الموقع الشخصي: عودة الإنترنت القديمة

المصدر: Phil’s Old Radios
في الأسبوع الماضي عرضت موقعاً للمذياع وهواية الاستماع لإذاعات تبث على الموجات القصيرة، واليوم أعرض موقعاً آخر عن المذياع لكن هذه المرة عن أجهزة المذياع، Phil’s Old Radios موقع شخصي بدأ في 1995 ولا زال يجد تحديثات إلى اليوم. الموقع بتصميم بسيط وأنيق ومن جولة سريعة في أرشيف الإنترنت وجدت أنه تصميم لم يتغير منذ 2005، قائمة التصفح اليسرى تبدأ بالصفحة الرئيسية ثم بالمعرض الذي أود منك أن تخصص له وقتاً وتتصفحه مع كوب شاي، المعرض مصور ومقسم لأنواع أجهزة المذياع مثل الأجهزة التي تستخدم الخشب أو البلاستك أو البيكلايت وهو نوع من البلاستك كذلك، وهناك أقسام للتقنيات التي تستخدمها الأجهزة مثل الترانزستور أو الصمام المفرغ. بقية الأقسام غنية بالمحتويات وهذا طبيعي لموقع يهتم به صاحبه ويطوره لأكثر من عشرين عاماً، قسم المعلومات مثلاً يحوي روابط كثيرة لمواقع مماثلة حول نفس الموضوع ولكتب كذلك، قسم الصيانة يعرض مشاريع تصليح أجهزة تلفاز ومذياع، وهناك قسم لصناعة أجهزة متعلقة بالمذياع والتلفاز. هذا الموقع مثال ممتاز لشخص لديه هواية وشغف ويريد مشاركة الناس شغفه، يمكنك تعلم الكثير من محتوياته وتصميمه.
اليوم  هناك تحديث للموقعي الشخصي، غيرت التصميم قليلاً ولا زلت مصراً على أن أبقيه في الجانب الأيمن مع أن ذلك يزعجني، لكن أود أن أعطي التصميم فرصة لأنني لا أريد أن أجعله في المنتصف ككثير من المواقع، أيضاً أضفت برنامج The Computer Chronicles، وفيه رابط لملخص الحلقة الأولى من البرنامج. أفكر في تغيير اسم البرنامج للعربية فأسميه تاريخ الحاسوب أو سجلات تاريخ الحاسوب، كذلك أفكر في تغيير اسم الموقع، قبل أعوام حجزت عنوان hypertxt.org لكي أبدأ في تطوير موقع شخصي وحجزت حتى استضافة ولم أفعل بهما أي شيء، كنت سأسمي الموقع ببساطة بنفس اسم العنوان، لكن الآن أفكر في احتمالات مختلفة، لست مستعجلاً على التغيير لكن علي أن أقرر قبل أن تزداد عدد الصفحات. كتابتي لملخص حلقة كان مجرد وسيلة لكي أعرف كم العمل المطلوب، لا زالت الصفحة ينقصها بعض المحتوى، أود إضافة ملاحظاتي مثلاً ووضع روابط لمصادر مختلفة بدلاً من الاعتماد كلياً على ويكيبيديا وأود إضافة صورة أو أكثر، ما يأخذ أكثر الوقت هي عملية الكتابة، أما صنع صفحة HTML فهذا لم يتطلب سوى دقائق قليلة، لذلك عملية صنع الصفحات يدوياً ليست متعبة حقاً، صنع المحتوى ما زال هو أصعب جزء من العملية.
لماذا أعرض مواقع شخصية كل أسبوع؟ لأنني أريد إخراج القارئ من فقاعة الشبكات الاجتماعية وتطبيقات الهاتف لعالم واسع بعيد عن تأثير الشركات التقنية الكبيرة، لأنني أريد تذكير الناس بما يسمى تصفح الشبكة وأنه شيء يختلف كلياً عن تيار المحتويات الذي لا يتوقف في الشبكات الاجتماعية، التيار يمر أمام عينيك ويعطيك خيارات بالرد أو إبداء الإعجاب، تصفح الشبكة يختلف عن ذلك. التصفح يشبه الاستكشاف، أن تنقر على روابط لتصل إلى صفحات لا تعرف ما هو محتواها وتتنقل من موقع لآخر وتجد ما لن تجده في الشبكات الاجتماعية أو حتى محركات البحث، أن تبحث في المواقع عن صفحات الروابط وفيها تجد الجديد والمختلف حتى لو كان هذا الجديد شيئاً صنع قبل عشرين عاماً، ما زال جديداً بالنسبة لك، هناك كم كبير من المحتوى الذي يستحق نعود لاستكشافه. والأهم من ذلك، هناك الكثير من المحتوى الذي يستحق أن نصنعه بعيداً عن الشبكات الاجتماعية، نصنعه في مدوناتنا وفي مواقعنا. نقطة أخيرة، مقال عن عودة الإنترنت القديمة، المقال يذكر أن المواقع الشخصية والويب القديمة عموماً تعود بهدوء بعدما سئم أناس ما تقدمه شركات التقنية، أقرأه.

4 thoughts on “الموقع الشخصي: عودة الإنترنت القديمة

  1. الموقع الشخصي المتعلق بأجهزة المذياع تصميمه جميل وبسيط .. تشعر أن هناك جهداً وشيئاً حقيقياً يقدم هناك .. رابط الموقع بحاجة للتصحيح بالمناسبة 🙂
    أتابع تطور موقعك الشخصي في شغف وأنا سعيد لأنك توثق ما تفكر به وتقرره تجاهه، هكذا يولد الموقع في بطء
    أعجبني جداً كلامك حول سبب عرضك للمواقع الشخصية .. محتويات المواقع الشخصية تبقى مكانها ولا تتحرك كنهر هائج بحيث لا تستطيع غالباً العودة لأي محتوى بالاضافة الى أن التصميم ثابت ومتشابه هناك ولا يوجد تميز شخصي .. محتويات المواقع الشخصية تبقى مكانها ما دام الموقع يعمل

    1. شكراً على التنبيه، صححت الرابط، أما موقعي فأنا أعمل عليه ببطء حتى لا أحرق نفسي مع أن لدي حماس كبير للموقع حالياً، لكن أعلم أنني لو انشغلت به فقط لأيام سأحرق نفسي سريعاً 🙂

  2. المقال عن عودة الإنترنت كما كان في الماضي مثال على التفكير الرغبوي. أتمنى أن يحين أجل الشبكات الاجتماعية في أقرب وقت لكن لن يحصل. نراهن على تشبع هذه الشبكات و فقدان مستخدميها و لا شيء يخبرنا بحصول هذا الأمر.

    1. ما يهمني من المقال هو الإشارة إلى أن هناك أناس فعلاً عادوا لبناء مواقعهم الشخصية وشخصياً لاحظت في السنوات الماضية عودة الناس للتدوين كذلك، ليس لدي شك أن الشبكات الاجتماعية ستبقى وهي أكبر من أن تموت بسهولة، وليس الغرض من العودة للمواقع الشخصية هو قتل الشبكات الاجتماعية بل الابتعاد عنها لصنع الويب الذي نريد، كتبت كثيراً عن مشاكل الشبكات الاجتماعية لكن هذا لا يكفي، لا بد من صنع المواقع التي نريدها.

Comments are closed.