عن الصورة الرومانسية للعمل في البقالة

الرسام: وليام فان ميريس

مرة أخرى أجدني أفكر بالرسوم المتحركة التي شاهدتها في طفولتي والتي أعطتني تصورات مثالية لما يجب أن تكون عليه حياة الناس، يمكنك استبدال المثالية بجملة “غير واقعية” إن أردت وستكون على حق، ما أراه وما يراه الناس في الرسوم المتحركة أو في الأفلام والمسلسلات أو حتى في ألعاب الفيديو ما هو إلا خيال يتمنى بعضنا أن يعيش فيه لأنهم غير قادرين على قبول الواقع الذي يجعل تحقيق بعض الأفكار إما صعب جداً أو حتى مستحيل.

المحلات في ألعاب الفيديو وفي الرسوم المتحركة مثال جيد، البقالة يديرها شخص ظريف محبوب يعرفه الجميع ويعرف الجميع والكل يقدره وهو بدوره يهتم بهم، الجيران يعرفون بعضهم البعض وعندما يجتمع بعضهم في البقالة يدور نقاش بينهم حول أي شيء؛ ماذا سيطبخون اليوم أو خبر مفجع في مكان بعيد، القرية – وهي دائماً قرية – تقع في مكان بعيد وتعيش في سلام.

لو كان ما أصفه لعبة فيديو وأنت اللاعب ستكون هناك محلات أخرى تزورها مثل مخبز يديره شخص مستدير؛ فلا بد أن يكون الخباز ذو وجه لطيف دائري وجسم كروي، وهناك اللحام ذو العضلات وشنب كثيف وصوت عميق ثقيل وربما ضحكة يسمعها الناس عبر الحدود، هناك كذلك الحداد فكل قرية تحتاج لواحد يصنع … ما الذي يصنعه الحداد؟! في ألعاب الفيديو غالباً الأسلحة والدروع لكن في الواقع الحداد يصنع أدوات الزراعة مثلاً وكذلك قطع للمنزل مثل إطارات النوافذ وكذلك قطع زينة، قد يصنع الأقفال والمفاتيح وغير ذلك.

بالطبع القرية لا بد أن فيها نزل يعمل كمطعم كذلك ومكان لتجمع الناس، هذا ما تراه في ألعاب الفيديو وكذلك بعض الأفلام والمسلسلات وهذا ما كان عليه واقع الناس في الماضي.

الآن عد إلى الواقع، كثير من الناس يعيشون في واقع مختلف كلياً عن هذه الصورة، تشكيل علاقة مع البقّال؟ هذا لا يحدث والبعض يعيشون في ضواحي ليس فيها بقالة (مثل المنطقة التي أعيش فيها حالياً!) بل محلات كبيرة وبعيدة وهذه المحلات لا يمكن أن تشكل فيها علاقة شخصية مع أي عامل هناك ولا حتى مع المتسوقين، الكل هناك لشراء ما يريدونه ثم الخروج.

أيضاً الجيران لا يعرفون بعضهم البعض وبالطبع لا أعمم، ما أظنه هو التالي: في الدول الغنية حيث الفرد يمكنه الاعتماد كلياً على المؤسسات الحكومية والخاصة لتلبية احتياجاته ولن تكون هناك حاجة للتواصل مع الجيران أو الاعتماد عليهم، هذا يختلف عن واقع الناس في دول فقيرة حيث التعاون مع الآخرين ضروري.

هناك أيضاً عوامل أخرى مثل التقنية وطبيعة العمل في المجتمعات الحديثة حيث لا يتبقى الكثير من الوقت للفرد وفي الغالب سيختار الفرد قضاء وقت مع أقرب الناس له، العائلة والأصدقاء، زمالة العمل قد تكون للبعض البديل الأفضل لأنهم يفتقرون لأي علاقات جيدة خارج العمل، والمدرسة تصبح للطلاب هي الوسيلة الوحيدة لتكوين الصداقات وهذا أمر انتقدته في الماضي كثيراً وأراه ظاهرة سلبية لأن الطالب في العمر الذي يفترض أن يستطيع تشكيل صداقات في المنطقة التي يعيش فيها، لكن الجيران لا يتواصلون وبالتالي الأطفال لا يعرفون أطفال الجيران.

تخطيط المدن والضواحي عامل آخر، انتشار الناس على مساحة كبيرة وانتقالهم لمناطق جديدة مصممة على أساس استخدام السيارات، إن كان الناس في سياراتهم فهذا يعني فرص أقل للقاء الناس مقارنة بالمناطق المصممة للمشاة.

أعود للبقّال السعيد الخيالي في الرسوم المتحركة أو ألعاب الفيديو، هذا الشخص سعيد بعمله وهذا شيء خيالي آخر، طبيعة العمل في المجتمعات الحديثة تجعل الفرد مجرد قطعة في آلة ضخمة وقطعة يمكن استبدالها بسهولة، الفرد يدرك ذلك ويجعله غير راض عن عمله، المؤسسات الكبرى تستغل العمالة الرخيصة وغير الرخيصة، الماهرة وغير الماهرة، الشخص في هذه المؤسسات لا يختار ما يصنعه بل يفرض عليه صنع ما تمليه عليه المؤسسة، وإن كان ماهراً ومهارته تساهم في أرباح المؤسسة فلن يجد مقابل ذلك سوى راتبه أما الأرباح فهي لمالكي رأس المال أو حملة الأسهم.

طبيعة العمل في هذه المؤسسات تجعلها تستغل الزبائن وموظفيها، قد تجبر المؤسسة الموظفين على فعل شيء لا يرغب فيه الموظفون ويرونه غير أخلاقي ويضر بسمعة المؤسسة لكن المدراء لا يكترثون ويرون أن الربح أو تقليل التكاليف أكثر أهمية والسمعة المتضررة لن تؤثر سلبياً عليهم.

بمعنى آخر الحياة الحديثة وطبيعة العمل اليوم تجعل الإنسان يشعر بالغربة، وتصبح الاستهلاكية الوسيلة الأهم ليجد الفرد شيء من السعادة، لم يعد العمل مصدر للفخر أو للسعادة بل هو مصدر التعاسة للكثيرين لكنهم مضطرون للعمل لأنهم يريدون دفع تكاليف الحياة.

يفترض بالعمل أن يكون مصدراً للفخر والسعادة، لاحظ أقول العمل وليس الوظيفة والتفريق بينهما أمر مهم بالنسبة لي، لأن العمل لا يعني بالضرورة وظيفة بل قد يكون هواية أو تطوعاً أو صنعة مثل الحداد في القرية، لكن كل هذا يتطلب من المجتمعات الحديثة أن تتغير كثيراً وربما جذرياً وهذا لن يحدث بسهولة أو بسرعة … إن كانت شاباً تقرأ هذه الكلمات فأتمنى أن تجد مجتمعاً أفضل في مستقبلك.

