منوعات السبت: هل تفتقد الضيوف؟

الرسام: تاديوسز

(1)
الأخ طاهر الزهراني كتب عن أيام الضيوف وأعادني لفترة مضت عندما كان حضور الضيف متوقع في أي وقت وأحياناً هذا يعني الاستعداد المسبق لضيف قد يأتي أو لا يأتي، المجلس يجب أن يكون نظيفاً دائماً ورائحة البخور لا تفارقه، وبمجرد زيارة ضيف يبدأ الإعداد مباشرة بتحضير دلة قهوة وشاي وهناك لا شك التمر، ثم يأتي ما بعد ذلك مما هو متوفر في المنزل، الفواكه إن توفرت أو الحلويات على اختلافها، في ذلك الوقت علبة حلوى كانت شيئاً فاخراً وتبقى العلبة بعد تفريغها لتستخدم لحفظ أي شيء.

لا أحد يتوقع من الضيف أن يتصل مسبقاً ويحدد موعداً بل يذهب للمنزل ويطرق الباب وبحسب المنزل قد يدخل بلا انتظار للرد لأن الناس اعتادوا على ذلك، المجلس مفتوح كل يوم والقهوة جاهزة وهناك دائماً التمر، أما الجيران فزياراتهم بدت لي يومية أو شبه يومية، في ذلك الوقت المنطقة كانت متنوعة ففيها العديد من الجنسيات العربية، كان لنا جيران مصريون وفلسطينيون وكانوا يرسلون لنا أنواع الطعام وقد كتبت عن هذا سابقاً، أتذكر الكعك الذي يصنعه الجيران ويصلنا ساخناً وقد خرج من الفرن قبل دقائق، كنت أحرق فمي بأكله ولا أنتظره يبرد.

لاحظت أن التغير في العادات الاجتماعية بدأ منذ منتصف التسعينات تقريباً، الناس انتقلوا لبيوت جديدة أكبر حجماً وهكذا انخفضت الكثافة السكانية والتنوع كذلك، العرب الذين كانوا يعيشون في المنطقة رحلوا لمناطق أخرى أو عادوا لبلدانهم، البيوت في الماضي كانت صغيرة والمسافة بين أبوابها لا تزيد عن دقيقة لذلك لا غرابة أن يمشي الجار لبيت جاره، الآن المسافات ازدادت وتباعدت البيوت وقلت الزيارات وتغيرت عادات الناس وتوقعاتهم، وصول ضيف بدون تحديد موعد مسبق يراه البعض أمراً مزعجاً وربما من سوء الأدب، المجلس لم يعد مفتوحاً دائماً بل أبواب البيوت مغلقة.

لكن علي أن أكون صريحاً! أقول كل هذا الكلام وأنا أبعد ما يكون عن الضيافة أو حتى أن أكون ضيفاً، حتى في الماضي كنت لا أحب أن أجر إلى المجالس لأرى الضيوف أو ليراني الضيوف، لكن لن أخفي سعاداتي بمقدم الضيوف لأن هذا مبهج بحد ذاته ويكسر رتابة اليوم ولن أنكر أنني أنتظر خيرات ما بعد خروج الضيف، ما قدم للضيف يصبح مباحاً لنا وأحياناً يكون هناك ما لا نراه إلا نادراً، أنواع من الحلويات أو الأكلات التي لم نرها من قبل أو الضيف ربما جاء بطعام من منزله وهذا يمنع لمسه حتى يذهب الضيف.

أرى أن ما نفتقده هي هذه الأيام البسيطة عندما لم نكن نتكلف وليس بيننا إلا مسافة خطوات بين الأبواب، الآن نحن أقرب وأبعد ما نكون عن بعضنا البعض، لدينا أحدث التقنيات التي تتيح لنا أن نبقى على اتصال دائم بالآخرين وهذا ربما يجعلنا نرغب في أن نبتعد عنهم بقدر ما نستطيع، في الماضي عندما يغيب الشخص فأخباره معه حتى يعود، الآن ترى أخباره كل يوم في شيء من الشبكات الاجتماعية.

(2)
لا أذكر كيف وصلت لهذا الحاسوب المنزلي الحديث لكن سعيد أنني وجدته، المشروع يحاول صنع جهاز حديث قديم، حديث المواصفات وقديم من ناحية إمكانية استخدامه وفهمه وتطويره بسهولة كما كانت الأجهزة في الماضي، هذه فكرة كتبت عنها مرات عدة ويسعدني أن أرى من يحاول تطبيقها.

في البداية انظر للجهاز:

وهذا تصور للجهاز يعرض كيف سيكون من الداخل:

اللوحة الأم عبارة عن قطعة تحوي منافذ تضاف لها قطع الحاسوب وتسمى بالإنجليزية Backplane، الحواسيب المنزلية في بداياتها كانت تصنع بهذا الأسلوب وأشهرها كان ألتير 8800، هذا التصميم تغير مع الوقت لتصبح اللوحة الأم تحوي العديد من القطع ومنافذ قليلة لإضافة قطع أخرى والآن هذه المنافذ في الغالب ستستخدم لإضافة بطاقة رسوميات ثلاثية الأبعاد.

الجهاز يضع المنافذ في الأمام على عكس كل الحواسيب، وهذا يبدو لي منطقي لكن لبعض الأشياء مثل لوحة المفاتيح والفأرة والسماعات لكن غير ذلك أرى أن المنافذ يجب أن تكون في الخلف، لكن ربما هذا التصميم يناسب الجهاز من ناحية سهولة الوصول للمنافذ.

الجهاز ما زال يطور واستطاع مطوره صنع نموذج تجريبي يشغل نظام التشغيل المطور له، في صفحة حول الجهاز يذكر المطور تصوره للجهاز وما يمكن فعله ومن بين ما يذكره هو تصفح الويب لكن محدود وبدون جافاسكربت، والصفحة تذكر عدة أشياء لن يوفرها الجهاز، هذا تذكير آخر بأن كثير من المواصفات للبرامج والأجهزة طورت من قبل مؤسسات وللمؤسسات ولذلك تحوي الكثير من التعقيد، وأي شخص أو فريق من الناس يحاول تطوير نظام أو جهاز بسيط سيواجه اختيار: الإبقاء على التبسيط وعدم دعم ما يستخدمه الناس، أو دعم المواصفات وإضافة التعقيد.

لدي يقين أن هناك حاجة لتطوير برامج وأجهزة للناس تكون أبسط وأسهل للفهم ويمكن تطويرها بسهولة ويمكن للفرد فهمها، لكن هذا يعني عدم دعم كثير مما يتوقعه الناس في أجهزة حديثة وأرى أن هذا لا بأس فيه، البقاء على ما تصنعه الشركات يعني أن تضطر لاستخدام ما تقدمه حتى لو كنت تكرهه، من ناحية البرامج يمكن أن ينتقل الفرد للبرامج والأنظمة الحرة لكن ماذا عن الأجهزة؟ مشاريع الأجهزة الحرة ما زالت صغيرة وليس لها تأثير كالبرامج، لكن أرى أنها أكثر أهمية من أي وقت مضى.

سبعة أيام من أوراق الصباح

عرفت فكرة أوراق الصباح قبل عشرين عاماً ولم أطبقها إلا قبل أيام، الفكرة أن تكتب صباح كل يوم ثلاث صفحات تفرغ فيها ما في ذهنك من أفكار، وعندما لا يكون هناك شيء تقوله تستمر في الكتابة وتكتب أنه ليس لديك شيء تكتبه حتى تصل إلى فكرة ما تكتب عنها، وعليك ألا تتوقف عن الكتابة ولا تحرر ولا تهتم بقواعد النحو أو الإملاء ولا تهتم بما سيقوله الآخرون لو قرأوا ما تكتب، هذا ليس سهل.

