التغيير الذي نحتاجه عميق وليس فردي

مايكروسوفت تحتفل بخمسين عاماً من وجودها، موظفة استغلت الحدث لتحتج على تعاون مايكروسوفت مع دولة العدو الصهيوني، ثم حدث ذلك مرة أخرى وموظفة أخرى تتحدث مباشرة لمدراء مايكروسوفت، أود أولاً وضع بضعة روابط ثم لدي بضعة نقاط أود الحديث عنها.

موقعي Airbnb وBooking.com يساعدان المحتلين على كسب المال من الأراضي التي سرقوها من الفلسطينيين.

مايكروسوفت تعزز دعمها للعدو الصهيوني

دعوة لعدم دعم الشركات الأمريكية بالشراء منها، المقال يذكر أمازون وغوغل، كلاهما يدعم العدو الصهيوني.

تقرير عن استخدام العدو الصهيوني لخدمات أمازون والذكاء الاصطناعي

نحن نعتمد على خدمات شركات تساهم في قتل إخواننا وإبادتهم، بين حين وآخر تظهر دعوات للاعتماد على أنفسنا وهذا ما يفترض أن يحدث لكن على مستوى الحكومات العربية والإسلامية ويفترض أن يحدث هذا قبل عشرين أو ثلاثين عاماً لكن الوقت الأفضل هو الآن، سؤالي: هل تكترث الحكومات؟ قد يكترث أفراد في الحكومات لكن الحكومات نفسها؟ إن لم يكن لديهم مشروع نشط يهدف لفك ارتباط الحكومة بخدمات ومنتجات الشركات الأمريكية فهذا يعني أنهم لا يكترثون.

المشروع قد يتطلب سنوات ولا بأس بذلك، هدفه يجب أن يكون استخدام تقنيات حرة ودعم المشاريع الحرة وتدريب الناس على استخدامها وربما المساهمة في تطويرها على أمل أن نصل لمرحلة نستطيع فيها صنع ما نحتاجه من تقنيات.

بعض الصناديق السيادية العربية تستثمر في شركات التقنية الأمريكية التي تخدم العدو الصهيوني، المشكلة أعمق من مجرد استخدام التقنيات الأمريكية والتغيير الذي نحتاجه أعمق من دعوات للاعتماد على أنفسنا أو الانتقال للبرامج الحرة.

عندما تظهر صيحة تقنية جديدة في الغرب يسارع بعض العرب لتبينها والترويج لها والاستثمار فيها وبالطبع يرددون بأنها المستقبل، وكم أكره ربط التحضر بالتطور التقني، أنظر إلى العدو الصهيوني الذي يستخدم أحدث التقنيات لإبادة شعب، هل هؤلاء متحضرون؟ إن كانت إجابتك نعم فتعساً للتحضر والحضارة، مصطلح الحضارة نفسه يواجه كثيراً من النقد، لأننا نفهم أن التقدم التقني والمادي لا يعني أن المجتمع سيكون في حال أفضل.

لدينا أساس فكري يمكن الاعتماد عليه ولسنا بحاجة لملاحقة الغرب والشرق والانبهار بكل ما يفعلونه، نتعلم منهم المفيد ونترك ما لا يفيد، لكن كما قلت؛ التغيير الذي نحتاجه عميق وليس فردي.


مع ذلك كأفراد يمكننا فعل ما بوسعنا، هناك مطور برامج أمريكي كتب مقالاً ضد ما يحدث في فلسطين ثم بدأ مشروع التقنية لفلسطين، يمكنك أن تساهم في المشروع بالتطوع أو الانضمام لهم، إن كانت هناك مشاريع مماثلة عربية فأخبرني عنها.

يمكن للفرد كذلك أن يفكر جدياً في الانتقال للبرامج الحرة واستخدام لينكس، وهذا ما سأفعله شخصياً، إن كنت مهتم بالأمر فتابع المدونة سأكتب عن الأمر قبل الانتقال وأثناءه وبعده، لعل هذا يشجع أحداً على فعل شيء مماثل.

نوعان من التبسيط وقد نضطر لأحدهما

كتبت في ماستودون بأن هناك نوعان من التبسيط في عالم التقنية الرقمية وأنا أفضل أحدهما وأراه الخيار الأفضل على المدى البعيد، وفي ماستودون رد علي شخص يتحدث خمس لغات من بينها العربية (هذا مثير للإعجاب حقاً) بأننا قد نضطر للنوع الثاني فقلت أنني أرغب في أن نفعل ذلك الآن قبل أن نضطر له.

النوع الأول من التبسيط تراه بأشكال مختلفة لكن الأساس واحد: واجهة بسيطة تخفي خلفها الكثير من التعقيد، محرك بحث غوغل مثال ممتاز هنا فالمحرك يخفي آلية عمله وقواعد بياناته وكل ما عليك فعله هو إدخال كلمات البحث وسيعطيك نتائج جيدة، أو هذا ما كان عليه في الماضي.

غوغل مثال ممتاز لأن من يصنع واجهة مثل هذه بإمكانه تغيير آلية عملها دون أن يغير الواجهة وغوغل فعلت ذلك طوال عشرين عاماً لتخدم مصالحها فهي شركة إعلانات ومن مصلحتها أن تعرض نتائج إعلانية، الصفحة الرئيسية لغوغل ما زالت كما هي قبل عشرين عاماً مع تغييرات طفيفة، لكن صفحة النتائج تغيرت كثيراً بإضافة المزيد من التفاصيل: مختصر يعتمد على ويكيبيديا، الذكاء الاصطناعي يقدم إجابة إن كنت تسأل، قائمة منتجات إن كنت تبحث عن شيء تجاري، وهناك صفحات لنتائج الصور والفيديو وحالياً مقاطع الفيديو القصيرة لها صفحة خاصة.

صفحة النتائج احتاجت لسنوات لكي تتغير ببطء، تغيير طفيف كل يوم لتتراكم التغييرات وتتراجع سمعة محرك البحث الذي كان الأفضل على الإطلاق، الناس الآن يسألون عن البدائل وهناك من يحاول تقديم البديل الأفضل باستخدام الذكاء الاصطناعي وهو نوع آخر من الواجهة البسيطة التي تخفي خلفها كثير من التعقيد.