أعترف أنني بدأت كتابة هذا الموضوع دون تخطيط مسبق ولا حتى معرفة ما أريد أن أقوله سوى المقارنة بين التصورات الخيالية للبقالة وواقع المجتمعات اليوم، هذا جرني للقراءة عن نظرية الاغتراب عند ماركس ووجدتني أوافقه على الكثير من أفكاره.

الموقع الشخصي: نيتسكيب كومبوزر في 2024

ما يسمى ورقة الغش (Cheat sheet) أو ما يفترض أن يسمى بطاقة أو صفحة مرجعية هي صفحة تحوي معلومات مختصرة عن شيء ما، موقع HTML Cheat Sheet يوفر صفحة مرجعية للغة HTML وهذه صفحة تفاعلية في بعض أجزاءها حيث يمكن أن تجرب إنشاء أجزاء من صفحة HTML.

الموقع يحوي صفحات مفيدة لتقنيات أخرى تراها في قائمة:


موقع Micro Machines Museum، مثال آخر لشخص صنع موقعاً لهواية جمع شيء ما، صاحب الموقع لم يضع أي معلومات شخصية، لكن هناك الكثير من المحتوى عن نماذج سيارات صغيرة من سلسلة ألعاب تسمى Micro Machines.

الموقع ذكرني بلعبة فيديو لنفس العلامة التجارية، سباق سيارات وقوارب صغيرة وحلبة السباق تكون طاولة مكتب أو على أرضية مطبخ ما، كانت لعبة ممتعة وأحياناً مملة لأن تجاوز المنافسين سهل، يمكن أن ترى اللعبة في هذا الفيديو:

أعود للموقع، الصفحة الرئيسية فيها رابط للدخول إلى الموقع وهذه فكرة مألوفة للمواقع القديمة وفي فترة كانت بعض المواقع تضع مقدمة فلاش فنية وهذه واحدة من أسوأ الأفكار في عالم تطوير المواقع، خطوط الاتصال كانت بطيئة والمقدمة تضيع وقت الزائر.

بالضغط على رابط الدخول للموقع تصل إلى صفحة الأقسام وهذه هي الصفحة التي يفترض أن تكون الرئيسية، الموقع بسيط وبعض صفحاته يمكن أن تدمج، كذلك صفحات الألعاب تعرض فقط الصور وليس هناك معلومات أخرى مثل الأسماء والتواريخ، الموقع يوفر صفحة روابط لكن الروابط قليلة ولم تعد تعمل إلا واحداً.

أضع هذا الموقع كمثال آخر لما يمكن فعله بالمواقع الشخصية، على عيوبه الموقع يقدم مجموعة كبيرة من الصور لهواة هذه الألعاب، البحث عن هذه الألعاب يعرض الموقع في أوائل النتائج وهذا أمر رائع لأنني توقعت أن يغرق الموقع في نتائج مواقع السيو.


مقال عن استخدام مطور لمتصفح نيتسكيب ومحرره، خلاصة مقاله أنه استمتع باستخدام المحرر وواجهته، متصفح نيتكسيب تحول لاحقاً إلى متصفح موزيلا الذي كان يسمى حزمة تطبيقات موزيلا لأنه يحوي محرر صفحات وبرنامج بريد إلكتروني وتطبيق للدردشة أو “شات”، لاحقاً تغير الاسم إلى SeaMonkey ولا زال البرنامج يطور لكن ببطء ويعاني من عدة مشاكل مع الإضافات، يطوره هواة يبقونه حياً وفي الغالب المشروع سيتوقف ما لم يجد دعماً من منظمة موزيلا.

المتصفحات الحديثة يفترض أن تعمل كمحررات كذلك، هذا شيء لن أتوقف عن تكراره والحديث عنه مع أنني أدرك أنه لن يغير شيئاً 😅 هذا مثال لفكرة أفضل في الماضي عندما كان المتصفح الأول محرر كذلك وكانت الفكرة أن المستخدم لن يكون قارئاً فقط بل سيكتب وينشر صفحات في موقعه ولن يحتاج لتعلم لغة HTML لفعل ذلك لأن المحرر يعمل كمعالج كلمات.

هذه واحدة من الأفكار التي أهملت مبكراً عند تطوير الجيل الثاني من المتصفحات وفي الغالب لن تعود.

هذا يذكرني بواجهة أبل ماكنتوش في الثمانينات وكيف أنها لم تأخذ عدة أفكار جيدة من زيروكس بارك، لكن هذا موضوع آخر.

عام آخر للمدونة وعودة لمواضيع الروابط

شركة استضافة هذه المدونة (WP Buzz) أرسلت رسالة تذكير بأن علي تجديد الاستضافة، قبل ثلاث سنوات كان لديهم عرض مغري حقاً وهو ما شجعني للانتقال من استضافة ووردبريس، العرض كان دفع مبلغ صغير مقابل ثلاث سنوات من الاستضافة، وخلال السنوات الثلاث لم أعاني من أي مشكلة كبيرة مع الاستضافة ولم يكونوا يراسلوني بأي شيء إلا مرة أو مرتين في العام.

الآن علي أن أدفع شهرياً أو سنوياً وقد فعلت ذلك، هذه المدونة ستبقى لعام آخر وشكراً للداعمين في باتريون استطعت دفع التكلفة من دعمهم.

من ناحية أخرى أنا مستاء من ووردبريس، شركة أوتوماتك المالكة لخدمة ووردبريس تبيع محتويات المدونات الخدمة لشركات الذكاء الاصطناعي، وكذلك محتويات خدمة تمبلر، وقرأت موضوع لموظف سابق كتب عن تجربته في العمل لشركة أوتوماتك حيث اعترض على خاصية ستجعل الخدمة أسوأ للزبائن لكنها سترفع الأرباح بنسبة ضئيلة 0.1%، قال له مدير الشركة أن يصمت ويترك فريق النمو يفعل ما يريد، للأسف لم أحفظ الرابط وقضيت ما يقرب من ساعتين وأنا أبحث عنه، المهم هنا أن ووردبريس لم يعد مشروعاً يستحق التشجيع أو الدعم حتى مع كونه مشروع برنامج حر.

هناك بدائل ومنها:

في الأشهر الماضية كنت أود تجربتها ومعرفة البديل المناسب لي لكن شغلتني أمور كثيرة، الآن يمكنني العودة لتجربة البرامج، واختيار أحدها.

آخر موضوع روابط نشرته قبل أكثر من شهرين وذكرت فيه أنني لن أنشر موضوع روابط آخر حتى مقدم الشتاء، كانت هذه محاولة للتغير لكن أدرك الآن أن التوقف عن ممارسة أمور اعتدت عليها لا يغير شيئاً لأنني ما زلت في نفس الوضع حتى مع انتقالي لمكان آخر، وكذلك التغيير يحتاج لشيء آخر لا علاقة له بالحاسوب وما أفعله في المدونة، التغيير الذي أبحث عنه يحتاج لشيء أكثر من هذا.

لذلك سأعود للكتابة عن الروابط في كل خميس، والأدوات في كل إثنين وربما الموقع الشخصي في كل ثلاثاء والسبت قد يكون للمنوعات كما كنت أفعل في الماضي.