في اليوم الأول كان لدي عدة أفكار أود الكتابة عنها وكتبت بسرعة وشعرت بأنني أمارس تمرين ذهني، وتوصلت إلى أن لدي أفكار قليلة في ذهني وأنني بحاجة لاستعادة حس الفضول والرغبة في الإبداع إن كنت أريد حقاً أن أمارس الكتابة بجدية، أكتب منذ منتصف التسعينات ولم أعتبر الكتابة يوماً سوى هواية ووسيلة للتعبير عن النفس لا أكثر، وكذلك وسيلة لمشاركة الآخرين بالأفكار.

في اليوم الثاني وضعت مؤقت لعشرين دقيقة لكي أجبر نفسي على الكتابة بأسرع ما يمكن دون تفكير وهذا كان متعباً لأنني أفكر وأتمهل أثناء الكتابة وما أفعله يسير عكس طبيعتي، وهنا وجدت أنني أكرر جملة بأنه لا يوجد شيء أكتب عنه مرة بعد مرة، في اليوم الثالث كانت مصاباً بصداع رهيب وكتبت فقرات قليلة، وفي بقية الأيام لم أستخدم المؤقت بل أعطيت نفسي حرية أن أكتب ما أشاء وأتوقف وأتمهل كالمعتاد، هكذا لم تعد هذه الكتابة مثل أوراق الصباح بل كتابة مفكرة يومية وهو شيء لم أستطع الالتزام به طوال حياتي.

سبعة أيام من كتابة مفكرة، هذا رقم قياسي جديد لأن الرقم السابق كان ثلاثة أيام فقط.

أوارق الصباح هدفها تفريغ الذهن من الأفكار والهموم عموماً لكنها جعلتني أتسائل: ماذا سأفعل عندما يكون الدماغ فارغاً من الأساس؟! ما أحتاجه هو نوع آخر من التمارين التي تساعد على الكتابة الإبداعية وقد سبق أن تحدثت عن لعبة كتابة إبداعية وهذه وسيلة لكن أريد وسائل أخرى.

لدي مكعبات القصص وهي مكعبات رسم عليها رسومات مختلفة، يمكن استخدامها لصنع قصص مسلية ويمكن أن تكون لعبة جماعية:

Story Cubes

جربت بالأمس استخدامها بوضعها على سطر واحد عشوائياً ومحاولة صنع ثلاث قصص من نفس السطر، كل قصة كانت أطول بقليل من سابقتها وكل واحدة كانت مختلفة حقاً ووجدت الأمر مسلياً حقاً، هذا ما أحتاجه، ليس تفريغ ذهني بل تمرينه بأن يكتب ما لم أعتد عليه من قبل.

إن أردت تجربة أوراق الصباح فهذا فيديو قصير يشرحها:

عندما نسيت عملية الطرح

أردت حساب عدد سنوات إنتاج سيارة البتيل فمددت يدي نحو الآلة الحاسبة ولم أمسكها، أقول لنفسي “لحظة هذي عملية حسابية بسيطة!” فاتجهت للقلم والورق وكتبت:

2003
1938

وضعت خط أسفل الرقمين وبدأت العملية المألوفة والتي تعلمتها في الابتدائية، 3 ناقص 8؟ لا يمكن أن آخذ ثمانية من ثلاثة، لذلك أستعير من خانة العشرات لكنها صفر، خانة المئات صفر كذلك، وهنا بدأت أشك بأنني لا أعرف كيف أجري عملية الطرح، استعرت 1 من خانة الآلاف مباشرة وأضفتها لرقم ثلاثة وهذا أول خطأ، استعارة 1 من خانة الآلاف يعيني أنني أستعير ألف وأضيفه لخانة الآحاد والمجموع سيكون 1003، هذا غير صحيح وقادني لإجابة خطأ.

لعلك تقرأ هذا وتضحك على غبائي ولن ألومك، لم أكن يوماً متقناً للرياضيات لكن حتى أبسط الأساسيات قد ينساها الفرد بعد عشرات السنوات من عدم مراجعتها، لذلك بحثت في الشبكة عمن يشرح عملية طرح رقم يحوي أصفاراً في منتصفه ووصلت لهذا الفيديو القديم:

الاستعارة تبدأ من اليسار إلى اليمين وبالقلم تتطلب حذف الأرقام وكتابة الرقم الجديد فوقها، استعرت 1 من خانة الآلاف ووضعته في خانة المئات سيكون لدينا 10 فوق خانة المئات و1 في خانة الآلاف.

خانة العشرات تستعير 1 من خانة المئات وتصبح خانة المئات 9 وخانة العشرات تصبح 10.

خانة الآحاد تستعير 1 من خانة العشرات وتصبح خانة العشرات 9 وخانة الآحاد 10.

هكذا يمكن إجراء عملية الطرح الآن:

  • في الآحاد: (10 + 3) – 8 = 5
  • في العشرات: 9 – 3 = 6
  • في المئات: 9 – 9 = 0
  • في الآلاف: 1 – 1 = 0.
  • بمعنى النتيجة هي: 65.

هذا فيديو آخر قديم يوضح العملية:

لماذا أقول “خانة” عند الحديث عن الآحاد والعشرات؟ لأن هذا ما كان يقوله مدرسو الرياضيات وكلهم كانوا إما من الشام أو مصر، ولعل أحدهم شرح كيف نطرح رقم بعدة أصفار لكن لم أنتبه أو نسيت ذلك.

مهما كانت الأساسيات بسيطة في أي مجال فهي تحتاج لمراجعة بعد سنوات طويلة من تعلمها، وهذا يشمل كل شيء وليس الرياضيات فقط.

الاعتماد الكلي على الآلات الحاسبة يحدث مبكراً الآن كما قرأت في بعض التعليقات، وبالطبع لا مشكلة في الاعتماد على الآلة الحاسبة لكن هذا الاعتماد يجب ألا ينسيني أبسط الأساسيات ويجب ألا يجعلني أعتمد كلياً على الآلة، إجراء عمليات حسابية في الدماغ أو على الورق له فائدة فهو نوع من التمرين الذهني، لذلك لا بد من ممارسته بين حين وآخر.

عندما يستخدم الناس البرامج والآلات والذكاء الاصطناعي فهم يتخلون عن ممارسة عدة مهارات مقابل كفاءة أعلى وهذا مع الوقت سيؤدي لنسيان مهارات ومعرفة نتيجة عدم استخدامها، ويعتمد الناس على الآلة لتخبرهم بالحقيقة والآلة الحاسبة لن تكذب إلا إن كان هناك خلل في صنعها، والذكاء الاصطناعي لا يفهم أي شيء بل يحاكي ويخبرك أن تضع الصمغ على البيتزا!

ثلاث أندية لم أشجعها

الأخ فؤاد الفرحان كتب عن نادي الأهلي السعودي وتتويجه بطلاً لدوري أبطال آسيا، ومن البداية أثار فضولي بقصة اختيار أخيه للنادي الذي سيشجعه منذ بداية المرحلة الابتدائية، هذا ذكرني بمحاولات غير جادة من إخواني بأن أشجع فريق ما وغالباً نادي الجزيرة لكن لم أكن يوماً ممن يشجع الأندية، لم أكن أفهم تشجيع الأندية أو الانتماء لها في الماضي، الآن أفهم لكن لم أعد أهتم بالرياضة عموماً لكن موضوعه ذكرني بما مضى وتذكر الماضي هواية كل من يتقدم في السن.

