لماذا يكرهون فرونتبيج؟

مايكروسوفت فرونتبيج كان برنامجاً لصنع المواقع ولا أذكر شيئاً عنه سوى قوالبه المألوفة والتي تعرفها بمجرد رؤيتها وأذكر جيداً أن الجميع كانوا يكرهونه، حسناً ليس الجميع لكن جميع مطوري المواقع الذين قرأت لهم، كلهم يجمعون على أنه برنامج سيء، فهل كان سيئاً؟ في ذلك الوقت كنت أهتم بتطوير المواقع وكنت أردد ما يقوله الآخرون (أعترف!) وبالتالي تجنبت استخدام فرونت بيج لكن استخدمت فرونت بيج أكسبرس لأنه كان مجانياً وقد كان نسخة مصغرة من فرونت بيج.

لذلك هذه نظرة جديدة على فرونت بيج، ثبت نظام ويندوز 98 على جهاز افتراضي ثم ثبت فرونتبيج 98، عند تشغيل البرنامج وجدت أن فرونتبيج يعرض موقعاً كمثال جاهز لذلك بدأت موقعاً جديداً، عند تثبيت فرونتبيج هناك برنامج آخر يثبت معه وهو مزود شخصي أو Personal Web Server، جربت إيقاف المزود ولم أتمكن من إنشاء موقع جديد، المزود يجب أن يعمل دائماً أثناء العمل على الموقع.

في منتصف التسعينات مايكروسوفت كانت تريد الهيمنة على الويب وفرونتبيج كان إحدى الوسائل لفعل ذلك، فهو برنامج يتجاهل وجود أي متصفح سوى إكسبلورر ويعمل على مزود مايكروسوفت أو يفترض أن الموقع سيطور ويشغل الموقع على المزود الذي توفره مايكروسوفت، يمكن استخدامه لإنشاء مواقع تعمل على مزود آخر لكن بعض الخصائص لن تعمل.

واجهة فرونتبيج 98 تجعلني أفهم لماذا كره مطوري المواقع هذا البرنامج، المطور يفضل أن يكون المتحكم بكل شيء وفرونتبيج لا يعطي المستخدم فرصة لفعل ذلك، لا عجب أن تكون هناك كتب ضخمة لتشرح كيف يعمل البرنامج، على القائمة اليسرى هناك خيارات عدة، المجلدات والملفات مثلاً، قسمان مختلفان لوظيفة واحدة كما أرى، ثم هناك قسم التصفح أو الملاحة بالأحرى:

هنا يمكن إنشاء الصفحات وترتيبها وربطها ببعضها البعض بسهولة وسيتولى البرنامج صنع الروابط في الصفحات، المستخدم لا يحتاج لمعرفة HTML، في القسم التالي هناك وسيلة أخرى لعرض الروابط وهذه أداة حيرتني، لأنني لم أعرف ما الذي تفعله أو إن كانت تفعل أي شيء، هناك قسم للتأكد من الروابط إن كانت مقطوعة مثلاً أو تربط نفس الصفحة، وهناك قسم الثيمات، صورت كل قوالب فرونتبيج وحفظتها في ألبوم، ألقي نظرة عليها لترى جانباً من تصميم الويب في التسعينات.

ثم هناك قسم المهام وهي أداة لتنظيم العمل على المشروع، ليس لدي رأي بخصوصها، تبدو لي خاصية مفيدة مع علمي بأنني لن أستخدمها.

المحرر يعمل في نافذة منفصلة عن البرنامج، فتحت ملفات الموقع الذي يأتي كمثال مع فرونتبيج واخترت تحرير الصفحة الرئيسية له:

هنا يحرر المستخدم النص ويضيف الصور، يمكن الحديث عن المحرر في موضوع منفصل لأنه يحوي عدة خصائص تحتاج مزود مايكروسوفت وهذا لوحده يثير اهتمامي، كان بالإمكان استخدام المزود في الشبكة الداخلية للمؤسسات لإنشاء موقع داخلي أو ما يسمى إنترانت (Intranet)، أود معرفة إن كانت المؤسسات ما زالت تفعل ذلك أم لا.

لماذا كان فرونتبيج مكروهاً في الماضي؟ إلى اليوم يمكن أن ترى انتقادات الناس له بأنه برنامج سيء، بالنسبة لغير الخبراء فرونتبيج كان أحد أفضل البرامج للنشر على الويب وجعل الأمر بسيطاً وسهلاً، لكن مايكروسوفت وطبيعتها التنافسية جعلت المطورين يكرهونه لأسباب عدة، منها أنه لم يكن يصنع كود HTML جيد وأن كثير من خصائصه متوافقة فقط مع إكسبلورر، المطورين يهتمون لجودة الموقع وهذا يشمل الكود الذي لا يراه الزائر.

أرى أن هناك حاجة لبرنامج مماثل لفرونتبيج اليوم لكن يتجاوز مشاكله ومنها الواجهة التي تجعله مثير للحيرة أحياناً، في موضوع لاحق سألقي نظرة على بعض البدائل الحديثة.

2 thoughts on “لماذا يكرهون فرونتبيج؟

  1. برنامج front page كان يتميز بالبساطة، كل من لا يعرف لغة HTML بتفاصيلها يمكنه استخدام ذلك البرنامج وعمل صفحة، اﻵن الأدوات كلها معقدة.
    كذلك أذكر Personal Web service فقد استخدمته لنشر مخدم شبكة اجتماعية تكلمت عنه في موضوع سابق، وأُستبدل لاحقاً ببرنامج IIS أما في مخدمات لينكس يُستخدم Apache كذلك يمكن استخدامه في وندوز.
    الصفحات الداخلية للمؤسسات التي كانت تُسمى Intranet ما زالت تُستخدم لكن بمفهوم مختلف، فقد أصبحت عدد من البرامج الداخلية التي لا تُعرض في الشبكة مثل اﻷنظمة المالية، وأنظمة إدارة الموارد البشرية، وأنظمة المعلومات المختلفة تُستضاف داخلية في مخدم إنترانت. أنا شخصياً كُنت من هواة المواقع الداخلية للمؤسسات لأن تصميمها بسيط ولا تحتاج لاستضافة في الإنترنت، فقط مخدم أو جهاز مكتبي عادي يمكنه استضافة موقع داخلي

    1. أذكر فترة كانت فيها مجلات الحاسوب تتحدث عن الإنترانت كثيراً، لا زالت الفكرة مفيدة اليوم حتى على مستوى الفردي، مثلاً أود أن أجعل قارئ RSS يعمل في مزود ويب يمكن الوصول له من أي حاسوب أستخدمه لكن فقط في المنزل.

Comments are closed.