الذكاء الاصطناعي لا يخفي فقط التعقيد بل استهلاكه للكثير من الطاقة كذلك، محرك البحث يقدم فائدة وهو جزء مهم من الويب، في حين أن الذكاء الاصطناعي التي تروج له الشركات التقنية يستخدم لصنع الرسومات والصور والفيديو وكل هذا يمكن صنعه بدون ذكاء اصطناعي، وفوق ذلك الشركات سرقت وتسرق المحتوى من الشبكة والمبرر بالطبع أن صنع الذكاء الاصطناعي يتطلب ذلك.

النوع الثاني من التبسيط تراه في أدوات بسيطة يمكنها تقديم الكثير لكن عليك تعلم استخدامها، المحرر النصي مثلاً واحد من أقوى البرامج وأكثرها فائدة لكن عليك تعلم استخدامه وهناك محررات نصية متقدمة تقدم الكثير ويمكن للفرد أن يعتمد عليها كلياً أو كثيراً لينجز ما يريد.

سطر الأوامر نوع آخر من الأدوات البسيطة ويعمل مع المحررات النصية، واجهة سطر الأوامر قديمة وما زالت تستخدم اليوم، حتى واجهات الذكاء الاصطناعي تستخدم واجهة سطر الأوامر وأعني بذلك أن المستخدم يسأل أو يطلب شيء ويرد عليه الذكاء الاصطناعي وهذا لا يختلف عن سطر الأوامر، الفارق بالطبع أن سطر الأوامر يعمل لك في حاسوبك ويمكن تشغيله على حاسوب قديم، الذكاء الاصطناعي يعمل لصانعه وفي مزرعة حواسيبه وأي فائدة تجده منها هي مجرد أعراض جانبية!

البعض يقيس الفعالية بالسرعة فكلما زادت سرعة الإنجاز زادت الفرصة لفعل المزيد والبعض يصبح هدفه صنع المزيد من أي شيء وينسى أن الحياة لن تتسع لطمعه، ويتجاهل نتائج زيادة السرعة فالتعقيد يزداد لكي يقدم مزيد من السرعة والطاقة المستهلكة لصنع هذا التعقيد وتشغيله تزداد كذلك.

في حين أن الحل البسيط الذي يتطلب منك مزيداً من العمل لا يستهلك كثيراً من الطاقة، هذا ما قد نضطر له في المستقبل وما أتمنى أن نستخدمه قبل أن نضطر له، هناك شيء جميل في استخدام أدوات بسيطة تستطيع فعل الكثير، هذه الأدوات تجعلنا مستقلين ومعتمدين على أنفسنا، هذا لوحده يجب أن يكون دافعاً لاستخدامها.

نظام ليندوز الذي حاولت مايكروسوفت تغيير اسمه

هذا جزء من تاريخ نظام لينكس عشته أو على الأقل تابعت أخباره وكان شيئاً غريباً وطريفاً، شركة قررت صنع نظام على أساس لينكس ويستطيع تشغيل برامج ويندوز وسمته ليندوز، تشابه الاسم مع ويندوز دفع بمايكروسوفت لرفع قضايا عليهم في عدة بلدان ولم ينجحوا إلا في السويد، هذا قبل طرح النظام لكن النظام طرح كنظام مستقل وكنظام يأتي مع بعض الحواسيب.

لاحقاً مايكروسوفت اشترت حقوق الاسم ليندوز، وهذا ما دفع بشركة النظام الجديد لتغيير الاسم إلى Linspire، وما زال النظام يطور فهو توزيعة لينكس لكن لم يعد نشطاً كما كان في الماضي.

قد أكتب قصة مفصلة عنه لاحقاً، بعد رمضان سأبدأ بالحديث عن لينكس أكثر، لكن إلى ذلك الحين هذا فيديو يحكي قصة ليندوز:

حواسيب صناعة منزلية

ملاحظة: بالأمس أنجزت شركة الاستضافة عملية نقل المدونة إلى مزودات جديدة، الموقع أسرع كما لاحظت، للأسف الانتقال لم يحفظ تعليق أحد الزوار على موضوع الأمس.

سبق أن وضعت رابط لحلقة صناعة حواسيب منزلية في مدونتي السابقة، تسمى حلقة لأن كل عضو يضع في موقعه رابط للموقع السابق والموقع التالي وهكذا يمكنك تصفح كل مواقع الحلقة وتدور عليها كلها لتعود للموقع الأول الذي زرته، هناك مشاريع جديدة  والهدف من هذه المشاريع هو التعلم والمتعة، وليس صناعة حاسوب عملي للاستخدام اليومي.

في يوتيوب هناك قناة وضعت لها روابط عدة مرات، شخص يصنع حواسيب صغيرة وأراها أكثر عملية وأبسط ووصل آخرها لمستوى حواسيب منزلية في الثمانينات:

وإن أردت شرح مفصل لكيفية عمل الجهاز فهذا فيديو آخر:

نظرة على أفضل جهاز بالم من سوني

مقطعي فيديو من قناة واحدة، الأول عن جهاز مساعد شخصي من سوني، الشركة صنعت العديد من هذه الأجهزة واستخدمت نظام بالم وكانت أجهزتها من أفضل الأجهزة وسوني جربت أفكاراً مختلفة وأكثر جرأة من شركة بالم، الجهاز في الفيديو مثلاً له تصميم مميز ولوحة مفاتيح ومنفذ بطاقة تخزين من نوع كومباكت فلاش.

ولأن الجهاز من صنع سوني فلا شك صنعوا إضافات له، مثل جهاز تحكم للألعاب وكاميرا إضافية وبطاقات تخزين ولوحة مفاتيح وغير ذلك، هكذا كانت تربح الشركات في الماضي، ببيع الأجهزة وملحقاتها وصنع منتجات أفضل من المنافسين.

للأسف شركة بالم والشركات التي استخدمت النظام لم تفكر في صنع شيء مثل آيفون قبل آيفون، كيف سيكون العالم لو أن نظام بالم كن له حصة في سوق الهواتف الذكية اليوم؟

سترى في الفيديو بطاقتي كومباكت فلاش تستخدمان أقراص صلبة، هذه تقنية تخزين استخدمت لفترة في أوائل الألفية وأشهر جهاز استخدمها هو آيبود من أبل، في الفيديو سترى المزيد من التفاصيل عن هذه التقنية:

بيكو كالك يضع يونكس وبيسك في جيبك

أعلنت شركة كلوكورك باي عن منتج جديد وهو بيكو كالك باي (PicoCalc)، من الاسم ستظن أنه آلة حاسبة لكنه حاسوب بلوحة مفاتيح ويمكن استخدامه لأغراض عدة، يأتي مع شاشة مربعة بقياس 4 إنش ودقة 320 بكسل.

