لعبة: الألماس الأحمر

واحدة من أفضل الألعاب التي كتبت عنها كانت لعبة مغامرات لورا بو: وصية الكولونيل، اللعبة قديمة طرحت في 1989 و أجدني بين حين وآخر أود إعادة تجربتها، لذلك كنت سعيد بطرح لعبة The Crimson Diamond أو ألماس كرمزون كما سأسميها، لأنها لعبة تحاكي لعبة لورا بو.

في البداية اللعبة محدودة بألوانها فهناك ست عشر لون فقط وهو ما يسمى وضع EGA، في الماضي كانت الحواسيب تدعم أربع ألوان فقط ثم ظهرت مواصفات لست عشر لون وكانت هذه قفزة كبيرة في ذلك الوقت، اللعبة كذلك تستخدم الأوامر النصية للتفاعل مع عالم اللعبة، يمكن استخدام الفأرة لتحريك شخصية اللعبة لكن كل شيء آخر يحتاج لكتابة، اكتب فقط وستظهر مساحة تعرض ما كتبته تماماً مثل لعبة لورا بو.

اللعبة تبدأ بقصة وهي أن صياد سمك اصطاد واحدة تحوي داخلها ألماسة، وصل الخبر للصحف، نانسي مايبل شخصية اللعبة الرئيسية تعمل في المتحف الملكي الكندي وطلبت من رئيسها أن يسمح لها بالذهاب إلى منطقة تسمى كرمزون حيث وجد الصياد تلك السمكة والألماس، ستذهب هناك للتحقيق في صحة الخبر ولتجميع عينات صخور من المنطقة، كرمزون تحوي منجم بجادي مغلق والمنطقة عموماً تعاني اقتصادياً.

سافرت نانسي إلى المنطقة باستخدام القطار والتقت في القطار بشخصية أخرى في اللعبة وهي كيمي الكندية اليابانية وهنا إن كنت تعرف مطورة اللعبة ستدرك أنها وضعت نفسها في اللعبة! طورت اللعبة امرأة كندية من أصل ياباني وهي من رسمت كل شيء وبرمجت اللعبة وفعلت كل شيء آخر ما عدى تأليف الموسيقى التي تسمعها في مقدمة اللعبة.

مطورة اللعبة لديها بث مباشر أسبوعي ولسنوات كانت تعمل على اللعبة مباشرة على الهواء، ترسم اللوحات وتبرمج اللعبة وهكذا استطعت صنع جمهور يتابع تطوير اللعبة وينتظر طرحها، وهي كشخصية اللعبة كيمي تحب تصوير الطيور، لم تكن لديها خبرة سابقة في صنع ألعاب الفيديو أو برمجتها لذلك كانت هذه تجربة جديدة تماماً عليها وقد استخدمت برنامج Adventure Game Studio لصنع اللعبة، البرنامج استخدم لصنع المئات من الألعاب التجارية المماثلة، البرنامج مجاني ومفتوح المصدر.

أعود لقصة اللعبة، في نهاية رحلة القطار تكتشف نانسي أن حقيبتها سرقت أو ضاعت فنزلت من القطار مع كيمي لتتجهان إلى النزل الوحيد في المنطقة، ليكتشفان أن النزل لم يعد يستقبل الضيوف ومالكه يعيش هناك وحول المكان لبيت خاص له، لكن لظروف مختلفة اضطر النزل إلى استقبال المرأتين وضيوف آخرين، هناك عدة شخصيات تطمع في الثروة التي يمكن أن يكتشفونها في المنطقة جراء ظهور الألماس فيها.

اللعبة تبدأ بطيئة وتخبرك مقدماً أن لديك دفتر ملاحظات يمكن مراجعته لمعرفة ما عليك فعله، والقصة مقسمة إلى سبع أجزاء ولا تنتقل من جزء لآخر حتى تنجز أهداف محددة في الدفتر، واللعبة تعلم اللاعب مبكراً كيف يلعب بكتابة أوامر نصية، هناك تمرين يمكن أن يجربه اللاعب أولاً قبل أن يبدأ اللعبة وأنصح بتجربته.

مثلاً هناك أمر انظر (look) الذي يجب أن تستخدمه كلما دخلت لأي مساحة في اللعبة، ستعطيك اللعبة وصفاً للمكان ولأهم ما تراه نانسي، ومن هنا يمكنك التدقيق على ما رأته، أن تفتح خزانة أو درج لترى محتوياته، أو ترى شيء ما عن قرب أو باستخدام عدسة مكبرة.

اللعبة لا تسمح لأمر استخدم (use) بأن يستخدم، بل عليك أن تستخدم كلمات أخرى أكثر دقة لكي تفعل ما تريد، واللعبة تقدم مساعدة للأوامر التي يمكن استخدامها وكذلك لاختصارات يمكن أن تستخدمها، مثلاً لفتح باب عليك أن تقترب من الباب وتكتب open door أو تختصر وتكتب o d فقط، وفي حال أردت تكرار آخر أمر كتبته عليك الضغط على زر المسافة أو F3.

مساحة اللعبة محدودة بالنزل والمنطقة المحيطة به ومبكراً ستتمكن من التجول في معظم مساحات اللعبة وتفعل ما تشاء لكن بتقدم القصة ستتسارع الأحداث وتتغير مهمة نانسي من جمع نماذج للأحجار للتحقيق في جرائم، ولن أحرق عليك باقي القصة.

شخصياً وجدت اللعبة ممتعة وقصيرة وتمنيت لو أنها كانت أطول قليلاً، المساحات مرسومة بإتقان وهناك الكثير من التفاصيل التي رسمت بعدد ألوان محدود وهذا مثير للإعجاب، اللعبة تبدو وكأنها أتت من الثمانينات لكن بدون مشاكل ألعاب الثمانينات مثل قتل اللاعب في كل شاشة بطرق إبداعية مختلفة، هذه اللعبة تحذرك قبل أن تقتلك!

أنصح باللعبة إن كنت مثلي تحب ألعاب المغامرات.

1 thought on “لعبة: الألماس الأحمر

  1. شاشة VGA ذات ال 16 لوناً أذكرها جيداً، أعني اﻷلوان، كانت في لغة باسكال لها أرقام حفظت هذه اﻷرقام واستخدمناها في اﻷلعاب وفي الشاشة النصية كلها كان يمكن تلوينها

Comments are closed.