عندما أجرب لعبة رائعة فمن السهل أن أتجاهل عيوبها الصغيرة فليس هناك شيء كامل بلا عيوب، وإن كانت اللعبة سيئة فلن أضيع وقتي في إكمالها، لعبة هذا الموضوع ليست جيدة ولا سيئة بل تقف في المنتصف حيث تجعلني أتضايق حقاً لأنها لعبة كان بالإمكان أن تكون رائعة لكنها فشلت في ذلك وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أقول بأنها لعبة سيئة.
لعبة كوكب بلا حياة (Lifeless Planet) هي لعبة محاكي مشي وهذا النوع من الألعاب يعجبني لبساطته وتركيزه على القصة أكثر من أي شيء آخر، لكن لعبة كوكب بلا حياة حاولت أن تكون أكثر من ذلك دون أن تنجح وهذا ما ضايقني، كان بإمكان مطور اللعبة التركيز على القصة فقط وستكون اللعبة جيدة لكنه حاول إضافة خصائص أخرى دون تعمق.
ستلعب دور رائد فضاء أمريكي هبط على كوكب بدون اسم وبسرعة ستفهم أنها رحلة بلا عودة وأنه وصل مع آخرين لكنهم غير موجودين، عليك أن تكتشف ماذا حدث للكوكب الذي كان مناسباً للحياة لكنه الآن صحراء قاحلة وبلا حياة، ومنذ اللحظات الأولى سترى الماء ومخلوقات فيه تشبه الضفادع وبالتالي هناك حياة ما، هذا مثال لما كان بالإمكان حذفه وستكون اللعبة أفضل، أعني الضفادع! إن لم يكن هناك غذاء لهذه المخلوقات فلن تبقى حتى مع وجود الماء.
بعد المشي يأتي القفز وأنت رائد فضاء لديك محرك نفاث صغير يساعدك على القفز لمسافات أطول، هذا ما ستفعله كثيراً في اللعبة ولم أجده يساهم في القصة بأي شكل وليس هناك تنوع في منصات القفز، أحياناً تجد وقود للمحرك النفاث وهذا يساعدك على القفز مسافات أطول، لكن اللعبة تقرر متى تأخذ منك هذه الخاصية بعرض رسالة تقول أن الوقود نفذ، لاحقاً ستعيدها لك بوضع خزان وقود في مكان واضح، المطور يريد منك أن تلعب لعبته بطريقة محددة وهذا ساهم في تضايقي من اللعبة، بدلاً من ترك الحرية للمستخدم ليستكشف اللعبة تقرر أن تعطي وتأخذ.
نفس الأمر مع الأوكسجين، مبكراً تتعلم أن عليك تزويد نفسك بالهواء لكن هذا لن يحدث إلا إن كان هناك عربة أوكسجين وهذا لا يحدث إلا قليلاً، لو حذف هذا النظام فلن تخسر اللعبة شيئاً، فقط المرة الأخيرة التي تحتاج فيها للهواء ستكون مهمة، هناك جزء كبير في وسط اللعبة حيث لا تحتاج أن تهتم بهذا النظام، لأن المطور قرر أن اللاعب سيخسر الأوكسجين عند نقاط محددة.
هناك أحجيات قليلة وكلها بسيطة جداً، اللعبة خطية ولا تشجع على الاستكشاف لأن المناطق خالية من التفاصيل.
القصة جيدة وهي السبب الوحيد الذي يجعل اللعبة ليست سيئة تماماً، رائد الفضاء انطلق في رحلة بلا عودة إلى كوكب فيه حياة لاستكشافه وربما لإرسال بيانات إلى الأرض ويمكن أن تخمن بأن الفكرة كانت أن يكون الكوكب مكاناً آخر يسكنه البشر، مبكراً سيجد اللاعب مدينة بناها السوفيت! هناك أناس وصلوا للكوكب قبله لكن لا أحد منهم هنا، تركوا خلفهم رسائل صوتية ومكتوبة تخبرك عما حدث.
اللعبة تضايقني لأنني أرى أنها كانت تملك فرصة لتكون أفضل بكثير بواحد من أسلوبين: إما التبسيط والتركيز على القصة أو البيئة وصنع بيئة تستحق الاستكشاف وتاريخ يجعل الفرد يريد تعلم المزيد، أو بإضافة المزيد وتحويل اللعبة إلى لعبة بقاء حيث يجب أن تبدأ بدون شيء تقريباً وعليك أن تجمع المعدات والأدوات اللازمة لكي تبقى وتصل إلى النهاية.
اللعبة صنع أكثرها شخص واحد، وهذا سبب آخر يجعلني أكتب عنها لأن شخص مثلي لا يستطيع أن يصنع لعبة وكل ما لدي هو استهلاك ما صنعه الآخرون ونقده، صناعة لعبة فيديو ناجحة ليس بالسهل حتى لو لم تكن اللعبة رائعة فعلى الأقل هذا المطور نجح في فعل شيء صعب ويمكنه المحاولة مرة أخرى، وقد فعل.
لعبته الثانية اسمها قمر بلا حياة (Lifeless Moon)، سأرى إن تحسن مستوى اللعبة.