الجهاز يعتمد على رازبري باي بيكو وهو متحكم صغير وهو ما يحد من إمكانيات الجهاز لكن في المقابل الجهاز سعره 75 دولار وهو أرخص جهاز من الشركة.

مواصفات الجهاز:

  • لوحة أم من تصميم كلوكورك باي، تحوي 8 ميغابايت ذاكرة
  • شاشة 4 إنش بمقياس 320 × 320 بكسل.
  • لوحة مفاتيح كاملة بإضاءة خلفية.
  • سماعتين.
  • منفذ بطاقة تخزين SD.
  • منفذ للسماعات
  • الجهاز يأتي مع رازبري باي بيكو 1، تعمل بمعالج 32 بت، 32 كيلوبايت ذاكرة و2 ميغابايت مساحة تخزين.
  • الجهاز يأتي مع بطاقة تخزين بسعة 32 غيغابايت وتحوي لغة بيسك!

الجهاز لا يأتي مع بطاريات، يحتاج لبطاريتين ويمكنه العمل بواحدة، ويمكن استبدال البطاريات أثناء عمل الجهاز لكن الشركة تنصح بعدم فعل ذلك وإغلاق الجهاز.

لاحقاً ستنشر الشركة عدة ملفات متعلقة بالجهاز في حسابها على غيتهاب.

ما لا تذكره الشركة في صفحاتها عن الجهاز هو إمكانية استخدامه بلغات مختلفة مثل Lisp وبايثون وLua وغيرها، كذلك يمكن تشغيل نسخة من يونكس على الجهاز، ويمكن استخدامه كمشغل MP3، بما أن الجهاز يستخدم متحكم صغير فيمكن إعادة برمجته وتغيير ما يفعله بسهولة.

لا أحتاج للجهاز لكن أريده! لن أشتريه، لكن معجب حقاً بكل تفاصيله، للأسف الشركة لم تعرض مزيد من التفاصيل عنه أو تصنع له فيديو، يبدو لي أن لغة بيسك المستخدمة في الجهاز يمكنها صنع رسومات وهذا يعني إمكانية صنع ألعاب، أتطلع لرؤية ما سيفعله الناس بالجهاز.

أشباه ماك أكلت أبل

إن كنت تتابع هذه المدونة فلا شك تعرف أن أبل كانت على وشك الإفلاس في منتصف التسعينات من القرن الماضي، وهناك أسباب عدة لتراجع أبل من بينها مشروع أشباه ماك، شركات أخرى صنعت حواسيب أرخص تعمل بنظام ماك ومرخصة من أبل لفعل ذلك، أبل كانت شركة تعتمد على أرباح مبيعات الأجهزة لذلك لا أفهم كيف كان يفكر مدراء أبل في ذلك الوقت، لا شك أنهم كانوا يحاولون محاكاة مايكروسوفت ويحاولون زيادة حصة حواسيب ماكنتوش في السوق.

الخطة لم تنجح وأشباه ماك أكلت أرباح أبل وكان هذا المشروع من أوائل ما ألغاه ستيف جوبز عند عودته لأبل.

الفيديو أدناه يلقي نظرة على أحد أشباه ماك، جهاز من شركة موتورولا وهي الشركة التي تعاونت مع أبل وآي بي أم لصنع معالجات باور بي سي (PowerPC) التي استخدمتها أبل لأكثر من عشر سنوات قبل أن تنتقل لمعالجات إنتل.

بالم وحاسوب فوليو الفوري

تذكرت جهاز بالم فوليو وهو حاسوب نقال مختلف ولم أكتب عنه منذ 2007 أي منذ أيام مدونة سردال، لذلك أكتب عنه مرة أخرى، كنت معجباً بشركة بالم وبكل منتجاتها لكن آيفون غير كل شيء وبالم واحدة من الشركات التي لم تستطع التأقلم مع الواقع الجديد بسرعة وخرجت من السوق، مع أن هواتفها الذكية بنظامها المميز ساهمت بأفكار عدة استخدمتها كل من أبل وغوغل في أنظمتها.

بالم فوليو طرح على أنه جهاز مرافق للهاتف الذكي وكانت هذه أول خطأ لأن الجهاز يفترض أن يطرح على أنه جهاز مستقل ويمكن وصله بالهاتف لمزيد من الخصائص، ما يقوله جيف هوكنز في الفيديو أدناه صحيح من أن الهواتف شاشاتها ولوحات مفاتيحها صغيرة (عندما كان الهاتف الذكي بلوحة مفاتيح!) والناس سيرغبون بشاشة ولوحة مفاتيح أكبر:

فوليو لم يكن حاسوباً نقالاً كالحواسيب الأخرى، فهو يعمل بنظام خاص طورته بالم بالاعتماد على نواة لينكس، الجهاز نفسه صغير الحجم فشاشته بحجم 10.2 إنش وقد كان سعره مرتفعاً ويصل إلى 500 دولار بعد الخصم وانتقد الجهاز بسبب سعره كما أذكر لأن معلقين اعتبروه جهاز يستحق 200 دولار على الأكثر.

من مميزات الجهاز أنه يعمل فوراً، ولا أعني خلال خمس أو ثلاث ثواني بل فوراً وهذا أثار إعجابي، هذا الفيديو يعرض الجهاز بسرعة:

الجهاز انتقد لأسباب كثيرة، السعر وربطه بالهاتف وكونه حاسوب مختلف كلها نقاط انتقدت، المشكلة أن بالم لو صنعت مجرد حاسوب آخر يعمل بويندوز فلن يكون هناك شيء مميز فيه، الجهاز في ذلك الوقت كان أصغر وأخف وزناً من الحواسيب النقالة الأخرى وهذه ميزته لكن النقد المستمر للجهاز جعل بالم تعيد التفكير فيه ثم تلغي المشروع.

شخصياً لا أستخدم الحواسيب النقالة وأرى أن الحاسوب النقال يفترض أن يكون مثل فوليو، يركز على أن يكون خفيف الوزن ويقدم أداء كافي لمهمات بسيطة مثل الكتابة وإنشاء عروض تقديمية وتشغيل تطبيقات إنتاجية ومكتبية، والأهم أن يعمل فوراً، أو على الأقل أن يكون هناك خيار في السوق لمن يريد جهازاً مماثلاً.

