يوسف يطالبك بشراء حاسوب جديد

منتجات المستهلكين التقنية وصلت لمرحلة تشبع منذ وقت طويل وكذلك لم يعد هناك مجال واسع للإبداع وصنع منتجات جديدة لم يصنعها أحد من قبل، في العقود الماضية استطاعت الشركات تلبية العديد من الحاجات وتغطتيها بمنتجات عديدة، لذلك تحاول صنع نوع جديد من المنتجات وتحاول أن تخلق الحاجة له ولم يقتنع الناس بها بعد أو لعلهم لن يقتنعوا بها، لكن الشركات لن تتوقف عن محاولة وستبحث عن أي خاصية يمكن إضافتها للمنتجات لكي تدفع الناس لشرائها.

مايكروسوفت تحاول منذ سنتين أو أكثر إقناع الناس للانتقال إلى ويندوز 11 لأن 62% من مستخدمي ويندوز ما زالوا في ويندوز 10 الذي ستتوقف مايكروسوفت عن دعمه في أكتوبر هذا العام، الحواسيب التي تشغل ويندوز 10 تستطيع تشغيل 11 لكن مايكروسوفت وضعت شروط صارمة لتشغيل 11 تمنع الكثير من الحواسيب من تشغيله والوسيلة الوحيدة للانتقال إلى ويندوز 11 ستكون بشراء حاسوب جديد، بالطبع هناك طرق للتحايل على متطلبات مايكروسوفت لكن أغلب الناس لن يجربوها وستبقى حلول يعرفها من لديه خبرة تقنية.

يوسف مهدي مدير التسويق في مايكروسوفت كتب عن عام 2025 واصفاً إياه بأنه عام تجديد ويندوز 11، ومرة أخرى يكرر ما كتبه في أكتوبر العام الماضي حول الانتقال إلى ويندوز 11 والاستعداد لنهاية ويندوز 10، وفي الموضوعين الأفكار نفسها:

  • مايكروسوفت ستتوقف عن دعم ويندوز 10 في أكتوبر 2025.
  • ويندوز 11 يحوي الكثير من الخصائص الجديدة التي “يحتاجها” الناس.
  • حاسوبك قد لا يدعم ويندوز 11، لذلك اشتري حاسوباً جديداً لتحصل على كل الخصائص الجديدة “والمفيدة” في ويندوز 11.

مايكروسوفت استثمرت الكثير في تقنية الذكاء الاصطناعي ولن تربح ببقاء الناس في حواسيبهم القديمة وفي نفس الوقت تقدم معروفاً لصنّاع الحواسيب بأن تدفع الناس لشراء حواسيب جديدة والتخلص من القديمة، والخصائص الجديدة في النظام يدور أكثرها حول الذكاء الاصطناعي ورفع مستوى الحماية، لكن تبقى حقيقة أن التخلص من ملايين الحواسيب هدر هائل للموارد وأن هناك أناس لا يمتلكون تكلفة شراء حاسوب جديد أو يفضلون عدم شراء واحد جديد عندما يكون حاسوبهم الحالي يعمل بكفاءة ودون أي مشكلة.

الحواسيب وصلت للنضج منذ وقت طويل الآن ولم يعد هناك الكثير مما يمكن فعله لصنع حواسيب مميزة، أنظر للحواسيب اليوم من عدة شركات وستجد نفس المواصفات ونفس القطع وتقريباً نفس التصاميم والأكثر من ذلك أن هذه الحواسيب تصنع في نفس المصانع الصينية والتايوانية، وكلها تعمل بنفس النظام، أبل الشركة الوحيدة التي تتميز بمنتجاتها التي تصممها وتصنع بعض قطعها وتطور نظامها، أبل تصنع معالجاتها وهذا شيء يميزها.

الذكاء الاصطناعي تقحمه الشركات في منتجاتها ومعرض منتجات المستهلكين يقام هذه الأيام وسأكتب عنه في موضوع آخر، الذكاء الاصطناعي يوضع على منتجات لا تحتاجه لأن المصطلح أصبح تسويقي بغض النظر عن الفائدة التي يقدمها، يوسف مهدي يتحدث عن “الإبداع” في موضوع وقد ذكرت الكلمة 11 مرة وذكر الذكاء الاصطناعي 20 مرة وبرنامج مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي كوبايلوت ذكر 17 مرة، هل هذا حقاً إبداع؟ هل هذا ما يريده الناس أما ما سيجبرون عليه؟

من يتابع المدونة يعرف أنني كتبت كثيراً عن واجهات الاستخدام وعن أبحاثها وعن الأفكار الكثيرة التي لم تطبق وكلها أفكار قديمة ولو رأيت بعضها في ويندوز سأعتبر ذلك إبداعاً لأنه سيخدم الناس، أما الذكاء الاصطناعي فالمؤسسات التقنية تصنعه لأنها تعلم أنها سيخدمها وهذا أهم بالنسبة لها من تقديم شيء مفيد للناس.