عودة غير ناجحة لمراقبة الناس

اليوم ذهبت لأبوظبي وهذا شيء لم أفعله منذ ما قبل رمضان، زيارة سريعة لمكان واحد وأنوي العودة لاحقاً خلال هذا الأسبوع إن شاء الله، ذهبت للخالدية مول وهناك جلست في مقهى لابريوش، هذا مقهى ومخبز محلي له عدة فروع في الدولة وأراه أفضل من ستاربكس بكثير، هناك قائمة كبيرة وخيارات متنوعة، لكن حتى الآن لم أجرب قهوتهم!

جلست وطلبت عصير أفوكادو مع التفاح الأخضر والنعناع والزنجبيل، وجلست أنتظر وحاولت فعل شيء لم أفعله منذ وقت طويل حقاً وهو مراقبة الناس! في مدونتي السابقة كنت من السهل علي كتابة مواضيع عديدة لأنني كنت أمارس مراقبة الناس وأكتب عما يفعلون وما أفعله وما يحدث في المكان، لا أدري متى توقفت عن فعل ذلك أو لماذا، لم أعد أكترث بمراقبة الناس أو ملاحظة ما يفعلونه مع أنني نصحت بفعل ذلك لمن يريد أن يجد أفكاراً للكتابة.

في الماضي كنت أفعل ذلك دون أي حاجة للتفكير، كنت أجلس في المقهى لوحدي وهو شيء أود ممارسته أكثر لكن عندما أحصل على رخصة قيادة وسيارة، كوني أعتمد على سائق يعني أن وقتي هنا محدود وأن علي القلق بخصوص الوقت، على أي حال تذكرت المقالات القديمة وتذكرت مراقبة الناس وقررت العودة لفعل ذلك، وهذا لا يختلف كثيراً عن رياضي توقف عن ممارسة الرياضة كلياً لعشر أعوام أو أكثر، نسيت كيف كنت أفعل ذلك، كيف كانت الأفكار تأتيني دون جهد؟ لا أتذكر.

Look, don't buy

عاملة في المقهى جاءت بسلة خبز وزبدة ومربى وهذه يقدمونها لأي شخص يطلب الطعام، اعتذرت لها وقلت لها أنني لن آكل شيئاً مما تضعه، ليس لدي رغبة في الأكل حالياً لذلك أكتفي بالعصير الذي لم يتأخر وقد كان جيداً لكنه كان حامضاً ولم يكن طعمه مثل عصير الأفوكادو، دفعت مبلغ العصير وذهبت لمحل كبير أتجول في الطابق العلوي حيث رأيت السيارات الصغيرة في الصورة أعلاه، هناك أنواع من الزينة التي استمتع برؤيتها لكن لا أشتريها، كنت أبحث عن شيء ولم أجده هنا، نزلت للمتجر واشتريت بعض الأطعمة ومستلزمات شخصية وكذلك صحيفتي الاتحاد وصحيفة الفجر التي ما زالت تنشر!

الصحف أصبحت أصغر حجماً وقل عدد أوراقها ولم تعد تطبع الملاحق، حقيقة أفتقد الصحف عندما كانت كبيرة الحجم وتطبع ملاحق مختلفة للاقتصاد والرياضة وبعض الصحف كانت لها ملاحق أسبوعية مثل صحيفة البيان الذي كان لها ملحق أسبوعي لمراجعة الكتب وكنت أحرص على شرائها كل أسبوع، ولأنني أقرأ الصحف فقد كنت على اطلاع بما يحدث في البلاد، الآن بالكاد أعرف شيئاً بعدما توقفت عن متابعة الأخبار منذ 2003 تقريباً.

سأعود لمراقبة الناس مرة أخرى لعلي أجد ما أكتبه، وأعلم أن قارئاً يردد الآن: من راقب الناس مات هماً!

إن كنت هذا القارئ فأكمل البيت: وفاز باللذة الجسور.

المعنى هنا أن من يراعي الناس ويفكر بما سيقولونه سيموت هماً.

مشي، كتب وبيتزا

خرجت للمشي في صباح اليوم، الجو ما يزال بارداً في الصباح ومناسب للمشي، المنطقة ما زالت كما هي بالطبع وغير مناسبة للمشي، خرجت على أمل أن أجد فكرة جديدة لفعل أي شيء خارج نطاق المألوف بالنسبة لي، لكن كل ما فكرت به هو رغبتي في العودة إلى أبوظبي، وهو ما أنوي فعله وقد بدأت الخطوة الأولى لفعل ذلك وقد أحتاج لبضعة أشهر أو بضعة سنين لتحقيق ذلك أو ربما لن أستطيع تحقيق ذلك مهما حاولت، أحاول أن أذكر نفسي بأن اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق شيء لا يعني بالضرورة الوصول للغاية، في النهاية علي القبول بالنتيجة والمحاولة مرة أخرى.

لسنوات وأنا أكتب عن المدن وكيف أنها بحاجة للتغير لتصبح مدن قابلة للمشي وانتقدت المناطق السكنية مثل المنطقة التي أعيش فيها حيث لا شيء هنا سوى البيوت وكل شيء على بعد عشرين دقيقة على الأقل بالسيارة، خذ مثلاً الصورة أعلاه، هناك جسر وخلفه منطقة مهمة، لو سرت في خط مستقيم ستقطع الطريق في دقائق قليلة، لكن بسبب تخطيط المكان لكي نصل إلى هناك نحتاج عشرين دقيقة بالسيارة.

ليس هناك نشاط تجاري أو حديقة قريبة أو مكان يمكن أن يجتمع الناس فيه لأي غرض، ليس هناك فرصة لرؤية غرباء مألوفين تراهم كل يوم تقريباً، الناس في سياراتهم يعبرون مسرعين وليس هناك فرصة للقاء عابر أو حتى إلقاء التحية، هذا مكان كئيب حقاً بالنسبة لي ولا عجب أنني أريد العودة لأبوظبي.

كتبت مرة في مدونتي السابقة الطريق الأبسط عن كتاب ناوتو فوكاساوا وهو مصمم ياباني معروف، في الكتاب ذكر فكرة وهي أن البيئة تؤثر على الإنسان وتجعله يتصرف بطريقة ما إيجابية أو سلبية، لو كانت هناك حديقة قريبة، وسوق صغير فيه مقهى، ومكتبة عامة قريبة وكل هذه الأماكن تكون على مسافة مشي سأجد في نفسي رغبة للمشي، لكن أعيش في منطقة قاحلة خالية من الأشجار أو الأماكن التي تستحق الزيارة، حتى المشي للرياضة لا أريده لأنني أعلم أنني لن أرى شيئاً سوى المنطقة الخالية مما يستحق النظر له.

مع ذلك خرجت على أمل رؤية شيء وقد رأيت، بعد ثلاثة أيام من الأمطار الغزيرة ما زالت بعض المساحات غير جافة، بعض الشوارع غطتها الرمال التي جرفتها الأمطار، رأيت شبك للعبة كرة الطائرة:

volleyball net

ذكرني بأيام زمان عندما كنا نلعب كرة الطائرة في رمضان، كان تجمعاً جميلاً كل ليلة من الشهر وبعد صلاة التراويح وقد يطول حتى يأتي وقت السحور.