لكن قبل حديث الذكريات لدي ملاحظة: الدول العربية فيها العديد من الأندية باسم الأهلي، هناك المصري بقمصانه الحمراء والإماراتي الذي يسمى شباب الأهلي وأيضاً قمصانه حمراء، والسودان فيها أربعة أندية تسمى الأهلي، فلسطين فيها خمسة أندية، نادين في تونس وكذلك في ليبيا وواحد في الجزائر، وهذا لكرة القدم فقط فهناك أندية لرياضات أخرى بنفس الاسم، لماذا؟

التلفاز في الماضي كان محدوداً بعدد قنواته وساعات البث ولم يكن هناك الكثير من المحتوى في الأساس لذلك بث مباريات كرة القدم مباشرة كان مألوفاً والناس يهتمون بمتابعة مباريات كرة القدم وهناك بث مباشر في الإذاعات كذلك ولا زال إلى اليوم، منذ عرفت الدنيا وأنا أرى هذه المباريات لأنه لا شيء آخر يعرض في التلفاز وكذلك إخواني يهتمون ببعض الأندية، لم يكن لدي اهتمام في ذلك الوقت إلا برؤية الأهداف، يمكن أن أقول بأنني كنت أشجع الفريقين في أي مباراة.

شخصية كأس العالم 1990

تأهل منتخب الإمارات لكأس العالم 1990 في إيطاليا كان حدثاً غير نظرتي للرياضة ولعله دخول مرحلة المراهقة الذي جعلني أهتم بالرياضة في فترة التسعينات، هنا أتذكر قراءة الصحف يومياً وهي فترة توسعت فيها الصحف لتشمل ملاحق يومية وزاد عدد صفحات الصحف، هناك الملحق الاقتصادي وآخر رياضي، وبعض الصحف كانت تنشر ملاحق أسبوعية متخصصة مثل ملحق الكتب من جريدة البيان الإماراتية.

بقراءة الصحف ومشاهدة نشرة الأخبار يومياً كان لدي اطلاع على ما يحدث في العالم بما في ذلك الرياضة، وكنت أجد أن القراءة عن مباراة أكثر متعة من مشاهدتها، يتكرر الأمر عند القراءة عن سباقات السيارات لأن الكاتب يمكنه أن يرسم صوراً ويمكن للعقل أن يتخيل والخيال أفضل دائماً من الواقع.

في هذه الفترة توقفت عن الاهتمام بأي نادي وكان اهتمامي فقط المنتخب وبعض الأسماء المشهورة وقد كان أشهرهم عدنان الطلياني، عندما كنت صغيراً كان اسمه معروفاً قبل حتى أن أراه لأول مرة، كان يلعب لنادي الشعب في الشارقة الذي عرفت للتو أنه لم يعد موجوداً فقد ضم إلى نادي الشارقة.

في أبوظبي كانت هناك ثلاث أندية حاول البعض إقناعي بتشجيعها، نادي الوحدة بلونه العنابي المميز، نادي الجزيرة الذي شاركت فيه لفترة صيفية قصيرة، ونادي العين من مدينة العين بلون قمصانه البنفسجي، في الماضي كان البعض يصر على أن اسم هذا اللون هو “عيناوي” وليس بنفسجي وأتذكر تضايق بعضهم من إصراري على أن هذا اللون هو البنفسجي، كنا أطفالاً وبكل تأكيد هذه التفاصيل مهمة جداً لأنها تحدد هوية الفرد وتحدد ما إذا كان الفرد معنا أو ضدنا، ويبدو أنني كنت ضد الجميع!

نادي الجزيرة تأسس بعد اندماج ناديي الخالدية والبطين، هذه أسماء مناطق في أبوظبي وقد عشت معظم عمري في البطين، ولا عجب أن يشجع الكثير من أهل البطين نادي الجزيرة لكن الآن هذا تاريخ قديم، الأندية في الماضي كانت شعبية وبدايتها متواضعة والآن أصبحت مؤسسات تجارية، نادي الوحدة بجانبه الوحدة مول، مجمع تجاري ضخم أزوره بين حين وآخر.

علاقتي بنادي الجزيرة أنه نظم نشاطاً صيفياً وقد انضممت له مع أخي وكانت فترة رائعة نمارس فيها أنواع الرياضة والأنشطة الثقافية واختتم النشاط بحفل ومسرحية كنت ممثلاً فيها، أذكر في ذلك الوقت أن كثير من الأندية تسمى “الرياضي الثقافي” وكان هناك اهتمام الجانب الثقافي وكذلك الجانب المجتمعي، لا أعرف شيئاً عنها اليوم لكن أخمن بأن الجانب التجاري أصبح أكثر أهمية وتغير أسماء الأندية لتحذف “الرياضي الثقافي” يشير إلى تغير أولويات النادي.

في فترة ما بدأت أهتم بدوري الدرجة الثانية لأنه يذكرني ببدايات الأندية المتواضعة، هذه أندية تتنافس فميا بينها للوصول للدرجة الأولى وفي الغالب ستهبط للدرجة الثانية ليصعد غيرها ولا أذكر أن صاعداً وصل للقمة، لكن هذا لا يهم، يهمني أكثر معرفة هذه الفرق التي لا يعطيها الإعلام حقها من التغطية ولا يهتم بها إلا قلة من الناس.

اهتمامي بالرياضة توقف عند العام 1999، الآن لدي فضول لمعرفة المزيد عن تاريخ الرياضة في الإمارات منذ الستينات وحتى التسعينات، ربما هناك من كتب عن ذلك؟ سأبحث.

منوعات السبت: هاتف جون

الرسام: أندرو ملروز

(1)
في ماستودون كتبت عما يجعلني أتجنب بعض المواقع وهي قواعد بسيطة أتبعها منذ سنوات وقبل ظهور الذكاء الاصطناعي والآن تزداد أهمية، لا يكفي أن يكون المحتوى من صنع إنسان بل أريد أن أعرف أن هذا الشخص يريد حقاً تقديم فائدة ما، ما يجعلني أتجنب المواقع هو عدم وجود أربعة أشياء.

صفحة حول الموقع أو من نحن، حتى مع وجود صفحة لا بد أن تتحدث بشيء من التفصيل عن القائمين على الموقع، من هم وما هدفهم من الموقع، ولا يحتاج الفرد لكتابة اسمه بل يمكنه الاكتفاء باسم مستعار، هناك أناس استطاعوا كسب ثقة الناس بتقديم المفيد دون الإفصاح عن معلومات شخصية.

تواريخ النشر، متى نشر الموضوع أول مرة؟ هل أعيد تحريره ونشره ومتى حدث ذلك؟ كثير من المواقع تتجنب وضع تاريخ بسبب محركات البحث أو لأنهم يظنون أن الزائر لن ينقر على الرابط إن كان الموضوع قديم، عدم وجود تواريخ يجعلني أظن أن الموقع مصمم لكي يجذب الزيارات ويعرض الإعلانات ولا يهتم بجودة ما ينشره.

اسم الكاتب، أو الرسام أو المصور، من صنع هذا المحتوى؟ إن كان الموقع شخصي فلا بأس بعدم وضع اسم لكل شيء لكن المواقع غير الشخصية يفترض أن تخبرني بمن صنع المحتوى.

الروابط، هذا شيء اشتكيت منه كثيراً خصوصاً للمواقع العربية وهناك مواقع غير عربية تفعل ذلك، لا تضع روابط خارجية بل فقط روابط داخلية للموقع وبعضها لا يفعل حتى ذلك، عدم وضع رابط لمصدر الخبر أو المعلومة يجعلك أنت المصدر وأنت في الغالب ليس المصدر، ولا يكفي ذكر اسم المصدر، الموقع ليس صحيفة مطبوعة، ضع الرابط، ليس هناك عذر لعدم فعل ذلك.

