منوعات السبت: فيمتو، تانج وقمر الدين

يوم العيد، الرسام: فيكتور إيكوت

(1)
قبل رمضان كنت أعد عدة مواضيع للشهر وأجهزها للنشر، بعد يومين فقط من رمضان وجدتني غير معجب بهذا الوضع، لأنني افتقدت الكتابة فقد أصبحت جزء مهم من الشهر ولهذا عدت لكتابة المواضيع كل يوم، عادة أكتبها قبل العصر.

مضى أسبوع من الشهر الكريم وقد كتبت في كل يوم موضوع وأنوي فعل ذلك لبقية الشهر، لعل هذا تعويض للعامين الماضيين حيث كانت النية فعل نفس الشيء لكن لم أستطع.

(2)
مع رمضان تعود بعض الأطعمة والمشروبات التي ارتبطت بالشهر، قبل رمضان قرأت مقال عن الطعام الذي يأكله رواد الفضاء ومن القائمة رأيت تانج (Tang)، مسحوق البرتقال الذي تضيف له الماء البارد وتخلطه جيداً فيصبح لديك عصير، في 2011 وصلت عائدات مبيعات تانج إلى مليار دولار والشركة تقول بأن نصف مبيعاته في الشرق الأوسط تتركز حول رمضان.

أردت شراءه قبل رمضان لكن قرأت عنه في ويكيبيديا ووجدت أن تانغ عبارة عن 96% سكر و4% مواد أخرى مثل الألوان والمنكهات، بمعنى أنه ليس مسحوق برتقال بل سكر بمنكهات وألوان، كان طعمه رائعاً في الماضي لأنني كنت صغيراً والأفضل ألا أجربه مرة أخرى.

فيمتو مشروب آخر مشهور في رمضان في الجزيرة العربية ولا أدري عن باقي الدول العربية، قصته تهمني لأنها مرتبطة بفكرة الاعتدال في الشرب بمعنى الاعتدال في شرب الخمر أو في الغالب الامتناع عنه كلياً وهذا توجه ظهر في الغرب بالطبع فالمسلمون ليسوا بحاجة للامتناع عن الخمر لأنها محرمة وهذا خير لنا.

مشاكل الإدمان على الخمر لا تخفى على أحد، هناك الجانب الصحي فالإدمان يمكن أن يتسبب في قتل المدمن مبكراً، وهناك الجانب الاجتماعي الذي لا يمكن اختصاره في كلمات قليلة، لذلك ظهرت حركة الاعتدال في الغرب وهي حركة تضم المتدينين من النصارى الذين يرون أن دينهم يأمر بتحريمها والامتناع عن شربها وهناك غير المتدينين الذين يرون مشاكلها ويريدون منعها لكن الفريقين لم ينجحوا في مجتمعات أصبح فيها الخمر جزء مهم من حياتهم اليومية.

إن قرأت عن تاريخ حركة الاعتدال في ويكيبيديا ستجد أن عدة دول حاولت أو منعت الخمور أو ضيقت عليها وكادت تنجح لكن كل هذه الجهود فشلت لعدة أسباب وكانت هناك عصابات متخصصة في تهريبه وصنعه، قارن هذا بما حدث في المدينة عندما نزلت آيات تحريم الخمر.

حركة الاعتدال أدركت أن منع الخمر لا يكفي فلا بد من إيجاد بدائل له وبدائل كذلك لحانات الخمر فهي أماكن تجمع الناس وهذا الرابط الاجتماعي مهم لهم، لذلك ظهرت حانات تبيع مشروبات مختلفة بدون أي كحول، في هذه البيئة ظهر فيمتو كأحد البدائل للخمر، لم أجد الكثير من المعلومات حول صانعه، لكن مما فهمته أنه صنع فيمتو كمشروب صحي قبل أن يكون لحركة الاعتدال تأثير، في الماضي ظننت أنه صنع كبديل للخمر.

أما قمر الدين فهذا مشروب عربي، أعترف أنني كنت لا أحبه في الماضي لكن الآن أجده رائعاً وهو شراب طبيعي فهو مصنوع من عجينة المشمش المجفف، ولدي يقين أنه بالإمكان استخدامه في صنع حلويات، كعكة قمر الدين مثلاً! سأقترح الفكرة على ابنة أخي وأرى إن كانت ترغب في تجربة ذلك.

(3)
قبل رمضان وجدت موقع هيئة فنون الطهي السعودية التي تأسست في 2020، الهيئة توثق الطعام السعودي وستجد في الصفحة الرئيسية كتاب يحوي عدة وصفات، وهناك صفحة عدسة الطهي التي تحوي مزيد من الوصفات، وهناك صفحة إصدارات توفر ملفات PDF يمكنك تنزيلها.

أتوقع أن الهيئة تعمل على تأليف كتب يمكن شرائها وهذا ما أتطلع له، وهذا ما أتمنى أن تفعله كل دولة عربية، الطعام ثقافة وثقافتنا تستحق التوثيق والمشاركة، أنا ألوم نفسي عندما أجدني أكثر معرفة بتاريخ الطعام في اليابان وأوروبا مقارنة بتاريخ الطعام في دولة مجاورة، لكن لا يمكن كذلك تجاهل حقيقة أن الوصول للمصادر أسهل عندما أبحث عن ثقافات غير عربية.

لاحظت كذلك أن موقع Taste Atlas لديهم صفحة للسعودية تحوي 97 وصفة، وستجد في الصفحة بعض الوصفات أو الأكلات التي تشترك فيها عدة شعوب عربية، مثلاً الفول المدمس وصفة مصرية كما أعرف لكنها تصنع وتأكل في عدة دول عربية والموقع يضعها في صفحة السعودية ومصر كذلك.

لكن لسنا بحاجة لانتظار المؤسسات الحكومية أو مواقع غربية، كل مدون يمكنه أن يساهم في توثيق بعض الطعام المحلي، لا تستصغر الأمر فهذه الثقافة ستضيع ما لم يوثقها أحد والأمر لا يتعلق فقط بالوصفات بل بعادات الناس حولها.

4 thoughts on “منوعات السبت: فيمتو، تانج وقمر الدين

  1. أنا واحد من عشاق مشروب الفيمتو بجميع أنواعه لكن بدأت التخفيف من شربه مؤخرا بسبب احتوائه على كمية كبيرة من السكر خصوصا النسخة الغازية منه لكن مؤخرا تم إطلاق فيمتو زيرو، طعمه مشابه لحد كبير لطعم الفيمتو الاصلي لكن تخفيف السكر فيه قلل من الاستمتاع بشربه.. لكن يظل خيار أفضل من لا شيء!

    1. ما أشربه إلا في رمضان مرتين أو ثلاث، وبالفعل المشروب فيه كثير من السكر ومع ذلك الناس يضيفون له سكر! شكراً لذكر فيمتو زيرو، سأشتريه لأرى الفرق.

  2. في مصر هناك العديد من المشروبات المحلية المشتهرة في رمضان أحدهم قمر الدين، ويصنع منه أيضًا حلوى(مهلبية قمر الدين)، من المشروبات الأخرى التمر الهندي والعرقسوس وهناكالسوبيا وهي تختلف عن السوبيا الحجازية حيث أن السوبيا في مصر مشروب يصنع من جوز الهند.

    1. شكراً أخي الكريم، سأقترح مهلبية قمر الدين على ابنة أخي لأرى إن كانت تود صنعه، والسوبيا هو المشروب الوحيد الذي لم أجربه، بالطبع سأفضله بجوز الهند 🙂

Comments are closed.