في موضوع آخر تماماً، عندما نزلت الأمطار الغزيرة على البلاد تسربت للغرفة من خلال النافذة، الماء وصل للمكتبات وهي مكتبات صنعت من خشب مضغوط يفترض ألا يلمس الماء، للأسف تضررت المكتبات قليلاً، احتجت للكثير من الوقت لتجفيف الغرفة ونقل الكتب وتجفيف المكتبات ثم إعادة ترتيب الكتب، وضعت الكتب على السرير، هناك رف ويمكن تحويله لمكتبة، المنظر أعجبني وقررت إبقاء الكتب هناك:

كتب على السرير

الكل في المنزل كان مشغولاً بتجفيف الغرف، أختي صنعت بيتزا وحقيقة أفضل هذا النوع المنزلي على ما يصنع في المطاعم:

homemade pizza

كنت جائعاً ولم أتناول الغداء وقد كان هذا عشائي.

هذا كل شيء، فائدة المشي أنه يجعلني أود الكتابة، وأود فعل ذلك أكثر، لذلك دعواتكم، قد أجد قريباً وظيفة، بعد سنوات من عدم البحث عدت للبحث، في سنوات مضت يأست من إيجاد وظيفة وتوقفت عن المحاولة وهذا قبل ما يزيد عن خمس عشر عاماً، كما قلت سابقاً: البيئة تؤثر على الإنسان وتغيير البيئة سيغير الإنسان، إيجابية الانتقال لهذه المنطقة الكئيبة أنه دفعني للتفكير بالعودة وبأي وسيلة، أنا أفكر في أشياء ظننت أنني لن أفعلها في الماضي!

18 نصيحة مختصرة حول الطعام وخسارة الوزن

الرسام: لويس ميلينديز

قبل أيام وقفت على الميزان لأرى كم وصل وزني وكنت أتطلع لرؤية الرقم لأنني أعلم أنه سيصل إلى الهدف الذي وضعته لنفسي في رمضان وقد كان كما أردت، وزني وصل لأقل من رقم ما، سأتحدث عن وزني بالأرقام عندما أصل لهدف كبير قد يحتاج مني عامين أو أكثر، المهم هنا أنني بتحقيق الهدف في رمضان خسرت 17 كيلوجرام وهذا أمر طيب، أحاول أن أحتفل بالانتصارات الصغيرة لأنها خطوات مهمة نحو الأهداف الكبيرة ومحفز مهم للاستمرار.

إن كنت تعاني من الوزن الزائد وتريد تخفيض وزنك فهذا ملخص تجربتي أكتبه هنا لعلك تجد ما يفيد، لن تجد هنا شيئاً لا تعرفه لكن قد تجد ما يدفعك للتغيير.

تجاهل نصيحة: قلل الأكل ومارس الرياضة، هذه النصيحة التي سمعتها مرات عدة وهي ليست نصيحة جيدة، غير نوعية طعامك ومارس الحركة أكثر ستكون نصيحة أفضل.

الحمية المؤقتة وهم، قد تخسر الوزن بممارسة حمية ما لكن لا تظن أنك بعدها ستعود لتناول الطعام كما كنت قبل الحمية، ستكسب وزنك مرة أخرى بتوقفك عن ممارسة الحمية ومن تجارب عدة قد لا تساعدك الحمية إلا مؤقتاً.

غير عاداتك الغذائية، لتغيير دائم لا بد من تغيير أسلوبك في تناول الطعام، لا يمكنك الاستمرار في نفس العادات التي رفعت وزنك، عليك أن تدرك ذلك وأن تدرك أنك إن أردت صحة أفضل فلا بد من تغيير دائم.

تخلص من الطعام غير الصحي أولاً، هذا أول ما يجب أن تفعله، إن كنت تشرب المشروبات الغازية فتوقف عن فعل ذلك، إن تعودت على أكل الطعام السريع يومياً فقلل ذلك بالتدريج حتى يصبح شيئاً تأكله مرة أو مرتين في العام على الأكثر، التوقف عن تناول هذا الطعام سيحتاج منك صبراً لأنه نوع من الإدمان.

أخرج أي طعام غير صحي من بيئتك، سهولة الوصول تعني أنك ستتجه لهذا الخيار غير الصحي كأول خيار عندما تشعر بالجوع.

أدرك أن الطعام الصحي لا يعني طعام ممل وبلا طعم، قد تجد صعوبة في أكل سلطة خضار ما لم تكن معتاداً على ذلك وستحتاج لوقت لكي تستمتع بالطعام الصحي، تذكر أن الطعام غير الصحي نوع من الإدمان ولكي تتغير لا بد أن تعطي نفسك فرصة ووقت لكي يتغير ذوقك وتتقبل الطعام الصحي.

الطعام الصحي شهي ومنوع وملون! حاول أن تلاحظ الفرق في الألوان بين الطعام الصحي وغير الصحي، أنظر لهذا الصحن مثلاً:

8) Vegetable & Dip Platter - صحن خضار وحمص

هذه خضار قطعتها بنفسي، وضعت الحمص في المنتصف، هذه وجبة لذيذة وملونة، قارن هذا بوجبة من مطعم للوجبات السريعة، الألوان ستكون محدودة بالبني والأسمر لأنها ألوان الخبز واللحم والمقالي والمشاوي، لاحظ أنني لست ضد أكل اللحم، المشكلة أن تكون اللحوم هي كل ما تريد أكله.

جسمك بحاجة لكل أنواع الطعام، لصحتك الجسدية والذهنية أنت بحاجة للعديد من الفيتامينات والمعادن والمواد الأخرى، وهذه ستجدها في الخضار والفواكه والحبوب والبقوليات ومنتجات الحليب والجبن، وكذلك البيض واللحم، لذلك إن كنت تأكل أنواع محدودة من الطعام فعليك أن تبدأ بتنويع ما تأكله.

جرب الطعام الذي تظن أنك تكرهه، مع التقدم في العمر سيتغير ذوقك وما كنت تكرهه في الماضي قد يعجبك الآن، حتى ما لا يعجبك يمكنك الاعتياد عليه بأكله مرة بعد مرة، لكن هناك بعض الأشياء التي لن تعتاد عليها مهما حاولت، لا بأس إن لم تأكلها … شخصياً أكره البطيخ! 🍉

تخلص من إدمان السكر بأسرع وقت، شخصياً أشرب الشاي بلا سكر واعتدت على ذلك والآن الشاي بالسكر طعمه سيء بالنسبة لي، هذا كان المصدر الأساسي للسكر، لو كنت حكيماً لتخلصت من السكر عندما كنت مراهقاً وهذا سيكون صحياً ليس للجسم فقط بل أيضاً للأسنان كذلك، السكر له أثر سلبي كبير على الأسنان، هذا لا يعني أنني توقفت عن أكل الكعك مثلاً أو الحلوى، هذه آكلها بين حين وآخر لكن ليس كل يوم أو حتى كل أسبوع، وقد تمضي أشهر دون أكل شيء من الحلوى.

