت كان بإمكانها أن تقول صباح الخير أو كيف حالك بدلاً من إرسال كرات من النار نحوي.

وأيضاً على جانبي الطريق أجد مداخل لكهوف ومناجم، الصورة أعلاه لكهف وتراه مزيد بالجماجم والهياكل العظمية، كنت أود الدخول له لكن أعلم أن هذا سيأخذ مني وقتاً طويلاً لذلك تركته لوقت لاحق، أكملت سيري والشمس تغرب ووصلت لمدينة سكنجراد (Skingrad) وهناك ذهبت لنزل وقضيت الليلة، في الصباح كلمني شخص غريب اسمه غلارثر (Glathir) وطلب مني أن أتحدث معه خلف المعبد في منتصف الليل، ذهبت إلى المكان وانتظرت.

قبل لقاءه حاولت التحدث عنه مع سكان المدينة وكلهم بلا استثناء رفضوا الحديث عنه لأنني شخص غريب، لذلك لا أعرف شيئاً عنه لكن عند حديثه تبين أنه يعاني من الرهاب ولديه شك في الجميع وأنه ملاحق ومراقب وطلب مني مراقبة ثلاث أشخاص، لدي خيار أن أقبل فعل ما يريده أو أرفض، رفضت فقال أنه يفهم قراري، لماذا سأتدخل في شؤون الآخرين (أليس هذا ما نفعله في ألعاب الفيديو طوال الوقت؟) وقرر أن ينهي الأمر بنفسه.

مشى نحو منزله ولحقت به ودخلت منزله ورأيته يحمل فأساً كبيراً ويخرج، دخل لمنزل امرأة بنية قتلها ودخلت معه، ما إن رفع سلاحه حتى دخلت في قتال معه، كاد أن يقتلني لكن استطعت قتله في النهاية، ربما لو وافقت على طلبه وراقبت الأشخاص فلن تكون هذه نهايته، المرأة في المنزل لم تشكرني بل طلبت من الخروج قبل أن تنادي الحراس.

قضيت ليلة أخرى في المدينة وخرجت من البوابة الغربية لأجد الحصان هناك! ركبته وفوراً أوقفني الحراس واتهموني بأنني لص! علي الذهاب معهم إلى السجن أو مقاومة الاعتقال وهذا قد يعني أن أحول نفسي لمجرم ملاحق من جميع حرس الإمبراطورية، لذلك ذهبت معهم إلى السجن وقضيت فترة هناك، خرجت من السجن بعد ذلك وأعادوا لي كل شيء أخذوه مني لكن مهارتي القتالية تراجعت بسبب بقائي في السجن.

أكملت طريقي نحو كفاتش، الطريق كان جميلاً وكل شيء يبدو مألوفاً وآمناً، اقتربت من المدينة ورأيت رجل يركض بسرعة في الاتجاه المعاكس ولم يقل أي شيء، عند اقترابي من المدينة بدأ الجو يظلم ورأيت مخيماً أمام بوابة المدينة، الرجل الذي يركض عاد ليكلمني عن المصيبة التي حلت بالمدينة، بوابة من الجحيم ظهرت أمام المدينة ومنها خرجت الوحوش لتدمر المدينة التي لم ينجو منها أحد سوى هؤلاء اللاجئين، سألت عن مارتن فأخروني بأنه قد يكون حياً ويحتمي بكنيسة المدينة.

دخلت إلى المدينة وخلال ثوان قليلة قتلتني الوحوش، آخر حفظ لي كان في مدينة سكنجراد، علي أن أكرر مشي منها إلى كفاتش مرة أخرى، لذلك توقفت هنا، وللقصة بقية.

سائح في سيرودل: أين كنا؟

في الطريق إلى بروما

بدأت هذه السلسلة على أساس أن أكملها لنهاية ما، أن أصل لنهاية القصة الرئيسية أو أن أرى أنني لست راغباً في الكتابة عنها، هذا لم يحدث، ما حدث هو انشغالي بأمور أخرى ومن بينها نقل المدونة وهكذا توقفت السلسلة، لكن أعيدها لأنني لا أريدها أن تكون مشروعاً آخر لم أكمله ويبقى يذكرني بذلك كلما رأيته.

لكن في البداية علي أن ألخص ما حدث في الأجزاء السابقة.

في الجزء الأول بدأت في السجن حيث جاء إمبراطور معه حارسان ليستخدموا ممر مخفي في الزنزانة، سرت خلفهم، كان الحراس يحمون الملك من أناس يحاولون اغتياله، الملك أعطاني قلادة الملوك وأخبرني بأن علي الذهاب بها لقرية ما وأعطيها لشخص في القرية. لفعل ذلك علي أن استخدم المجاري للخروج من المدينة.

في المجاري وجدت أنواعاً من الجواهر والأسلحة والدروع وكذلك الغيلان والجرذان الكبيرة، بنهاية المجاري هناك باب نحو العالم خارج السجن والمجاري ومن هناك تبدأ اللعبة في إعطاء اللاعب كامل الحرية لفعل ما يشاء.