بعد إلغاء مشروع فوليو ظهرت حواسيب نقالة صغيرة الحجم وسميت نيتبوك، وقد كانت حواسيب رخيصة وبأداء ضعيف مقارنة بالحواسيب الكبيرة لكنها وجدت إشادة من كتّاب التقنية وإعجاب مع أنها طرحت بأسعار لا تقل كثيراً عن جهاز بالم.

أظن أن جهاز فوليو يستحق مقال خاص له ولا يكفي هذا الموضوع، مقال يتعمق في التفاصيل التي لم أتحدث عنها هنا.

هل نريد حياة سهلة؟

لو فكرت قليلاً في ألعاب الفيديو أو حتى أي لعبة أخرى ستجد أنها عبارة عن عقبات توضع أمام اللاعب وتمنعه من الوصول لهدفه أو للنهاية بسهولة، حتى الألعاب الرياضية تفعل ذلك فليس هناك أي معنى في أن يلعب فريق كرة قدم مباراة دون وجود فريق منافس، أحد عشر لاعباً يسجلون الأهداف بسهولة تامة ودون أي مقاومة، هذا يسمى تمرين وهو ما يفعله اللاعبون قبل المباريات، الناس يريدون رؤية المنافسة ويريدون رؤية فريقين يدخلان في حرب سلمية، عندها يصبح تسجيل الأهداف صعباً وتسجيل واحد يصبح مناسبة تستحق الاحتفال، الفوز له طعم هنا.

نحن بطبيعتنا نبحث عن السهل لنوفر على أنفسنا الجهد، لذلك أرى أنه من الضروري أن نضع بعض العقبات أمام أنفسنا حتى نجعل الوصول لبعض الأهداف أصعب! استخدام الشبكات الاجتماعية أسهل من إعداد قارئ RSS الذي يتطلب عدة خطوات لكي تبدأ في متابعة المواقع وقراءة المحتوى، في المقابل الشبكات الاجتماعية نعرف مشاكلها ومنه الخوارزمية التي تعرض عليك المحتوى فهي مصممة لكي تعرض عليك عدد لا نهائي من المواضيع وتحاول جذب انتباهك لمواضيع كثيرة سطحية هدفها جذب الانتباه.

باستخدام RSS ستتعلم تقنية ومهارة ستبقى معك وستفيدك، أنت ستحدد ما الذي ستتابعه والبرنامج سيعرض عليك المحتوى بترتيب زمني بدلاً من أن تحدد لك خوارزمية ما الذي تراه أو لا تراه، عندما لا يكون هناك محتوى في قارئ RSS فهذه علامة أنك وصلت لنهاية المحتوى ويمكنك أن تفعل أي شيء آخر.

هذا مثال وهناك المزيد:

  • الشراء من المطاعم سهل، أن تعد لنفسك الطعام أصعب لكن تستطيع أن تعد طعام صحي متوازن وعملية الطبخ نفسها مهارة تعطيك شيء من الثقة بالنفس.
  • الشراء من المواقع سهل لأن كل شيء على بعد تطبيق واحد وهذا ربما يجعلك تنفق أكثر، في المقابل الشراء من المتاجر المحلية بنفسك يعني المشي لهذه المتاجر ولقاء الناس والحديث معهم، كل هذا له فوائد وإن كان أصعب.
  • الاعتماد على الذكاء الاصطناعي سهل لكن قد يجعلك تفقد مهاراتك أو لا تتعلم مهارات جديدة، في حين أن تعلم مهارات مختلفة صعب ويتطلب الكثير من الوقت لكنه أكثر فائدة لنا.

لا أدعوك لتجنب كل حل سهل فحتى من يستمتع بالطبخ يريد أحياناً ألا يقضي وقته في المطبخ ويأكل مما يعده الآخرون، الوعي بأثر الخيارات السهلة مهم لأن الاعتياد على ما هو سهل قد يجعلك تقع في فخ يصعب الخروج منه.

تحديث: لم أشاهد مباراة كرة قدم منذ سنوات ونسيت أن عدد اللاعبين هو 11 في كل فريق وليس 12 كما كتبت أول مرة!

هل ترغب حقاً في أجهزة مطبخ ذكية؟

الموضوع الثالث والأخير عن معرض منتجات المستهلكين لعام 2025، شركات الأجهزة المنزلية تحاول أن تجعل أجهزتها ذكية وتضيف لها شاشات كبيرة في محاولة لرفع أسعار الأجهزة وفي نفس الوقت تحويلها لمصدر دخل مستمر، ومن ردود فعل الناس بالكاد أجد أحد مقتنع بفائدة هذه الخصائص “الذكية” التي تروج لها الشركات، الناس يريدون أجهزة عالية الجودة وتعمل لسنوات بدون مشكلة وبدون خصائص ذكية.

ثلاجة بوش الذكية، الشركة الألمانية ستبيع ثلاجة تكلف 2500 دولار بخصائص ذكية مثل تغيير درجة الحرارة بهاتفك وتلقي تنبيهات إن كان باب الثلاجة مفتوح، ثلاجات اليوم غير الذكية يمكنها تنبيهك لفتح باب الثلاجة بإصدار صوت تنبيه عندما تبقي الباب مفتوحاً لفترة طويلة، وتغيير الحرارة له عجلة داخل الثلاجة وهذا ما أستغربه، ألا يفترض بأن العجلة أو أزرار التحكم تكون خارج الثلاجة؟

خاتم ذكي آخر، بنسختين واحدة سعرها 1900 دولار والثانية 2200 دولار، ما لا يذكره المقال أن الخاتم غير قابل للصيانة وبطاريته تدوم ما بين عام أو عامين وعندما يحدث ذلك تقول الشركة بأن تتخلص من البطارية بحسب قوانين بلادك واستبدال البطارية لا تغطيه الشركة بضمانها، هذا واحد من أسوأ المنتجات التي قرأت عنها.

مفتاح يو أس بي أصفر، لا شيء مميز فيه سوى شكله الظريف، ذكرني بفترة كنت أرى فيها أن الحاسوب يمكن أن يكون مفتاح يو أس بي تضعه في أي جهاز طرفي وسيعمل، لا زلت أرى أن الفكرة تستحق التطبيق.