لا تتجاهل تقدمك في السن، مع التقدم في العمر تقل حاجتك للطعام، لا تظن أنك تستطيع تناول نفس الكميات التي كنت تأكلها أيام المراهقة.

تجنب الإكثار من الطعام الصحي، كون الطعام يوصف بأنه “صحي” لا يعني رخصة للإكثار منه،

تجنب الطعام المصنع، حاول الاعتماد على الأكل المنزلي كأول خيار، إن كان بإمكانك ممارسة الطبخ فهذا أفضل لك، الطعام الجاهز أو المصنع هو ما تجده في المحلات، هذا الطعام يحوي في الغالب أنواع من السكريات التي لا تسمى سكر (هناك أكثر من 50 نوع من السكر) أو يحوي الكثير من الملح والدهون، حتى ما يوصف بأنه صحي قد لا يكون صحياً حقاً، كون الطعام “خالي من الدهون” لا يجعله خياراً جيداً أو خالي من السكر المضاف أو خالي من مواد أخرى، المسوقين أتقنوا فن أنصاف الحقائق، يخبرونك بما يشد انتباهك ويجعلك لا تنتبه للجانب السلبي من المنتج.

تابع وزنك، اشتري ميزان جيد وقس وزنك كل يوم في نفس الوقت، في رمضان أقيس وزني قبل الإفطار بساعة، في الأيام الأخرى أفعل ذلك بعد الاستيقاظ وقبل أكل أو شرب أي شيء.

لا تجعل وزنك مثبطاً لك، وزنك سينزل في يوم ويرتفع في يوم، لا مشكلة في ذلك بل هذا طبيعي، المهم أن ينزل الوزن قليلاً كل أسبوع، يمكنك تشبيه الأمر بالمشي خطوتان للأمام في يوم والمشي خطوة للخلف في يوم، في النهاية ستتقدم ولو ببطء وهذا أفضل من لا شيء.

سجل ما تأكله، في دفتر أو ملف على حاسوبك اكتب ما تأكله كل يوم، لا تحتاج لقياس وزن كل شيء، لكن حاول أن تصف حجم ما تأكله بصدق، إن أكلت الكثير من شيء ما فضع كلمة “كثير” أو “كثير جداً” أو “أكثر مما ينبغي!” أو أي كلمة تجعلك تفهم في المستقبل أنك أكلت الكثير، ستجد أن وزنك يرتفع عندما تأكل الكثير وهذا بديهي لكن هناك شيء ما مفيد في أن تسجل ذلك وتفهم العلاقة بين ما تأكله ووزنك.

لا تتوقف عندما ترتكب أي خطأ، أنت إنسان وهذا يعني أنك سترتكب أخطاء كثيرة، المهم ألا تتوقف عن المحاولة، شخصياً احتجت لسنوات عدة ومحاولات كثيرة، أن تحاول وتفشل خير من ألا تحاول.

الرياضة مهمة، لكن هذا موضوع آخر، المختصر هنا: أي نوع من الحركة أفضل من لا شيء، المشي 5 دقائق أفضل من عدم فعل شيء، الأعمال المنزلية اليومية مثل التنظيف والعناية بالمنزل نوع من الحركة والنشاط وهذا أفضل من عدم فعل شيء، المهم أن تحرك جسمك.

هذا كل ما لدي، نصائح عامة وأنت تعرفها، إن لم تبدأ فأفضل وقت للبداية هو الآن.

ندور بين الصبر والشكر

لكل من أرسل تعزية بتعليق على الموضوع السابق أو برسالة: جزاكم الله خيراً، ولا أراكم مكروهاً فيمن تحبون، أسأل الله لي ولكم أن يلهمنا الصبر.

جاء المعزون وزارنا أهل أخي وبنات إخواني وللمرة الأولى أسمع إزعاج الأطفال وأسعدني ذلك كثيراً، كم اشتكيت من هذا الإزعاج في الماضي وعندما انتقلنا افتقدته! لا نعرف قيمة الشيء حتى نفقده، في البيت أرى صحوناً أكل منها وبقايا طعام على طاولة، دلة وأكواب من الشاي، ألوان مبعثرة ودفاتر رسم عليها الأطفال وأوراقها مقطوعة قليلاً، شيء من الفوضى التي لم تخرج عن نطاق السيطرة، أسعدتني كل هذه المناظر على بساطتها لأن البيوت تحتاج لشيء من ذلك.

بالنسبة لي حاولت أن أعود لممارسة أيامي كالمعتاد، كنت أبحث عن مقاطع فيديو مضحكة لكي أتذكر أن كل شيء سيكون على ما يرام، مهما طالت حياتنا فهي قصيرة وأن تعيش يعني أن تتألم، لكن هذا لا يعني أن الحياة خالية من لحظات سعادة، أتذكر كتابات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله (والآن أود أن أعيد قراءة كتبه) عندما وصف التاريخ بالعجلة، الأمم إما تصعد أو تهبط وإن كنا في حالة هبوط فسيأتي يوم ويتغير الحال ونصعد مرة أخرى، وكذلك الحال مع حياتنا الشخصية.

في فترة مضت كنت أظن أنني لن أجد لحظات السعادة مرة أخرى، بالطبع الحياة دائماً تثبت أنني على خطأ، خرجت من فترة مظلمة لأجد نفسي أكثر سعادة مما مضى، والآن أذكر نفسي وإياك بأن الحياة تدور ولا تدوم على حال، أو كما قال أكرم الخلق عليه الصلاة والسلام: إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له.

ندور بين الصبر والشكر حتى نلقى الله، أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة.

أختي شيخة في ذمة الله

أرسلت لي أختي الكبيرة رسالة تخبرني بأن أختي شيخة في حالة حرجة وأن آتي لزيارتها بعد الإفطار، كالعادة عقلي يقفز لأسوأ الاحتمالات وفي هذه الحالة هناك ما يبرر ذلك، توقعت أن أصل إلى المستشفى وقد تأخرت، إلى أن أذهب إلى المستشفى سأفعل ما أفعله كل يوم، ساعد دلة شاي قبل المغرب، آخذ ثلاث تمرات وأضعها على الطاولة، هذا إفطاري، تمرات وماء وكوب شاي، صليت المغرب وعدت للجلوس أمام الحاسوب أقضي بعض الوقت في محاولة إلهاء نفسي عن التفكير في أي شيء.

ذهبنا للمستشفى في الوقت المحدد، هذا مكان جديد كبير ويبدو لي كمبنى مطار، رخام أبيض للأرضية وإضاءة ساطعة بيضاء بعد المدخل، هذا المكان لا يبدو كمستشفى، اتجهت لمكتب الاستقبال وسألته عن المبنى الذي يجب علي زيارته فرد “العناية؟” ثم أشار نحو لوحة كبيرة عليها حرف المبنى، مشيت وأنا أشعر بأنني خارج هذا العالم أو لعلي في عالم آخر، هذا مكان سيكون لطيفاً حقاً لو كان ظرف زيارتي مختلف، لكنني أسير نحو أسوأ خبر يمكن أن يتلقاه أي شخص، أعلم هذا وعلي فقط أن أصل.

