لعبة: Beneath a Steel Sky

لعبة مغامرات طرحت في 1994 ويمكنك الحصول عليها مجاناً، لعبة من نوع التأشير والنقر وبالتالي نوع من الألعاب التي تعجبني حقاً لكن أدرك أنها نوع من الألعاب التي تتطلب صبراً من الناس اليوم، وعلى عكس لعبة Flight of Amazon Queen هذه لعبة فيديو تعرض عالماً كئيباً في المستقبل، هي لعبة خيال علمي تتناول العديد من القضايا دون أن تشير لها مباشرة، وهناك تضارب في اللعبة بين جدية القصة والحوار الفكاهي وهذا خدم اللعبة في رأيي لأن الجدية التامة ستقتل روح اللعبة وتجعلها كئيبة حقاً.

ألعاب المغامرات في الثمانينات والتسعينات كانت فكاهية وخيالية أو في عالم ما يسمى بالفانتازيا، لعبة Beneath a Steel Sky ذهبت في اتجاه مختلف لتكون أكثر جدية وتطرح قضايا مهمة دون أن تلغي الحس الفكاهي تماماً، قضايا مثل ثمن ما يسميه البعض بالتطور والتقدم، تلوث العالم مقابل عيش الناس في مدن حديثة تحميهم من العالم الخارجي، اللعبة تطرح كذلك فكرة أن يخرج ذكاء اصطناعي عن السيطرة ويصبح المتحكم بشؤون حياة الناس، هناك إشارات للطبقية والفساد.

اللعبة تطرح كل هذه القضايا دون أن تشير لها مباشرة فهي تركز على شخصية اللعبة الرئيسية روبرت فوستر والروبوت الذي طوره، اللعبة تبدأ بقصة فوستر الذي كان ضحية حادث طائرة عندما كان طفلاً وكان الناجي الوحيد، في هذا العالم معظم الناس يعيشون في المدن التي أصبحت دولاً مستقلة وما بين المدن هناك مساحات لا يحكمها أحد تسمى الفراغ أو الفجوة ويسكنها أناس يوصفون بأنهم متوحشون، هؤلاء الناس وجدوا فوستر وأعطوه هذا الاسم وعاش معهم وتعلم مهارات عدة منها صنع الروبوت وقد صنع روبوت اسمه جوي (Joey)

فوستر يتعرض للخطف من قبل قوات أمن مدينة ما ويأخذ معه جوي، أثناء تحليقهم فوق المدينة تتعرض الطائرة لحادث وينجو  منه فوستر وتبدأ اللعبة، ألعاب المغامرات لها نمط محدد وإن كنت تعرفه فيمكنك بسهولة حل كل الأحجيات، اللعبة ليست صعبة لكن أحياناً تكون مزعجة من ناحية أن بعض الأحجيات تتطلب منك مثلاً الحديث مع شخص في المكان الصحيح وتتحدث معه مرات عدة.

أثناء السير في المدينة ومحاولة الخروج منها يكتشف فوستر من هو حقاً ولماذا خطف وما الذي يحدث في المدينة، بعض اختياراتك قد تؤدي إلى مقتل فوستر لذلك عليك حفظ تقدمك في اللعبة بين حين وآخر، ألعاب المغامرات ما هي إلا رواية أو فيلم تفاعلي، بدلاً من أن تقرأ أو تشاهد أنت تتفاعل مع اللعبة وتختار ما تفعله شخصية اللعبة وترى ردات الفعل.

أكثر ما شدني في اللعبة بأن القضايا التي طرحتها في ذلك الوقت هي نفسها القضايا التي تهم الناس اليوم مع فرق أننا في عالم يستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة ولن يخرج عن نطاق السيطرة، الخوف يجب ألا يكون من الذكاء الاصطناعي بل من مطوريه ومستخدميه.

اللعبة مجانية وأنصح بها إن كان لديك صبر على هذا النوع من الألعاب، قد تتطلب ساعتين أو ثلاث لإنهائها.


بعد كتابة الموضوع انتبهت لأمر، في العام الماضي حاولت كتابة رواية وقد كتبت جزء صغيراً منها، هي رواية خيال علمي في المستقبل حيث العالم انقسم إلى مدن مستقلة وذات سيادة والمساحات بين المدن لا يحكمها أحد والناس في المدن لديهم نظرة سلبية للناس الذين يعيشون خارجها، حقيقة كنت أظن أن هذه فكرتي لكن الآن أنتبه بأنه فكرة من لعبة فيديو لكن نسيت تماماً تأثير اللعبة علي!

1 thought on “لعبة: Beneath a Steel Sky

Comments are closed.