شاهد: شاشة حبر إلكترونية ملونة تعمل كلوحة فنية، البطارية تعيش لعام وحتى بدون بطارية الشاشة لن تتغير وستعرض آخر لوحة أو صورة، هذه ميزة لشاشات الحبر الإلكتروني.

حاسوب بتصميم أعجبني، من أتش بي وهناك لوح خشبي في الأمام، الشركة لا تعرض في موقعها صورة لخلفية الجهاز وهذه شكوى أكررها لشركات أخرى، لأن خلفية الجهاز تبين جودة المنتج، أجهزة شركات مثل أتش بي وديل ستعمل بلا مشكلة لسنوات لكن المشكلة ستكون عندما تريد تحديث الجهاز أو تغيير مزود الطاقة فبعضها يستخدم أجهزة غير قياسية ولن يكون من السهل استبدالها، عدى ذلك الجهاز بمواصفات جيدة وسعر جيد.

ميكرويف بشاشة 27 إنش، جهاز ذكي للمطبخ ويمكنك أن تدرك مدى عدم فائدة الشاشة عندما تقول الشركة بأن فائدة الشاشة تكمن في رؤية عملية “الطبخ” دون حاجة للانحناء، كل من أل جي وسامسونج لديهم أجهزة منزلية “ذكية” متصلة بالشبكة وستكون في الغالب مصدر للثغرات الأمنية وستتوقف الشركات عن دعمها بعد سنوات، وبالطبع الشركة تعتبر هذه الأجهزة مصدر للدخل المستمر بعرض الإعلانات، المالك للجهاز لن يكون المالك الوحيد.

شاهد: سيارة كهربائية، بألواح شمسية يمكنها شحن البطارية، هذه السيارة عرفتها منذ سنوات وأخيراً ستطرح، تصميمها يجعلها انسيابي أكثر من أي سيارة أخرى، في المناطق المشمسة مثل بلداننا هذه السيارة ستكون عملية للاستخدام اليومي.

مصباح وبروجكتور، أو جهاز إسقاط، بدلاً من شراء شاشة كبيرة يمكن استخدامه لعرض أي محتوى وفي حال عدم استخدامه كتلفاز يمكن استخدامه كمصباح.

هناك الكثير من أخبار الحواسيب ومعالجاتها وقطعها المختلفة، ما لاحظت أن الهواتف الذكية لم تجد تغطية كبيرة ويبدو أنها لم تعد محل اهتمام، الشركات تبحث عن ذلك الشيء الجديد الذي ستبيعه بعد تشبع السوق بالهواتف، الذكاء الاصطناعي كان في كل مكان بغض النظر عن فائدته، هناك العديد من المنتجات الذكية التي تروج لفائدتها دون أن تتحدث عن مشاكل الخصوصية التي تصنعها، مثلاً أجهزة للعناية بالأطفال ومراقبتهم أثناء النوم، هل تثق بأن الشركة يمكنها تأمين هذه الأجهزة وحمايتها؟

هل تلبس الخواتم؟ الأصبع له حاسوب كذلك!

موضوع آخر عن معرض منتجات المستهلكين، أود أن أعرف إن كان لديك اهتمام بالمعرض، شخصياً أود زيارته مرة مع معرفتي بأنني سأكره التجربة لأن المكان كبير وفيه الكثير من الضجة وسأصاب بالصداع بسبب الإزعاج لكنها ستكون تجربة لا تنسى، ما زلت أتذكر معارض جيتكس التي زرتها في الماضي.

سيارة سوني هوندا ستصل للسوق الأمريكي، اسمها أفيلا وهو اسم غريب وستطرح بنسختين الأولى تكلف 89 ألف دولار (327 ألف درهم إماراتي) والثانية 102 ألف دولار (374 ألف درهم)، السيارة تحوي عدة شاشات داخلها وخارجها كذلك، وهناك جهاز بلايستيشن 5 وشاشتين للركاب في الخلف، مصنعي السيارات لم يعد يكفيهم أن يصنعوا سيارات بل يريدون تحويل السيارة لمكان ترفيهي، السيارة عبارة عن عدة حواسيب ومتصلة بالشبكة، سيارة سوني ليست وحيدة هنا لأن شركات السيارات بدأت منذ سنوات في جمع بيانات الناس وإرسالها لمزوداتها، تيسلا بإمكانها تحديث برامج سياراتها عن بعد ويمكنها حتى تعطيل بعض الخصائص.

الخاتم الذكي، هل تلبس الخواتم؟ لدي فضول عند رؤية رجال يضعون الخواتم على أصابعهم، مرة طلبت من أحدهم تصوير الخاتم:

الخاتم الذكي ليس هدفه الزينة بل أن يحوي حاسوباً داخله ويستخدم تطبيق الهاتف لتقديم “ذكاء اصطناعي” يساعد المستخدم على تحسين حياته باستخدام البيانات التي جمعها الخاتم مثل عدد الخطوات وساعات النوم، هذا ما تفعله الساعات الذكية لكنها كبيرة الحجم، يبدو أن الشركات تبحث عن وضع حاسوب في أي مكان والأصبع شيء لم أفكر به كخيار لوضع حاسوب، هناك شيء ما يضايقني في هذا المنتج وهي فكرة أن كل شيء في حياتنا يجب أن يقاس ويدرس ونحاول تحسينه لكي نستغل أوقاتنا كما يجب، بالطبع لا أحد مجبر على شراء المنتج ولا شك هناك من يرى قيمة في استخدامه.

شاهد: إطار سامسونج، تلفاز ذكي بتصميم يعجب الناس، الفكرة هنا أن التلفاز يعرض رسومات وصور عندما لا يستخدم لمشاهدة أي شيء بدلاً من أن يكون مجرد شاشة مظلمة لا تستهلك أي كهرباء، وبالطبع هناك خدمة اشتراكات وذكاء اصطناعي لصنع اللوحات الفنية التي ستعرض على التلفاز.

كاميرا لتصوير الطيور، تعمل بالطاقة الشمسية وتحوي برنامج يتعرف على الطيور أو الحشرات التي تصورها، تعجبني الفكرة، لكن ألا يمكن فعل ذلك باستخدام رازبيري باي؟ سيحتاج لإعداد وخبرة تقنية وهذا فرق مهم، منتج جاهز سيكون سهل الاستخدام مقارنة بصنع واحد بنفسك، أيضاً الشركة تقدم أكثر من الكاميرا فهي تصنع حاويات لوضع النباتات ولتكون أماكن مناسبة للحشرات.

