في لعبة مهمة الملك 1 خاض الفارس غراهام مغامرة لإنقاذ مملكة دافينتري وذلك باستراجع ثلاث كنوز للمملكة وفي نهاية اللعبة يصبح غراهام الملك، الجزء الثاني من السلسلة يكمل القصة حيث الملك غراهام يعاني من الوحدة وليس لديه ملكة أو أبناء، يبدو أن المرآة السحرية في بلاطه كانت تستمع له فعرضت عليه صورة امرأة سجنت في برج في مملكة بعيدة تسمى كليما، قرر إنقاذها لتكون زوجه.
الجزء الثاني لا يختلف كثيراً عن الأول، الرسومات نفسها مع تحسينات طفيفة، هناك أشياء أكثر تتحرك في شاشات اللعبة، القصة لها ترتيب منطقي أكثر حيث الأشياء بترتيب محدد، مثلاً هناك باب سحري عليه نقش وبقراءته سيحدث شيء ما على الطرف الآخر من اللعبة يساعد اللاعب على إيجاد المفتاح للباب، هذا عكس ما يحدث في اللعبة الأولى حيث الأحجيات يمكن حلها بدون ترتيب.
هناك ثلاث أبواب خلف بعضها البعض وتحتاج لثلاث مفاتيح، أحدها في عمق البحر، والثاني فوق السحاب والثالث في قلعة محاطة ببحيرة مسمومة يسكنها دراكولا! لا يمكن جمع المفاتيح الثلاثة بل تقرأ ما على الباب ليعطيك تلميحة لما يجب فعله، تخوض مغامرة للحصول على مفاتح الباب وتعود لترى ما بعده، وبفتح الأبواب الثلاثة يمكن الوصول إلى البرج الذي حبست فيه المرأة، ينقذها غراهام ويتزوجان فوراً!
هل أفسدت القصة؟ لا! ما يهم في ألعاب المغامرات ليس النهاية بل المغامرة نفسها، هناك روايات أعرف نهايتها لكنني أستمتع بقراءتها لأن ما بين البداية والنهاية مغامرة بتفاصيل كثيرة ممتعة، أعلم أن فرودو سيتخلص من سيد الخواتم لكن هناك ألف صفحة بين البداية والنهاية وحتى بعد أن يدمر فرودو الخاتم هناك قصة العودة إلى منزله، تولكن كان يحب الإطالة في وصف الأشياء.
أعود إلى اللعبة، الجزء الثاني أفضل بقليل فيما يتعلق بمنطق اللعبة، مثلاً كتابة الأمر انظر (look) يعطي اللاعب وصفاً لما يراه غراهام وهذا أمر مفيد لأنه يعطيك تلميحات لما يجب أن تنتبه له، في اللعبة الأولى كانت اللعبة تسأل “حدد بالضبط ما تريد رؤيته” إن جربت هذا الأمر، كذلك اللعبة لا تحاول قتل غراهم في كل شاشة.
في اللعبة الأولى كانت هناك أحداث عشوائية مثل ظهور قزم يسرقك أو ذئب يأكلك أو ساحرة تسرقك لتطبخك وتأكلك! اللعبة الثانية فيها أحداث عشوائية كذلك وإن كانت أقل وبحسب حظك يمكنك الهروب من هؤلاء لكن الحظ يعني أنهم قد يظهرون قريبين منك ولن يكون لديك وقت لردة فعل، أحياناً اللعبة تعطيك حماية ضدهم لكن هذا حدث عشوائي كذلك.
اللعبة الأولى كانت مبنية على أساس تاريخ أوروبا في القرون الوسطى وقصصهم التراثية، اللعبة الثانية خلطت بين هذا وبين العصر الحديث، مثلاً ترى في الصورة أعلاه بيت يبدو حديثاً وأمامه صندوق بريد بتصميم حديث، يمكن تجاهل ذلك، لكن ما لا يمكن تجاهله هو رؤية إعلان للعبة ثانية من نفس الشركة! في مكان محدد رأيت حفرة في صخرة فنظرت في الحفرة لأرى اللعبة تعرض علي إعلان للعبة سبيس كويست (Space Quest) مهمة الفضاء، وهي سلسلة أخرى أود الكتابة عنها بعد أن أنتهي من ألعاب مهمة الملك.

أتسائل كيف كانت ردة فعل اللاعبين في 1985 عندما اكتشفوا هذا الإعلان؟ شخصياً تضايقت أولاً ثم ضحكت، مع ذلك أرى أن إضافته كانت غلطة، أي شيء يخرج اللاعب من جو اللعبة يفترض ألا يضاف لأي سبب، تصور أن تقرأ رواية وفي منتصفها إعلان لروايات أخرى لنفس الكاتب، الناشرون يفعلون ذلك لكن يضعون الصفحة بعد نهاية الرواية لا في منتصفها.
الهواة صنعوا لعبة محسنة من مهمة الملك 2 وأنصح بها، رسومات أفضل وتمثيل صوتي، لكن لهذا الجزء الهواة قرروا تغيير الكثير وإضافة الكثير كذلك، بدلاً من المفاتيح والأبواب الثلاثة هناك باب واحد من الحجر ويحتاج لثلاث مجوهرات، كل واحدة منها تقع في نفس أماكن المفاتيح لكن الحصول عليها يحتاج لمغامرة أطول، مثلاً في لعبة سييرا الحصول على المفاتح من البحر يحتاج للقاء الملك نبتون وأعطاءه شيئاً ثم فتح محارة بجانبه تحوي المفتاح، في اللعبة المحسنة نبتون يطلب من غراهام خوض مغامرة خطرة مقابل المفتاح.
هناك أيضاً مدينة كليما حيث في لعبة سييرا لا توجد هذه المدينة، في اللعبة المحسنة المدينة فيها مكتبة ومحل يمكن الدخول لهما والحديث مع الشخص هناك، المرأة التي تعمل في المكتبة أضحكتني لأنها تتحدث باختصار شديد دون توضيح وغالباً بكلمة واحدة وهذا يدفع غراهام لطرح الأسئلة مرة بعد مرة.
قبل أن أكتب هذه المقالات أحاول إنهاء اللعبتين لذلك هذه المواضيع تتطلب وقت لكتابتها، لو اكتفيت بلعبة سييرا فيمكنني كتابة المقال في نفس اليوم لأن اللعبة تحتاج على الأكثر عشرين دقيقة، اللعبة المحسنة تضيف الكثير وتجعل اللعبة مناسبة أكثر لأذواق الناس اليوم.