عدم وجود روابط يضايقني حقاً لأنني أرى مواقع عربية جيدة تمتنع عن وضع روابط وأرفض كلياً زيارتها مرة أخرى أو وضع روابط لها، ولا أستطيع فهم لماذا لا يضعون الروابط، مراسلة بعضها لم يأتي بنتيجة أو حتى رد، لذلك توقفت عن فعل ذلك، لكن لن أتوقف عن التذكير بالأمر هنا مع شكي أن هذا له أي تأثير.

(2)
صورة لمنظم إلكتروني من كاسيو ذكرتني بما مضى وجعلتني أبحث مرة أخرى عن المنظم الذي امتلكته مرة وقد وجدته في مزاد على إيباي:

سعره ثمانون دولاراً (293 درهم) وهذا سعر مرتفع لكن البائع يعلم أن جامعي مثل هذه الأجهزة سيشترونه، لاحظ أنه يحوي 32 كيلوبايت من المساحة وهذا غير كافي، استخدمته لفترة وأذكر أنني احتجت لحذف بعض الملاحظات لتسجيل شيء ما، لكن هذا الجهاز الذي كنت أستطيع شراءه، الأجهزة الأكبر أغلى ولا أدري إن كان هناك جهاز آخر يدعم العربية، هذا يحتاج لبحث.

أثناء البحث وجدت شخص صوره في تويتر وصورته أوضح، حفظت الصورة لدي، الجهاز قادر على التعامل مع التاريخ الهجري، يوفر وسيلة لحماية بعض المعلومات بكلمة سرية، ويمكن معرفة مزيد من الوظائف في كتيب دليل الاستخدام، هذه الصورة تبين بعض خصائص الجهاز:

 

هناك وسيلة لربط جهازين ببعضهم البعض، لم أكن أعرف ذلك، دليل المستخدم يقول بأنه لا يمكن نقل النص العربي إلا بين أجهزة تدعم العربية، هذا منطقي وهذا يعطيك فكرة عن دعم العربية في ذلك الوقت، الآن سيكون دعم كل اللغات أكثر سهولة.

هذا الجهاز على مواصفاته الضعيفة كان يقدم الكثير من الخصائص  فهو آلة حاسبة متقدمة ومنظم مواعيد ودفتر هواتف، بالطبع الهواتف يمكنها تقديم كل هذا وأكثر، مع ذلك تجد هذه الأجهزة من يستخدمها الآن بحثاً عن أجهزة أبسط.

(3)
نقاش في موقع ذكرني بهاتف جون، هاتف نقال بسيط التصميم:

هناك شاشة في أعلى الجهاز لكن صغيرة الحجم، الجهاز طرح بألوان مختلفة وعلى ظهره هناك مساحة لدفتر عناوين وسوق على أنه الهاتف البسيط في عالم الهواتف الذكية، كنت أريد شراءه وفي كل مرة أكاد أفعل ذلك أتوقف لأن لدي هاتف نوكيا جيد ولا حاجة لواحد آخر، هذا الهاتف لم يعد يصنع.

تصميمه يجعلني أفكر في التصاميم الأخرى التي يمكن أن تستخدم للهواتف، تصاميم غير مألوفة وفي الغالب لن نراها، يمكن على الأقل تخيلها.

روابط: الناس كانوا يبنون منازلهم

صنع أوعية زجاجية بأسلوب قديم، تسخين قطعة الزجاج فوق حجر، انظر للصور لتفهم.

أعمال فنية أضحكتني، الصورة أعلاه واحدة منها.

صور من مصر، مثل هذه الصور هو ما أردت رؤيته في مجموعة بلدان عربية في فليكر، لا أعني المستوى الاحترافي هنا بل نوع الصور.

حافلات يابانية تسير على سكك الحديد، ويمكنها السير على الشوارع كذلك.

هواتف نوكيا كوميونيكاتور، هواتف ذكية من الماضي موجهة لرجال الأعمال، لاحظ التغليف وصورة الرجل الذي يقفز بالسكوتر! اليوم لن تجرأ شركة على وضع تغليف طريف مثل هذا.

إيقونات مايكروسوفت، في نسخ ويندوز السابقة كان بإمكانك تصفح الإيقونات بسهولة.

تعديل السيارات في إيران، صناعة السيارات في إيران تثير فضولي، للأسف موقع المصنع الأهم لديهم يرفض أي زيارات من خارج إيران.

نظرة على نظام هارموني من هواوي، تضييق الحكومة الأمريكية على الشركات الصينية دفع الصينيين لتطوير التقنيات بأنفسهم.

معظم الناس حول العالم يريدون من حكوماتهم فعل شيء بخصوص الاحتباس الحراري.

نظرة على نظام الملفات في نظام BeOS، واحد من أفضل أنظمة الملفات ويستخدم في نظام هايكو، من مميزاته إمكانية تحويل مجلد إلى تطبيق، مثلاً البريد الإلكتروني يمكن التعامل معه مباشرة في نظام الملفات ولا حاجة لتطبيق منفصل.

روبوت طباخ في كوريا، صنع لسد النقص في عدد الطباخين لكن العمال الذين يستخدمونه يرون أنه يجعل الطعام ووظائفهم أسوأ، الطباخين أصبحوا يعملون في التنظيف أكثر من الطبخ.

صور زهور التوليب البرية في قرغيزستان

السفن الشراعية للشحن البحري، السفن صغيرة الحجم بمقارنة بسفن الحاويات الضخمة، لكن فكرة استخدام الرياح قديمة جديدة وهناك فرصة لانتشارها للمسافات القصيرة أو البضاعة التي يريد أصحابها ألا تستهلك سوى الطاقة النظيفة.

لوحة مفاتيح مختلفة، مفاتيحها تحوي قسمين، العلوي له وظيفة ويأخذ مساحة صغيرة ويقدم وظيفة مختلفة، فكرة تعجبني لكن هل ستكون عملية؟

صندوق لحاسوب رازبيري باي

شاهد:

  • نظرة على جهاز لعبة فيديو قديم، هذه واحدة من أقدم الأجهزة وظهرت أجهزة مماثلة قبل أن تصنع أتاري منصتها الأولى.
  • صنع كرة من الطين والتراب، سبق أن تحدثت عن هذه الهواية اليابانية، يمكنك تطبيقها بسهولة، كل ما تحتاجه هو الطين والتراب والكثير من الوقت.
  • كيف صنع بعض الناس منازلهم في بريطانيا، فيديو قصير، أنا مؤمن بأن الناس عليهم تعلم صنع منازلهم بأنفسهم، بالطبع ليس كل الناس لكن من يرغب ومن يستطيع، في بعض الدول القانون سيكون العائق الأكبر، لاحظ أقول صنع لأن طريقة بناء المنزل صممها شخص لتكون بسيطة وتنجز على الأرض ثم ترفع الأجزاء لتشكل البيت.

عبقرية التصميم: من هو المصمم؟

منذ سنوات وأنا أبحث عن وثائقي عن التصميم لكن لم أجده، لا أتذكر شيئاً عنه ولا حتى اسمه لذلك كان البحث صعباً، هناك قوائم عديدة لوثائقيات التصميم ووصلت لواحدة وضعت برنامج أنتجته بي بي سي على رأس القائمة، هذا هو الوثائقي وهو من خمس حلقات، بحثت في يوتيوب ووجدت قنوات تحفظ حلقتين أو ثلاث لكن ليس كامل البرنامج، مع مزيد من البحث خارج يوتيوب وجدت قناة تحوي الحلقات الخمس.

إن كنت مهتماً فشاهدها أو أحفظها لديك لأنها قد تحذف في أي لحظة.