دراجة تطير، فكرة السيارة الطائرة لن تموت كما يبدو والآن هناك من يصنع دراجة تطير، تصميمها مخيف لأن المراوح قد تتسبب في جرح أو قتل شخص، وفي حال نجاح المنتج وانتشاره سيتسبب في مشاكل عدة، معجب بالفكرة لكن أخشى عواقبها.

رومي، روبوت اجتماعي آخر وهذا من اليابان، صمم لكي يتحدث ويستمع للمحادثة ويعرف المتحدثين ويحفظ معلومات عنهم لتشكيل علاقة، كما قلت سابقاً لدي اهتمام بالفكرة لأنني أود معرفة مدى تقبلها في العالم العربي، في اليابان الناس هناك لديهم استعداد أكثر لتقبل الروبوت.

حفارة، حجمها صغير وتعمل بالكهرباء والبطارية يمكن سحبها بسهولة وشحنها بعيداً عن الحفار، ولأنه يعمل بالكهرباء فليس هناك إزعاج أو غازات، هذه ميزة، كل ما يعجبني في المنتج هو حجمه الصغير.

أكتفي بهذا، في الغالب سأكتب موضوع ثالث فهناك الكثير مما رأيته وأود الإشارة له.

الذكاء الاصطناعي في عصا ومنتجات أخرى

معرض منتجات المستهلكين CES أو لأكون أكثر دقة معرض الإلكترونيات الاستهلاكية يفتتح بداية كل عام لأيام وهو مناسبة أحب متابعتها لأنها تحدد ما ستكون عليه التقنية في باقي العام، ما يعلن هنا من منتجات سيطرح خلال العام وهناك أفكار لا تطرح لكن تعرض وقد نراها في المستقبل، ولا زال هناك شيء من الإعجاب بالتقنية وأجهزتها تجعلني أتطلع لرؤية شيء مثير للإعجاب، في العام الماضي كنت مشغول بالانتقال إلى المنزل الجديد لذلك لم أتابع أخبار المعرض أو أكتب عنها، ويبدو أنني لم أكتب عنه في الأعوام من 2021 وحتى 2024، لذلك هذه عودة للكتابة عنه.

الذكاء الاصطناعي كان في كل شيء هذا العام وهذا امتداد لما حدث في العام الماضي، الذكاء الاصطناعي أصبح مصطلح تسويقي بغض النظر عن فائدة التقنية أو حتى كونها ذكاء اصطناعي فالمصطلح سيسخدم لتسويق أي منتج حتى لو لم يحتج المنتج لهذه التقنية، هذه الحمى التسويقية ليست غريبة ومن يتابع أخبار التقنية رأى نفس الشيء يحدث مع تقنيات أخرى في الماضي.

لنلقي نظرة على بعض ما عرض في المعرض.

حاسوب نقال بشاشة قابلة للطي، من لينوفو وهذا ليس نموذج اختباري بل منتج سيطرح في الأشهر القليلة القادمة، الشاشة يمكن تمديدها ليزداد قياسها من 14 إنش إلى 16 إنش (لماذا نقيس الشاشات بالإنش؟!) لكن المقياس لا يكفي كما أرى، الشاشة بدون تمديد تقدم 2000 بكسل للعرض و1600 بكسل للارتفاع وبتمديدها يصبح الارتفاع 2350، وهذا يعطي المستخدم مساحة طويلة لعرض الوثائق وتصفح المواقع، السعر سيكون 3500 دولار وهذا سعر مرتفع.

بطارية كبيرة للمنزل، مصممة لتشغيل أجهزة منزلية في حال انقطاع الكهرباء وتركيبها سهل، يمكن استخدامها لتشغيل ثلاجة مثلاً عندما تنقطع الكهرباء ويمكن للبطارية العمل لأكثر من 24 ساعة بحسب عدد الأجهزة التي تشغلها وحجم البطارية، هذه فكرة أعجبتني، يبقى أن السعر مرتفع، وأتوقع أن تظهر منتجات مماثلة بسعر أرخص.

لوحة مفاتيح للكتّاب، من الشركة التي صنعت أجهزة كتابة غالية السعر، اللوحة تحوي عداد ميكانيكي وهناك مؤقت ميكانيكي وزر أحمر يمكن الضغط عليه وتدويره أو تحريكه في الجهات الأربع ويمكن استخدامه للوصول لعدة خصائص، هناك سطر من الأزرار التي يمكن تخصيصها لوظائف محددة

شاهد فيديو قصير: جهاز نسخ احتياطي، من شركة معروفة بحواسيبها الصغيرة، الجهاز يسع خمس أقراص صلبة وثلاث منافذ لأجهزة SSD، واللوحة الأم يمكن إخراجها بسهولة من الجهاز وهذا يبسط عملية فك وتركيب الأجهزة وكذلك تنظيف الجهاز.

شاشة من ديل بسماعات، الشاشة بمقياس 32 إنش وتعمل بتقنية OLED، فكرة السماعات في الشاشات تعجبني، هذه الشاشة لديها كاميرا تراقب المستخدم وتوجه له الصوت، ما فائدة ذلك؟ لا أدري هناك منتج مماثل عبارة عن سماعة فقط ووجدت من المراجعات أن الخاصية ليست عملية أو لا تقدم أداء يبرر وجودها.

روبت، روبوت اجتماعي لطيف بشاشتين للعينين ويمكنه أن يستخدم تشات جي بي تي! الأنف كاميرا ويمكن للروبوت التعرف على ملكه والآخرين ويحفظ البيانات محلياً ويمكن تشغيله بدون اتصال بالإنترنت، لدي اهتمام بفكرة الروبوت الاجتماعي مع أنني لا أرغب في استخدامها، ربما لو جربتها سيتغير رأيي، هذه الفئة من الروبوت صنعت لكي يرتبط بها الناس عاطفياً وهناك لا شك من يمكنه الشعور بذلك، شخصياً أفضل القطط لكن لا أستطيع جلب واحد للمنزل لأن هناك من لديه حساسية من الحيوانات.

حاسوب ذكاء اصطناعي من إنفيديا، سعره 3000 دولار ويقدم إمكانية تشغيل الذكاء الاصطناعي محلياً، هذه فكرة يرددها العديد من المهتمين بالتقنية، يرون فائدة الذكاء الاصطناعي ومشكلة أن شركات كبيرة تحتكره وحاجته للاتصال بالشبكة لاستخدامه، هذا ما سنراه في السنوات القليلة القادمة، محاولات لصنع محركات ذكاء اصطناعي يمكن استخدامها محلياً.