في المصعد ضغطت على رقم الطابق وصعد بي بسرعة، خرجت لقاعة واسعة، خلفها باب زجاجي وخلف الباب مكتب استقبال وعلى جانبيه ممرين لغرف المرضى، ذهبت للممر الأيسر ولأول غرفة، كان الباب مفتوحاً، وأختي الكبيرة تقف هناك، رأتني وحركت رأسها كأنما تقول لي “لا” فهمت فوراً، أختي شيخة على السرير، الروح صعدت، كانت هناك ممرضة تفعل ما يلزم من إغلاق الأجهزة التي كانت تراقب حالة أختي، على الشاشة أرى الرقم صفر باللون الأحمر.

سألتني أختي الكبيرة إن أردت أن أودع أختي، وقفت هناك أنظر إلى السرير، لم أشعر برغبة في فعل شيء سوى الخروج، أحياناً أسأل نفسي إن كنت ميت القلب، ثم طلبت مني حمل بعض الأغراض وإعادتها للمنزل، هناك هدية كتاب ولا زال مغلف بالبلاستك، زائر ما ترك لوحة فنية صغيرة وجميلة، كان هناك أمل أن تعود صحتها وتخرج من المستشفى، دخلت إلى المستشفى قبل رمضان ومنذ ذلك الوقت كنت أدعو الله لها في كل صلاة، وأدعوه أن يصبرني على ما كتبه، لأن ما كتبه قد يكون غير ما أسأله.

أختي رحمه الله كانت ترعى الأيتام، وبنت مدرسة للمسلمين في الهند وكانت لها أعمال خيرية مختلفة، أدعو لها.

كوريا: الأكثر اكتئاباً في العالم؟

شاهدت هذا الفيديو بالأمس ولا زلت أفكر فيه، كوريا كانت ضحية الحرب الباردة الأولى والحرب الكورية دمرت البلاد وقسمتها إلى الشمال والجنوب، الفيديو يتحدث عن كوريا الجنوبية وكيف خرجت من أزمة اقتصادية وأصبحت قوى اقتصادية عالمية وسبّاقة في مجالات التصنيع والتصميم والترفيه، هذا لا شك إنجاز يستحق الإعجاب.

وبعد ذلك عليك أن تسأل: هل كان ذلك يستحق الثمن الذي يدفعه الناس اليوم؟ الفيديو يبين نسبة الانتحار العالية بين الكوريين وكذلك نسبة الاكتئاب وثقافتهم هناك تجعلهم لا يشتكون من شيء مثل الاكتئاب فهو عيب شخصي وعلى المرء أن يعمل ولا يشتكي والكوروين يعملون بجد ولساعات طويلة ويصبح العمل هو أهم ما في حياتهم، لكن مؤخراً حدث تغيير جعل الأجيال الشابة من كوريا تتحدث بصراحة عن الحالات النفسية وعن كذلك الوضع الاجتماعي والاقتصادي.

كوريا كبلدان عديدة كانت فقيرة ثم خرجت من الفقر لتصبح دولة غنية وحالياً عدة دول تخوض نفس التجربة وقد تصل لنفس النتيجة، كأنما الهدف النهائي هو تحقيق النمو الاقتصادي الأعلى وليس سعادة الناس، تتغير حياة الناس الاجتماعية التي كانت بسيطة وريفية أو زراعية لتصبح الدولة صناعية ثم قد تتوجه نحو الخدمات المالية والسياحة وتبني ناطحات السحاب ويرون هذا جزء من التطور والتقدم في حين أن الناس يعانون بصمت، والتجربة تتكرر.

هل هذا حقاً ما يريده الناس؟ هناك ما يكفي من الكتب حول هذا الموضوع، النمو كهدف وحيد وجد من الانتقاد ما يكفي ومنذ عقود ومع ذلك لا زال يستخدم كمقياس لرفاهية الشعوب.

منوعات: اختر تعبك المفضل

الرسام: تاكيجي أسانو

(1)
هذا درس واضح يقف أمامي طوال الوقت ومع ذلك لم أدركه إلا مؤخراً، الحياة تعب ومهما اختار الفرد لنفسه سيتعب، من يعيش في نعمة متعب ومن يعيش في فقر متعب، كذلك العاطل عن العمل والموظف والمتقاعد، كل شخص له همه حتى من يعيش في نعمة ورغد من العيش.

لكن هناك فرق بين تعب تختاره وآخر يفرض عليك، التعب الذي تختاره يجعلك تنام براحة ضمير وترغب في النهوض له مبكراً، ذلك الذي يفرض عليك يجعل حياتك كئيبة، لا عجب أن يخرج البعض من وظائفهم الآمنة لأنهم ابتلوا بمدراء أو إدارات لا تعرف الإدارة أو أن العمل نفسه لا يجد فيه معنى ويرى وجوده كعدمه، يتجه للعمل التجاري بمخاطرة أعلى لكن بعائد أكبر، حتى لو لم يكسب الكثير من المال يبقى أنه يعتمد على نفسه ويحدد متى وكيف يعمل، هذا متعب كذلك لكنه تعب يرضي من اختاره.

أفكر بهذا وأحاول تذكير نفسي بأنني سأتعب مهما اخترت، علي إما الرضى بما أنا عليه أو اختيار تعب مختلف.

(2)
يمكن تشبيه ما حدث للويب بهذا الشكل: الناس كانوا يجتمعون في ساحات عامة مفتوحة للجميع، كل شخص أو مجموعة من الناس يمارسون ما يرغبون من أنشطة دون أن يزعجهم أحد، من أراد أن ينضم لهم فله ذلك ومن أراد تجاهلهم فله ذلك، ثم ظهر في منتصف المدينة مركز تسوق ضخم، مبنى مستطيل وكبير الحجم وفيه ساحات “عامة” لكنها خاصة، المبنى يديره شخص واحد يضع له قواعده وما يمكن أن يفعله الناس هناك، ترك معظم الناس الساحات العامة واتجهوا نحو المركز التجاري.

الساحات خلت إلا من قلة لكن وجودهم هناك مثل عدمه، لا يمكنهم ممارسة نشاطهم السابق بدون الناس، يتجه بعضهم نحو المركز التجاري ويجدون أن الكل يشتكي من المركز التجاري لكن لا أحد يريد الخروج فالكل هناك، حتى بعد مرور أكثر من عشر سنوات ومعرفة الجميع بسوء المركز التجاري إلا أن قوة جذبه لم تخف كثيراً.

أنا مؤمن بأن الويب كانت أفضل قبل الشبكات الاجتماعية وأود لو تنهار كل الشبكات الاجتماعية ويعود الناس لما كانوا عليه في الماضي، لكن هذا لن يحدث أو سيحتاج وقتاً لكي يحدث وحتى ذلك الحين على المرء فعل ما بوسعه لجذب الناس من المركز التجاري إلى الساحات العامة.