الحلقة الأولى تتحدث عن المصممين، من هم ماذا يفعلون وكيف بدأ التصميم، البرنامج يبدأ بملاحظة أن كل شيء حولنا صممه شخص ما وظيفته تخيل الأشياء وتصميمها ثم تحويلها لواقع، وفي أي مجتمع حديث الناس محاطون بأشياء صممها قلة من الناس، أنظر حولك الآن وسترى العديد من الأشياء التي صممها شخص ما، مثلاً الجهاز الذي تستخدمه لقراءة هذه الكلمات، هذا يبدو واضحاً وبديهياً لكن ربما تحتاج أن تنتبه له لأن المصممين يشكلون العالم من حولنا، ليس فقط من خلال الأشياء التي نشتريها بل من الآن وصل تأثيرهم للخدمات التي نعتمد عليها، الخدمات ليست شيء ملموس لكنها تحتاج لمصممين كذلك.

البرنامج يعرض نوعان من التفكير في عالم التصميم، الأول من خلال ديتر رامز المصمم الألماني ومبادئه العشرة للتصميم، رامز يرى أن المصمم عليه تصميم أشياء تختفي في بيئتها ولا تحاول أن تخطف انتباه الناس، تصاميمه بسيطة من ناحية الشكل لكنها تحوي تفاصيل صغيرة ذكية، وهذا ما يهتم به المصممون؛ تلك التفاصيل الصغيرة التي قد لا ينتبه لها أحد، يحاولون حل مشاكل صغيرة.

النوع الثاني من المصممين يمثلهم المصمم الأمريكي جاي مايز، جاي تخصص في تصميم السيارات منذ الثمانينات وانتقل بين عدة شركات إلى أن استقر في شركة فورد أوروبا وأصبح رئيس قسم التصميم والمسؤول عن تصميم عدة سيارات لشركات تملكها فورد، جاي يرى أن التصميم شيء عاطفي ووسيلة لإيصال قيم الشركة للمستهلكين لدفعهم لشراء السيارات، جاي يقول بأنك تستطيع معرفة من هو الشخص بزيارة منزله وتعرف ما الذي يريد أن يكون عليه برؤية سيارته.

المصمم يلعب عدة أدوار فهو الفنان أو الرسام، وهو كذلك المهندس أو عليه أن يعرف كيف تعمل الأشياء ليصممها وهو أيضاً يخدم أهداف المؤسسة التي يعمل لها، في نفس الوقت المصمم عليه معرفة عدة مجالات مثل التسويق والتمويل والتصنيع لكي يتعاون مع كل هذه الأقسام لصنع أي شيء.

في الماضي وقبل الثورة الصناعية المصمم كان هو الصانع، من يصنع الشيء يقرر وظيفته وشكله، التصميم كوظيفة وتخصص لم تبدأ إلا مع الثورة الصناعية وبدء التصنيع على نطاق واسع، والتصنيع يقوم على أساس فكرة أن الآلات يجب أن تعمل كالناس والناس يعملون كالآلات، قد يبدو لك هذا كلاماً فلسفياً فارغاً لكن هذا هو الواقع.

خذ مثلاً أمازون التي تحاول أن تجعل موظفيها في المخازن يعملون بأقصى درجة من الفعالية وهذا يعني مراقبة أدائهم بالكاميرات والحاسوب ومحاسبتهم على أي تأخير، أمازون حولت الناس إلى آلات يؤدون مهمات محددة مكررة يمكن حسابها وقياسها، وجعلت الحاسوب مراقباً، هذا النظام تعود أصوله لأكثر من مئة عام.

مهارة التصنيع قبل الثورة الصناعية قسمت لمهمات صغيرة يمكن لشخص غير مهار أداء واحدة منها، هكذا يمكن تعليم كل فرد في المصنع أداء مهمة واحدة في خط الإنتاج وهكذا يمكن رفع عدد الأشياء التي ينتجها المصنع، أما مهارة التصنيع والتصميم أصبحت في أيدي قلة من النخبة لا يعملون في المصنع.

خط الإنتاج بصورته الحديثة بدأ في شركة فورد وكان خط الإنتاج عالي الأداء واستطاعت شركة فورد صنع نصف سيارات العالم في ذلك الوقت لكن هنري فورد ظن أن خط الإنتاج سيستمر دون توقف وهو بالطبع ما لم يحدث، الشركات الأخرى أدركت أنها قادرة على إدخال تحسينات تتطلب تغيير خط الإنتاج جزئياً أو كلياً، هذا ما جعل فورد تتراجع في المنافسة لكنها غيرت طريقة عملها لتلحق بالآخرين.

شركات السيارات أدركت أنها بحاجة لتغيير السيارات لتستمر في بيعها ووصلت لنقطة أصبحت السيارات منتشرة ولم يعد إضافة تحسينات طفيفة تكفي لذلك أصبح دور المصممين أهم فغيروا تصاميم السيارات لتصبح أكثر أناقة وبألوان أكثر تنوعاً وأصبحت بعض الشركات تطرح سيارات جديدة أو تجدد سياراتها كل عام، السيارة أصبحت موضة ووسيلة للتعبير عن الذات، هذا ما يعنيه جاي مايز، السيارة ليست مجرد وسيلة نقل بل تغيرت لتصبح علامة على المكانة الاجتماعية أو وسيلة للتعبير عن النفس.

الحلقة تعرض مصممان من القرن التاسع عشر وردة فعلهما على ثورة التصنيع، وليام موريس كان يؤمن بأن الأشياء الجميلة يجب أنن تصنع في مكان جميل وآمن وهذا ما لم تكن عليه المصانع فقد كانت خطرة ويراها تسلب إنسانية العاملين، لذلك كان يصنع الأشياء في ورش صغيرة، لكن هذا أدى لارتفاع أسعار الأشياء التي يصنعها ويجعلها منتجات للأغنياء فقط وهو ما ضايق موريس طوال حياته، لأنه كان يهتم بجودة ما يصنعه ومهارة المصنعين لكنه لا يريد أن يصنع الأشياء بكميات كبيرة في المصانع، هذا التضارب بين الكم والجودة ما زال معنا.

المصمم الثاني كان كريستوفر دريسر الذي ترى أحد تصاميمه في صورة إبريق الشاي، كان يقود فريق من المصممين وتصاميمه صنعت في مصانع مختلفة، دريسر كان يعمل كما يعمل مصممو اليوم وخصوصاً المشهورين منهم حيث يؤسسون مكتب أو أستوديو للتصميم ويوظفون مصممين آخرين ويعملون لشركات عدة.

اليوم التصميم لا يمكن فصله عن الاقتصاد والسلوك الاستهلاكي فهو يؤثر على كل شيء وهذا الأثر إيجابي وسلبي والمصممون اليوم يدركون ذلك وبعضهم يحاول تغيير كيف تعمل أنظمة الإنتاج والتصنيع من الداخل.

منوعات السبت: معذرة .. ورأي الناس

الرسام: جوزيف ولف

(1)
الأخ معاذ كتب في حديث الأربعاء الماضي عدة مواضيع أود التعليق عليها، نظام التعليقات في مدونته يعتمد على خدمة لم أسجل فيها لذلك لا أستطيع التعليق.

في البداية أعتذر للأخ معاذ عما حدث لحاسوبه بسبب توزيعة أشرت لها في أحد مواضيع الروابط، عندما تتعامل مع أنظمة التشغيل لا بد من الحذر خصوصاً عندما تود فقط تجربتها على حاسوبك الوحيد أو الذي تستخدمه للعمل، هناك حل أفضل بتثبيت التوزيعة على حاسوب افتراضي باستخدام برنامج مثل VirtualBox، باستخدام هذا البرنامج يمكنك تثبيت وتجربة أنظمة التشغيل ولا تخشى من أن يحدث أي شيء في نظامك، البرنامج يعمل على ويندوز ولينكس وماك.

