يوتيوب اقترح الفيديو أعلاه مرة بعد مرة ولأشهر وتجاهلته لأنه فيديو طويل وعن موضوع لا يهمني، ثم رأيت تغريدة للأخ محمد أبو طاهر عن الفيديو فبدأت أشاهده وعند الدقيقة الثامنة كنت على وشك إغلاق الفيديو لأرى وجهاً مألوفاً ثم رأيت أن الفيديو سيتحدث عن جهاز ألعاب فيديو اسمه Intellivision Amico وهنا قررت مشاهدة الفيديو بالكامل، لأنني كتبت عن هذه اللعبة في 2021.
ما كتبته كان سطحياً، لم أتعمق فيما فعلته الشركة أو تصرفات مديرها، زرت موقعهم ورأيت بعض المقاطع من قناتهم واكتفيت بذلك، المنتج لم يطرح في السوق بعد وما زال يطور ورأيت أن أنتظر حتى يصل للسوق، لكن الآن يبدو أنه لن يصل وإن وصل فتصرفات مدير الشركة (الآن أصبح المدير السابق) أضرت بسمعة الشركة، والفيديو أعلاه معظمه عن مدير الشركة وأكاذيبه وهجومه على الآخرين، بعد 30 دقيقة تقريباً المتحدث في الفيديو ينصح بأن تتوقف عن المشاهدة وأظن أن هذه نقطة مناسبة لفعل ذلك لأن كل شيء بعد هذه النقطة هي عن شخص واحد وهو مدير الشركة السابقة تومي تالاريكو، لكن خاتمة الفيديو كانت رائعة ومهمة وتستحق مشاهدة الفيديو بالكامل.
عندما كتبت موضوعي في 2021 كان علي الانتباه لتومي تالاريكو ولو فعلت ذلك ففي الغالب لن أكتب الموضوع، لذلك أصحح خطأي هنا وسأحاول الاختصار.
أبدأ بجهاز الألعاب Intellivision الذي طرح في 1979 واستمر صنعه إلى 1990، الجهاز من صنع شركة الألعاب متيل التي لم تستطع منافسة الشركات الأخرى في السوق مثل أتاري ونينتندو وتعرضت لخسائر واضطرت لتسريح عدد من الموظفين، أحد مدراء ميتل السابقين أسس شركة اسمها INTV اشترت حقوق الجهاز في 1984 واستمرت في صنع الجهاز وتطويره حتى العام 1990 حيث أعلنت إفلاسها وأغلقت الشركة في العام التالي.
مبرمجان سابقان في الشركة اشتروا حقوق الجهاز وألعابه في 1997 وأسسوا شركة اسمها Intellivision Productions أحدهما توفي في 2017 وهنا يأتي دور تومي الذي اشترى حقوق الشركة وأسس شركة Intellivision Entertainment أما Intellivision Productions فقد غيرت اسمها إلى Blue Sky Rangers Inc.
هنا تحتاج أن تشاهد الفيديو لتعرف من هو تومي تالاريكو، فقد كان مؤسس شركة صوتيات ساهمت في ألعاب فيديو مختلفة وكان مقدم برنامج عن ألعاب الفيديو، لكنه شخص يحب جذب انتباه الآخرين على حساب الحقيقة ويضخم ذاته وإنجازاته وينسب لنفسه ما فعله آخرون.
أخمن بأن تومي تالاريكو كان ينوي حقاً صنع جهاز ألعاب فيديو ووظف أناس لهم خبرة في مجال ألعاب الفيديو ومطورين من مشروع جهاز Intellivision لكنه ليس الشخص المناسب ليقود مشروعاً كهذا ولا أن يكون واجهة الشركة، هذا كان له أثر سلبي على الشركة وسمعتها وقد يكون السبب الأساسي لتدميرها كلياً، تأخر مشروع صعب مثل تطوير منصة ألعاب فيديو ليس مشكلة هنا المشكلة عندما يصبح مدير الشركة هو الشخص الذي يتسبب في الإضرار بها، بعض موظفي الشركة خرجوا كما شرح الفيديو ومع ذلك استخدم تومي أسمائهم لجذب استثمارات للشركة وهذا شيء غير قانوني.
وكما يوضح الفيديو الرجل لديه اهتمام وفخر بفتح مكتبين في مدينتين من أغلى المدن الأمريكية وكلاهما يأخذان مساحة كبيرة وحدث هذا أثناء جائحة كوفيد عندما كان الناس يعملون في منازلهم، عندما تعتمد شركة على تمويل من الناس فمن المفترض إنفاق معظم المبلغ على تطوير المنتج والمسارعة بصنعه وطرحه، افتتاح مكاتب بمساحات كبيرة لا يخدم هذا الهدف بل يخدم نرجسية تومي وحاجته أن ينظر له الناس نظرة إيجابية ومعجبة به.
أتسائل لم بعض الناس لديهم عطش لا يروى لانتباه الناس وقبولهم بأي طريقة؟ أفهم هذه حاجة في نفوس الجميع لكنها لدى البعض تصبح شغلهم الشاغل، لماذا؟
لا شك لدي أن هناك موظفين في شركة تومي يريدون نجاح المشروع وصنع الجهاز وطرحه لكن مديرهم (أو مديرهم السابق الآن) لم يكن يساعدهم بتصرفاته وعدوانيته تجاه أي نقد صغير أو كبير وحاجته للكذب كذلك كانت مشكلة أخرى، مثل هذا المشروع يحتاج للصراحة والتواصل مع الجمهور بدون أي مجاملات وأيضاً القدرة على تغيير أهداف المشروع عندما ينتقدها عدد كبير من الناس، هذا يحتاج للتواضع وهو شيء لا يعرفه تومي.
ما وضع الجهاز الآن؟ لم يصل للسوق بعد، والجهاز يستخدم مكونات قديمة وضعيفة وعدم قدرة الجهاز على الاتصال بالإنترنت تعتبرها الشركة إيجابية لكن بعض الناس يرون ذلك سلبية، كذلك جذب مطوري ألعاب للمنصة قد يكون صعباً خصوصاً بعد الإضرار بسمعتها والأهم من ذلك أنها قد لا تكون مربحة لهم فالشركة مصرة على أن تكون أسعار الألعاب أقل من عشرة دولار.
شخصياً لا زلت أتمنى ظهور منصة ألعاب مختلفة عن المألوف ولا تحاول منافسة الشركات الكبيرة نينتندو ومايكروسوفت وسوني، هناك جهاز حقق ذلك ومتوفر ويمكن شراءه وصنعته شركة محبوبة ومعروفة ببرامجها لنظام ماك، الجهاز هو Playdate وهو جهاز يعجبني كثيراً لبساطته وصغر حجمه، يمكن لشركة أميكو أن تتعلم شيئاً من هذا الجهاز الناجح.