“المنزل” الذي تركه لي شخص مجهول

الجزء الثاني: علي الذهاب إلى مكان يسمى دير وينون لألتقي بشخص يسمى جوفر وأعطيه القلادة، مشيت على طريق ممهد وهاجمني قاطع طرق الذي هددني ما لم أعطه ما لدي، كذبت بقولي أنني لا أملك شيئاً فقال أنه سيقتلني مجاناً! بعد قتال قصير قتلته وأخذت ما لديه، أكملت الطريق وتوقفت عند نزل وهناك تحدثت لمالكة النزل التي اشتكت من ساحرة في كهف خلف النزل.

أكملت سيري نحو دير وينون وعلى الطريق مررت على قرية اختفى أهلها لكن أحدهم كلمني وقال بأن ما حدث سببه ساحر يسكن خرابة قريبة، أكلمت سيري ووصلت نحو دير وينون ووجدت جوفري الذي أخبرني بأن هناك ابن واحد للملك لا يعرفه إلا قلة من الناس وعلي الذهاب لبلدة ما لأجده.

عدت للنزل لكي أخلص مالكته من الساحرة، الكهف كان مظلماً وفيه هياكل عظمية تتحرك وتقاتل وسحرة يحركون هذه العظام، ثم اتجهت نحو الساحرة ودخلت في معركة معها ومع ساحر آخر، خرجت منتصراً وعدت للنزل، مكافئة المالكة كانت بالمال.

الجزء الثالث: ذهبت للقرية التي اختفى أهلها، لم يذهبوا لكن أصبحوا شفافين لا لون لهم ولا يمكن رؤيتهم، إن حمل أحدهم معولاً سترى المعول يتحرك في الهواء دون أن يمسكه أحد! ذهبت لخرابة قريبة حيث الساحر الذي تسبب في ذلك يعيش هناك، كلمني الساحر وأعطاني مطوية أقرأها في وسط القرية لإبطال السحر، فعلت ذلك وعادت الألوان للناس، مالك نزل القرية كان ممتناً جداً وأخبرني بأنني أستطيع استخدام النزل مجاناً متى ما أردت.

بعد ذلك ذهبت لبلدة في الشمال تسمى بروما وبالقرب منها هناك مكان لي على جبل، الطريق كان سهلاً في البداية ثم ازداد صعوبة ولا أذكر كيف وصلت لقمة الجبل وإلى البرج، في الداخل هناك أدوات سحرية سأجد لها استخداماً لاحقاً، الآن المكان لا يقدم شيئاً.

من داخل البرج

نكمل المغامرة في الجزء التالي.

لعبة: Beneath a Steel Sky

لعبة مغامرات طرحت في 1994 ويمكنك الحصول عليها مجاناً، لعبة من نوع التأشير والنقر وبالتالي نوع من الألعاب التي تعجبني حقاً لكن أدرك أنها نوع من الألعاب التي تتطلب صبراً من الناس اليوم، وعلى عكس لعبة Flight of Amazon Queen هذه لعبة فيديو تعرض عالماً كئيباً في المستقبل، هي لعبة خيال علمي تتناول العديد من القضايا دون أن تشير لها مباشرة، وهناك تضارب في اللعبة بين جدية القصة والحوار الفكاهي وهذا خدم اللعبة في رأيي لأن الجدية التامة ستقتل روح اللعبة وتجعلها كئيبة حقاً.

ألعاب المغامرات في الثمانينات والتسعينات كانت فكاهية وخيالية أو في عالم ما يسمى بالفانتازيا، لعبة Beneath a Steel Sky ذهبت في اتجاه مختلف لتكون أكثر جدية وتطرح قضايا مهمة دون أن تلغي الحس الفكاهي تماماً، قضايا مثل ثمن ما يسميه البعض بالتطور والتقدم، تلوث العالم مقابل عيش الناس في مدن حديثة تحميهم من العالم الخارجي، اللعبة تطرح كذلك فكرة أن يخرج ذكاء اصطناعي عن السيطرة ويصبح المتحكم بشؤون حياة الناس، هناك إشارات للطبقية والفساد.

اللعبة تطرح كل هذه القضايا دون أن تشير لها مباشرة فهي تركز على شخصية اللعبة الرئيسية روبرت فوستر والروبوت الذي طوره، اللعبة تبدأ بقصة فوستر الذي كان ضحية حادث طائرة عندما كان طفلاً وكان الناجي الوحيد، في هذا العالم معظم الناس يعيشون في المدن التي أصبحت دولاً مستقلة وما بين المدن هناك مساحات لا يحكمها أحد تسمى الفراغ أو الفجوة ويسكنها أناس يوصفون بأنهم متوحشون، هؤلاء الناس وجدوا فوستر وأعطوه هذا الاسم وعاش معهم وتعلم مهارات عدة منها صنع الروبوت وقد صنع روبوت اسمه جوي (Joey)

فوستر يتعرض للخطف من قبل قوات أمن مدينة ما ويأخذ معه جوي، أثناء تحليقهم فوق المدينة تتعرض الطائرة لحادث وينجو  منه فوستر وتبدأ اللعبة، ألعاب المغامرات لها نمط محدد وإن كنت تعرفه فيمكنك بسهولة حل كل الأحجيات، اللعبة ليست صعبة لكن أحياناً تكون مزعجة من ناحية أن بعض الأحجيات تتطلب منك مثلاً الحديث مع شخص في المكان الصحيح وتتحدث معه مرات عدة.

