سبعة أيام من أوراق الصباح

عرفت فكرة أوراق الصباح قبل عشرين عاماً ولم أطبقها إلا قبل أيام، الفكرة أن تكتب صباح كل يوم ثلاث صفحات تفرغ فيها ما في ذهنك من أفكار، وعندما لا يكون هناك شيء تقوله تستمر في الكتابة وتكتب أنه ليس لديك شيء تكتبه حتى تصل إلى فكرة ما تكتب عنها، وعليك ألا تتوقف عن الكتابة ولا تحرر ولا تهتم بقواعد النحو أو الإملاء ولا تهتم بما سيقوله الآخرون لو قرأوا ما تكتب، هذا ليس سهل.

في اليوم الأول كان لدي عدة أفكار أود الكتابة عنها وكتبت بسرعة وشعرت بأنني أمارس تمرين ذهني، وتوصلت إلى أن لدي أفكار قليلة في ذهني وأنني بحاجة لاستعادة حس الفضول والرغبة في الإبداع إن كنت أريد حقاً أن أمارس الكتابة بجدية، أكتب منذ منتصف التسعينات ولم أعتبر الكتابة يوماً سوى هواية ووسيلة للتعبير عن النفس لا أكثر، وكذلك وسيلة لمشاركة الآخرين بالأفكار.

في اليوم الثاني وضعت مؤقت لعشرين دقيقة لكي أجبر نفسي على الكتابة بأسرع ما يمكن دون تفكير وهذا كان متعباً لأنني أفكر وأتمهل أثناء الكتابة وما أفعله يسير عكس طبيعتي، وهنا وجدت أنني أكرر جملة بأنه لا يوجد شيء أكتب عنه مرة بعد مرة، في اليوم الثالث كانت مصاباً بصداع رهيب وكتبت فقرات قليلة، وفي بقية الأيام لم أستخدم المؤقت بل أعطيت نفسي حرية أن أكتب ما أشاء وأتوقف وأتمهل كالمعتاد، هكذا لم تعد هذه الكتابة مثل أوراق الصباح بل كتابة مفكرة يومية وهو شيء لم أستطع الالتزام به طوال حياتي.

سبعة أيام من كتابة مفكرة، هذا رقم قياسي جديد لأن الرقم السابق كان ثلاثة أيام فقط.

أوارق الصباح هدفها تفريغ الذهن من الأفكار والهموم عموماً لكنها جعلتني أتسائل: ماذا سأفعل عندما يكون الدماغ فارغاً من الأساس؟! ما أحتاجه هو نوع آخر من التمارين التي تساعد على الكتابة الإبداعية وقد سبق أن تحدثت عن لعبة كتابة إبداعية وهذه وسيلة لكن أريد وسائل أخرى.

لدي مكعبات القصص وهي مكعبات رسم عليها رسومات مختلفة، يمكن استخدامها لصنع قصص مسلية ويمكن أن تكون لعبة جماعية:

Story Cubes

جربت بالأمس استخدامها بوضعها على سطر واحد عشوائياً ومحاولة صنع ثلاث قصص من نفس السطر، كل قصة كانت أطول بقليل من سابقتها وكل واحدة كانت مختلفة حقاً ووجدت الأمر مسلياً حقاً، هذا ما أحتاجه، ليس تفريغ ذهني بل تمرينه بأن يكتب ما لم أعتد عليه من قبل.

إن أردت تجربة أوراق الصباح فهذا فيديو قصير يشرحها:

4 thoughts on “سبعة أيام من أوراق الصباح

  1. كتابة ٣ صفحات يومياً بداية الصباح فكرة قرأتها في كتاب the artist way Julia Cameron
    ينطبق هذا التمرين على من يكتب وعلى من يرسم او يمارس اي عمل إبداعي
    من تجربتي كان له تأثير قوي على الصحة النفسية كثيراً
    حولت معظم الكُراسات من هذا التمرين إلى ورق معاد تدويره، لانها احتوت على الكثير من الأفكار الخصوصية ..
    بالنسبة للعبة النرد مواضيع للكتابة شيء مشابه ولكن على طريقة بطاقات إذا اردتم استعارتها فهو من دواعي سروري
    في اعتقادي ان هذه التمارين تصبح اكثر متعة بالمشاركة مع مجموعة او مع مجتمع إبداعي

    كل التوفيق
    والعافية لكم

    1. شكراً للبطاقات، هناك ألعاب كتابة إبداعية تضع نظام لكتابة قصة ما وكذلك خيارات عشوائية تجعل القصة تسير في اتجاهات غير متوقعة، إذا أردت يمكن أن أضع قائمة ببعض هذه الألعاب.

  2. المدونة الشخصية تفي بالغرض بالنسبة لي، أما أن التزم بالكتابة فهذا تكلف غالباً لا يأتي بنتيجة جيدة على المدى الطويل.
    أنت تكتب منذ سنوات و في الحقيقة أفضل قراءة تدويناتك بدل الصحف و الكتاب المحترفين، لديك اسلوب جميل و بسيط، هذا بحد ذاته إنجاز، فأنت لا تحتاج أن تحاول، أنت وصلت إلى مستوى من الإبداع و التأثير الإيجابي.
    إن أردت أن تحاول الالتزام بشيء فالحمية الغذائية قد تكون مفيدة.

    1. نعم المدونة تكفي، مع ذلك لا بد من التجربة لعلي أتعلم شيئاً، وجدت المدونات أفضل وسيلة لحفظ الملاحظات وأجدني أبحث فيها لأقرأ ما كتبته سابقاً عن بعض المواضيع.

Comments are closed.