بعد كتاب الموضوع السابق عن نظام تشغيل غير مألوف تذكرت أنني أردت مرة شراء حاسوب غير مألوف، هذا حاسوب يختلف عن جهاز أميغا فقد كنت أقرأ عن حاسوب زد أكس سبيكترم (ZX Spectrum) البريطاني، واحد من أشهر الحواسيب عالمياً وإن كنت لم تسمع عنه إلا قليلاً، الجهاز وجد سوقاً في بريطانيا وأمريكا (باسم مختلف) وأوروبا الغربية أما في دول الكتلة الشرقية فقد كان استيراد الحاسوب صعباً ولذلك صنعت نسخ منه، كل دولة لها حواسيبها المتوافقة مع سبيكترم، بعضها كانت جهود أفراد وأخرى كنت بجهود مؤسسات تعليمية أو حكومية، واستمر صنع هذه الحواسيب حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي لأن الوضع الاقتصادي كان صعباً.
في 2003 كنت أقرأ عن كل هذا ووصلت لموقع شركة روسية تبيع حاسوباً متوافقاً مع سبيكترم ويقدم المزيد، بصراحة لم أكن أفهم في ذلك الوقت ما يفعله الحاسوب لكن مجرد اكتشافه جعلني أتحمس كثيراً ثم عرفت أنني أستطيع شراءه وهذا دفعني لمراسلة الشركة لمعرفة سعر الجهاز وإمكانية شحنه، بعد أيام من انتظار الإجابة تجولت في صفحات عدة من موقع الشركة ومواقع عن الجهاز وعرفت أن الشركة توقفت عن صنعه وبيعه في 2003، في ذلك الوقت كان بإمكاني شراءه لكن أدرك الآن أنني لو حصلت على الجهاز في ذلك الوقت فقد أندم على الشراء، هذا جهاز للهواة ولم يكن مناسباً للأغراض اليومية في ذلك الوقت، لكن الآن لو عاد الجهاز هل سأشتريه؟ نعم وبلا تردد.
ما يدفعني لاكتشاف أي موضوع أو أي شيء هو البحث عن غير المألوف، أنظر لما هو مألوف اليوم من أي شيء وستجدني أبحث عن شيء مختلف وغير معروف، لا يهمني إن كان هذا المختلف غير عملي أو غير منطقي، لا يهمني إن كان أسوأ من المألوف، المهم هو اختلافه وتميزه.
على أي حال، الحاسوب هو سبرنتر (Sprinter) من شركة بيتر بلس (Peter Plus) التي أغلقت أبوابها، الجهاز يستخدم معالجين أحدها من نوع PLD وهي دارة إلكترونية قابلة للبرمجة، بمعنى إمكانية تغيير المعالج حسب الرغبة وهذا ضروري لكي يكون الحاسوب متوافقاً مع برامج وألعاب من الماضي، المعالج سرعته 3.5 ميغاهيرتز، المعالج الثاني هو Z84C15 (متوافق مع Zilog Z80) وسرعته 21 ميغاهيرتز، الجهاز يحوي قارئ أقراص مرنة، يمكنه دعم مشغل أقراص ضوئية، كذلك يمكن وصل طابعة وشاشة ملونة.
ما زال هناك أناس يملكون الحاسوب ويقدمون دعماً للآخرين من مستخدمي الجهاز، هناك موقع يقدم توثيق باللغتين الإنجليزية والروسية وفي الموقع هناك أناس يطورون برامج وألعاب له.
هذا الجهاز يجعلني أتمنى لو أن الكثير من شركات الحاسوب في الماضي استمرت واستمر معها تنوع الحواسيب في معمارياتها وتصاميمها وواجهاتها، وحقيقة بعد كتابة هذا الموضوع أود الآن أن أشتري الجهاز مع علمي بأنه لم يعد يصنع.
إضافة حول زد أكس سبيكترم، هناك من صنع جهاز مماثل حديث وبنفس التصميم، بل حتى صنع صندوق التغليف ومحتوياته، هذا قد يكون أرخص من شراء واحد مستعمل في حالة جيدة.
هذا مثال صغير لشهرة الجهاز حتى بعد ما يزيد عن ثلاثين عاماً من توقف صنعه.
Comments are closed.