إن كان حاسوبك لا يدعم ويندوز 11 فلا تتخلص منه، هناك بديل لنظام ويندوز.

8 thoughts on “يوسف يطالبك بشراء حاسوب جديد

  1. حتى إن أوقفو الدعم مازلت أرى حواسيبا تعمل بوندوز 7 ،أظن عليهم الخضوع لمتطلبات الزبائن و ليس إخضاع الناس لهم.

    1. هناك لا شك أناس سيتجاهلون الأمر ويستمرون في استخدام النظام ولسنوات، وعدة شركات ستبقى تدعم النظام لأن زبائنها ما زالوا يستخدمونه، المشكلة ستكون في المؤسسات الكبيرة التي تتعاقد مع مايكروسوفت وستتخلص من آلاف الحواسيب، آمل فقط ألا تصل هذه الحواسيب لمكبات النفايات بل لسوق المستعمل وتتسبب في انهيار أسعار الحواسيب المستعملة، سيجد الناس فرصة لشراء حواسيب جيدة ورخيصة.

      مايكروسوفت شركة مهيمنة ومحتكرة ولذلك يمكنها فرض إرادتها على الناس.

  2. اعتقد انه رغم محاولات الشركات المستمرة لفرض رؤيتها وادواتها ورغبتها المستمرة في تحديث الاجهزة والبرمجيات من اجل الاستمرار في الربح يوجد الكثير من المقاومة سواء علي مستوي الافراد او علي مستوي بعض المؤسسات الصغيرة لهذا التوجه

    فمثلا هناك حتي الآن من لا يزال يستخدم ويندوز XP بشكل يومي وهناك من يقوم بعمل تعديل علي النظام ويضيف اليه العديد من البرامج التي تجعله يصلح للاستخدام اليومي في الوقت الحالي وتلك النسخة اسمها Windows XP Professional SP3 x86 – Integral Edition وهي بالطبع نسخة غير رسمية ولا تصدر عن مايكروسوفت وانما عن افراد عاديين ممن يرفضون هذا التوجه للتحديث المستمر للاجهزة والبرمجيات

    اعتقد ان محاولة زيادة الوعي لدي الناس العاديين عن طريق المدونات والكتابات التقنية عن عدم جدوي التحديث المستمر للاجهزة والبرمجيات وان الموجود حاليا لديهم يكفي ويزيد ، سيكون بمرور الوقت ذو اثر ، حتي ولو لم يظهر هذا الأثر بشكل ضخم يهدد وجود مثل هذا الشركات

    1. المشكلة ستكون الشركات الكبيرة والحكومات المتعاقدة مع مايكروسوفت، إن اختارت تحديث حواسيبها فهذا يعني آلاف من الحواسيب التي سيتخلصون منها على أمل أن تصل لسوق المستعمل.

  3. هذه هي الرأسمالية المتوحش: البيع و لبربح أكثر.
    لا زلت أستخدم حاسوب بمعمارية 32 بت و هو يفرلي كل حاجياتي.
    في الادارة التي أعمل فيها لازالت هناك حواسيب تعمل بالإكس بي و أغلبها يعمل على وندوز 7.

    هناك طبعا أناس يستهويهم الجديد و يتأثرون بالإشهار.

  4. نعم هناك بدائل لويندوز ولينكس وصل الى مرحلة من النضج صار فيها بديل لأكثر الاستخدامات وهناك توزيعات منه مخصصة للمستخدمين الذين لا يملكون أي خبرة فيه .. فقط يحتاج الأمر لأن يخرجوا من منطقة الراحة قليلاً .
    مايكروسوفت تعول على دعمها القوي للألعاب وعلى بضعة برامج يحتكرها نظامها ونظام ماك والمستخدم العادي لا يحتاجها .. الأمر بحاجة لوعي وللابتعاد عن حجة أن هذا ما وجدنا عليه آبائنا.

    1. الآن مع انتقال التطبيقات لتقنيات الويب أصبح بالإمكان تشغيلها في أي نظام، وفي لينكس هناك برنامج واين الذي يحاكي ويندوز ومن خلاله يمكن تشغيل آلاف البرامج والألعاب التي لا تدعم لينكس.

Comments are closed.