حاسوب من خشب

رأيت هذا الموضوع في ريددت عن حاسوب بغلاف من خشب وأود الحديث عنه هنا، لدي نفس الفكرة لهذا الحاسوب ولا أعني صنع غلاف من خشب بل صنع حاسوب شخصي ببرامج بسيطة ولا يتصل بالإنترنت، صانع الحاسوب كتب مقالاً يشرح دوافعه لصنع الجهاز ومشاركة في قائمة بريدية يتحدث فيها عن تفاصيل تقنية.

الغلاف الخشبي جذبني للجهاز لكن ما كتبه صاحب الحاسوب هو ما دفعني للكتابة عنه، فهو مهندس برمجيات متخرج في 2019 ومما فهمت كان يعمل في وظيفة منذ تخرجه لكنه قرر الاستقالة والبحث عن عمل آخر أكثر عمقاً، وهو يبدأ مقاله بقول أن هندسة البرمجيات مجال عفن! وهو يعرف ذلك لأنه اشتغل في هذا المجال.

صانع الحاسوب زار متحفاً ورأى أسلحة قديمة مزينة وجميلة ويتساءل لماذا الحواسيب اليوم ليست بهذا الجمال؟ وهو ينظر لهذا الجانب نظرة أعمق من السطح ويتحدث عن البرامج كذلك، لأن تطوير الحاسوب اهتم كثيراً برفع أداءه وزيادة خصائص برامجه ولم يكن للجماليات مكاناً هنا، أكثر من ذلك البرامج اليوم صممت لاستهلاك انتباه الناس وأوقاتهم، ثم يتعمق أكثر في موضوع الجماليات ومقارنة الماضي باليوم، في الماضي كانت الزينة والجماليات جزء مهم من العمارة والأثاث وكل التفاصيل وفقدنا ذلك بالسعي نحو الفعالية في التصنيع حيث الزينة لا مكان لها.

بدأ بتصميم جهازه باستخدام أدوات بسيطة مثل الورق والمقوى والصمغ وصنع كذلك نماذج باستخدام الطين وبالطبع رسم نماذج على الورق كذلك، ثم قرر صنع غلاف الجهاز باستخدام الخشب فهو لديه خبرة في هذا المجال واستخدام أدوات يدوية، هذه ملاحظة مهمة هنا لأن هذا يعني أن أي شخص يمكنه صنع شيء مماثل بدون استخدام أدوات كهربائية، الأدوات اليدوية رخيصة وبسيطة ولا تأخذ مساحة كبيرة، هذا أمر مشجع.

في مقدمة الجهاز أو أسفل لوحة المفاتيح هناك مساحة لوضع اليدين عليها أثناء استخدام لوحة المفاتيح، هذه المساحة مغطاة بجلد من إيطالياً، صانع المشروع يتحدث في فقرات عن الفرق بين أنواع الجلود المتوفرة اليوم وطريقة إعدادها، هناك طريقة قديمة لدبغ الجلود تحتاج لأشهر لإنجازها وتستخدم مواد طبيعية والنتيجة هي جلد يدوم لوقت طويل، مع الثورة الصناعية ظهرت طريقة صناعية تسرع العملية إلى ساعات لكن الجلد الناتج منها يصبح أضعف.

لتشغيل الجهاز لا بد من إدخال المفتاح إلى اليمين من الشاشة وإدارته وهذا يشغل المصباح الأحمر على اليسار من الشاشة، ثم الضغط على المفتاح الكهربائي فوق … المفتاح وهذا يشغل المصباح الأصفر مؤقتاً، ثم يعمل الجهاز ويشتغل المصباح الأخضر، الصانع يعترف بأن هذه خاصية غير ضرورية لكنها ممتعة، لوحة المفاتيح هي الوسيلة الوحيدة للتحكم بالجهاز.

البرامج التي يستخدمها الجهاز هي نظام NixOS وهي توزيعة لينكس ويستخدم كذلك سطر الأوامر ومعالج كلمات نصي، لاحظ هذا معالج كلمات وليس محرر نصي، هذا يذكرني بفيديو قصير يعرض معالج كلمات في دوس وإمكانية استخدامه اليوم.

الجهاز هو ما أتخيله عندما أتخيل حاسوب للكتابة، لا أعني الشكل هنا بل الوظيفة، نظام بسيط واستخدام محرر نصي لكن لأنني أكتب بالعربية فقد أحتاج لمحرر نصي رسومي، هذا يعني الحاجة لواجهة رسومية ويمكن صنع واحدة صغيرة الحجم، هناك توزيعات لينكس صغيرة الحجم وتستخدم واجهة رسومية.

على أي حال، المشروع أعجبني وأجده ملهماً.

2 thoughts on “حاسوب من خشب

Comments are closed.