(3)
شاهدت هذا الفيديو عن وسائل الإضاءة قبل الكهرباء وأعجبني كثيراً:

هناك شيء أود تجربته وهو استخدام أقل ما يمكن من الإضاءة في الليل وربما الاعتماد على إضاءة غير كهربائية، التلوث الضوئي مشكلة معروفة الآن ولها تأثير سلبي على الحشرات والطيور والناس، أجسامنا بحاجة إلى الظلام ومن غير الطبيعي رؤية الأضواء طول الليل حتى وقت النوم، وهذا يشمل الشاشات التي نستخدمها لمشاهدة التلفاز أو العمل على الحاسوب أو ما يفعله البعض برؤية شاشة الهاتف وهم على الفراش يستعدون للنوم.

إيكيا يجعلني أتسائل عن كبر السن

لم أزر هذا المتجر منذ وقت طويل وأردت زيارته لأمرين؛ الأول هو الإفطار وآخر مرة تناولت الإفطار هنا كانت في عام 2016 وقد زرت المتجر في عصر كوفيد لكن لم أجلس في المطعم، الثاني أنني أريد رؤية أحجام قطع الأثاث قبل شراءها ولن أشتريها اليوم بل سأفعل ذلك من موقعهم، اشتريت أشياء أخرى صغيرة.

Breakfast

إفطار إيكيا اليوم، لم أتناول أي شيء في المنزل لأنني أعرف بأنني سأفعل ذلك في المتجر، قطعة الكعك هذه تعجبني كثيراً وهي مصنوعة من طحين الجوز وليس طحين القمح.

Coffe machine coin

عملة خاصة لآلة القهوة! أذكر أن جهاز القهوة كان متاحاً للجميع، يدفع الفرد 9 دراهم ويأخذ كوباً ويمكنه شرب أكثر من كوب مجاناً كما أذكر، الآن تغير النظام وأعطوني هذه العملة لكي أضعها في آلة القهوة.

One third

في جانب من المطعم، تذكير بأن ثلث الطعام عالمياً يهدر، ليس هناك نقص في الطعام ويمكن إطعام الجائعين حول العالم، لدينا مشكلة في نقل وحفظ الطعام في الدول الفقيرة أما الدول الغنية فالهدر يحدث في النهاية عند الناس والمطاعم.

ورود زرقاء! عجيب لونها.

كنت أتطلع لزيارة إيكيا لكن بعد المكان وموقعه يجعلني لا أرغب في تكرار الزيارة، كذلك يبدو أن إيكيا فقدت سحرها أو أن تقدمي في السن غيرني فلم أعد أستمتع بما كان ممتعاً حقاً في الماضي، إيكيا كان قريباً من منزلنا في أبوظبي وكانت زيارته سهلة فهو على بعد خمس دقائق بالسيارة، المتجر أصغر لكن أقرب وهذا أهم، انتقلوا لجزيرة ياس والمتجر أكبر بكثير هنا لكنه على بعد 45 دقيقة بالسيارة، وعلى بعد نصف ساعة من المنزل الجديد.

فكرت بالأمر ثم خطر على ذهني سؤال: هل هذا ما يشعر به بعض كبار السن؟ يتذكرون مشاعرهم في عز شبابهم أو قبل ذلك ويريدون إحياء هذه المشاعر، هل هذا ما يدفع ببعضهم للتصرف بطريقة يراها من حولهم أنها غير لائقة؟ لأنهم يرون الشخص لا يتصرف على كما ينبغي لشخص في سنه، ولست أتحدث عن أفعال منكرة بل يمكن للشخص أن يفعل أشياء عادية ويجد من ينكر عليه ذلك لأنه “لم يعد طفلاً”.

تبقى أمنية صغيرة أود تحقيقها: زيارة إيكيا لوحدي، هذا شيء تمنيته منذ فتح متجر إيكيا في أبوظبي.

اليوم نقلت آخر صندوق كتب وأغراض أخرى، لم يعد لدي شيء آخر أنقله من المنزل القديم، سأشتري مكتبات وأنظم الكتب ومع بداية فبراير أكون إن شاء الله متفرغ للكتابة وربما مزيد من مقاطع الفيديو.

موضوع مصور: جولة حول الحارة

بالأمس خرجت للمشي عند شروق الشمس بنية تصوير جزء من المنطقة لأن هذا ما وعدت به وأود شخصياً معرفة المنطقة، مشيت باتجاه الشمال وفي دائرة حول عدد من المنازل وعدت للمنزل دون التقاط أي صورة، المنطقة جديدة والبيوت ليس عليها أرقام والشوارع ليس عليها لافتات أو أسماء، ستتغير الصورة بعد خمس أو عشر سنوات لكن الآن علي تقبل حقيقة أن المنطقة ليس فيها الكثير مما يستحق التصوير، من ناحية أخرى الجو بارد حقاً وجميل في الصباح ومناسب للمشي.

هذا موضوع مصور، أضغط على الصور لتراها مكبرة في فليكر.

Continue reading “موضوع مصور: جولة حول الحارة”

روابط: استمع لغابات

رمضان يقترب.. وكذلك آجالنا

قربص…، أعجبتني الصور وتذكرني بالسبب الذي دفعني لإنشاء مجموعة مدن عربية، أريد رؤية العالم العربي بتفاصيله اليومية.

الأرض السوداء في الأمازون، لماذا أرض الأمازون خصبة؟ هذه نتيجة آلاف السنين من جهود الناس لتغذية التربة، يمكن فعل ذلك اليوم وهذا سيجعل التربة تمتص ثاني أوكسيد الكربون.

كيف تتحدث الأشجار لبعضها البعض؟ الأشجار تنذر بعضها البعض بوجود خطر قريب.

استمع لغابات، من حول العالم.

كتب يابانية نادرة، الموقع ياباني لكن يمكنك تصفح الكتب ورؤية رسوماتها.

صور لغابة في الخريف

إن كانت الرأسمالية سرطان فما نحن؟

كتاب قديم عن الآلات التي تحفر الأنفاق، تعجبني رسومات الكتب القديمة

حول أي موقع إلى ملف RSS، جربته على موقع ثمانية ونجح، بالطبع لن ينجح مع كل موقع.

يجب أن يكون هذا عام الحقيقة، مقال قصير ولم أجد فيه جديد لكنه يكرر أفكار مهمة.

الطريقة المفاجئة لإيقاف التنمر، استعن بالمتنمرين أنفسهم!

ألوان أورانوس لم تكن صحيحة، صور الكوكب كانت تعرض بلون أزرق غامق لكن هذه الألوان لم تكن دقيقة.

مدونة طبخ، مدونة قديمة وما زالت مستمرة وتعرض أطباق عربية كذلك.

مصباح للمسافرين من العصر الفكتوري، تصميم ذكي.