عصا للمكفوفين تحوي ذكاء اصطناعي، العصا تتصل بالشبكة وتستخدم تشات جي بي تي ويمكن وصلها بالهاتف الذكي لتقدم توجيهات للمستخدم حول وجهته، أو يسأل العصا لتجيبه، هذا مثال لإضافة الذكاء الاصطناعي لجهاز لكن لن أنتقد هذه الخاصية لأنها قد تكون مفيدة، الجهاز بحاجة للاختبار من الناس الذين يحتاجونه وهؤلاء فقط من يمكنهم الحكم على فائدة الجهاز.

مصباح فيليبس الذكي، أضيف له الذكاء الاصطناعي، هل يحتاج لذلك؟ بالطبع لا، الجهاز يمكن التحكم به من خلال الهاتف الذكي وأظن أن إضافة “الذكاء الاصطناعي” محاولة لتسويقه فقط.

أكتفي بهذا اليوم ولا زال هناك المزيد، لم أعرض أي شيء من منتجات “المطبخ الذكي” وهذه فئة من المنتجات أحب رؤيتها لأنها لا تقدم ما يبرر أسعارها، هذا العام الشركات أضافت الذكاء الاصطناعي لها! سأكتب عن ذلك في موضوع آخر.

يوسف يطالبك بشراء حاسوب جديد

منتجات المستهلكين التقنية وصلت لمرحلة تشبع منذ وقت طويل وكذلك لم يعد هناك مجال واسع للإبداع وصنع منتجات جديدة لم يصنعها أحد من قبل، في العقود الماضية استطاعت الشركات تلبية العديد من الحاجات وتغطتيها بمنتجات عديدة، لذلك تحاول صنع نوع جديد من المنتجات وتحاول أن تخلق الحاجة له ولم يقتنع الناس بها بعد أو لعلهم لن يقتنعوا بها، لكن الشركات لن تتوقف عن محاولة وستبحث عن أي خاصية يمكن إضافتها للمنتجات لكي تدفع الناس لشرائها.

مايكروسوفت تحاول منذ سنتين أو أكثر إقناع الناس للانتقال إلى ويندوز 11 لأن 62% من مستخدمي ويندوز ما زالوا في ويندوز 10 الذي ستتوقف مايكروسوفت عن دعمه في أكتوبر هذا العام، الحواسيب التي تشغل ويندوز 10 تستطيع تشغيل 11 لكن مايكروسوفت وضعت شروط صارمة لتشغيل 11 تمنع الكثير من الحواسيب من تشغيله والوسيلة الوحيدة للانتقال إلى ويندوز 11 ستكون بشراء حاسوب جديد، بالطبع هناك طرق للتحايل على متطلبات مايكروسوفت لكن أغلب الناس لن يجربوها وستبقى حلول يعرفها من لديه خبرة تقنية.

يوسف مهدي مدير التسويق في مايكروسوفت كتب عن عام 2025 واصفاً إياه بأنه عام تجديد ويندوز 11، ومرة أخرى يكرر ما كتبه في أكتوبر العام الماضي حول الانتقال إلى ويندوز 11 والاستعداد لنهاية ويندوز 10، وفي الموضوعين الأفكار نفسها:

  • مايكروسوفت ستتوقف عن دعم ويندوز 10 في أكتوبر 2025.
  • ويندوز 11 يحوي الكثير من الخصائص الجديدة التي “يحتاجها” الناس.
  • حاسوبك قد لا يدعم ويندوز 11، لذلك اشتري حاسوباً جديداً لتحصل على كل الخصائص الجديدة “والمفيدة” في ويندوز 11.

مايكروسوفت استثمرت الكثير في تقنية الذكاء الاصطناعي ولن تربح ببقاء الناس في حواسيبهم القديمة وفي نفس الوقت تقدم معروفاً لصنّاع الحواسيب بأن تدفع الناس لشراء حواسيب جديدة والتخلص من القديمة، والخصائص الجديدة في النظام يدور أكثرها حول الذكاء الاصطناعي ورفع مستوى الحماية، لكن تبقى حقيقة أن التخلص من ملايين الحواسيب هدر هائل للموارد وأن هناك أناس لا يمتلكون تكلفة شراء حاسوب جديد أو يفضلون عدم شراء واحد جديد عندما يكون حاسوبهم الحالي يعمل بكفاءة ودون أي مشكلة.

الحواسيب وصلت للنضج منذ وقت طويل الآن ولم يعد هناك الكثير مما يمكن فعله لصنع حواسيب مميزة، أنظر للحواسيب اليوم من عدة شركات وستجد نفس المواصفات ونفس القطع وتقريباً نفس التصاميم والأكثر من ذلك أن هذه الحواسيب تصنع في نفس المصانع الصينية والتايوانية، وكلها تعمل بنفس النظام، أبل الشركة الوحيدة التي تتميز بمنتجاتها التي تصممها وتصنع بعض قطعها وتطور نظامها، أبل تصنع معالجاتها وهذا شيء يميزها.

الذكاء الاصطناعي تقحمه الشركات في منتجاتها ومعرض منتجات المستهلكين يقام هذه الأيام وسأكتب عنه في موضوع آخر، الذكاء الاصطناعي يوضع على منتجات لا تحتاجه لأن المصطلح أصبح تسويقي بغض النظر عن الفائدة التي يقدمها، يوسف مهدي يتحدث عن “الإبداع” في موضوع وقد ذكرت الكلمة 11 مرة وذكر الذكاء الاصطناعي 20 مرة وبرنامج مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي كوبايلوت ذكر 17 مرة، هل هذا حقاً إبداع؟ هل هذا ما يريده الناس أما ما سيجبرون عليه؟

من يتابع المدونة يعرف أنني كتبت كثيراً عن واجهات الاستخدام وعن أبحاثها وعن الأفكار الكثيرة التي لم تطبق وكلها أفكار قديمة ولو رأيت بعضها في ويندوز سأعتبر ذلك إبداعاً لأنه سيخدم الناس، أما الذكاء الاصطناعي فالمؤسسات التقنية تصنعه لأنها تعلم أنها سيخدمها وهذا أهم بالنسبة لها من تقديم شيء مفيد للناس.