سأكتب درساً عن استخدامه لكي تجرب لينكس دون أن تغير نظامك، هذا في رأيي أفضل وسيلة لفعل ذلك.

(2)
كتب الأخ معاذ كذلك عن موضوع استخدام شركة لامبورجيني لمصباح صغير من شركة فورد، لامبورجيني تصنع سيارات فخمة رياضية غالية الثمن وحالياً تعتمد كلياً على نفسها، لكن في الماضي كانت تعتمد على أجزاء من شركات أخرى، مثلاً ديابلو استخدمت مصابيح من سيارة نيسان 300ZX:

وبإمكاني كتابة موضوع عن أمثلة أخرى، هل يريد أحدكم موضوع مثل هذا؟ مصابيح السيارات ليست بسيطة وصنع واحد جديد يتطلب الكثير من العمل لتلبية متطلبات مختلفة من بينها مقاييس تضعها الحكومات، لذلك من الأرخص والأبسط أن تعتمد الشركات الصغيرة على أجزاء من شركات أخرى، لامبورجيني ليست الشركة الوحيدة التي فعلت ذلك.

تبقى ديابلو السيارة المفضلة لي من لامبورجيني، مع أنني لا أحب السيارات الرياضية أو الغالية.

(3)
أجدني هذه الأيام أفتقد فترة مضت من التسعينات حيث كنت أشارك بالمقالات في صحيفة محلية، سبق أن تحدثت عن ذلك مرات عدة، صحيفة الاتحاد كانت تنشر صفحة اسمها رأي الناس، أي شخص يمكنه أن يكتب ويرسل للصحيفة وسينشرون مقاله بعد تعديل، بالطبع قد يرفضون نشر المقال كذلك وهذا حدث مرة لأحد مقالاتي.

ما أفتقده هو قراءة أصوات محلية تناقش قضايا محلية، ابتعادي الطويل عن الأخبار والإعلام عموماً جعلني أعيش في فقاعة معرفية ضيقة حقاً وأنا أدرك ذلك، لذلك أجدني أفكر بصفحة رأي الناس، ليس فقط الصفحة بل الصحف كوسيلة إعلامية، محدودية عدد الأوراق ومساحتها تجعل الصحيفة متميزة مقارنة بالمواقع، هناك محتوى ثابت في هذه الصفحات وإن أردت المزيد فعليك الانتظار ليوم الغد، في بعض الدول هناك صحف تطرح العدد المسائي لكن أتخيل أن هذه فكرة تقلصت الآن وفي طريقها للاندثار.

كلما جربت العودة لقراءة الصحف أجدني أتذكر ما جعلني أتوقف عن قرائتها، لكن ربما علي تجاهل ذلك والتركيز فقط على ما أريده.

نظرة على دراجات جميلة

في رمضان كتبت كل يوم موضوع قصير، محتوى خفيف لأن الناس مشغولين في رمضان ولا أريد أن أثقل على أحد، وأنا أستمتع بكتابة هذه المواضيع لأنها خفيفة ولا تتطلب كثيراً من الجهد، لكن أتوق للعودة لمواضيع تحتاج لبحث وتفكير وكتابة متأنية.

على أي حال، هذا آخر موضوع في رمضان، أراكم بعد العيد، وأسأل الله أن يبلغنا جميعاً رمضان المقبل، هذا الشهر مضى بسرعة.


الحديث عن الدراجات النارية دائماً يأتي مع التذكير بخطرها، الدراجة لا تحمي راكبها فهناك احتمال الانزلاق في جو ماطر أو الاصطدام بأي شيء بسبب التهور وعدم الانتباه، لكن الخطر الأكبر في رأيي هي السيارات، لكن لا أود الحديث عن الأمان بل عن تصميم الدراجات.

مثلاً دراجة سوزوكي FY50:

دراجة صغيرة وبسيطة لكن أجد تصميمها جميل حقاً، وهذا مثال آخر، هوندا CHF50:

ثم هناك هوندا سوبركب وهي دراجة عملية صنعت منها هوندا أكثر من 100 مليون:

 

منوعات السبت: ثاني مدونة عربية

ربيع هادئ

(1)
كنت أتصفح أرشيف الإنترنت وبالتحديد مدونتي الأولى والتي كان فيها صفحة مواقع وفيها صفحة لمدونة الهايم وكتبتها بالإنجليزية (Alhayem.net) لكن الصفحة تحوي مواضيع كتبت في 2004، عنوان المدونة يشير إلى أنها على مجلد فرعي اسمه journal، لذلك عندما حذفت اسم المجلد من العنوان وصلت للصفحة الرئيسية التي تستخدم فلاش وفيها رابط للدخول للموقع، كثير من المواقع كانت تفعل ذلك في الماضي وحقيقة شعرت بشيء من الفرحة عندما رأيت ذلك.

بالدخول للموقع تجد على اليسار عمود لروابط، بالنقر على أرشيف المقالات ستجد قائمة للأشهر وأولها مايو 2003، وأول موضوع نشر في المدونة كان في 24 مايو 2004:

حياكم الله بموقعي المتواضع .. طبعاً مثل ما تشوفون , سويت شوية تغييرات بالموقع .. وقررت أني أغير شوي من الروتين .. واسوي شي جديد .. .. وبعد تفكير عميق .. قررت أنا المدعو أعلاه أني أكتب يومياتي .. وأهم الاحداث الانترنتية ! طبعاً بتقولون ( ومن تكون علشان تكتب يومياتك ) ؟ .. صحيح , أنا مب فنان ولا شخصية تاريخية و لا حتى رئيس دولة !! <<– أحم .. قوية شوي . ..

أنا مجرد انسان بسيط .. أعيش حياة عادية .. وأملك جهاز كمبيوتر

لكن لم يكفيني ذلك، صاحب الموقع غير التصميم ومكان المدونة عدة مرات، ببعض البحث وجدت الصفحة الرئيسية السابقة، وفيها صفحة “اسمك وسنك وعنوانك” ومنها عرفت أن صاحب ثاني مدونة عربية اسمه عبدالله، إماراتي يعيش في دبي، وفي قسم الأرشيف وجدت نفس الموضوع القصير أعلاه بنفس التاريخ.

لكن في الأسفل سترى أن تاريخ حقوق الموقع تشير إلى أنه بدأ في 2001، في الغالب الموقع بدأ في ذلك العام لكن المدونة بدأت في 2003.

العرب كانت لهم مدونات قبل 2003 لكنهم كانوا يكتبون بالإنجليزية، لذلك أقول ثاني مدونة عربية، والآن أود أن أجد المدونة الثالثة وكل ما أذكره أنها مدونة من الكويت.

(2)
لدي بعضة مواضيع صغيرة، وأبدأ بمجلة Low-Tech تطرح محتوياتها مطبوعة وأعلن كاتبها عن طرح نسخة جديدة من الكتب تجمع كل المقالات في كتاب واحد، الكتاب يستخدم خط أصغر ويستغل كامل مساحة الصفحة باستخدام عمودين للنص، كذلك أعاد كتابة أجزاء من مقالات سابقة.

صاحب الموقع يهتم كثيراً بالبيئة ولذلك موقعه مستضاف لديه على جهاز رازبيري باي ويستخدم الطاقة الشمسية لتشغيله، في حال نفذت البطارية فلن تستطيع زيارة الموقع ومالكه لا يرى مشكلة في ذلك.