شاهد:

شعبية مصفح واعتراف

اليوم ذهبت لمنطقة تجارية قريبة لأرى المحلات هناك وأمشي، وجدت أن المنطقة تشبه كثيراً ما أراه في أبوظبي في مناطق مثل شارع أليكترا حيث المكان مزدحم بالناس والسيارات ولا أعني زحام خانق بل حركة ونشاط دائمين، التقط بعض الصور ومقاطع فيديو وصنعت مقطع فيديو تراه أعلاه.

بعد تجولي وتصويري للمنطقة وصلت لاستنتاج وهو التالي: أنا أفضل المدينة، المنطقة السكنية التي أعيش فيها هي منطقة حضرية أو ما يسمى بالضاحية حيث لا يوجد ولا يسمح لأي نشاط تجاري، بينما المنطقة التي زرتها تسمى مصفح التجارية أو الشعبية، هنا البنايات من ثلاث إلى ست طوابق وهناك مباني أعلى، السكان يسكنون في شقق وأسفل البنايات محلات، أكثر سكان المنطقة إن لم يكن كلهم من العمال الوافدين، هناك كثير من الحركة والنشاط وهناك كثير من التنوع في المحلات والمطاعم والمنطقة تذكرني بأبوظبي في الماضي.

كثير من المواطنين يفضلون السكن في منازل بعيدة عن هذه المناطق، لا يحبون السكن في الشقق ويعتبرون السكن في شقة شيء مؤقت حتى الحصول على منزل في ضاحية ما.

شخصياً لا أجد مشكلة في السكن في منطقة مماثلة وفي شقة بشرط أن تكون في طابق عالي بعيداً عن الإزعاج، بيتنا القديم كان في منطقة شبه ضاحية حيث هناك نشاط تجاري في أماكن محدودة وهذا كان مصدر الإزعاج الأساسي بالنسبة لي، هناك بقالة وكافيتيريا قريبان من المنزل ومصدر الإزعاج ليس المحلين بل الناس بسياراتهم الذين لا ينزلون ويشترون ما يريدون بل يضغطون على منبه السيارة دون مراعاة لسكان المنطقة.

مناطق الضواحي مملة والآن عرفت كم هي كئيبة حقاً، على هدوئها ونظافتها وجمالها (بعد أن تزرع الأشجار) تبقى حاجة الإنسان لوجود نشاط حوله، أقول بأنني أحب العزلة لكن هذا لا يعني أنني أريد أن أكون في عزلة تامة بعيداً عن كل البشر، عزلتي تكون في غرفتي ومع الكتب والحاسوب، لكن خارج المنزل أود رؤية الناس حتى لو لم أتحدث لهم، أود رؤية حياة ونشاط وحركة وتنوع في الأماكن.

أترككم مع بعض الصور، في مطعم هندي:

Strong Tea

إعلانات الناس على عمود إضاءة:

آلة لدفع الفواتير وخدمات أخرى:

ولرؤية المزيد يمكنك زيارة حسابي في فليكر.

منوعات: عندما كنا نحترم الحاسوب

الرسام: ديفيد روبرتس

(1)

فيديو نشرته قبل أيام، بعد انتهاء الحلاقة خرجت إلى الموقف وبدأت أصور وأنتبه للتفاصيل التي لم أنتبه لها من قبل، خلف الحلاقة هناك ساحة فيها مسجد:

Masjid

في هذه المنطقة الصغيرة هناك الكثير مما يمكن تصويره، لم أصور إلا القليل وصنعت مقطع الفيديو أعلاه وهذا أعطاني فكرة عن شيء أريد فعله منذ سنوات، التجول في مناطق أبوظبي وتصويرها، هذه المناطق الداخلية يعيش فيها الكثير من الناس ولا أظن أن أحداً يوثقها ولن تراها إن بحثت، لكن لفعل ذلك أنا بحاجة أن أحصل على رخصة قيادة سيارة والآن في المنطقة الجديدة الحاجة تزداد للرخصة، بالطبع الحصول على رخصة لا يعني الحصول على سيارة، لكن أترك التفكير في ذلك لوقت آخر.

(2)


صورة المكتب أعلاه أثارت نقاش في تويتر، من شارك بالصورة قال “كان هناك زمن عندما كنا نحترم الحاسوب” وهذا شيء يعرفه من اشترى حاسوبه الأول في الثمانينات أو التسعينات، الحاسوب جهاز غالي لذلك شراءه وتركيبه كان مناسبة سعيدة وحدث يحفر في الذاكرة، ولم يكن الاتصال بالشبكة هو الهدف بل في الغالب تركيب طابعة وطباعة شيء … أي شيء، أو ربما تجربة ألعاب الحاسوب فهذه كانت ولا زالت ممتعة.

رد شخص آخر على التغريدة بقول “ما كان رائعاً [في ذلك الوقت] عندما كانت الإنترنت مكاناً واحداً لا يتحرك بدلاً من الرعب الذي يمتد لكل شيء، عندما تريد الذهاب للإنترنت تذهب لمكان واحد وعندما تغادر هذا المكان فأنت تغادر الشبكة، الإنترنت كانت مكان” وهذا فرق مهم بين الماضي واليوم، الآن لا يمكنك أن تهرب من الشبكة حتى لو لم تمتلك هاتف ذكي فآخرون حولك يملكونها ويصورون بها وحياتهم مرتبطة بالهواتف كلياً لدرجة يصعب عليهم تخيل العالم بدونها.

(3)
نسيت كيف أستخدم الشبكات الاجتماعية! حالياً أنا في ماستدون وفايسبوك وأيضاً بلوسكاي، لكن أشعر بأنني تائه في هذه الأماكن ولا أدري ما الغرض من حساباتي هناك، عندما كنت في تويتر وبالتحديد عندما صنعت حسابي الثاني أذكر أن تويتر كان مكاناً للحديث الشخصي السهل والبسيط، يتحدث الناس عما يفعلونه في أيامهم ويكتب البعض أفكار جادة وغير جادة، هناك نقاش وردود ثم تغير شيء ما حول تويتر لوسيلة أخرى للترويج وممارسة الأعمال والتسويق على المستوى الشخصي وليس فقط المؤسسات، ومع تزايد عدد المتابعين تراجع التفاعل وأصبحت أشعر بأن تويتر والشبكات الاجتماعية الأخرى أصبحت ساحات عامة حيث الكل يصرخ في وجه الكل في محاولة شد الانتباه.

هذا لا يختلف عما حدث مع يوتيوب عندما كان مساحة شخصية في البداية ثم مع وصول الأموال تغير هدف الناس من صنع مقاطع الفيديو ليصبح التربح هدفاً والآن هناك شركات إنتاج تعتمد كلياً على يوتيوب وشركات تصنع مقاطع فيديو سريعة وغالباً مضللة حول أفكار بسيطة للطبخ بأساليب عجيبة أو صنع أشياء فنية وأحياناً خطرة تسببت في موت بعض الناس.

حالياً أبقي حساباتي هناك لأنني ربما أجد هدفاً لها، ولا بأس أن تبقى بلا استخدام، قد أجد فائدة فيها لاحقاً.