أثناء السير في المدينة ومحاولة الخروج منها يكتشف فوستر من هو حقاً ولماذا خطف وما الذي يحدث في المدينة، بعض اختياراتك قد تؤدي إلى مقتل فوستر لذلك عليك حفظ تقدمك في اللعبة بين حين وآخر، ألعاب المغامرات ما هي إلا رواية أو فيلم تفاعلي، بدلاً من أن تقرأ أو تشاهد أنت تتفاعل مع اللعبة وتختار ما تفعله شخصية اللعبة وترى ردات الفعل.

أكثر ما شدني في اللعبة بأن القضايا التي طرحتها في ذلك الوقت هي نفسها القضايا التي تهم الناس اليوم مع فرق أننا في عالم يستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة ولن يخرج عن نطاق السيطرة، الخوف يجب ألا يكون من الذكاء الاصطناعي بل من مطوريه ومستخدميه.

اللعبة مجانية وأنصح بها إن كان لديك صبر على هذا النوع من الألعاب، قد تتطلب ساعتين أو ثلاث لإنهائها.


بعد كتابة الموضوع انتبهت لأمر، في العام الماضي حاولت كتابة رواية وقد كتبت جزء صغيراً منها، هي رواية خيال علمي في المستقبل حيث العالم انقسم إلى مدن مستقلة وذات سيادة والمساحات بين المدن لا يحكمها أحد والناس في المدن لديهم نظرة سلبية للناس الذين يعيشون خارجها، حقيقة كنت أظن أن هذه فكرتي لكن الآن أنتبه بأنه فكرة من لعبة فيديو لكن نسيت تماماً تأثير اللعبة علي!

كلاسيك سودوكو

أذكر أول مرة جربت فيها أحجيات سودوكو، كانت بعض مواقع ألعاب فلاش تحوي أحجية يومية وقد كنت أحاول لفترة حل الأحجية، ثم جاءت نينتندو Brain Age لجهاز نينتندو دي أس وقد كانت اللعبة المثالية لهذا الجهاز وكانت تحوي مستويات من الأحجية تبدأ من السهلة وترتفع في صعوبتها، بعد ذلك لم ألعب سودوكو حتى رأيت رابطاً لمقطع فيديو لرجل يحل أحجية لكنها غير مألوفة لأنها تحوي قواعد إضافية، شاهد بنفسك:

أسفل الفيديو في يوتيوب ستجد رابطاً للأحجية ويمكنك حلها بنفسك، لكن اسمع شرح القواعد في الفيديو، شخصياً احتاجت عدة محاولات لكي أحلها بنفسي ونجحت في ذلك ثم كررتها بعد أسابيع، قناة Cracking The Cryptic تحوي العديد من مقاطع الفيديو لأحجيات سودوكو وفي كل واحد منها رابط للأحجية لكي تحلها بنفسك إن أردت، تعلمت من هذه الأحجيات بعض الحيل الجديدة التي لم أعرفها من قبل، ليست حيل بل منطق يبسط عملية حل الأحجيات.

أصحاب القناة طرحوا ألعاب سودوكو يمكن شرائها وتعمل في نظام ويندوز وماك وiOS لآيفون وآيباد، وقد اشتريت لعبة Classic Sudoku في متجر ستيم والصورة أعلى الموضوع من اللعبة، اللعبة رخيصة وتحوي مئة أحجية والواجهة رائعة.

ليس لدي الكثير لأقوله هنا، سودوكو نفسها لعبة مشهورة عالمياً وبعض الصحف تضمن أحجية منها كل يوم، هناك تطبيقات ومواقع كثيرة تقدم هذه الأحجية وهناك أنواع مختلفة منها، هناك كذلك جانب منها متعلق بالرياضيات وهذا ما يهمني، مثلاً كم أحجية سدوكو يمكن صنعها بدون تكرار؟ الإجابة رقم هائل حقاً، وهي لعبة عبارة عن استخدام الأرقام من واحد إلى تسعة في تسع مربعات صغيرة ضمن تسع مربعات كبيرة، هي لعبة بسيطة لكن تقدم الكثير وهذا فقط للنسخة الأصلية أو كلاسيك، هناك أنواع أخرى منها وما تراه في الفيديو أحد هذه الأنواع.