في أواخر الثمانينات أو ربما أوائل التسعينات جلست لألعب اللعبة المشهورة فاينال فانتسي، لم نكن نملك جهاز نينتندو في المنزل ولا أذكر أين جربتها لكن بلا شك في بيت أحد الجيران، بيتنا كان يحوي أجهزة مختلفة مثل الأميغا 500 وإخواني كانوا يفضلوت أجهزة سيغا على نينتندو، على أي حال، لم أكمل عشر دقائق في اللعبة ثم توقفت ومن ذلك اليوم لم أجرب أي لعبة فاينل فانتسي بسبب اللعبة الأولى.
أذكر كيف أنني كنت أسير في خريطة العالم وفجأة اللعبة توقفني لتعرض علي معركة عشوائية (random encounter) وأحياناً أخرج من معركة لأقع في أخرى مباشرة ويبدو أنني كنت أبغض القتال منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، المشكلة الثانية هي نظام القتال في اللعبة فقد كان يعتمد على ما يسمى بالإنجليزية turn-based ويمكن ترجمته إلى نظام تناوب الأدوار، المهم هنا أن المعركة تدور بين شخصيات اللاعب وشخصيات العدو، يبدأ جانب القتال ثم ينتقل الدور للجانب الآخر وتستمر المعركة بتغير الأدوار حتى يسقط أحد الفريقين أو يهرب.
إلى اليوم لا أدري لماذا لا أحب هذا النظام، واليوم أجرب لعبة تستخدمه وعلي تجاوز مشاعري تجاه النظام، لأنني أدرك أنه نظام قتال يحبه كثيرون وهو كذلك نظام قتال يعطي المطورين فرصة لتصميم معارك تعتمد على الذكاء وصنع خطة بدلاً من الاعتماد على سرعة ردة الفعل، وأيضاً أدرك أنه نظام مثالي للألعاب النصية حيث يحتاج الفرد لقراءة ما يحدث قبل أن يفعل أي شيء.
أكتب هذه المقدمة وأنا لم أجرب اللعبة بعد، ملاحظتان قبل أن أبدأ: الأولى أنني جربت لعبة فانيال فانتاسي 14 وهي لعبة شبكية من نوع MMORPG وهذا يجعلها مختلفة عن الألعاب الفردية، الثانية أنني سألت في ماستودن الأخ محمد الطاهر أن يقترح علي عنوان من سلسلة ألعاب فاينل فانتسي (هناك الكثير منها) واختار فاينال فانتاسي 6 وهذا اختيار حسن لأنني لا أود تجربة أول لعبة مرة أخرى لكن لا أعرف من أي نقطة أبدأ.
كل ما قلته أعلاه تمهيد لما بعده … دعني أشغل اللعبة أولاً، وتحذير: سأتحدث عن القصة بتفاصيلها.
اللعبة تبدأ بتمهيد للقصة، العالم شهد حرباً قبل ألف عام استخدمت فيها قوى سحرية أدت لدمار العالم، خلال ألف عام استخدم الناس الحديد والبارود ومحركات البخار بدلاً من السحر وعادت الحياة ببطء للعالم، مع ذلك هناك شخص يريد إيقاظ قوى السحر واستخدامها كوسيلة للهيمنة على العالم، ثم تختم المقدمة بسؤال: هل هناك أحمق يريد تكرار الخطأ؟
هذا يذكرني بروايتي الهوبيت وسيد الخواتم فكلاهما ينتقدان استخدام الحديد والآلات للهيمنة على الطبيعة وعلى الناس، في اللعبة بداية القصة تصف عالماً يقف ضد السحر ويستخدم الآلات، وبعد المقدمة تعرض اللعبة ثلاث شخصيات تتنقل على آلات تشبه الروبوت، الثلاثة يطلون على مدينة من مكان مرتفع، رجلان وامرأة؛ أحد الرجلين يتحدث عن المرأة بأنها لا تملك إرادتها وأنهما يتحكمان بها بطريقة ما، وأنها ساحرة أخذوها لمهمة ما وأنهم يتحكمون بها من خلال شيء وضعوه على رأسها، الرجلان يبحثان عن مخلوق متجمد سموه إسبر (esper) وهو موجود في منجم قريب من المدينة.
ينزل الثلاثة من المرتفع ويتوجهون للمدينة، اللعبة تبدأ هنا ومباشرة أجد القصة تبدأ بمعارك سريعة، الناس في المدينة يدافعون عنها لكنهم غير قادرين على مواجهة آلات ماجيتيك (Magitek)، نظام تناوب الأدوار يستخدم هنا لكن أجدني متقبلاً له وهذا يسعدني، أنا شخص مختلف عما كنت عليه قبل ثلاثين عاماً (اللعبة طرحت في 1994) وما فاجأني أكثر هو وجود المعارك العشوائية التي لم أجد مشكلة فيها الآن، يمكنني التركيز على قصة اللعبة والاستمتاع بها.
