منوعات السبت: هل تبحث عن الكتب الكئيبة؟

الرسام: فريدريك آرثر بريدجمان

(1)
في ثمانية قرأت عنوان نشرة أها: لم أعد أبحث عن كتب كئيبة في معرض الكتاب وأردت أن أكتب فقط عن العنوان لكن لا بد من قراءة الموضوع حتى أفهم العنوان، في البداية الموقف في معرض الكتاب حيث البائع يعلق على اختيارات الكاتبة من عناوين الكتب وبالتحديد استغرابه من أنها تقرأ لإميل سيوران وهي بعمر صغير ثم تعليق امرأة عن نفس الكاتب وكلاهما يشيران لحقيقة أن كتابات سيوران كئيبة والبائع يرى أن هذه كتاباته لا تناسب الصغار فالكآبة تترك للكبار.

ردة فعلي الأولى هي انزعاجي التام من تعليقات البائع والمرأة لأنني كنت أشعر بتضايق كبير من تعليقات الناس على اختياراتي لعناوين الكتب ويبدو هناك بقية من ذلك، ما كنت أقرأه في سنوات المراهقة يختلف عما قرأته بعد ذلك في العشرينات من عمري والمواضيع تتغير مع الوقت، النقطة الثانية وهي الأهم هنا هي أنني لا أؤمن بكل ما أقرأه لمجرد أنني قرأته، أشرت بذلك في جدال مع أحدهم في أيام المنتديات فقد كنت أقرأ كتب عن مختلف الأديان فهل يظن أنني في يوم سأعتنق ديناً ثم في الأسبوع التالي سأغيره لدين آخر بمجرد أن أقرأ كتاباً؟!

علي أن أعترف هنا أنني لا أعرف من هو إميل سيوران وفي الغالب لو عرفته في الماضي فلن أقرأ له لكن الآن ربما أقرأ له أحد كتبه، لم أعد أجبر نفسي على إكمال أي كتاب لا يعجبني وأعطي الكتاب فرصة كافية لكن بعد ربعه تقريباً أتوقف إن لم أجد رغبة في إكماله، فعلت ذلك مع روايتين وقد كتبت عنهما في المدونة، توقفت عن قراءة رواية الطريق لأنها كانت كئيبة، ولا يعني ذلك أن أي كتاب كئيب سأتوقف عن قراءته، كتب التاريخ مثلاً قد تتناول مآسي كثيرة ولن أتوقف عن قراءتها فهي تعطيني فكرة عن واقع عاشه الناس، أما الرواية فهي عالم خيالي، لا بأس إن لم أكمل قراءتها.

من ناحية أخرى أتفهم تعليقات البائع والمرأة، الكتب لها تأثير ومن اعتاد على أكل الكآبة كل يوم فلن يجد مساحة لأفكار سعيدة، أذكر شعوري بعد ما انتهيت من قراءة رواية 1984 وكنت أعاني من الاكتئاب وقتها ويفترض ألا أقرأ الرواية لكن فعلت ولم تزدني سوى مزيد من الكآبة ولا زلت أتذكر هذا الشعور كلما تذكرت الرواية، وهي رواية مهمة مع أنني أرى الآن أن فهرنهايت 451 أكثر أهمية منها.

الكاتبة ذكرت كتاب أساتذة اليأس الذي يتناول فكرة العدمية في الأدب الأوروبي وكيف أن كثير من كتّاب العدمية عاشوا حياة طويلة هادئة ومنعمة، وعنوان الكتاب ذكرني بما كنت أفكر فيه حول ألعاب الفيديو، هناك العديد من ألعاب الفيديو التي تتناول فكرة العدمية وخصوصاً ألعاب من اليابان وقد رأيت مقاطع فيديو عن بعضها وأجدني أتسائل ما الذي يدفع بالمطورين لصنع ألعاب كئيبة حقاً؟ بالطبع لدي إجابة لكن هذا موضوع آخر وفي الغالب لن أكتب عنه.

(2)
في ماستودون شارك الأخ فؤاد الفرحان برابط لموضوع عن خاصية صغيرة لم أعرفها من قبل، الخاصية هي إمكانية سحب العنوان من المتصفح إلى مدير الملفات في النظام، بدأت أجرب الفكرة ومبدئياً تبدو الفكرة عملية، يمكن تنظيم الروابط من خلال المجلدات ويمكن وضع مجلد في مكانين أو أكثر من خلال إنشاء اختصار (shortcut) لكن أدرك أن هذا قد يؤدي إلى التعقيد لذلك لن أستخدم الخاصية كثيراً.

أنا على قناعة أن مدير الملفات يجب أن يستخدم كواجهة أساسية للحاسوب ونظام الملفات يجب أن يستغل أكثر، أنظمة التشغيل اليوم يمكنها البحث في المجلدات وبسرعة وهكذا يمكن أن تجد ما تريد، يمكن أن تحفظ كل الروابط في مجلد واحد وتكتفي بالبحث أو تنظمها في مجلدات قليلة.

هناك طرق أخرى لتنظيم الروابط قد تراها أفضل مثل حفظ المفضلة في المتصفح أو خدمة ما على الويب، شخصياً أنا معجب بالفكرة لأنها تعتمد على نظام الملفات.

(3)
الجو في تحسن وهذا يعني أنني قريباً سأبدأ بالخروج للمشي في الصباح الباكر، المنطقة لم تتغير كثيراً لكن سأوثق ما يستحق التوثيق بالصور وأكتب عنها، أود أن تتغير المنطقة بسرعة وخصوصاً في ما يتعلق بزراعة الأشجار لكن أدرك أن هذا لن يحدث قريباً، المنطقة بدأت تسكن منذ سنوات عدة والأجزاء الأقدم منها تحوي مساحات خضراء لكن الجزء الذي نسكنه جديد.

4 thoughts on “منوعات السبت: هل تبحث عن الكتب الكئيبة؟

  1. فعلا من المنصوح به عدم قراءة الروايات لأنها تدخل الإنسان في جوها العام…
    هل لديكم جمعية الحي أو مؤسسة تعنى بالتشجير ففي مصر قرأت عن مبادرة إسمها شجرها يقومون بزرع الأشجار على الرصيف ، أظن الفكرة تنجح حيث تعيش…

    1. البلدية في الماضي كان لديها مشاتل وكانت تتولى مسؤولية التشجير، أظنها ما زالت تفعل ذلك لكن يحتاجون لوقت لأن المناطق الجديدة كثيرة، أما المشاتل فلم تعد موجودة كما أذكر.

  2. قي الجزائر جمعية تسمى الجزائر الخضراء، وهو مشروع تطوعي بدأ بفكرة ” أمام كل بيت شجرة”.

Comments are closed.