المطرقة التي تبحث عن عمل وفن قطع الشطرنج

غوغل طرحت مشروع صغير في معاملها للعبة شطرنج يمكنك تصميم قطعها كما تشاء باستخدام الذكاء الاصطناعي، للأسف المشروع لا يعمل في كل مكان وهذا يشمل الإمارات، لم أكن أنوي الكتابة عن الخبر إلى أن قرأت تعليق قصير على الخبر وهذه ترجمته:

لديهم ذكاء اصطناعي على شكل مطرقة، ويظنون أن كل شيء مسمار

صناع التقنية يظنون أن كل شيء سيكون حله صنع حاسوب مختلف وبرامج، وأحياناً يصنعون الحل ثم يبحثون عن المشكلة وأرى أن الذكاء الاصطناعي واحد من هذه الحلول التي يحاولون إقحامها في كل شيء.

أعود لمشروع غوغل، أنا معجب بالفكرة ولا داعي للتحليل الزائد عن الحاجة، هذه فكرة مسلية ومؤسف أنني لا أستطيع تجربتها، بين حين وآخر أبحث عن تصاميم مختلفة للعبة الشطرنج فقط لرؤية صورها لا أكثر، لا أنوي شراء شيء، أحب رؤية إبداعات الناس حول العالم.

تخيل لو أن غوغل طرحت مشروع مماثل قبل عشرين عاماً عندما لم يكن هناك ذكاء اصطناعي كما نعرفه اليوم، أخمن بأنهم سيوظفون مصممين ورسامين ليصنعوا تصاميم مختلفة للقطع وغوغل ستدفع لهم بالطبع مقابل أعمالهم، الناس ستعجبهم هذه الأعمال وسيكتبون عنها، غوغل فعلت ذلك مع خدمة آي غوغل التي كانت توفر صفحة متنوعة الخصائص والتصاميم واستخدمتها لسنوات وكنت حقاً سعيداً بها ثم بالطبع قتلوها مع خدمات كثيرة.

الآن مع الذكاء الاصطناعي لا حاجة لتوظيف مصممين، يمكنهم صنع عدد لا نهائي من التصاميم باستخدام الذكاء الاصطناعي، لكن تذكر أن الذكاء الاصطناعي ليس مجاني فهو يستهلك الكثير من الطاقة ومراكز البيانات تتطلب الماء كذلك لتبريدها.

الذكاء الاصطناعي يسوق له على أساس أنه سيستبدل الناس وهذا يشمل وظائف المبرمجين والمصممين الذين يعملون في الشركات التقنية، في الماضي كانت الفكرة أن الإنسان يفكر والحاسوب يساعده على التفكير لا أن يستبدله، لكن الشركات التقنية تعمل على استبدال الناس والاعتماد على العمالة الرخيصة لأداء ما لا يمكن للذكاء الاصطناعي فعله، محلات أمازون استخدمت الناس لمراقبة المحلات طول الوقت في حين أنها أعلنت بأنه محلات تدار بالتقنية ودون تدخل البشر، كذلك أجهزة أمازون الذكية فعلت نفس الشيء، هناك من يستمع لما يقوله الناس ويحاولون تفسيره للحاسوب الذي لم يفهمه.

نقطة أخيرة: في 1997 تغلب الحاسوب ديب بلو على غاري كاسبروف في مباراة شطرنج، أذكر في ذلك الوقت توقعات المحللين بأن الحواسيب ستستبدل الناس وهناك من تحدث عن مباريات الشطرنج بين البرامج فلا حاجة للناس، المنافسة ستتغير وتكون بين البرامج، والآن الشطرنج تجد شهرة وانتشاراً حول العالم وهناك قنوات يوتيوب متخصصة في تحليل كل صغيرة وكبيرة عن اللعبة.

الذكاء الاصطناعي يستطيع أن ينتصر في لعبة شطرنج، لكنه لن يشعر بنشوة الانتصار أو حتى بحماس تحريك قطعة من مكان لآخر.