منوعات السبت: أود أن أرى هرماً جديداً!

الرسام: ديفد روبرتس

(1)
نقاش في ماستودون جعلني أفكر في الإهرامات مرة أخرى فهناك من يرى عدم إمكانية الناس اليوم بناء إهرامات فكيف فعلها الناس في الماضي؟ والتفسيرات التي يتوصل لها البعض أن هناك إما حضارة سابقة اختفت معالمها وآثارها وكانت أكثر تقدماً وعلمت الشعوب الأخرى كيف يبنون الإهرامات، أو هم من بنوا الإهرامات، أو يفسرونها بمقدم فضائيين.

هناك جانب عنصري من هذه النظريات لأن بعض علماء الآثار الغربيين لم يعجبهم أن يجدوا حضارة تسبق الإغريق ولا شك أنهم ينظرون بنظرة دونية لشعوب مختلفة، الأبسط بالنسبة لهم التفكير في تفسير آخر بدلاً من الاعتراف بأن المصريين القدامى صنعوا حضارة ولديهم فلسفة.

حتى لو لم تكن دوافع الفرد عنصرية ويؤمن حقاً بأن الناس في الماضي غير قادرين على صنع الإهرامات فالتفسير الأبسط بالنسبة له أن هناك حضارة أقدم، وهنا لدي مشكلة، لأن الناس اليوم بإمكانهم صنع إهرام باستخدام معدات حديثة، وعلماء الآثار درسوا تفاصيل بناء الإهرامات ولديهم عدة تفسيرات لوضع الأحجار فوق بعضها البعض وكيف قطعت وسحبت بل ولديهم تقديرات لعدد من اشتغل هناك من الناس، مشروع مثل هذا كان بحاجة للآلاف من الناس ولعشرات السنين وهذا يتطلب تنظيماً إدارياً، لا أدري ما هو المستحيل هنا، الناس بإمكانهم نقل ورفع أحجار أوزانها تصل لأربعين طناً أو أكثر، المسلة قد يصل وزنها إلى 250 طناً وقد نقل أحدها ووضع في باريس ولا زال بعضها قائم في مصر.

بالآلات الحديثة يمكن بسهولة وبسرعة قطع الأحجار وبدقة أعلى مما فعله المصريون في الماضي، ويمكن بسهولة نقل هذه الأحجار ووضعها فوق بعضها البعض، واحدة من أكبر الرافعات النقالة في العالم يمكنها حمل 1200 طن وهذا أكثر من كافي، ارتفاعها يصل إلى 188 متر وهذا أطول من الهرم الأكبر الذي وصل طوله إلى 146 متر، باستخدام أربع رافعات أصغر يمكن بناء معظم الإهرام، أو يمكن حتى صنع رافعة ثابتة وهذه يمكنها حمل أوزان أكبر لارتفاعات أعلى، بمعنى يمكن بناء إهرام أكبر من الماضي.

من ناحية التصميم الداخلي والممرات فلدينا برامج تصميم ثلاثية الأبعاد يمكنها أن تصمم بدقة كل حجر ويمكن قطع الأحجار بدقة قبل نقلها وبشيء من التنظيم اللوجستي يمكن إدارة كامل العملية، هذا لا يختلف عما يحدث الآن في مشاريع البناء الكبيرة.

السؤال الذي سيطرحه البعض: لماذا إذاً لم يبنى أي إهرام اليوم؟ وأرد عليك بسؤال: لماذا سنبني إهراماً؟ هناك مشكلة التكلفة من سيدفع لمثل هذا المشروع؟ الإهرام كمبنى له ميزة واحدة فقط وهو قدرته على البقاء لآلاف السنين، الناس منذ ذلك الوقت لديهم طرق بناء أكثر فعالية تستخدم مواد أقل لتصنع مساحات أكبر دخلية لحياتيهم اليومية.

حقيقة أود لو تبادر دولة أو شخص لديه ما يكفي من المال ويبني إهرامين واحد بأدوات حديثة والثاني بأدوات قديمة لأسباب:

  • إثبات إمكانية صنع واحد بسهولة باستخدام أدوات حديثة، مع أنني لا أرى الحاجة لذلك، لكن بعض الناس ستصدق عندما ترى النتيجة.
  • علماء الآثار لا يكتفون بدراسة الماضي بل يختبرون نظرياتهم وبناء إهرام بوسائل قديمة سيكون الاختبار الأفضل.
  • إثبات أن المصريين القدامى استطاعوا بناء الإهرامات بالأدوات والمعرفة المتوفرة لهم في الماضي، مع يقيني أن هذا لن يغير شيئاً للبعض.

هناك من بنى إهرامات أصغر حجماً وهناك من يحاول بناء هرم بحجم كبير لكن يبحث عن تمويل، لكن يقيني أن بناء إهرامات بوسائل حديثة أو قديمة لن يغير الكثير، النقاش سيستمر لأن هناك أناس يبحثون عن تفسيرات أخرى غير التفسير الأبسط، وهناك من يؤمن بأن علماء الآثار يحاولون إخفاء الحقيقة، كيف تثبت لشخص عدم وجود شيء؟ لو عرضت عليه كل شيء سيبقى مؤمناً أن هناك شيء خفي لم تعرضه عليه.

(2)
مدونة فليكر تقارن بين فليكر والشبكات الاجتماعية الأخرى، ليس هناك خوارزمية وفليكر يحترم خصوصية المستخدم فتمويلهم يعتمد على المشتركين في الخدمة، ثم تشرح التدوينة كيف تتحكم بما تراه في فليكر، الأمر يعتمد على من تتابعهم وفليكر نفسه لا يعرض شيئاً عليك لم تتابعه، ليس هناك إعادة تغريد أو خصائص أخرى تراها في تويتر وفايسبوك.

هناك زر المفضلة للصور وهذا وظيفته جمع صورك المفضلة في مكان واحد، ومفضلتي في فليكر صفحة أستمتع بزيارتها بين حين وآخر لرؤية الصور.

(3)
قبل سنوات قرأت عن خبز الزنجبيل الروسي وتمنيت تجربته، هناك خبز أو كعك مماثل في العديد من الدول الأوروبية وتختلف الوصفات وحقيقة أود تجربتها كلها أو أجد فرصة لصنعها، في بداية العام وجدت من يبيع الخبز الروسي فاشتريته لكن نسيت تصويره ثم لم أجده إلا قبل أسبوعين:

Pryanik - gingerbread

ومن الداخل:

Pryanik - gingerbread

يسمونه خبز لكنه كعك أو على الأقل خبز حلو، محشو بجام فاكهة ما، وجدته رائعاً في البداية ومناسب لشرب الشاي لكنه مغطى بالسكر وهذا يجعله حلو أكثر من اللازم، الخبز لوحده مع الحشوة حلو كفاية ولا يحتاج لطبقة سكر علوية، يمكن صنعه بدون طبقة السكر لكن علي فعل ذلك بنفسي والوصفات في الويب كثيرة، المشكلة ستبقى عدم توفر مساحة لفعل ذلك إلا إن أطبخ في منتصف الليل!