ما بعد رمضان

بعد كل رحلة هناك فترة انتقالية ما بين الرحلة والعودة للحياة العادية، لا شك لدي أن أي شخص سافر لأسبوع أو أكثر ثم عاد يجد نفسه بين أيام الرحلة وأيام الحياة المألوفة، في الرحلة يتغير شعور اليوم حتى لو كنت تفعل نفس الأشياء مثل الاستيقاظ صباحاً وشرب قهوة، في الأيام العادية هذه عادة مألوفة لا تفكر فيها أما إن كنت في سفر يصبح شرب القهوة مناسبة احتفالية صغيرة تسعدك، القهوة نفسها لم تتغير لكن أنت في حالة نفسية مختلفة، وعندما تعود من السفر يبقى شيء منه في نفسك ولأيام.

رمضان هذا العام كان مثل رحلة وبعد الشهر أشعر بالتيه ولا أعرف كيف أعيش الأيام بدون رمضان، كأنني نسيت كيف يسير اليوم العادي، لكن أدرك أن هذه حالة مؤقتة وسأعود للروتين اليومي قريباً، الآن أشعر بالضياع، أعلم ما الذي علي فعله ولدي قائمة أعمال ومشاريع وليست المشكلة هنا، هو مجرد شعور عابر وسيذهب.

هذا الشعور العابر قد يكون مصدراً للضيق والتعب خصوصاً عندما تغير شيئاً جذرياً في حياتك، كان جزء من يومك والآن لم يعد كذلك وتغيير العادة يترك فراغاً مزعجاً، كنت في هذا الوقت تفعل ذلك الشيء الذي تفعله منذ سنوات أو عشرات منها ثم رأيت أن الاستمرار لا يفيدك بل ويضرك والآن تريد التغيير، مع التغيير يأتي الشعور بالتيه فنفسك تحب تلك العادة المألوفة والآن أنت تحرمها من ذلك، هذا الشعور يبدأ قوياً ثم يتلاشى مع الأيام ويحتاج الفرد أن يصبر حتى يرى نتيجة التغيير، عادة جديدة يسهل تغييرها أما عادة عاشت معك عشرين عاماً فهذه تحتاج لصبر جميل.

لا أدري ما الذي أريد أن أقوله هنا سوى أنني أشعر بالتيه بعد رمضان، أسأل الله أن يبلغنا رمضان العام المقبل.

4 thoughts on “ما بعد رمضان

  1. هذا ما كنت أفكر فيه ماذا بعد، شهر رمضان ينظم وقتنا تلقائيا، لذلك نشعر بالضياع بمجرد انتهائه، نحتاج لبعض الوقت حتى نعود للروتين اليومي.

  2. تشبه أعراض الإنسحاب،خالي رجل ثمانيني دائما يكمل صوم ستة من شوال ثم يواصل بقية السنة الصوم إثنين و خميس….سأحاول تجربة هذا النسق….

  3. الأمر .. كما قلتَ .. بحاجة لبعض الوقت .. نحن نتردد في العادة بالقيام بتغيير ما وأعتقد أنك تقصد تغييرات أشمل من مجرد انتهاء أيام رمضان أعاده الله علينا وعليكم على خير.
    التغيير أمر لا مفر منه وإن لم نذهب إليه سيأتي إلينا حتماً.

Comments are closed.