الموقع الشخصي: إعادة اكتشاف الويب كما كانت

أعود لكتابة مواضيع عن المواقع الشخصية، مضى وقت طويل حقاً منذ فعلت ذلك وفي العام الماضي لم أكتب سوى موضوع واحد وموقعي لم أحدثه منذ فترة طويلة، مع ذلك أعود لأن الأمر مهم وليس مهم لي فقط بل مهم لكل من يقرأ هذه الكلمات حتى لو لم تكن تهتم.

إن اتصلت بالشبكة في التسعينات وعاصرت مراحلها المختلفة حتى اليوم فربما تشاركني الشعور بأن الويب كانت أفضل في الماضي، قبل الشبكات الاجتماعية وقبل سيطرة شركات تقنية قليلة عليها، الويب كانت مثيرة للفضول وهناك دائماً الجديد مما يمكن استكشافه بسهولة والبحث عنه بسهولة، غوغل كان محرك بحث حقاً وليس كما هو الآن محرك للإعلانات ولمحتوى سيو الضحل.

كنا شباباً ولدينا طاقة وفضول ونتعلم بسهولة ونتعلم الكثير ويمكن لأحدنا أن ينسى العالم وهو يتعلم تقنيات تطوير المواقع أو لغة برمجة أو يدخل في نقاش طويل في أحد المنتديات حول أي موضوع، كنا كذلك نكتب الدروس لبعضنا البعض فكتابة الدروس هي خير وسيلة لكي يتعلم المرء ويثبت المعلومة في رأسه، كنا نجرب أفكار مختلفة لتطوير المواقع في حواسيبنا وفي خدمات الاستضافة المجانية وغير المجانية.

تغيرت الويب وتغيرنا، ازدادت المسؤوليات علينا حتى علي أنا الذي لم يتزوج وليس لدي أبناء؛ وجدتني لسنوات مشغول بأعمال كثيرة بعيداً عن الحاسوب، والآن ليس لدي نفس طاقة الماضي ولا حتى القدرة على التركيز أو الحماس لتعلم أي شيء، وأنت في الغالب تزوجت ولديك أبناء ولديك الآن مسؤوليات كثيرة ويومك مزدحم وليس لديك الوقت أو الطاقة للتفكير في صنع موقع شخصي، لذلك تكتفي بالكتابة في الشبكات الاجتماعية أو لعلك توقفت عن ذلك وتتابع بصمت.

ذلك الماضي لن يعود لكن هناك جيل من الناس لم يعرف الإنترنت إلا بعد هيمنة الشبكات الاجتماعية عليها، هذا الجيل الذي يعيد اكتشاف تقنيات الماضي ويستخدمها لديه فرصة لأن يعود لاكتشاف الويب كما كانت أو على الأقل جزء منها، وذلك بصناعة مواقع شخصية وتصفحها وقضاء وقت في الويب بعيداً عن الشبكات الاجتماعية.

في مواضيع سابقة عرضت مواقع مختلفة على أمل أن يحرك هذا البعض ليصنعوا مواقعهم أو على الأقل يجربوا صنع صفحات بأبسط التقنيات، محرر نصي لكتابة HTML وCSS، الآن مع وجود كثير من البرامج والخدمات التي تساعد على إنشاء المواقع أرى أنه من الضروري أن يتذكر أحدنا أن صنع المواقع يمكن أن ينجز بأبسط الأدوات وبكتابة كل شيء بنفسك.

لا يكفي أن نشتكي من الشبكات الاجتماعية ونتحدث عن كل جوانبها السلبية، كتبنا وقرأنا من التحليلات والتفسيرات ما يكفي، ما الخطوة التالية؟ بالنسبة لي أرى أن الفرد بإمكانه أن يبدأ مدونة أو موقع ليضع فيه أفكاره ولا يجعلها تضيع في الشبكات الاجتماعية، إن لم ترغب في فعل ذلك فعلى الأقل تصفح المواقع خارج الشبكات الاجتماعية واكتشف ما لم تعرفه من قبل.

أين تبدأ؟ صفحة الروابط في موقعي نقطة بداية مناسبة، ستجد فيها روابط لمواقع تعرض روابط، أحذر بأن استكشاف الويب يعني أنك ستصل أحياناً لمواقع لن تعجبك، هذا لا يختلف عن التجول في أي مدينة، إن وصلت لمكان غير آمن فعليك أن تعود وتسلك طريقاً آخر.

2 thoughts on “الموقع الشخصي: إعادة اكتشاف الويب كما كانت

  1. الحنين إلى الماضي في بداية المقال و في النهاية تسويق ذاتي.
    في هذه الأيام مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت مهيمنة و تتبعها مواقع الذكاء الإصطناعي، ربما سيأتي يوم يهيمن فيه الذكاء الإصطناعي بكتابة المحتوى حتى يكون للكاتب الفعلي نكهة مميزة بدل نكهة الكوكتيل الحالية!

Comments are closed.