هذه كلمة تقنية عن مواضيع تقنية تهمني، أن تصنع البرامج للناس وتبنى على أساس بسيط بدلاً من استخدام أدوات صنعتها شركات تقنية ضخمة لمشاريع ضخمة، أن تصنع البرامج لتعمل أولاً محلياً على جهازك دون حاجة للاتصال بالشبكة وتعمل بالاتصال مع الشبكة عند الحاجة، أن تتصل البرامج للشبكة وتقدم خصائص للتعاون مع الآخرين دون أن تحتاج للاعتماد على طرف ثالث مثل الشركات التقنية الكبرى.
قبل أن تتصل الحواسيب بالإنترنت كان بعضها يتصل بشبكات محلية، مثلاً مؤسسة لديها عشرون حاسوباً ومزود تطبيقات وآخر للطباعة مثلاً، موظفي هذه الشركة يمكنهم التعاون فيما بينهم من خلال برامج محلية ويمكنهم التشارك بالموارد من خلال مزود الملفات والطباعة والتطبيقات، كل هذا يحدث محلياً فلم تغير الوضع وأصبح البعض لا يمكنه حتى تخيل ما كان يحدث في الماضي؟ أقول هذا لأنني أقرأ النقاشات التقنية في بعض المواقع أرى العديد من الناس يرون استحالة أن يعمل حاسوبان مع بعضهما البعض وهما في نفس الغرفة دون توصيلهما بالإنترنت والاعتماد على مزود من طرف ثالث.
بالمناسبة يمكن وصل الحواسيب مع بعضهما البعض ودون مزود، لينكس وويندوز ولا شك أنظمة أخرى بإمكانها فعل ذلك لكن في الغالب الناس لا يفكرون بهذه الخاصية، يمكن تبادل الملفات بين الحواسيب ومشاركة الموارد مثل طابعة.
تقنية القرين للقرين (Peer to peer) يمكن استخدامها في شبكة محلية لمشاركة الملفات، أو لعب اﻷلعاب المحلية. لم تعد ذات إقبال في هذا الوقت.
أدرك ذلك وأود تجربتها لأرى مدى سهولة أو صعوبة الأمر وكذلك مدى فائدة ربط الحواسيب، عدم الإقبال عليها الآن أراه يعود لعدم تسويق الفكرة، متى كانت آخر مرة تحدثت شركة مايكروسوفت وسوقت للفكرة؟ المواقع التقنية وقنوات يوتيوب الشهيرة لا تتحدث عن الأمر، القنوات الصغيرة التي بالكاد ينتبه لها أحد فيها مقاطع تشرح العملية، مثل هذه القنوات فيها المفيد لكن لن تجدها ما لم تبحث عن شيء 🙂
الكثير من المؤسسات لديها شبكات داخلية تسمى intranet كذلك الجيش لديه شبكته الخاصة…حين تربط حاسوبين او اكثر ببعضها يممنك مشاركة البيانات والملفات بينها أو تنصيب برنامج على الخادم المركزي و إستعماله من حاسوب آخر…مراكز النداء callcenter تستعمل شبكة داخلية …هناك عدة شبكات منعزلة عن الشبكة العنكبوتية
أدرك كل هذا، ما أتحدث عنه هو ما يفعله الأفراد والمؤسسات التجارية الصغيرة حيث يعتمدون كلياً على خدمات غوغل مثلاً ولا يمكن إنجاز شيء في حاسوب لا يتصل بالإنترنت.
نعم هذا صحيح وهو الأمر الطبيعي .. في الشركة التي كنت أعمل بها في سوريا كانت هناك شبكة محلية كاملة مكونة من سيرفر وبضعة أجهزة وطابعات موصولة على الشبكة تستعمل بطريقة تشاركية .. كنت تستطيع حتى تحديد من يستعمل الطابعة ومن لديه الأولوية في الطباعة .. برنامج مضاد الفيروسات لديه برنامج مركزي على السيرفر يقوم بجلب التحديثات من الانترنت ومن ثم يحدث بقية الأجهزة بشكل محلي .. هناك برامج تضعها على السيرفر .. كمايكروسوفت أوفيس .. بحيث تُنصب تلقائياً عند ضمّك لجهاز جديد للشبكة المحلية .. كان العمل لا يتوقف ما دامت هناك كهرباء والانترنت له دور هامشي بوجود الأقراص الليزرية.
وجود الشبكة وفرض الخدمات السحابية أضر بأمور كثيرة أهمها الثقافة والمعرفة التقنية الفردية وصار الأي تي عبارة عن وسيط بين الشركة وبين الخدمات السحابية ولم يعد صانع الأحلام .. علاوة عن أن توقف الانترنت سيعني حرفياً أن يتوقف عمل آلاف الشركات .. يستسهلون الاعتماد على الخدمات الجاهزة بدلاً من أن يمتلكوا عملهم الذي أخذته الشركات الكبرى رهينة بهدوء وحنكة.