واب: تقنية تصفح الويب للهواتف القديمة

كيف كانت الهواتف النقالة القديمة (قبل آيفون) تتصل بالإنترنت؟ ببطء ولا تقدم ما يبرر استخدامها لمعظم الناس، مع ذلك مصنعي الهواتف حاولوا بطرق مختلفة إضافة الاتصال بالإنترنت لأن الفكرة تبدو منطقية وضرورية لكن التطبيق دائماً هو المشكلة، الآن نحن لا نفكر بهذا بل المجتمعات تتوقع أن الكل لديه هاتف متصل بالإنترنت وتصمم كل شيء على هذا الأساس، في الماضي قلة من الناس كانوا يستخدمون هواتفهم للاتصال بالإنترنت.

تقنية واب (WAP) طرحت في 1999 وصممت لتعمل على الهواتف النقالة في ذلك الوقت والسرعة البطيئة لشبكات الهاتف النقال، السرعة ارتفعت عندما طرحت تقنية GPRS التي رفعت سرعة الاتصال بالشبكة إلى 40 كيلوبت (ليس كيلوبايت)، هذه السرعة بطيئة جداً وتشبه سرعات المودم في التسعينات، هذا يجعلني أتسائل كم كانت سرعة شبكات الهاتف النقال قبل GPRS؟

محدودية شاشات الهواتف وضعف مواصفاتها يعني عدم قدرتها على تصفح المواقع لذلك صممت لغة خاصة لتقنية واب تسمى WML وهي لغة مشتقة من HTML لكن متصفحات الحاسوب لم تكن متوافقة معها والمستخدم بحاجة لإضافة لرؤية محتويات هذه المواقع، والهواتف لا يمكنها عرض سوى الصفحات بلغة WML، هكذا صنعت شركات الهواتف شبكة مغلقة لا تقدم ما يبرر استخدامها أو حتى صنع محتوى لها، وبإعلان آيفون انتهى دور تقنية واب عملياً لكنها استمرت لفترة حتى أوقفت عدة دول شبكات الهاتف النقال من الجيل الثاني (G2).

مع ذلك لدي فضول لمعرفة WML، قلت لغة مشتقة من HTML لكن الأدق أن أقول لغة تعتمد على XML، الصفحات في هذه اللغة تصنع من مجموعة بطاقات، من المنطقي تحديد مساحة الصفحة بحجم الشاشة ووضع خيارات قليلة للمستخدم لأن الهاتف لا يقدم وسيلة تحكم مرنة مثل الفأرة أو شاشة اللمس.

فكرة أن تحوي الصفحة عدة بطاقات تعجبني لأنني أتخيل تطبيقها على الحاسوب بأسلوب أفضل، هكذا يمكن لموقع صغير أن يكون في صفحة واحدة، بالطبع يمكن فعل ذلك الآن من خلال جافاسكربت لكن ما أريده هو فعل ذلك باستخدام HTML فقط لكن هذا غير ممكن لأن المواصفات والمتصفحات تحتاج لدعم الفكرة أولاً.

من ناحية أخرى مقدمي خدمة الهاتف أرادوا التحكم بكل تجربة الاستخدام وهكذا صمموا المتصفحات بدون مساحة لوضع عناوين، عند تشغيل المتصفح فهناك صفحة رئيسية لا يمكن تغييرها يقدمها مقدم خدمة الهاتف وهكذا يحبس المستخدم في مساحة محدودة بالروابط التي يوفرها، وكذلك لم يستثمروا كفاية في صنع المحتوى لذلك لم يكن هناك دافع لاستخدام تقنية واب في حين أن الشبكة على الحاسوب تقدم الكثير.

واب لم تكن المحاولة الوحيدة لتقديم خدمة تصفح الويب للهواتف النقالة، هناك متصفح أوبرا ميني الذي كان أفضل بكثير من الواب ويستحق موضوع خاص له، في اليابان كانت هناك خدمة i-mode التي ستعمل حتى نهاية مارس 2026 والتجربة اليابانية تستحق موضوع خاص بها كذلك لأن اليابان كانت تعيش في عالم مختلف، الهواتف اليابانية قدمت الكثير من الخدمات ولسنوات عدة قبل أي مكان آخر في العالم.

7 thoughts on “واب: تقنية تصفح الويب للهواتف القديمة

  1. جواب على سؤالك عن السرعة تتراوح بين نصف معدل 6.5 كيلوبت إلى معدل كامل 13 كيلوبت حسب ويكيبيديا، للأسف ليس هناك ترجمة دقيقة.
    اليوم نحن بحاجة إلى تقنيات جديدة و ربما يكون الذكاء الاصطناعي هو رأس الحربة في كسر الجمود الذي وصلنا له، كذلك من المهم إتاحة المجال له بدل تقييده من قبل بعض الدول الأوربية من ناحية استهلاك الطاقة أو محاولة تقليل الاستهلاك حتى يتسنى المجال لصراعات أكبر بين الشركات لإنتاج شيء بتكلفة أقل و جودة أعلى.

  2. قبل الموبايل كان لدينا ال dialup باستخدام الهاتف اﻷرضي والمودم الداخلي في الجهاز أو الخارجي وكانت أقصى سرعة للمودم في عام 2001 هو 56 كيلوبت وكان الدخول للإنترنت عن طريق المودم وله صوت مميز، كان في كثير من اﻷحيان يعطي مشغول لكن بعد محاولات كثيرة نستطيع الدخول.
    بعدها ظهر ال ADSL بسرعات بالميغابت، يبدأ بنصف ميغابت إلى 4 ميغابت وكان ذلك حسب بعد المنزل من المقسم، المنازل القريبة من المقسم (أقل من 4 كيلو تقريباً) هي من تستطيع استخدام سرعة 4 ميغابت
    بعد ذلك بقليل ظهرت التقنيات اللاسلكية إبتداءً بال CDMA وكان في شكل مودم يشبه ال USB Disk بدون شريحة، ثم بعد ذلك ال 3G ثم ال 4G وهي التي تعمل عندنا اﻵن، هذا بالإضافة إلى ال adsl والفايبر وال Mimax

  3. أود شخصياً تجربة هذه الخاصية في أحد الهواتف
    مما يدفعني لأتسائل هل هناك هاتف ذكي بخاصية تصفح الأنترنت بشكل مُقنن؟

    بدون ازدحام التطبيقات!

    أفكر أن اشتري لأبنائي هواتف غير ذكية مستقبلاً ولكن أريد لهم جهاز فيه منفعه أكثر من الملهيات!
    فقط لغرض التواصل معهم ربما..

    وصلت لأقصى القناعات ان الهواتف الذكية لا بد أن تُستخدم من قِبَل أشخاص واعيين

    هناك مقالة عن عزوف بعض اليافعين والأطفال في بريطانيا عن الهواتف الذكية

    https://www.bbc.com/worklife/article/20250409-jonathan-haidt-anxious-generation-katty-kay-interview

  4. المعذرة منكم هذه هي المقالة الأساسية

    تتحدث عن دور بعض المدارس في منطقة ويلز في بريطانيا في منع الهواتف الذكية والتشجيع على استخدام الهواتف الصلبة
    المعروفة ب Brik phones

    للمزيد يمكنكم زيارة الرابط

    https://www.bbc.com/news/articles/cn7ddy8mpl1o

Comments are closed.