إن كان حاسوبك لا يدعم ويندوز 11 فلا تتخلص منه، هناك بديل لنظام ويندوز.

المطرقة التي تبحث عن عمل وفن قطع الشطرنج

غوغل طرحت مشروع صغير في معاملها للعبة شطرنج يمكنك تصميم قطعها كما تشاء باستخدام الذكاء الاصطناعي، للأسف المشروع لا يعمل في كل مكان وهذا يشمل الإمارات، لم أكن أنوي الكتابة عن الخبر إلى أن قرأت تعليق قصير على الخبر وهذه ترجمته:

لديهم ذكاء اصطناعي على شكل مطرقة، ويظنون أن كل شيء مسمار

صناع التقنية يظنون أن كل شيء سيكون حله صنع حاسوب مختلف وبرامج، وأحياناً يصنعون الحل ثم يبحثون عن المشكلة وأرى أن الذكاء الاصطناعي واحد من هذه الحلول التي يحاولون إقحامها في كل شيء.

أعود لمشروع غوغل، أنا معجب بالفكرة ولا داعي للتحليل الزائد عن الحاجة، هذه فكرة مسلية ومؤسف أنني لا أستطيع تجربتها، بين حين وآخر أبحث عن تصاميم مختلفة للعبة الشطرنج فقط لرؤية صورها لا أكثر، لا أنوي شراء شيء، أحب رؤية إبداعات الناس حول العالم.

تخيل لو أن غوغل طرحت مشروع مماثل قبل عشرين عاماً عندما لم يكن هناك ذكاء اصطناعي كما نعرفه اليوم، أخمن بأنهم سيوظفون مصممين ورسامين ليصنعوا تصاميم مختلفة للقطع وغوغل ستدفع لهم بالطبع مقابل أعمالهم، الناس ستعجبهم هذه الأعمال وسيكتبون عنها، غوغل فعلت ذلك مع خدمة آي غوغل التي كانت توفر صفحة متنوعة الخصائص والتصاميم واستخدمتها لسنوات وكنت حقاً سعيداً بها ثم بالطبع قتلوها مع خدمات كثيرة.

الآن مع الذكاء الاصطناعي لا حاجة لتوظيف مصممين، يمكنهم صنع عدد لا نهائي من التصاميم باستخدام الذكاء الاصطناعي، لكن تذكر أن الذكاء الاصطناعي ليس مجاني فهو يستهلك الكثير من الطاقة ومراكز البيانات تتطلب الماء كذلك لتبريدها.

الذكاء الاصطناعي يسوق له على أساس أنه سيستبدل الناس وهذا يشمل وظائف المبرمجين والمصممين الذين يعملون في الشركات التقنية، في الماضي كانت الفكرة أن الإنسان يفكر والحاسوب يساعده على التفكير لا أن يستبدله، لكن الشركات التقنية تعمل على استبدال الناس والاعتماد على العمالة الرخيصة لأداء ما لا يمكن للذكاء الاصطناعي فعله، محلات أمازون استخدمت الناس لمراقبة المحلات طول الوقت في حين أنها أعلنت بأنه محلات تدار بالتقنية ودون تدخل البشر، كذلك أجهزة أمازون الذكية فعلت نفس الشيء، هناك من يستمع لما يقوله الناس ويحاولون تفسيره للحاسوب الذي لم يفهمه.

نقطة أخيرة: في 1997 تغلب الحاسوب ديب بلو على غاري كاسبروف في مباراة شطرنج، أذكر في ذلك الوقت توقعات المحللين بأن الحواسيب ستستبدل الناس وهناك من تحدث عن مباريات الشطرنج بين البرامج فلا حاجة للناس، المنافسة ستتغير وتكون بين البرامج، والآن الشطرنج تجد شهرة وانتشاراً حول العالم وهناك قنوات يوتيوب متخصصة في تحليل كل صغيرة وكبيرة عن اللعبة.

الذكاء الاصطناعي يستطيع أن ينتصر في لعبة شطرنج، لكنه لن يشعر بنشوة الانتصار أو حتى بحماس تحريك قطعة من مكان لآخر.

توقف مؤقت وبدائل ووردبريس

أود أن أنوه بأن المدونة قد تتوقف مؤقتاً في الأيام القادمة، مقدم خدمة الاستضافة سينقل المزودات على أمل أن يزيد ذلك من سرعة استجابة المواقع، أنا راض عن الخدمة التي يقدمونها لكن ألاحظ بطء المدونة منذ سنوات.

كتبت عن بدائل ووردبريس لأن ووردبريس لم يعد خيار يمكن الوثوق به بسبب الشركة التي تديره وقراراتها التي تؤثر على تطوير ووردبريس وكيف يستخدم وما الخصائص التي سيضعونها أو يحذفونها، نظرياً ووردبريس مشروع حر وعملياً المشروع تتحكم به شركة واحدة وهذا ليس في صالح أحد، لذلك كتبت عن بدائل وهي:

  • بي2، خاصية إنشاء أكثر من مدونة أعجبتني كثيراً، كذلك إمكانية إنشاء منتدى، البرنامج يحتاج لتعريب وإنشاء قوالب عربية.
  • كلاسكبريس، بديل ووردبريس الأفضل لأنه نسخة من ووردبريس بدون المحرر الجديد، والانتقال له سيكون أسهل بكثير من أي خيار آخر.
  • TextPattern، البرنامج الذي أردت أن يكون مناسباً ولم يكن، بساطته تعجبني لكنه لا يقدم وسيلة سهلة لاستيراد قاعدة بيانات ووردبريس.

بحثت عن بدائل أخرى ولم أجد، هناك المئات من برامج إدارة المحتوى مثل Drupal وغيره وهذه لا أعتبرها بديلاً لأنها برامج إدارة محتوى وليست برامج تدوين، هناك برامج إنشاء مواقع ثابتة (Static site generator) وهذه يمكن أن تكون بدائل لكن خصائص مثل التعليقات ستحتاج لبرنامج طرف ثالث، لذلك لم أختبرها وقد أفعل ذلك في المستقبل.

أياً كان الخيار فهو يحتاج لوقت وجهد ويحتاج مني كذلك الانتقال لمقدم استضافة مختلف، لا أنوي فعل ذلك قبل الصيف القادم ووقتها أقرر ما الذي سأفعله، إما الاستمرار أو التغيير، إلى ذلك الحين سأعود لتطوير قالب المدونة.