شدني عنوان الرواية وعندما قرأت ملخصها في الغلاف زاد فضولي ودفعني ذلك لقراءتها، لكن توقفت بعد ربع الرواية، القصة تدور حول ألن الذي بلغ المئة عاماً وكان يعيش في دار لرعاية المسنين وقد كانوا يعدون للاحتفال بيوم ميلاده لكنه قرر الهرب بالخروج من النافذة ومن هنا تبدأ مغامرته.
قبل سنوات كتبت فكرة لرواية تدور حول رجل كبير في السن سيحتفل العالم بيوم ميلاده لأنه بلغ من العمر ما لم يبلغ أحد قبله وما زال قوياً يستطيع الحركة لكنه كان ينتظر الموت ويود أن يرحل بهدوء ودون انتباه، احتفال يوم ميلاده يسير عكس رغباته لذلك قرر الهرب، ثم اكتشفت أن العالم الذي رسمته للرواية لم يكن من أفكاري بل شيء استوحيته من لعبة فيديو ونسيت ذلك، والآن أجد أن هناك من كتب رواية لفكرة مماثلة، هذا ما شدني لها.
على أي حال، الرواية تحولت بسرعة لسلسلة من الأحداث العنيفة، فقرات عديدة تمضي ثم فجأة شخص يموت بعنف والمؤلف يكتب تفاصيل بشعة، أول مرة قلت لا بأس مع أنني لا أحب هذا الأسلوب في الكتابة، ثم تكرر الأمر مرة بعد مرة حتى قررت أن أتوقف.
ألن توجه لمحطة حافلات وهناك كان شاب يسحب حقيبة ثقيلة كبيرة، أراد الشاب الذهاب للحمام وطلب من ألن أن يبقي عينيه على الحقيبة، لكن ألن قرر أن يسرق الحقيبة ويركب الحافلة التي ستذهب الآن … إلى أي مكان، لا يهمه المكان، الشاب خرج من الحمام وبدأ في إلقاء الشتائم على كل من يسمع، ألن كان بعيداً في مكان ما مع الحقيبة التي لا يدري ما الذي تحويه.
هنا يلتقي ألن بأول شخصية تتورط معه في مغامراته وكل من التقى بهم ألن كانوا إما لصوص أو أناس بلا ضمير وألن نفسه ليس لديه مشكلة عندما تسبب في قتل بعض الأفراد، الرواية تنتقل بين الماضي والحاضر في فصولها وألن شخصية شهدت أحداثاً مهمة من القرن العشرين فقد ساهم في تطوير القنبلة الذرية، وأنقذ الجنرال فرانكو من الموت والتقى بستالين وألبرت آنشتاين وغير مجرى التاريخ! لا بد أن يكون ألن أكثر الأشخاص حظاً في التاريخ فكل شيء في النهاية يسير لصالحه، الرواية كانت في البداية ممتعة ثم مملة ومزعجة.
حقيقة خيبت أملي الرواية، ما كنت أتطلع له هي مغامرة رجل يريد الهروب من الانتباه وأن يترك لوحده لكن ما قرأته هي سلسلة من الأحداث العنيفة، أكره العنف في الأفلام والروايات والألعاب، أدرك أنه جزء من الدنيا ولست أنكر ذلك، المشكلة دائماً هي في تصويره وليس في العنف نفسه.
الرواية حققت مبيعات عالية وتحولت لفيلم، ما لم يعجبني قد يعجبك.
أنا أيضا توقفت عن قراءة بعض الروابات بعد أن كنت قد تحمست لقراءتها و السبب هو تخييبها لتوقعاتي و تركيزها على أشياء أكره أن تكون في الأدب و الفن. آخر روياية بدأت بقراءتها ثم توقفت. هي رواية “خالي العزيز تابليون” للكاتب الإيراني إيرج بزشك زاده.
الروايات بالتحديد يمكن التوقف عن قراءتها إذا لم تستطع أن تبقينا نقرأ في صفحاتها الأولى، ومع ذلك أحاول أن أعطي الرواية فرصة وأقرأ المزيد لعلي أصل لما يجعلني أود إكمالها، في حال فشلت فلا فائدة من إكمالها، هناك الكثير غيرها.