
في الأسابيع الماضية خرجت مع ابن أخي في جولات صباحية حول الحارة، شيء من الرياضة وشيء من تصوير الأماكن وتوثيقها كما هي اليوم وأخبر ابن أخي عما كان هنا في الماضي وكيف كانت الأشياء مختلفة، مثلاً كان الناس هنا يربون حيوانات المزرعة في منازلهم، الكل لديه ساحة خلفية مزروعة بالنخيل وعلى جزء منها يضعون أقفاص الدجاج أو فناء للماعز وأحد جيراننا كان لديه بقر، البلدية منعت ذلك في وقت ما والناس مع انتقالهم لبيوت جديدة لم يعودوا يفعلون ذلك.
هل هذا أمر إيجابي أم سلبي؟ الإجابة هي بالتأكيد: نعم!
الإجابة بالطبع تحتاج لموضوع آخر لأنها ليست موضوع اليوم، أثناء جولاتنا ذهبت مع ابن أخي إلى مكان ما زلنا نسميه سوق البطين مع أنه ليس هناك سوق فقد هدم منذ سنوات عدة، وهو واحد من الأماكن التي كانت مركزاً للذكريات للكثيرين الذين يعيشون في هذه المنطقة وغيرهم ممن يأتون من مناطق أخرى، السوق كان يحوي العديد من المحلات التي نزورها مرات كل أسبوع، وقد كنت أمشي له عندما أريد التسوق أو الذهاب إلى الحلاق.
الآن الحلاق في منطقة الخالدية ويحتاج سيارة للوصول له وقد انتقلت محلات سوق البطين لنفس المكان في الخالدية، نفس الأسماء المألوفة في الماضي أجدها بالقرب من الحلاق لكن كلها بعيدة عن المنزل وعن الحارة.
بحثت عن صور قديمة لسوق البطين ووجدت بعضها، سأعرضها هنا مع ذكر المصدر.
أربع صور نشرها حساب فاضل المهيري في تويتر، اضغط على الرابط لتراها مكبرة:
السوق عبارة عن صفين من المباني، هذا أحدهما وهو الجانب الغربي من السوق والصور التقطت في العصر، وهذه صورة حديثة نسبياً والتقطت في الغالب من بين 2004 و2006، السيارات من تلك الفترة وكذلك لافتات المحلات.
صورة للجانب الشرقي من السوق والصف الثاني من المحلات، وهو الجانب الذي يستخدمه الناس أكثر من الغربي لأن هنا محلات الكافتيريا وأحدها محارة البحر الذي كان مشهوراً ولا زال، بدايته كانت هنا في سوق البطين وبالتحديد في 1984، أذكر أن أبي ذهب لمحارة البحر مرة في الصباح وكنت معه وجلس هناك وأنا طلبت عصير برتقال.
على اليسار هناك استوديو الوردي الذي استخدمته وغيري لأخذ صور شخصية للأوراق الرسمية، كذلك استخدمه الطلاب أثناء العام الدراسي لنسخ الأوراق فقد كان يحوي آلة ناسخة وهذه استخدمها بعض الطلاب لصنع ما يسمى بالبراشيم، أوراق للغش في الامتحانات.
لاحظ الدراجة الهوائية، سبق أن كتبت عنها فهي سيكل خان المشهور.
هذا المرر الخلفي للجانب الشرقي وعلى يمينه هناك مساحة رملية مزروعة بعشوائية وقد كانت قذرة في بعض أجزائها لأنها تستخدم لرمي النفايات أحياناً، هذه صورة متأخرة من السوق وقد كان يحتاج لهدم قبل سنوات عديدة من التقاط هذه الصورة، أجزاء من السقف تسقط وقد سقط أحدها على رأس عامل هناك ونجى من الحادثة لكنه كان طريح الفراش في المستشفى لفترة، بعد هذه الحادثة بفترة قصيرة هدم السوق.
الجانب الشرقي، ترى على اليمين سوبر ماركت عباس، كان في الماضي يسمى بقالة أبو عائشة لكن اللافتة كانت صغيرة وكلمة “أبو” كتبت بخط صغير لذلك الناس كانوا يسمونها بقالة عائشة أو بالأحرى “دكان عاشة”، بعد ذلك هناك محارة البحر، الكافتيريا الشهير والسبب في تسمين كثير من أبناء المنطقة!
أربع صور أخرى من حساب فاضل المهيري:
صورة أخرى توضح أن السوق كان بحاجة للهدم، السوق بني في الغالب في منتصف السبعينات وقد قرأت لمن يقول في 1971، وأخمن بأنه كان بنائاً سريعاً لأن المباني الخرسانية يمكنها أن تبقى لمئة عام لو أتقن بنائها، هذا لم يكمل ثلاثين عاماً وأصبح قديماً بسرعة واحتاج لهدم.
حالياً مكان السوق ما زال كما ترى في الصورة التي التقطتها قبل تسع سنوات، الفرق أن الشجرة أصبحت أكبر:
بعد هدمه جاء البطين مول الذي أخذ محطة الحافلات وحولها لمتجر، لكن حتى هذا المكان أغلق مؤخراً ولم يعد هناك سوق يخدم سكان المنطقة، لا أدري ما الذي تخطط أو لا تخطط له البلدية لكن أتمنى أن يعملوا على سد الفراغ هنا ببناء سوق البطين الجديد وجلب بعض المحلات القديمة للعودة هنا.
أحد الرحالة الذين أتابعهم – وهو اﻷخ عمر عمير- زار أبوظبي قبل أيام، وكُنت أتوقع أن يُرينا بعض المعالم التي تكلمت عنها في مدونتك، مثل الأسواق و الشاطيء والميناء، لكن للأسف مر بسرعة على أبوظبي ولم يعطيها حقها مثل باقي المُدن. دائماً الناس يتوقفون عند دبي أكثر من أبوظبي. كون أبوظبي خالية من السياح مقارنة بدبي فهذا يُعطيها أفضلية للسياحة
رأيت الفيديو للأخ عمر عمير وللأسف جزء أبوظبي كان قصير جداً، هنا لا ترى السياح إلا في أماكن محددة مثل قرية التراث والمارينا مول أما غير ذلك فالمناطق الأخرى يستخدمها السكان وليس السياح، وبالفعل أبوظبي أفضل للسياحة إن كنت لا تريد الخوض في زحام السياح.