بعد مواجهات سريعة يصل الثلاثة إلى المنجم وبعد معارك قليلة هنا يصلون إلى الجزء المهم من المنجم حيث يجدون إسبر هناك، لكن قبل ذلك على الثلاثة قتال عدو شكله مثل الحلزون، اللعبة فيها خاصية القتال التلقائي حيث يمكن الضغط على زر Q ولن يحتاج اللاعب لفعل شيء سوى الانتظار وهذا ما فعلته مع المعارك السابقة لكن هذه المرة القتال التلقائي كان غير فعال وخسرت المعركة واضطررت لإعادة جزء من اللعبة، في المحاولة الثانية استطعت قتل الوحش وتطلب ذلك وقتاً طويلاً.
بعد المعركة وصل الثلاثة للإسبر الذي كان مجمداً في كريستال أم ثلج؟ لا أدري، وباقتراب الثلاثة شعر بهم الإسبر وأرسل أشعة قتلت الرجلين وحطم روبوت المرأة التي فقدت وعيها، ينتقل المشهد لبيت رجل كبير في السن والمرأة نائمة هناك، استيقظت ليخبرها الرجل بأنها كانت تحت سيطرة إمبراطورية غيشتال (Gestahlian Empire) وأنها كانت لا تملك إرادتها لأن الإمبراطورية استخدم تاج العبودية للسيطرة عليها.
التاج أثر على ذاكرتها والفتاة تعاني من صداع الرأس وفقدان الذاكرة، لكنها تتذكر اسمها وهنا اللعبة تعطي اللاعب فرصة لتسمية المرأة وتضع اسم تلقائي للشخصية وهو تيرا (Terra)، أبقيت الاسم التلقائي، وهنا يأتي حراس المدينة ليطرقوا باب بيت الرجل بعنف ويطالبونه بتسليم الفتاة لهم، الرجل يخبر تيرا بأن عليها الهروب من الباب الخلفي فالحراس لن يتفهموا حقيقة أنها لم تملك إرادتها عندما هاجمت المدينة وسكانها.
هربت تيرا إلى كهف خلف المدينة وهناك لاحقها الجنود وأحاطوا بها، انهارت الأرض تحت تيرا وسقطت وفقدت وعيها، من العبودية إلى صداع الرأس وفقدان الذاكرة والآن سقوط من مرتفع، الحياة سلسلة مصائب بالنسبة لتيرا، بعد سقوطها عادت ذكرى لتيرا ورأت فيها من وضع تاج العبودية على رأسها وهو شخص اسم كيفكا (Kefka) عرف أنها تستطيع استخدام السحر ويمكن استغلالها لخدمة الإمبراطورية، ينتقل المشهد إلى ساحة حيث الإمبراطور يلقي خطبة يعلن فيها عودة السحر وأنهم سيستخدمونه للهيمنة على العالم.
المشهد ينتقل إلى بيت الرجل حيث يدخل البيت شاب اسمه لوك، الرجل يطلب من لوك إنقاذ تيرا وإخراجها من المدينة والذهاب إلى شخص اسمه فيغارو، لوك أحد أعضاء جماعة تسمى العائدون (Returners) وهم جماعة متمردة ومقاومة للإمبراطورية، بسرعة البرق لوك يصل لتيرا قبل حراس المدينة الذين وصلوا بعده وعليه مواجهتهم، هنا جاء عدد من مخلوقات غريبة تبدو كالقطط ولها كرة حمراء فوق رأسها تسمى Moogle (موغل أو موقل؟) وعرضت الهجوم على حراس المدينة، هناك تبدأ سلسلة معارك تنتهي بمعركة أصعب قليلاً مع أحد حراس المدينة.
بعد المعركة يخرج لوك مع تيرا من الكهف ويتجهان إلى خارج المدينة، وهنا علي التوجه إلى هذا الشخص الذي يسمى فيغارو، المشكلة أنني لا أعرف أين أذهب، لا شيء في الخريطة يخبرني عن ذلك أو لعلي لم أنتبه له، ولا بأس بذلك، هذا يذكرني بطريقة تصميم الألعاب القديمة.
أكتفي بهذا الآن، أعلم أنني لم ألعب سوى مقدمة اللعبة لكن عدد كلمات هذا الموضوع ستصل إلى الألف، مواضيع هذه اللعبة ستطرح يومياً حتى أنجز اللعبة.
يمكن (لمن يريد) أن يعرب ال Rom ويلعب باللغة العربية
من هنا:
https://sites.google.com/view/athbistudio/download/ffvi?authuser=0