قرأت عن شركة يبدو أنها ستطرح منتج جديد وهو كرة تتبع، الشركة لديها العديد من كرات التتبع وبتصاميم مختلفة، وإن أردت خيارات من شركات أخرى فهناك موقع متخصص لذلك، شخصياً استخدمت واحدة من هذه الأجهزة:

لم يتطلب الاعتياد عليها وقتاً طويلاً وكانت عملية ومريحة لكن أعطيتها لشخص مع الحاسوب النقال الذي أهديتها له، هذه الأجهزة ينصح بها لأي شخص يعاني من ألم في يده بسبب استخدام الفأرة.

وأخيراً فكرة أعجبتني، دفاتر صنعت من ورق طبع عليه! طبع على جانب منها ومن الخسارة رمي هذه الأوراق، هذا ما فعلته شخصياً عدة مرات، صنعت دفاتر لي من أوراق مستعملة، لكن الشركة تستخدم أوراق قد تحوي خرائط ورسومات هندسية وغير ذلك.

منوعات السبت: فيمتو، تانج وقمر الدين

يوم العيد، الرسام: فيكتور إيكوت

(1)
قبل رمضان كنت أعد عدة مواضيع للشهر وأجهزها للنشر، بعد يومين فقط من رمضان وجدتني غير معجب بهذا الوضع، لأنني افتقدت الكتابة فقد أصبحت جزء مهم من الشهر ولهذا عدت لكتابة المواضيع كل يوم، عادة أكتبها قبل العصر.

مضى أسبوع من الشهر الكريم وقد كتبت في كل يوم موضوع وأنوي فعل ذلك لبقية الشهر، لعل هذا تعويض للعامين الماضيين حيث كانت النية فعل نفس الشيء لكن لم أستطع.

(2)
مع رمضان تعود بعض الأطعمة والمشروبات التي ارتبطت بالشهر، قبل رمضان قرأت مقال عن الطعام الذي يأكله رواد الفضاء ومن القائمة رأيت تانج (Tang)، مسحوق البرتقال الذي تضيف له الماء البارد وتخلطه جيداً فيصبح لديك عصير، في 2011 وصلت عائدات مبيعات تانج إلى مليار دولار والشركة تقول بأن نصف مبيعاته في الشرق الأوسط تتركز حول رمضان.

أردت شراءه قبل رمضان لكن قرأت عنه في ويكيبيديا ووجدت أن تانغ عبارة عن 96% سكر و4% مواد أخرى مثل الألوان والمنكهات، بمعنى أنه ليس مسحوق برتقال بل سكر بمنكهات وألوان، كان طعمه رائعاً في الماضي لأنني كنت صغيراً والأفضل ألا أجربه مرة أخرى.

فيمتو مشروب آخر مشهور في رمضان في الجزيرة العربية ولا أدري عن باقي الدول العربية، قصته تهمني لأنها مرتبطة بفكرة الاعتدال في الشرب بمعنى الاعتدال في شرب الخمر أو في الغالب الامتناع عنه كلياً وهذا توجه ظهر في الغرب بالطبع فالمسلمون ليسوا بحاجة للامتناع عن الخمر لأنها محرمة وهذا خير لنا.

مشاكل الإدمان على الخمر لا تخفى على أحد، هناك الجانب الصحي فالإدمان يمكن أن يتسبب في قتل المدمن مبكراً، وهناك الجانب الاجتماعي الذي لا يمكن اختصاره في كلمات قليلة، لذلك ظهرت حركة الاعتدال في الغرب وهي حركة تضم المتدينين من النصارى الذين يرون أن دينهم يأمر بتحريمها والامتناع عن شربها وهناك غير المتدينين الذين يرون مشاكلها ويريدون منعها لكن الفريقين لم ينجحوا في مجتمعات أصبح فيها الخمر جزء مهم من حياتهم اليومية.

إن قرأت عن تاريخ حركة الاعتدال في ويكيبيديا ستجد أن عدة دول حاولت أو منعت الخمور أو ضيقت عليها وكادت تنجح لكن كل هذه الجهود فشلت لعدة أسباب وكانت هناك عصابات متخصصة في تهريبه وصنعه، قارن هذا بما حدث في المدينة عندما نزلت آيات تحريم الخمر.

حركة الاعتدال أدركت أن منع الخمر لا يكفي فلا بد من إيجاد بدائل له وبدائل كذلك لحانات الخمر فهي أماكن تجمع الناس وهذا الرابط الاجتماعي مهم لهم، لذلك ظهرت حانات تبيع مشروبات مختلفة بدون أي كحول، في هذه البيئة ظهر فيمتو كأحد البدائل للخمر، لم أجد الكثير من المعلومات حول صانعه، لكن مما فهمته أنه صنع فيمتو كمشروب صحي قبل أن يكون لحركة الاعتدال تأثير، في الماضي ظننت أنه صنع كبديل للخمر.

أما قمر الدين فهذا مشروب عربي، أعترف أنني كنت لا أحبه في الماضي لكن الآن أجده رائعاً وهو شراب طبيعي فهو مصنوع من عجينة المشمش المجفف، ولدي يقين أنه بالإمكان استخدامه في صنع حلويات، كعكة قمر الدين مثلاً! سأقترح الفكرة على ابنة أخي وأرى إن كانت ترغب في تجربة ذلك.

(3)
قبل رمضان وجدت موقع هيئة فنون الطهي السعودية التي تأسست في 2020، الهيئة توثق الطعام السعودي وستجد في الصفحة الرئيسية كتاب يحوي عدة وصفات، وهناك صفحة عدسة الطهي التي تحوي مزيد من الوصفات، وهناك صفحة إصدارات توفر ملفات PDF يمكنك تنزيلها.

أتوقع أن الهيئة تعمل على تأليف كتب يمكن شرائها وهذا ما أتطلع له، وهذا ما أتمنى أن تفعله كل دولة عربية، الطعام ثقافة وثقافتنا تستحق التوثيق والمشاركة، أنا ألوم نفسي عندما أجدني أكثر معرفة بتاريخ الطعام في اليابان وأوروبا مقارنة بتاريخ الطعام في دولة مجاورة، لكن لا يمكن كذلك تجاهل حقيقة أن الوصول للمصادر أسهل عندما أبحث عن ثقافات غير عربية.

لاحظت كذلك أن موقع Taste Atlas لديهم صفحة للسعودية تحوي 97 وصفة، وستجد في الصفحة بعض الوصفات أو الأكلات التي تشترك فيها عدة شعوب عربية، مثلاً الفول المدمس وصفة مصرية كما أعرف لكنها تصنع وتأكل في عدة دول عربية والموقع يضعها في صفحة السعودية ومصر كذلك.

لكن لسنا بحاجة لانتظار المؤسسات الحكومية أو مواقع غربية، كل مدون يمكنه أن يساهم في توثيق بعض الطعام المحلي، لا تستصغر الأمر فهذه الثقافة ستضيع ما لم يوثقها أحد والأمر لا يتعلق فقط بالوصفات بل بعادات الناس حولها.

طائرات صناعة منزلية

طائرة Bede BD-5، معجب بهذه الطائرة الصغيرة

إن كان الناس بإمكانهم صناعة أو تجميع سيارات وقوارب في منازلهم فلم لا يفعلون نفس الشيء مع الطائرات؟ هناك أناس يصنعون طائرات بأنفسهم وهي في الغالب طائرات صغيرة بمقعد واحد أو اثنين ومحرك توربيني، بعض هذه الطائرات صنع من الصفر بمعنى صانعها صممها وصنع قطعها، وهناك الكثير منها يأتي على شكل قطع جاهزة للتركيب مع دليل تركيب، مثل أثاث إيكيا!

الهواية قديمة قدم الطيران نفسه وتمارس في عدة دول أبرزها أمريكا بالطبع، هناك بدأ الطيران وهناك بدأت سباقات الطيران للهواة، هذا لا يختلف كثيراً عن تاريخ السيارات حيث الهواة نظموا سباقات وكانوا يصنعون سياراتهم بأنفسهم لأن مصانع السيارات تصمم منتجاتها للأغنياء.

مع ذلك الهواية ليست رخيصة، الطائرات المرخصة من الحكومة الأمريكية تباع بأسعار عالية ومالكها لا يستطيع تغيير شيء فيها ما لم يكن لديه رخصة لفعل ذلك وبالتالي عليه الاعتماد على شخص لتغيير أي شيء أو حتى إجراء صيانة وهذا مكلف، لذلك الهواة يعتمدون على طائرات غير مرخصة وهذا يبدو مخيفاً لكنه يعني طائرات صنعت بأعداد قليلة أو في مصنع صغير ولم تخضع لاختبارات الحكومة، هذه أرخص ويمكن لمالكها تعديلها وصيانتها، هذا الفيديو يشرح الأمر:

وإذا أردت رؤية عملية تجميع طائرة من البداية وحتى النهاية فهذا فيديو من أربع ساعات يعرض العملية، هذا برنامج للتلفاز صور في التسعينات:

وهذا فيديو عن طائرة تعجبني:

لماذا سمي مصباح المصرفي؟ ولماذا لونه أخضر.

لا شك لدي أنك رأيت هذا المصباح مرات عدة ولا تتذكر ذلك، ربما رأيته في عدة أفلام في لقطات سريعة لكن لم تنتبه لوجوده فهو مجرد مصباح، لا أذكر متى بدأت أنتبه لوجوده، بحثت عنه مرة لأجد أن له اسماً ويسمى مصباح المصرفي.

المصباح حجمه صغير مناسب للمكتب، قاعدته مصنوعة من النحاس الأصفر وعليها غطاء زجاجي أخضر وهو الجزء المميز من هذا المصباح وهناك سلسلة لتشغيله، هذا كل شيء، ليس هناك الكثير للحديث عنه فهو مجرد مصباح.

تصميمه يعود لأكثر من مئة عام والمصممين صنعوا منذ ذلك الوقت المئات أو الآلاف من التصاميم الجديدة والحديثة ومع ذلك أجدني أفضل المصباح الأخضر .. مع ذلك لم أشتري واحداً منه حتى الآن.

إن أردت قراءة المزيد فهناك شخص صنع موقعاً له وفيه مقالات عدة عن تاريخه وصيانته ولماذا لونه أخضر وهناك ألوان أخرى ولماذا سمي مصباح المصرفي، وهذا فيديو يعرض نسخة حديثة منه:

الفراغ لا يصنعنا

هذه واحدة من الحقائق التي أفكر فيها بين حين وآخر، الذرة مكونة من نواة وإلكترونات لكن معظم ما يأخذ حجم الذرة هو الفراغ، كل شيء مصنوع من هذه الذرات فما في ذلك نحن، بمعنى آخر الفراغ يشكل جزء كبير من أجسامنا.

لكن هل هذا صحيح؟ هذه فكرة قديمة بحاجة لمراجعة وهذا مقال في 3000 كلمة يحاول فعل ذلك، سأعترف بأنني لم أفهم الكثير لكن ما فهمته أن الأمر ليس بهذه البساطة وفهمنا للذرة يزداد لذلك بعض الأفكار القديمة قد لا تكون صحيحة أو دقيقة.

هناك حواسيب ممتعة

في مواضيع الروابط أضع روابط لمشاريع حواسيب يصنعها الناس لأنفسهم، الغرض من هذه المشاريع في الغالب هو تعلم صنعها وهناك من يصنعها لغرض محدد تتطلب حاسوب يحمل ويستخدم باليدين أو يريد حاسوب متخصص لهدف واحد، تنوع هذه المشاريع يسعدني لأن شركات الحاسوب لم تعد تغامر في صنع منتجات غير مألوفة وكل ما تفعله هو ملاحقة آخر موضة في عالم التقنية.

لذلك إن كنت تبحث عن المختلف فعليك أن تبحث عنه أو تزور المجتمعات الإلكترونية التي تهتم به، خذ مثلاً هذا المشروع لصنع جهاز قارئ إلكتروني وألعاب نصية، الجهاز يستخدم شاشة حبر إلكتروني وهذا رائع، كذلك الجهاز مصمم لتشغيل ألعاب نصية وتحديثها على أمل تقديمها لجيل لم يجرب هذه الألعاب، هنا سيجد صانع الجهاز صعوبة في إقناع أناس اعتادوا على أحدث التقنيات في ألعاب الفيديو ليجربوا لعبة بأفكار تعود إلى السبعينات من القرن الماضي، لكن من يدري لعلهم ينجحون في ذلك.

جهاز بلايدايت يعمل بشاشة أحادية اللون واستطاع تحقيق نجاح وهناك الكثير من الألعاب طورت له، البعض توقعوا فشل الجهاز لأنه صغير الحجم وبشاشة غير ملونة وضعيف المواصفات، لكن السوق ليس له منطق، الناس يبحثون عن غير المألوف وهذا لوحده ليس كاف فلا بد أن يقدم المنتج شيء أكثر من ذلك، خصائص مفيدة أو أو في حال جهاز الألعاب: ألعاب مسلية، المتعة في الألعاب لا تقاس بعدد الألوان في اللعبة أو عدد البكسل في الشاشة، ثم هناك حقيقة أنه ليس هاتف ذكي، هذا جهاز ألعاب فقط ويمكن برمجته كذلك.

أعود لجهاز القراءة فمطوريه يخططون لإضافة مزيد من الألعاب بطرحها على بطاقات SD، هذه فكرة عملية تستخدم تقنية مألوفة لمحاكاة أجهزة الألعاب في الماضي، ويخططون كذلك لأن يكون الجهاز قابل للبرمجة ويمكن لأي شخص تطوير لعبة له وهذه خطوة ذكية ستساعد على تمديد عمر الجهاز.

مواصفات الجهاز تعجبني لأنه يعتمد على مواصفات تعتبر ضعيفة اليوم، مثلاً المعالج 32 بت وليس 64، الذاكرة 4 ميغابايت وهناك 8 ميغابايت إضافية للألعاب التي تتطلب ذلك، تصميم الجهاز بسيط فالشاشة تأخذ معظم مساحته وأسفلها هناك زر على اليمين وإلى اليسار زر للتوجيه، لا أدري ماذا أسميه لكنه معروف وتجده في أي جهاز تحكم لألعاب الفيديو.

الجهاز مصمم لألعاب نصية لكن من الصور ترى أنها ليست نصية كلياً بل هناك صور وهناك واجهة استخدام تعرض أشياء متعلقة باللعبة، الألعاب النصية كانت الخيار الوحيد للبعض في الماضي لذلك أرى أنها بحاجة لتطوير وتغيير لأن اللعبة لا تحتاج أن تكون نصية كلياً بل يمكن استخدام الرسومات والأصوات لتحسين تجربة الاستخدام.

الفيديو أعلاه لشخص يصنع حاسوب بمواصفات بسيطة، استخدم متحكم صغير للجهاز نفسه وآخر للشاشة وطور نظام تشغيل بسيط، ما فعله هذا الشخص وغيره كان يتطلب فريق كامل من الخبراء وسنوات من التخطيط والتصميم وصنع نماذج تجريبية، التصنيع على المستوى الشخصي يزداد سهولة.

فيديو آخر وجهاز بتصميم مختلف، أعجبتني طريقة تصميم أزرار لوحة المفاتيح.